موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 هَنيئًا أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّما * نَجاتُكَ لِلدينِ الحَنيفِ نَجاةُ
2 هَنيئًا لِطَهَ وَالكِتابِ وَأُمَّةٍ * بَقاؤُكَ إِبقاءٌ لَها وَحَياةُ
3 أَخَذتَ عَلى الأَقدارِ عَهدًا وَمَوثِقًا * فَلَستَ الَّذي تَرقى إِلَيهِ أَذاةُ
4 وَمَن يَكُ في بُردِ النَبِيِّ وَثَوبِهِ * تَجُزهُ إِلى أَعدائِهِ الرَّمَياتُ
5 يَكادُ يَسيرُ البَيتُ شُكرًا لِرَبِّهِ * إِلَيكَ وَيَسعى هاتِفًا عَرَفاتُ
6 وَتَستَوهِبُ الصَفحَ المَساجِدُ خُشَّعًا * وَتَبسُطُ راحَ التَوبَةِ الجُمُعاتُ
7 وَتَستَغفِرُ الأَرضُ الخَصيبُ وَما جَنَتْ * وَلَكِن سَقاها قاتِلونَ جُناةُ
8 وَتُثني مِنَ الجَرحى عَلَيكَ جِراحُهُمْ * وَتَأتي مِنَ القَتلى لَكَ الدَعَواتُ
9 ضَحِكتَ مِنَ الأَهوالِ ثُمَّ بَكَيتَهُمْ * بِدَمعٍ جَرَت في إِثرِهِ الرَحَماتُ
10 تُثابُ بِغاليهِ وَتُجزى بِطُهرِهِ * إِلى البَعثِ أَشلاءٌ لَهُمْ وَرُفاتُ
11 وَما كُنتَ تُحييهِمْ فَكِلهُمْ لِرَبِّهِمْ * فَما ماتَ قَومٌ في سَبيلِكَ ماتوا
12 رَمَتهُمْ بِسَهمِ الغَدرِ عِندَ صَلاتِهِمْ * عِصابَةُ شَرٍّ لِلصَلاةِ عُداةُ
13 تَبَرَّأَ عيسى مِنهُمُ وَصِحابِهِ * أَأَتباعُ عيسى ذي الحَنانِ جُفاةُ
14 يُعادونَ دينًا لا يُعادونَ دَولَةً * لَقَد كَذِبَت دَعوى لَهُمْ وَشُكاةُ
15 وَلا خَيرَ في الدُنيا وَلا في حُقوقِها * إِذا قيلَ طُلّابُ الحُقوقِ بُغاةُ
16 بِأَيِّ فُؤادٍ تَلتَقي الهَولَ ثابِتًا * وَما لِقُلوبِ العالَمينَ ثَباتُ
17 إِذا زُلزِلَت مِن حَولِكَ الأَرضُ رادَها * وَقارُكَ حَتّى تَسكُنَ الجَنَباتُ
18 وَإِن خَرَجَت نارٌ فَكانَت جَهَنَّمًا * تُغَذّى بِأَجسادِ الوَرى وَتُقاتُ
19 وَتَرتَجُّ مِنها لُجَّةٌ وَمَدينَةٌ * وَتَصلى نَواحٍ حَرَّها وَجِهاتُ
20 تَمَشَّيتَ في بُردِ الخَليلِ فَخُضتَها * سَلامًا وَبُردًا حَولَكَ الغَمَراتُ
21 وَسِرتَ وَمِلءُ الأَرضِ حولَك أَدرُعٌ * وَدِرعُكَ قَلبٌ خاشِعٌ وَصَلاةُ
22 ضَحوكًا وَأَصنافُ المَنايا عَوابِسٌ * وَقورًا وَأَنواعُ الحُتوفِ طُغاةُ
23 يَحوطُكَ إِن خانَ الحُماةَ انتِباهُهُمْ * مَلائِكُ مِن عِندِ الإِلَهِ حُماةُ
24 تُشيرُ بِوَجهٍ أَحمَدِيٍّ مُنَوِّرٍ * عُيونُ البَرايا فيهِ مُنحَسِراتُ
25 يُحَيِّ الرَعايا وَالقَضاءُ مُهَلِّلٌ * يُحَييهِ وَالأَقدارُ مُعتَذِراتُ
26 نَجاتُكَ نُعمى لِلإِلَهِ سَنِيَّةٌ * لَها فيكَ شُكرٌ واجِبٌ وَزَكاةُ
27 فَصَيِّرْ أَميرَ المُؤمِنينَ ثَناءَها * مَآثِرَ تُحيِ الأَرضَ وَهيَ مَواتُ
28 إِذا لَم يَفُتنا مِن وُجودِكَ فائِتٌ * فَلَيسَ لِآمالِ النُفوسِ فَواتُ
