نجد كثيرًا من أوراق الاختبارات مصدرًا بعبارة «أجب على الأسئلة الآتية»، أو «أجب على أربعة من الأسئلة الآتية»، أو يذكر المعلم تلاميذه بقوله : «عليكم أن تجيبوا على الأسئلة بوضوح، ومن أجاب على السؤال الأول فهو ذكي ...» وهكذا.قال ابن فارس (2) : الجيم والواو والباء (جوب) أصل واحد، وهو خرق الشيء، و(له) أصل آخر؛ وهو مراجعة الكلام، يقال : كلّمه، فأجابه جوابًا.
ويظهر من استعمالات القرآن الكريم أنه استعمل «أجاب ويجيب» متعديًا بنفسه في كل المواضع، وعددها ثماني مرات نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان}[البقرة:186]، ونحو {قال قد أجيبت دعوتكما}[يونس:89].
ويتعدى بـ«عن» قال ابن منظور (3) : «الفعل جاب يجيب ... تقول : أجابه عن سؤاله وقد أجابه إجابة وإجابًا وجوابًا واستجوبه واستجابه واستجاب له».
ويظهر من بعض الاستعمالات أنه يعدى بـ(إلى) كما في قول كعب الغنوي (ت نحو 10 ق هـ) يرثي أخاه أبا المغوار (4) :
وَداعٍ دعا هَل مَن يُجيبُ إِلى النَدى = فَلَم يَستَجِبهُ عِندَ ذاكَ مُجيبُ
فَقُلتُ اِدعُ أُخرى وَاِرفَعِ الصَوتَ رفعةً = لَعَلَّ أَبا المِغوارِ مِنكَ قَريبُ
يُجِبكَ كَما قَد كانَ يَفعَلُ إِنَّهُ = بِأَمثالِها رَحبُ الذِراعِ أَريبُ
(57)
وعلى ذلك فالأصح أن نقول :
أجب الأسئلة الآتية، أو عن الأسئلة الآتية، وعليكم أن تجيبوا بوضوح، أو عن الأسئلة، وقد يجوز من وجه : أجاب إلى سؤاله.
وزعم صاحب أزاهير الفصحى (1) أن الفعل (أجا) يمكن أن يتعدى بـ(على) فتقول : سألني فلان، فأجبت على سؤاله، لكن لم يحدد لذلك مصدرًا، ولم يذكر له شاهدًا ولم أعثر به في أحد المعجمات.
وقد عدى القرآن الكريم (استجاب) بـ(اللام) في (13) موضعًا نحو {فاستجاب لهم ربهم}-(آل عمران 195) ونحو {فاستجبتم لي}-(إبراهيم 22).
وقد فرق الأستاذ قطب الريسوني (2) بين استعمال (عن) واستعمال (على) فقال :«هذا الفعل (أجاب) يقتضي استعمال (عن) لإفادة الإيضاح والإبانة والكشف والقطع والخرق، ومن ثم فإن معنى (أجاب عنه) هو شق عنه الغموض والإبهام أما (على) فيفيد الظرفية والاستعلاء» ولا محل لهما في هذه الصياغة.
الهوامش
(4) انظر الأصمعيات ص 73، 93 وما بعدهما، وطبقت ابن سلام 1 / 212 ومعجم اشعراء للمرزباني ص 341 والإعلام للزركلي 6 / 82.
(1) أزاهير الفصحى - مرجع سابق ص 136.
ويظهر من استعمالات القرآن الكريم أنه استعمل «أجاب ويجيب» متعديًا بنفسه في كل المواضع، وعددها ثماني مرات نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان}[البقرة:186]، ونحو {قال قد أجيبت دعوتكما}[يونس:89].
ويتعدى بـ«عن» قال ابن منظور (3) : «الفعل جاب يجيب ... تقول : أجابه عن سؤاله وقد أجابه إجابة وإجابًا وجوابًا واستجوبه واستجابه واستجاب له».
ويظهر من بعض الاستعمالات أنه يعدى بـ(إلى) كما في قول كعب الغنوي (ت نحو 10 ق هـ) يرثي أخاه أبا المغوار (4) :
وَداعٍ دعا هَل مَن يُجيبُ إِلى النَدى = فَلَم يَستَجِبهُ عِندَ ذاكَ مُجيبُ
فَقُلتُ اِدعُ أُخرى وَاِرفَعِ الصَوتَ رفعةً = لَعَلَّ أَبا المِغوارِ مِنكَ قَريبُ
يُجِبكَ كَما قَد كانَ يَفعَلُ إِنَّهُ = بِأَمثالِها رَحبُ الذِراعِ أَريبُ
(57)
وعلى ذلك فالأصح أن نقول :
أجب الأسئلة الآتية، أو عن الأسئلة الآتية، وعليكم أن تجيبوا بوضوح، أو عن الأسئلة، وقد يجوز من وجه : أجاب إلى سؤاله.
وزعم صاحب أزاهير الفصحى (1) أن الفعل (أجا) يمكن أن يتعدى بـ(على) فتقول : سألني فلان، فأجبت على سؤاله، لكن لم يحدد لذلك مصدرًا، ولم يذكر له شاهدًا ولم أعثر به في أحد المعجمات.
وقد عدى القرآن الكريم (استجاب) بـ(اللام) في (13) موضعًا نحو {فاستجاب لهم ربهم}-(آل عمران 195) ونحو {فاستجبتم لي}-(إبراهيم 22).
وقد فرق الأستاذ قطب الريسوني (2) بين استعمال (عن) واستعمال (على) فقال :«هذا الفعل (أجاب) يقتضي استعمال (عن) لإفادة الإيضاح والإبانة والكشف والقطع والخرق، ومن ثم فإن معنى (أجاب عنه) هو شق عنه الغموض والإبهام أما (على) فيفيد الظرفية والاستعلاء» ولا محل لهما في هذه الصياغة.
الهوامش
(4) انظر الأصمعيات ص 73، 93 وما بعدهما، وطبقت ابن سلام 1 / 212 ومعجم اشعراء للمرزباني ص 341 والإعلام للزركلي 6 / 82.
(1) أزاهير الفصحى - مرجع سابق ص 136.