الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَرِقتُ بِأَرضِ الغَورِ مِن ضَوءِ بارِقٍ * سَرى مَوهِنًا في عارِضٍ مُتَتايِعِ
2 يُضيءُ لَنا وَالغَورُ دونَ رِحالِنا * خَزازَ فَأَعلى مَنعَجٍ فَمُتالِعِ
3 كَأَنَّ سَناهُ ذَبُّ أَبلَقَ يَتَّقي * أَذى البَقِّ عَن أَقرابِهِ بِالأَكارِعِ
4 فَبِتُّ وَلَم يَشعُر بِذاكَ صَحابَتي * مَريضًا لِعِدّاتِ الهُمومِ النَوازِعِ
5 وَهَل يُمرِضُ الهَمُّ الفَتى عِندَ رَحلِهِ * أَمونُ السُرى كَالمُحنَقِ المُتَدافِعِ
6 غُرَيرِيَّةُ الأَعراقِ مُفرَعَةُ القَرى * جُمالِيَّةٌ أَدماءُ مَجرى المَدامِعِ
7 نَهوزٌ بِلِحيَيها إِذا الأَرضُ رَقرَقَت * نَضايِضَ ضَحضاحٍ مِنَ الأَرضِ مائِعِ
8 لَقَد طَرَقَتنا أُمُّ بَكرٍ وَدونَنا * مَراحٌ وَمَغدىً لِلقِلاصِ الضَوابِعِ
9 بِريحِ خُزامى طَلَّةٍ نَفَحَت بِها * مِنَ اللَيلِ هَبّاتُ الرِياحِ الزَعازِعِ
10 وَكَيفَ اهتَدَت تَسري لِنَقضٍ رَذِيَّةٍ * وَطَلحٍ بِأَعلى ذي أَطاويحِ هاجِعِ
11 سَرى مَوهِنًا مِن لَيلَةٍ ثُمَّ وَقَّعَت * بِأَصحابِهِ عيدِيَّةٌ كَالشَراجِعِ
12 مُعَرَّقَةُ الأَوصالِ أَفنى عَريكَها * رُكودُ رِحالِ العيسِ فَوقَ البَراذِعِ
13 بِيَهماءَ ما لِلرَكبِ فيها مُعَرَّجٌ * عَلى ما أَسافوا مِن حَسيرٍ وَطالِعِ
14 فَلَّما استَهَبَّ الرَكبُ وَاللَيلُ مُلبِسٌ * طِوالَ الرَوابي وَالرِعانِ الفَوارِعِ
15 قَبَضنَ بِنا قَبضَ القَطا نُصِبَت لَهُ * شِباكٌ فَنَجّى بَينَ مُقصٍ وَقاطِعِ
16 ذَكَرتَ الهَوى إِذ لا تُفَزِّعُكَ النَوى * وَإِذ دارُ لَيلى بِالأَميلِ فَشارِعِ
17 وَما هاجَ دَمعَ العَينِ مِن رَسمِ مَنزِلٍ * مَرَتهُ رِياحُ الصَيفِ بَعدَ المَرابِعِ
18 خَلاءٌ بِوَعساءِ الأَميلِ كَأَنَّهُ * سُطورٌ وَخَيلانٌ بِتِلكَ الأَجارِعِ
19 وَمَولىً قَد استَأنَيتُهُ وَلَبِستُهُ * عَلى الظَلعِ حَتّى عادَ لَيسَ بِظالِعِ
20 عَرَضتُ أَناتي دونَ فارِطِ جَهلِهِ * وَلَم أَلتَمِس عَيبًا لَهُ في المَجامِعِ
21 وَلَو رابَهُ رَيبٌ مِنَ الناسِ لَم أَكُن * مَعَ المُجلِبِ المُزري بِهِ وَالمُشايِعِ
22 وَكائِن تَرى مِن مُعجَبٍ قَد حَمَلتُهُ * عَلى جَهدِهِ حَتّى جَرى غَيرَ وادِعِ
23 ثَنَيتُ لَهُ بَينَ التَأَنّي بِصَكَّةٍ * تُفادي شُؤونَ الرأسِ بَينَ المَسامِعِ
24 فَلَمّا أَبى إِلّا اعتِراضًا صَكَكتُهُ * جِهارًا بِإِحدى المُصمِتاتِ القَوارِعِ
25 فَأَقصَرَ عَنّي اللاحِظونَ وَغِشُّهُمْ * مَكانَ الجَوى بَينَ الحَشا وَالأَضالِعِ
26 إِذا أَقبَلوا أَبصَرتَ داءَ وُجوهِهِمْ * وَإِن أَدبَروا وَلَّوا مِراضَ الأَخادِعِ
27 عَجِبتُ لِأَقوامٍ تَناسَيتُ جَهلَهُمْ * مُحاوَلَةَ البُقيا وَحُسنَ الصَنائِعِ
28 وَقُلتُ لَهُمْ لا تَسأَموا صُلحَ قَومِكُمْ * وَلا العَيشَ في ثَوبٍ مِنَ الأَمنِ واسِعِ
29 فَمازالَ فَرطُ الجَهلِ عَنهُمْ وَمَشيُهُمْ * إِلى البَغيِ في أَكنافِهِمْ وَالقَطائِعِ
30 وَمازالَ فَرطُ الجَهلِ حَتّى رَأَيتُهُمْ * يَفُرّونَ سِنَّ الأَزلَمِ المُتَجاذِعِ
31 وَحَتّى رُموا بِالمُفظِعاتِ وَأَشمَتوا * بِهِم كَلَّ راءٍ مِن مَعَدٍّ وَسامِعِ
32 فَلَمّا استَذاقوا شَربَةَ الحُبِ وَابتَلوا * مَرارَتَها كانوا لِئامَ الطَبائِعِ
33 عَباهيلُ لا يَدرونَ ما غَورُ هَفوَةٍ * وَلا غِبُّ أَمرٍ يَحفظُ القَومَ رائِعِ
34 وَلَو صَدَقتَهُمْ أَنفُسُ الغِشِّ بَيّنَتْ * لَهُمْ أَنَّني مُستَضلِعٌ لِلمُقارِعِ
35 أَخو الحَربِ لَبّاسٌ لَها أَدَواتِها * إِذا الوَغلُ لَم يَلبَس أَذاةَ المُنازِعِ
36 وَقورٌ عَلى مَكروهَها مُتَحَرِفٌ * لِأَيّامِها مُستَأنِسٌ لِلمَطالِعِ
37 ولستُ بانا .............مه * عَلى دُبُرٍ مِن آخِرِ الأَمرِ تابِعِ
38 وَداعٍ إِلى غَيرِ السَدادِ وَرافِدٍ * عَلى الغَيِّ رِفدًا غَيُّهُ غَيرُ نافِعِ
39 وَمُحتَلِبٍ حَربَ العَشيرَةِ أُنهِلَت * لَهُ بِصُراحِيٍّ مِنَ السُمِّ ناقِعِ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-9) في صفحة (174)،
2 - الأبيات (10-20) في صفحة (175)،
3 - الأبيات (21-31) في صفحة (176)،
4 - الأبيات (32-39) في صفحة (177)،

الرابط المختصر