الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> زَعَمَ الغُرابُ مُنَبِّئُ الأَنباءِ * أَنَّ الأَحِبَّةَ آذَنوا بِتَناءِ
| 1 | زَعَمَ الغُرابُ مُنَبِّئُ الأَنباءِ | * | أَنَّ الأَحِبَّةَ آذَنوا بِتَناءِ | 
| 2 | فَاثلِج بِبَردِ الدَمعِ صَدرًا واغِرًا | * | وَجَوانِحًا مَسجورَةَ الرَمضاءِ | 
| 3 | لا تَأمُرَنّي بِالعَزاءِ وَقَد تَرى | * | أَثَرَ الخَليطِ وَلاتَ حينَ عَزاءِ | 
| 4 | قَصَرَ الفِراقُ عَنِ السُلُوِّ عَزيمَتي | * | وَأَطالَ في تِلكَ الرُسومِ بُكائي | 
| 5 | زِدني اشتِياقًا بِالمُدامِ وَغَنِّني | * | أَعزِز عَلَيَّ بِفُرقَةِ القُرَناءِ | 
| 6 | فَلَعَلَّني أَلقى الرَدى فَيُريحُني | * | عَمّا قَليلٍ مِن جَوى البُرَحاءِ | 
| 7 | أَخَذَت ظُهورُ الصالِحِيَّةِ زينَةً | * | عَجَبًا مِنَ الصَفراءِ وَالحَمراءِ | 
| 8 | نَسَجَ الرَبيعُ لِرَبعِها ديباجَةً | * | مِن جَوهَرِ الأَنوارِ بِالأَنواءِ | 
| 9 | بَكَتِ السَماءُ بِها رَذاذَ دُموعِها | * | فَغَدَت تَبَسَّمُ عَن نُجومِ سَماءِ | 
| 10 | في حُلَّةٍ خَضراءَ نَمنَمَ وَشيَها | * | حَوكُ الرَبيعِ وَحُلَّةٍ صَفراءِ | 
| 11 | فَاشرَب عَلى زَهرِ الرِياضِ يَشوبُهُ | * | زَهرُ الخُدودِ وَزَهرَةُ الصَهباءِ | 
| 12 | مِن قَهوَةٍ تُنسي الهُمومَ وَتَبعَثُ الـ | * | ـشَوقَ الَّذي قَد ضَلَّ في الأَحشاءِ | 
| 13 | يُخفي الزُجاجَةَ لَونُها فَكَأَنَّها | * | في الكَفِّ قائِمَةٌ بِغَيرِ إِناءِ | 
| 14 | وَلَها نَسيمٌ كَالرِياضِ تَنَفَّسَت | * | في أَوجُهِ الأَرواحِ وَالأَنداءِ | 
| 15 | وَفَواقِعٌ مِثلُ الدُموعِ تَرَدَّدَت | * | في صَحنِ خَدِّ الكاعِبِ الحَسناءِ | 
| 16 | يَسقيكَها رَشَأٌ يَكادُ يَرُدُّها | * | سَكرى بِفَترَةِ مُقلَةٍ حَوراءِ | 
| 17 | يَسعى بِها وَبِمِثلِها مِن طَرفِهِ | * | عَودًا وَإِبداءً عَلى النُدَماءِ | 
| 18 | ما لِلجَزيرَةِ وَالشَآمِ تَبَدَّلا | * | بِكَ يا ابنَ يوسُفَ ظُلمَةً بِضِياءِ | 
| 19 | نَضَبَ الفُراتُ وَكانَ بَحرًا زاخِرًا | * | وَاسوَدَّ وَجهُ الرَقَّةِ البَيضاءِ | 
| 20 | وَلَقَد تُرى بِأَبي سَعيدٍ مَرَّةً | * | مُلقى الرِحالِ وَمَوسِمَ الشُعَراءِ | 
| 21 | إِذ قَيظُها مِثلُ الرَبيعِ وَلَيلُها | * | مِثلُ النَهارِ يُخالُ رَأدَ ضَحاءِ | 
| 22 | رَحَلَ الأَميرُ مُحَمَّدٌ فَتَرَحَّلَت | * | عَنها غَضارَةُ هَذِهِ النَعماءِ | 
| 23 | وَالدَهرُ ذو دُوَلٍ تَنَقَّلُ في الوَرى | * | أَيّامُهُنَّ تَنَقُّلَ الأَفياءِ | 
| 24 | إِنَّ الأَميرَ مُحَمَّدًا لَمُهَذَّبُ الـ | * | ـأَفعالِ في السَرّاءِ وَالضَرّاءِ | 
| 25 | مَلِكٌ إِذا غَشِيَ السُيوفَ بِوَجهِهِ | * | غَشِيَ الحِمامَ بِأَنفُسِ الأَعداءِ | 
| 26 | قَسَمَت يَداهُ بِبَأسِهِ وَسَماحِهِ | * | في الناسِ قِسمَي شِدَّةٍ وَرَخاءِ | 
| 27 | مُلِئَت قُلوبُ العالَمينَ بِفِعلِهِ الـ | * | ـمَحمودِ مِن خَوفٍ لَهُ وَرَجاءِ | 
| 28 | أَغنى جَماعَةَ طَيِّئٍ عَمّا ابتَنَت | * | آباؤُها القُدَماءُ لِلأَبناءِ | 
| 29 | فَإِذا هُمُ افتَخَروا بِهِ لَم يَبجَحوا | * | بِقَديمِ ما وَرِثوا مِنَ العَلياءِ | 
| 30 | صَعِدوا جِبالًا مِن عُلاكَ كَأَنَّها | * | هَضَباتُ قُدسَ وَيَذبُلٍ وَحِراءِ | 
