موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 لِدارِكِ يا لَيلى سَماءٌ تَجودُها * وَأَنفاسُ ريحٍ كُلَّ يَومٍ تَعودُها
2 وَإِن خَفَّ مِن تِلكَ الرُسومِ أَنيسُها * وَأَخلَقَ مِن بَعدِ الأَنيسِ جَديدُها
3 مَنازِلُ لا الأَيّامُ تُعدي عَلى البِلى * رُباها وَلا أَوبُ الخَليطِ يُقيدُها
4 وَعَهدي بِها مِن قَبلِ أَن تَحكُمَ النَوى * عَلى عَينِها أَلّا تَدومَ عُهودُها
5 بَعيدَةُ ما بَينَ المُحِبّينَ وَالجَوى * وَمَجموعَةٌ غيدُ اللَيالي وَغيدُها
6 وَساكِنَةُ الأَرجاءِ يُمرِضُ طَرفُها * وَإِن هِيَ لَم تَعلَم وَيُمرِضُ جيدُها
7 أَساءَت بِنا إِذ كانَ يَبعُدُ وَعدُها * مِنَ النُجحِ أَحيانًا وَيَدنو وَعيدُها
8 لَها الدَهرُ إِضرارٌ فَإِمّا فِراقُها * مُجِدٌّ لَنا وَجدًا وَإِمّا صُدودُها
9 عَذيرِيَ مِن حارِ بنِ كَعبٍ تَعَسَّفَت * مِنَ الظُلمِ صَعداءً مَهولًا صُعودُها
10 وَدامَت وَإِن دامَت عَلى عُدَوائِها * فَقائِمُها عَمّا قَليلٍ حَصيدُها
11 وَما كانَ يَرضى بِالَّذي رَضِيَت بِهِ * لِأَنفُسِها دَيّانُها وَيَزيدُها
12 وَلِلظُلمِ ما أَمسَت وَعَبدُ يَغوثِها * يُخَزّيهِ غاوي مَذحِجٍ وَرَشيدُها
13 وَلاقَت عَلى الزابِ الصَغيرِ حُماتُها * حِمامَ المَنايا إِذ عِمادٌ عَميدُها
14 فَإِن هِيَ لَم تَقنَع بِمَكروهِ ما مَضى * عَلَيها فَعِندَ المُرهَفاتِ مَزيدُها
15 عَلى أَنَّني أَخشى عَلى دارِ أَمنِها * بَني الرَوعِ تَصطادُ الفَوارِسَ صَيدُها
16 وَإِن تَجلُبِ المَوتَ الذُعافَ إِلَيهِمِ * كَتائِبُ مِن نَبهانَ مُرٌّ يَقودُها
17 مُغِذٌّ إِلى الدينَورِ تَحتَ عَجاجَةٍ * تَزاءَرُ في غابِ الرِماحِ أُسودُها
18 يَهُزُّ سُيوفًا ما تَجِفُّ نِصالُها * وَيَزجُرُ خَيلًا ما تُحَطُّ لُبودُها
19 وَإِن كَلَّفوهُ أَن يُهينَ كِرامَهُمْ * فَقَد كَلَّفوهُ خُطَّةً ما يُريدُها
20 غَدا مُمسِكًا عَنهُم أَعِنَّةَ خَيلِهِ * وَلَو أُطلِقَت كَدَّ النُجومَ كَديدُها
21 وَمُستَظهِرًا بِالعَفوِ مِن قَبلِ أَن تُرى * لَهُ سَطَواتٌ ما يُنادي وَليدُها
22 فَيُصبِحُ في أَفناءِ سَعدِ بنِ مالِكٍ * وُجوهٌ مِنَ المَخزاةِ سودٌ خُدودُها
23 أَقيموا بَني الدَيّانِ مِن سُفَهائِكُمْ * فَقَد طالَ عَن قَصدِ السَبيلِ مَحيدُها
24 أَما آنَ أَن يَنهى عَنِ الجَهلِ وَالخَنا * قِيامُ المَنايا فيكُمُ وَقُعودُها
25 قَرابَتُكُمْ لا تَظلِموها فَتَبعَثوا * عَلَيكُمْ صُدورًا ما تَموتُ حُقودُها