29 بَلَوناكَ يَقظانَ الصَوارِمِ وَالقَنا * إِذا ضَيَّعَ الصيدَ المُلوكَ سُباتُ
30 سَهِرتَ وَلَذَّ النَومُ وَهوَ مَنِيَّةٌ * رَعايا تَوَلّاها الهَوى وَرُعاةُ
31 فَلَولاكَ مُلكُ المُسلِمينَ مُضَيَّعٌ * وَلَولاكَ شَملُ المُسلِمينَ شَتاتُ
32 لَقَد ذَهَبَت راياتُهُمْ غَيرَ رايَةٍ * لَها النَصرُ وَسمٌ وَالفُتوحُ شِياتُ
33 تَظَلُّ عَلى الأَيّامِ غَرّاءَ حُرَّةً * مُحَجَّلَةً في ظِلِّها الغَزَواتُ
34 حَنيفِيَّةٌ قَد عَزَّها وَأَعَزَّها * ثَلاثونَ مَلكًا فاتِحونَ غُزاةُ
35 حَماها وَأَسماها عَلى الدَهرِ مِنهُمُ * مُلوكٌ عَلى أَملاكِهِ سَرَواتُ
36 غَمائِمُ في مَحلِ السِنينِ هَواطِلٌ * مَصابيحُ في لَيلِ الشُكوكِ هُداةُ
37 تَهادَت سَلامًا في ذَراكَ مَطيفَةً * لَها رَغَباتُ الخَلقِ وَالرَهَباتُ
38 تَموتُ سِباعُ الجَوِّ غَرثى حِيالَها * وَتَحيا نُفوسُ الخَلقِ وَالمُهَجاتِ
39 سَنَنتَ اعتِدالَ الدَهرِ في أَمرِ أَهلِهِ * فَباتَ رَضِيًّا في دَراكَ وَباتوا
40 فَأَنتَ غَمامٌ وَالزَمانُ خَميلَةٌ * وَأَنتَ سِنانٌ وَالزَمانُ قَناةُ
41 وَأَنتَ مِلاكُ السِلمِ إِنْ مادَ رُكنُهُ * وَأَشفَقَ قُوّامٌ عَلَيهِ ثُقاتُ
42 أَكانَ لِهَذا الأَمرِ غَيرُكَ صالِحٌ * وَقَد هَوَّنَتهُ عِندَكَ السَنَواتُ
43 وَمَن يَسُسِ الدُنيا ثَلاثينَ حِجَّةً * تُعِنهُ عَلَيها حِكمَةٌ وَأَناةُ
44 مَلَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ ابنَ هانِئٍ * بِفَضلٍ لَهُ الأَلبابُ مُمتَلَكاتُ
45 وَمازِلتُ حَسّانَ المَقامِ وَلَم تَزَل * تَليني وَتَسري مِنكَ لي النَفَحاتُ
46 زَهِدتُ الَّذي في راحَتَيكَ وَشاقَني * جَوائِزُ عِندَ اللهِ مُبتَغَياتُ
47 وَمَن كانَ مِثلي أَحمَدَ الوَقتِ لَم تَجُز * عَلَيهِ وَلَو مِن مِثلِكَ الصَدَقاتُ
48 وَلي دُرَرُ الأَخلاقِ في المَدحِ وَالهَوى * وَلِلمُتَنَبّي دُرَّةٌ وَحَصاةُ
49 نَجَت أُمَّةٌ لَمّا نَجَوتَ وَدورِكَتْ * بِلادٌ وَطالَت لِلسَريرِ حَياةُ
50 وَصينَ جَلالُ المُلكِ وَامتَدَّ عِزُّهُ * وَدامَ عَلَيهِ الحُسنُ وَالحَسَناتُ
51 وَأُمِّنَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها * يَتامى عَلى أَقواتِهِم وَعُفاةُ
52 سَلامِيَ عَن هَذا المَقامِ مُقَصِّرٌ * عَلَيكَ سَلامُ اللهِ وَالبَرَكاتُ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال هذه القصيدة مهنئا الخليفة الذي نجا من الموت بعد إلقاء قذيفة عليه في سبتمبر 1905م

الصفحات

1 - الأبيات (1-19) في صفحة (80)،

2 - الأبيات (20-38) في صفحة (81)،

3 - الأبيات (39-52) في صفحة (82)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث