( أ س ف ) أسف عليه:
فشا بين المتأدبين قولهم : «مما يؤسف له، أسف فلان لفراق أحبته، أسفت لعدم مقابلتك وتأسف الطالب لرسوبه، وإني آسف لفوات موعد الطائرة، ويملأني السف لضياع الكتاب».
هذا الفعل وما يشتق منه يعدى بـ(على) وليس بـ(اللام)؛ لأن «الأسف» هو المبالغة في الحزن، وهو -أيضًا- التلهف والتحسر، فكما يقال : «حزنت على ما فات، ويا حزنًا عليه، وتحزّنت عليه، وتلهفت على ما فاتني، ويا لهفًا عليه، وتحسّرت على كذا، يا حسرتا عليه » (1) نقول -أيضًا-:
«مما يؤسف عليه، وأسف على فراق أحبته، وأسفت على عدم مقابلتك، وتأسف على رسوبه، وأنا آسف على فوات الطائرة، ويملأني الأسف على ضياع الكتاب»، قال تعالى {وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف}-(يوسف 84)، وفي حديث معاوية بن الحكم (فأسفت عليها)، قال الشاعر : (2)
[p]
غَيْرُ مَأْسُوفٍ على زَمَنٍ = يَنْقَضِي بالهَمِّ والحَزَنِ
[/p]
وقال البحتري (ت 284هـ):
[p]
كَلِفٌ يُكَفْكِفُ عَبْرَةً مُهْرَاقَةً = أَسَفًا على عَهْدِ الشَّبابِ وما انْقَضَى
[/p]
وقال عثمان بن شرحبيل التيمي :
[p]
أَحْبَبْتُ أَهْلَ الشَّامَ مِن بينِ الملا = وَبَكَيْتُ مِن أَسَفٍ على عُثْمَانِ
[/p]
وقال الإمام علي -كرم الله وجهه- : «فليكن سرروك بما نلت منآخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها».
قال ابن منظور (3): «أسف على ما فاته، وتأسف : أي تلهف، وأسف عليه أسفًا : أي غضب .. قال ابن الأنباري : أسف فلان على كذا وكذا، وتأسَّف، وهو متأسف على ما فاته».
وقال ابن فارس (4) في مقاييس اللغة : «الهمزة والسين والفاء أصل واحد، يدل على الفوت، والتهلف، وما أشبه ذلك، يقال : أسف على الشيء يأسف أسفًا، مثل تلهف».
وفي القاموس المحيط (5) : «آسفه : أغضبه، وتأسَّف عليه : تلهف».
وليس في المعجمات القديمة «أسف لكذا»، وأما قول مهيار:
[p]
أَسِفْتُ لِحِلْمٍ كان لي يومَ بَارٍقٍ = فَأَخْرَجَهُ جَهْلُ الصَّبَابَةِ مِن يَدِي
[/p]
فمهيار الديلمي متأخر توفي سنة 428، ويقال: ولاد بجيلان على بحر قزوين، وهو فارسي الأصل(6)، وقد يكون الوزن ونظم الشعر قد أتيا بـ(اللام) دون (على) في بيته، ومثله قول الحصري (توفي سنة 488هـ) (7):
[p]
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتى غَدُهُ = أَقِيامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
نَامَ السُّمَّارُ وَأَرَّقَهُ = أَسَفٌ لِلْبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
[/p]
ورواية القالي عن أبي عبيدة «قد ماتت حزنا عليه، وأسفًا لفراقه» عبارة ركيكة، وربما أخلت بها الرواية.
المصدر :
الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر، تأليف محمود إسماعيل عمار، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م ، الرياض، المملكة العربية السعودية.
رقم الصفحة : (55-56).
الحواشي:
(1) أزاهير الفصحى في دقائق اللغة ص62-عباس أبو السعود، دار المعارف بمصر سنة 1970
(2) الشواهد من معجم الأخطاء الشائعة ص 25، ومعجم الخطأ والصواب ص69، والبيت الأول في المغني ص 676 منسوب إلى أبي نواس، وليس في ديوانه.
(3) اللسان (أسف).
(4) مقاييس اللغة (أسف).
(5) القاموس المحيط للفيروزآبادي (أسف).
(6) انظر الأعلام للزركلي (8/264) - الطبعة الثالثة بدون
(7) السابق (5/114)
تنبيه : بيت مهيار له شواهد في شعره، منها قوله :
[p]
فما أسفتُ لشيءٍ فائتٍ أسفي = من أن أعيشَ وجيرانُ الغضا غَيَبُ
[/p]
وقوله :
[p]
وما أسفتُ لمالٍ فاتَ فازَ به = غيري بلى فاتني الأخلاقُ والشيَمُ
[/p]
فهذا دليل على تغلغل الخطأ عنده.