26 لَها الحَسَبُ الزاكي الَّذي تَعرِفونَهُ * وَفيها طَريفاتُ العُلا وَتَليدُها
27 فَلا تَسأَلوها عَن قَديمِ تُراثِها * فَعَسجَدُها مِمّا أَفادَ حَديدُها
28 ذَوُ النَخِلاتِ الخُضرِ في بَطنِ حائِلٍ * وَفي فَلَجٍ خُطبانُها وَهَبيدُها
29 وَأَهلُ سُفوحٍ مِن شَمائِلَ تَكتَسي * بِهِمْ أَرَجًا حَتّى يُشَمَّ صَعيدُها
30 يَنامونَ عَن أَكفائِهِمْ وَعَلَيهِمُ * مِنَ اللَهِ نُعمى ما يَنامُ حَسودُها
31 مَقاماتُهُمْ أَركانُ رَضوى وَيَذبُلٍ * وَأَيديهِمُ بَأسُ اللَيالي وَجودُها
32 أَبا خالِدٍ ما جاوَرَ اللَهُ نِعمَةً * بِمِثلِكَ إِلّا كانَ جَمًّا خُلودُها
33 وَجَدنا خِلالَ الخَيرِ عِندَكَ كُلَّها * وَلَو طُلِبَت في الغَيثِ عَزَّ وُجودُها
34 وَقَد جَزِعَت جَلدٌ وَلَولاكَ لَم يَكُن * لِيَجزَعَ مِن صَرفِ الزَمانِ جَليدُها
35 فَأَولِهِمُ نُعمى فَكُلُّ صَنيعَةٍ * رَأَيناكَ تُبديها فَأَنتَ تُعيدُها
36 قَرابَتُكَ الأَدنَونَ مِن حَيثُ تَنتَمي * وَجيرَتُكَ الداني إِلَيكَ بَعيدُها
37 أَتَهدِمُ جُرفَيها وَطَودُكَ طَودُها * وَتَنحِتُ فَرعَيها وَعودُكَ عودُها
38 وَلا غَروَ إِلّا أَن تَكيدَ سَراتَها * وَتَغمِسَ نَصلَ السَيفِ فيمَن يَكيدُها
39 وَتَنهَضَ في الأَبطالِ تُفني عَديدَها * وَسُؤلُكَ في أَنَّ التُرابَ عَديدُها
40 إِلَيكَ وُقودُ الحَربِ عِندَ ابتِدائِها * وَلَيسَ إِذا تَمَّت إِلَيكَ خُمودُها
41 فَأَقصِر فَفي الإِقصارِ بُقيا فَإِنَّها * مَكارِمُ حَيَّي يَعرُبٍ تَستَفيدُها
42 وَدونَكَ فَاختَر في قَبائِلِ مَذحِجٍ * أَتَقهَرُها عَن أَمرِها أَم تَسودُها
43 أَبَت لَكَ أَن تَأبى المَكارِمَ أُسرَةٌ * أَبوها عَنِ الفِعلِ الدَنِيِّ يَذودُها
44 وَهَل طَيِّئٌ إِلّا نُجومُ تَوَقَّدَت * عَلى صَفحَتَي لَيلٍ وَأَنتُم سُعودُها
45 تَطوعُ القَوافِيَ فيكُمُ فَكَأَنَّما * يَسيلُ إِلَيكُم مِن عُلوٍّ قَصيدُها
46 وَكَم لِيَ مِن مَحبوكَةِ الوَشيِ فيكُمُ * إِذا أُنشِدَت قامَ امرُؤٌ يَستَعيدُها

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح مر بن علي الطائي

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (650)،

2 - الأبيات (6-13) في صفحة (651)،

3 - الأبيات (14-22) في صفحة (652)،

4 - الأبيات (23-31) في صفحة (653)،

5 - الأبيات (32-41) في صفحة (654)،

6 - الأبيات (42-46) في صفحة (655)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث