الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 صَحا يالقَلبُ مِن ذِكْرَى قُتَيلَةَ بعدما * يَكُونُ لهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ
2 لَهَا قَدَمٌ رَيَّا سِبَاطٌ بَنَانُها * قدِ اعتَدَلَتْ في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
3 وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْرًا عَلَيْهِمَا * إلى مُنْتَهى خَلْخَالِها المُتَصَلْصِلِ
4 إذا الْتُمِسَتْ أُرْبِيَّتَاها تَسَانَدَتْ * لَهَا الكَفُّ في رَابٍ مِن الخَلقِ مُفضِلِ
5 إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ * مِن الحُسْنِ ظِلاًّ فوقَ خلقٍِ مكمَّلِ
6 إذا انْبَطَحَتْ جَافَى عن الأرضِ جَنْبُها * وَخَوَّى بهَا رَابٍ كَهَامةِ جُنْبُلِ
7 إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ * فَنِعْمَ فِرَاشُ الفَارِسِ المُتَبَذِّلِ
8 يَنوءُ بها بُوصٌ إذا ما تَفَضَّلَتْ * تَوَعَّبَ عَرْض الشَّرْعبيِّ المُغَيَّلِ
9 رَوَادِفُهُ تَثْنِي الرِّداءَ تَسَانَدَتْ * إلى مِثْلِ دِعْصِ الرَّمْلَةِ المُتَهَيِّلِ
10 نِيَافٌ كَغُصْنِ البَانِ تَرْتَجُّ إِنْ مَشتْ * دَبِيبَ قَطَا البطحاءِ في كلِّ مَنْهَلِ
11 وَثَدْيَانِ كَالرُّمَّانَتَينِ وَجِيدُهَا * كَجِيدِ غَزَالٍ غيرَ أنْ لمْ يُعَطَّلِ
12 وَتَضْحكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايا كَأنَّهُ * ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ
13 تَلألُؤهَا مِثْلُ اللُّجَيْنِ كَأنَّمَا * تَرَى مُقْلَتَيْ رِئْمٍ ولوْ لمْ تَكَحَّلِ
14 سَجُوَّينِ بَرْجَاوَيْنِ في حُسْنِ حَاجِبٍ * وَخَدٍّ أَسِيلٍ وَاضِحٍ مُتَهَلِّلِ
15 لَهَا كَبِدٌ مَلْسَاءُ ذاتُ أَسِرَّةٍ * وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصَّرِيفِ المُمَثَّلِ
16 يَجُولُ وِشَاحَاها على أَخْمَصَيْهِما * إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ
17 فقدْ كَمُلَتْ حُسْنًا فلا شيءَ فوقَها * وإِنِّي لذو قَوْلٍ بها مُتَنَخَّلِ
18 وقدْ عَلِمَتْ بالغَيْبِ أَنِّي أُحِبُّها * وأَنِّي لنفسي مَالِكٌ في تَجَمُّلِ
19 وما كنتُ أُشْكَى قبلَ قَتْلَةَ بالصِّبا * وقدْ خَتَلَتْني بالصِّبا كلَّ مَخْتَلِ
20 وَإِنِّي إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ * ولستُ بِمِخْلافٍ لِقَوْلِي مُبَدِّلِ
21 تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ * وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتَّقَتُّلِ
22 إذا لَبِسَتْ شَيْدَارَةً ثمّ أَبْرَقَتْ * بمِعْصَمِهَا وَالشَّمْسُ لَمَّا تَرَجَّلِ
23 وأَلْوَتْ بكفٍّ في سِوَارٍ يَزِينُها * بَنَانٌ كُهَدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
24 رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجَلالَةِ رَانِيًا * وقدْ طارَ قلبُ المُسْتَخَفِّ المُعَدَّلِ
25 فَدَعْهَا وَسَلِّ الهمَّ عنكَ بِجَسْرَةٍ * تَزَيَّدُ في فَضْلِ الزِّمامِ وتَعْتَلي
26 فأيَّةَ أرضٍ لا أَتَيتُ سَرَاتَها * وَأيَّةَ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ
27 ويومِ حِمَامٍ قدْ نَزَلْنَاهُ نَزْلَةً * فَنِعْمَ مُنَاخُ الضَّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ
28 فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ * ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ
29 فنحنُ عَقَلْنا الألفَ عنكم لأهلهِ * وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ
30 وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيَّينَ عَنْوَةً * ونحنُ كَسَرْنا فيهمُ رُمْحَ عَبْدَلِ
31 فأيَّ فلاحِ الدّهرِ يرجو سَرَاتُنا * إذا نحنُ فيما نابَ لمْ نَتَفَضَّلِ
32 وَأيَّ بَلاءِ الصِّدْقِ لا قَدْ بَلَوْتُمُ * فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيَّةُ مُبْتَلي

بيانات القصيدة

الرابط المختصر