| 31 | وَاستَمطَروا في المَحلِ مِنكَ خَلائِقًا | * | أَصفى وَأَعذَبَ مِن زُلالِ الماءِ | 
| 32 | وَضَمِنتَ ثَأرَ مُحَمَّدٍ لَهُمُ عَلى | * | كَلَبِ العِدا وَتَخاذُلِ الأَحياءِ | 
| 33 | ما انفَكَّ سَيفُكَ غادِيًا أَو رائِحًا | * | في حَصدِ هاماتٍ وَسَفكِ دِماءِ | 
| 34 | حَتّى كَفَيتَهُمُ الَّذي استَكفَوكَ مِن | * | أَمرِ العِدا وَوَفَيتَ أَيَّ وَفاءِ | 
| 35 | مازِلتَ تَقرَعُ بابَ بابَكَ بِالقَنا | * | وَتَزورُهُ في غارَةٍ شَعواءِ | 
| 36 | حَتّى أَخَذتَ بِنَصلِ سَيفِكَ عَنوَةً | * | مِنهُ الَّذي أَعيا عَلى الخُلَفاءِ | 
| 37 | أَخلَيتَ مِنهُ البَذَّ وَهيَ قَرارُهُ | * | وَنَصَبتَهُ عَلَمًا بِسامُرّاءِ | 
| 38 | لَم يُبقِ مِنهُ خَوفُ بَأسِكَ مَطعَمًا | * | لِلطَيرِ في عَودٍ وَلا إِبداءِ | 
| 39 | فَتَراهُ مُطَّرِدًا عَلى أَعوادِهِ | * | مِثلَ اطِّرادِ كَواكِبِ الجَوزاءِ | 
| 40 | مُستَشرِفًا لِلشَمسِ مُنتَصِبًا لَها | * | في أُخرَياتِ الجِذعِ كَالحِرباءِ | 
| 41 | وَوَصَلتَ أَرضَ الرومِ وَصلَ كُثَيِّرٍ | * | أَطلالَ عَزَّةَ في لِوى تَيماءِ | 
| 42 | في كُلِّ يَومٍ قَد نَتَجتَ مَنِيَّةً | * | لِحُماتِها مِن حَربِكَ العُشَراءِ | 
| 43 | سَهَّلتَ مِنها وَعرَ كُلِّ حُزونَةٍ | * | وَمَلَأتَ مِنها عَرضَ كُلِّ فَضاءِ | 
| 44 | بِالخَيلِ تَحمِلُ كُلَّ أَشعَثَ دارِعٍ | * | وَتُواصِلُ الإِدلاجَ بِالإِسراءِ | 
| 45 | وَعَصائِبٍ يَتَهافَتونَ إِذا ارتَمى | * | بِهِمُ الوَغى في غَمرَةِ الهَيجاءِ | 
| 46 | مِثلَ اليَراعِ بَدَت لَهُ نارٌ وَقَد | * | لَفَّتهُ ظُلمَةُ لَيلَةٍ لَيلاءِ | 
| 47 | يَمشونَ في زَغَفٍ كَأَنَّ مُتونَها | * | في كُلِّ مَعرَكَةٍ مُتونُ نِهاءِ | 
| 48 | بيضٌ تَسيلُ عَلى الكُماةِ فُضولُها | * | سَيلَ السَرابِ بِقَفرَةٍ بَيداءِ | 
| 49 | فَإِذا الأَسِنَّةُ خالَطَتها خِلتَها | * | فيها خَيالَ كَواكِبٍ في ماءِ | 
| 50 | أَبناءُ مَوتٍ يَطرَحونَ نُفوسَهُم | * | تَحتَ المَنايا كُلَّ يَومِ لِقاءِ | 
| 51 | في عارِضٍ يَدِقُ الرَدى أَلهَبتَهُ | * | بِصَواعِقِ العَزَماتِ وَالآراءِ | 
| 52 | أَشلى عَلى «مَنويلَ» أَطرافَ القَنا | * | فَنَجا عَتيقَ عَتيقَةٍ جَرداءِ | 
| 53 | وَلَوَ انَّهُ أَبطا لَهُنَّ هُنَيهَةً | * | لَصَدَرنَ عَنهُ وَهُنَّ غَيرُ ظِماءِ | 
| 54 | فَلَئِن تَبَقّاهُ القَضاءُ لِوَقتِهِ | * | فَلَقَد عَمَمتَ جُنودَهُ بِفَناءِ | 
| 55 | أَثكَلتَهُ أَشياعَهُ وَتَرَكتَهُ | * | لِلمَوتِ مُرتَقِبًا صَباحَ مَساءِ | 
| 56 | حَتّى لَوِ ارتَشَفَ الحَديدَ أَذابَهُ | * | بِالوَقدِ مِن أَنفاسِهِ الصُعَداءِ | 
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (1/5-12)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: كامل
 - الروي:: همزة
 - العصر:: عباسي
 - اضغط هنا للطباعة
 
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-12) في صفحة (6)،
3 - الأبيات (13-19) في صفحة (7)،
4 - الأبيات (20-31) في صفحة (8)،
5 - الأبيات (32-37) في صفحة (9)،
6 - الأبيات (38-41) في صفحة (10)،
7 - الأبيات (42-50) في صفحة (11)،
8 - الأبيات (51-56) في صفحة (12)،