موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

١ قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا * وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
٢ وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ * في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
٣ وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا * لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
٤ وَاخشَع مَلِيًّا وَاقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ * طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا
٥ كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً * وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا
٦ زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُمْ * حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
٧ مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ * وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا
٨ لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ * يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا
٩ وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا * مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا
١٠ مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ * وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا
١١ وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً * وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيانِ مُثَرثِرا
١٢ يا مَعهَدًا أَفنى القُرونَ جِدارُهُ * وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا
١٣ وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ * وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا
١٤ وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً * وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا
١٥ في الفاطِمِيّينَ انتَمى يَنبوعُهُ * عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا
١٦ عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها * وَحيًا مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا
١٧ ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي * وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى
١٨ لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم * أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا
١٩ لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئًا * بِاسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا
٢٠ نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً * وَزَها المُصَلّى وَاستَخَفَّ المِنبَرا
٢١ وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها * فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى
٢٢ وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَانفَجَرَت لَهُ * حَلقًا كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا
٢٣ حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكًا * وَأَبا حَنيفَةِ وَابنَ حَنبَلِ حُضَّرا
٢٤ إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً * جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا
٢٥ العِلمُ فيهِ مَناهِلًا وَمَجانِيًا * يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى
٢٦ يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُمْ * نَدًّا بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا
٢٧ المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ * قُطبًا لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا
٢٨ وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ * وَحَبَت بِهِ طِفلا وَشَبَّتْ مُعصِرا
٢٩ وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها * «جاندَركُ» في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا
٣٠ هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها * أَنتُم لَعَمرُ اللهِ أَعصابُ القُرى
٣١ الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُمْ * كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّدًا وَمُكَرِّرا
٣٢ يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ * وَأُمورِ دُنياهُ بِكُمْ مُستَبصِرا
٣٣ لَو قُلتُمُ اختَر لِلنِيابَةِ جاهِلا * أَو لِلخَطابَةِ باقِلا لَتَخَيَّرا
٣٤ ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً * مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا
٣٥ آباؤُكُم قَرَؤوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا * بِالأَمسِ تأريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا
٣٦ حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ * فَرَأى «عُرابي» في المَواكِبِ قَيصَرا
٣٧ وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً * وَارتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى
٣٨ وَتَفَيَّؤوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ * كَنَفًا أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا
٣٩ لا تَجعَلوهُ هَوًى وَخُلقًا بَينَكُمْ * وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا
٤٠ اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَتْ * ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا
٤١ قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَدًا * وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا
٤٢ فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً * جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا
٤٣ غَضِبَتْ فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ * يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا
٤٤ لَم تَلقَ إِصلاحًا يُهابُ وَلَم تَجِد * مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا «مِلنَرا»
٤٥ حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ * عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا
٤٦ دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها * فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا
٤٧ الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى * وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى
٤٨ لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى * يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال هذه القصيدة بمناسبة إصلاح الأزهر الشريف والبدء فيه في سنة ١٩٢٤م

الصفحات

١ - البيتان (١-٢) في صفحة (١١٧)،

٢ - الأبيات (٣-٢١) في صفحة (١١٨)،

٣ - الأبيات (٢٢-٣٧) في صفحة (١١٩)،

٤ - الأبيات (٣٨-٤٨) في صفحة (١٢٠)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث


الشنكبوتية