الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 يُجانِبُنا في الحُبِّ مَن لا نُجانِبُه * وَيَبعُدُ مِنّا في الهَوى مَن نُقارِبُه
2 وَلا بُدَّ مِن واشٍ يُتاحُ عَلى النَوى * وَقَد تَجلُبُ الشَيءَ البَعيدَ جَوالِبُه
3 أَفي كُلِّ يَومٍ كاشِحٌ مُتَكَلِّفٌ * يُصَبُّ عَلَينا أَو رَقيبٌ نُراقِبُه
4 عَنا المُستَهامَ شَجوُهُ وَتَطارُبُه * وَغالَبَهُ مِن حُبِّ عَلوَةَ غالِبُه
5 وَأَصبَحَ لا وَصلُ الحَبيبِ مُيَسَّرٌ * لَدَيهِ وَلا دارُ الحَبيبِ تُصاقِبُه
6 مُقيمٌ بِأَرضٍ قَد أَبَنَّ مُعَرِّجًا * عَلَيها وَفي أَرضٍ سِواها مَآرِبُه
7 سَقى السَفحَ مِن بِطياسَ فَالجيرَةِ الَّتي * تَلي السَفحَ وَسمِيُّ دِراكٌ سَحائِبُه
8 فَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّها ثَمَّ ناعِمًا * بِعَينَي عَليلِ الطَرفِ بيضٌ تَرائِبُه
9 مَتى يَبدُ يَرجِعْ لِلمُفيقِ خَبالُهُ * وَيَرتَجِعِ الوَجدَ المُبَرِّحَ واهِبُه
10 وَلَم أَنسَهُ إِذ قامَ ثانِيَ جيدِهِ * إِلَيَّ وَإِذ مالَت عَلَيَّ ذَوائِبُه
11 عِناقٌ يَهِدُّ الصَبرَ وَشكَ انقِضائِهِ * وَيُذكي الجَوى أَو يَسكُبَ الدَمعَ ساكِبُه
12 أَلا هَل أَتاها أَنَّ مُظلِمَةَ الدُجى * تَجَلَّت وَأَنَّ العَيشَ سُهِّلَ جانِبُه
13 وَأَنّا رَدَدنا المُستَعارَ مُذَمَّمًا * عَلى أَهلِهِ وَاستَأنَفَ الحَقَّ صاحِبُه
14 عَجِبتُ لِهَذا الدَهرِ أَعيَت صُروفُهُ * وَما الدَهرُ إِلّا صَرفُهُ وَعَجائِبُه
15 مَتى أَمَّلَ الدَيّاكُ أَن تُصطَفى لَهُ * عُرى التاجِ أَو تُثنى عَلَيهِ عَصائِبُه
16 فَكَيفَ ادَّعى حَقَّ الخِلافَةِ غاصِبٌ * حَوى دونَهُ إِرثَ النَبِيِّ أَقارِبُه
17 بَكى المِنبَرُ الشَرقِيُّ إِذ خارَ فَوقَهُ * عَلى الناسِ ثَورٌ قَد تَدَلَّت غَباغِبُه
18 ثَقيلٌ عَلى جَنبِ الثَريدِ مُراقِبٌ * لِشَخصِ الخِوانِ يَبتَدي فَيُواثِبُه
19 إِذا ما احتَشى مِن حاضِرِ الزادِ لَم يُبَل * أَضاءَ شِهابُ المُلكِ أَم كَلَّ ثاقِبُه
20 إِذا بَكَرَ الفَرّاشُ يَنثو حَديثَهُ * تَضاءَلَ مُطريهِ وَأَطنَبَ عائِبُه
21 تَخَطّى إِلى الأَمرِ الَّذي لَيسَ أَهلَهُ * فَطَورًا يُنازيهِ وَطَورًا يُشاغِبُه
22 فَكَيفَ رَأَيتَ الحَقَّ قَرَّ قَرارُهُ * وَكَيفَ رَأَيتَ الظُلمَ آلَت عَواقِبُه
23 وَلَم يَكُنِ المُغتَرُّ بِاللهِ إِذ سَرى * لِيُعجِزَ وَالمُعتَزُّ بِاللهِ طالِبُه