فشا بين المتأدبين قولهم : «مما يؤسف له، أسف فلان لفراق أحبته، أسفت لعدم مقابلتك وتأسف الطالب لرسوبه، وإني آسف لفوات موعد الطائرة، ويملأني السف لضياع الكتاب».
هذا الفعل وما يشتق منه يعدى بـ(على) وليس بـ(اللام)؛ لأن «الأسف» هو المبالغة في الحزن، وهو -أيضًا- التلهف والتحسر، فكما يقال : «حزنت على ما فات، ويا حزنًا عليه، وتحزّنت عليه، وتلهفت على ما فاتني، ويا لهفًا عليه، وتحسّرت على كذا، يا حسرتا عليه » (1) نقول -أيضًا-:
«مما يؤسف عليه، وأسف على فراق أحبته، وأسفت على عدم مقابلتك، وتأسف على رسوبه، وأنا آسف على فوات الطائرة، ويملأني الأسف على ضياع الكتاب»، قال تعالى {وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف}-(يوسف 84)، وفي حديث معاوية بن الحكم (فأسفت عليها)، قال الشاعر : (2)
[p]
غَيْرُ مَأْسُوفٍ على زَمَنٍ = يَنْقَضِي بالهَمِّ والحَزَنِ
[/p]
وقال البحتري (ت 284هـ):
[p]
كَلِفٌ يُكَفْكِفُ عَبْرَةً مُهْرَاقَةً = أَسَفًا على عَهْدِ الشَّبابِ وما انْقَضَى
[/p]
وقال عثمان بن شرحبيل التيمي :
[p]
أَحْبَبْتُ أَهْلَ الشَّامَ مِن بينِ الملا = وَبَكَيْتُ مِن أَسَفٍ على عُثْمَانِ
[/p]
وقال الإمام علي -كرم الله وجهه- : «فليكن سرروك بما نلت منآخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها».
قال ابن منظور (3): «أسف على ما فاته، وتأسف : أي تلهف، وأسف عليه أسفًا : أي غضب .. قال ابن الأنباري : أسف فلان على كذا وكذا، وتأسَّف، وهو متأسف على ما فاته».
وقال ابن فارس (4) في مقاييس اللغة : «الهمزة والسين والفاء أصل واحد، يدل على الفوت، والتهلف، وما أشبه ذلك، يقال : أسف على الشيء يأسف أسفًا، مثل تلهف».
وفي القاموس المحيط (5) : «آسفه : أغضبه، وتأسَّف عليه : تلهف».
وليس في المعجمات القديمة «أسف لكذا»، وأما قول مهيار:
[p]
أَسِفْتُ لِحِلْمٍ كان لي يومَ بَارٍقٍ = فَأَخْرَجَهُ جَهْلُ الصَّبَابَةِ مِن يَدِي
[/p]
فمهيار الديلمي متأخر توفي سنة 428، ويقال: ولاد بجيلان على بحر قزوين، وهو فارسي الأصل(6)، وقد يكون الوزن ونظم الشعر قد أتيا بـ(اللام) دون (على) في بيته، ومثله قول الحصري (توفي سنة 488هـ) (7):
[p]
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتى غَدُهُ = أَقِيامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
نَامَ السُّمَّارُ وَأَرَّقَهُ = أَسَفٌ لِلْبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
[/p]
ورواية القالي عن أبي عبيدة «قد ماتت حزنا عليه، وأسفًا لفراقه» عبارة ركيكة، وربما أخلت بها الرواية.
المصدر :
الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر، تأليف محمود إسماعيل عمار، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م ، الرياض، المملكة العربية السعودية.
رقم الصفحة : (55-56).
الحواشي:
(1) أزاهير الفصحى في دقائق اللغة ص62-عباس أبو السعود، دار المعارف بمصر سنة 1970
(2) الشواهد من معجم الأخطاء الشائعة ص 25، ومعجم الخطأ والصواب ص69، والبيت الأول في المغني ص 676 منسوب إلى أبي نواس، وليس في ديوانه.
(3) اللسان (أسف).
(4) مقاييس اللغة (أسف).
(5) القاموس المحيط للفيروزآبادي (أسف).
(6) انظر الأعلام للزركلي (8/264) - الطبعة الثالثة بدون
(7) السابق (5/114)
تنبيه : بيت مهيار له شواهد في شعره، منها قوله :
[p]
فما أسفتُ لشيءٍ فائتٍ أسفي = من أن أعيشَ وجيرانُ الغضا غَيَبُ
[/p]
وقوله :
[p]
وما أسفتُ لمالٍ فاتَ فازَ به = غيري بلى فاتني الأخلاقُ والشيَمُ
[/p]
فهذا دليل على تغلغل الخطأ عنده.