24 رَمى بِالقَضيبِ عَنوَةً وَهوَ صاغِرٌ * وَعُرِّيَ مِن بُردِ النَبِيِّ مَناكِبُه
25 وَقَد سَرَّني أَن قيلَ وُجِّهَ مُسرِعًا * إِلى الشَرقِ تُحدى سُفنُهُ وَرَكائِبُه
26 إِلى كَسكَرٍ خَلفَ الدَجاجِ وَلَم تَكُن * لِتَنشَبَ إِلّا في الدَجاجِ مَخالِبُه
27 لَهُ شَبَهٌ مِن تاجَوَيهِ مُبَيِّنٌ * يُنازِعُهُ أَخلاقَهُ وَيُجاذِبُه
28 وَما لِحيَةُ القَصّارِ حينَ تَنَفَّشَت * بِجالِبَةٍ خَيرًا عَلى مَن يُناسِبُه
29 يَجوزُ ابنُ خَلّادٍ عَلى الشِعرِ عِندَهُ * وَيُضحي شُجاعٌ وَهوَ لِلجَهلِ كاتِبُه
30 فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الحَرامِ وَمَن حَوَت * أَباطِحُهُ مِن مُحرِمٍ وَأَخاشِبُه
31 لَقَد حَمَلَ المُعتَزُّ أُمَّةَ أَحمَدٍ * عَلى سَنَنٍ يَسري إِلى الحَقِّ لاحِبُه
32 تَدارَكَ دينَ اللهِ مِن بَعدِ ما عَفَت * مَعالِمُهُ فينا وَغارَت كَواكِبُه
33 وَضَمَّ شَعاعَ المُلكِ حَتّى تَجَمَّعَت * مَشارِقُهُ مَوفورَةً وَمَغارِبُه
34 إِمامُ هُدًى يُرجى وَيُرهَبُ عَدلُهُ * وَيَصدُقُ راجيهِ الظُنونَ وَراهِبُه
35 مُدَبِّرُ دُنيا أَمسَكَت يَقَظاتُهُ * بِآفاقِها القُصوى وَما طَرَّ شارِبُه
36 فَكَيفَ وَقَد ثابَت إِلَيهِ أَناتُهُ * وَراضَت صِعابَ الحادِثاتِ تَجارِبُه
37 وَأَبيَضُ مِن آلِ النَبِيِّ إِذا احتَبى * لِساعَةِ عَفوٍ فَالنُفوسُ مَواهِبُه
38 تَغَمَّدَ بِالصَفحِ الذُنوبَ وَأَسجَحَت * سَجاياهُ في أَعدائِهِ وَضَرائِبُه
39 نَضا السَيفَ حَتّى انقادَ مَن كانَ آبِيًا * فَلَمّا استَقَرَّ الحَقُّ شيمَت مَضارِبُه
40 وَمازالَ مَصبوبًا عَلى مَن يُطيعُهُ * بِفَضلٍ وَمَنصورًا عَلى مَن يُحارِبُه
41 إِذا حُصِّلَت عُليا قُرَيشٍ تَناصَرَت * مَآثِرُهُ في فَخرِهِم وَمَناقِبُه
42 لَهُ مَنصِبٌ فيهِم مَكينٌ مَكانُهُ * وَحَقٌّ عَلَيهِم لَيسَ يُدفَعُ واجِبُه
43 بِكَ اشتَدَّ عُظمُ المُلكِ فيهِمْ فَأَصبَحَت * تَقِرُّ رَواسيهِ وَتَعلو مَراتِبُه
44 وَقَد عَلِموا أَنَّ الخِلافَةَ لَم تَكُن * لِتَصحَبَ إِلّا مَذهَبًا أَنتَ ذاهِبُه

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المعتز ويهجو المستعين

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (213)،
2 - الأبيات (6-15) في صفحة (214)،
3 - الأبيات (16-23) في صفحة (215)،
4 - الأبيات (24-29) في صفحة (216)،
5 - الأبيات (30-38) في صفحة (217)،
6 - الأبيات (39-44) في صفحة (218)،

الرابط المختصر