جَرَجْرَ، يُجَرْجِرُ، جَرْجَرَةً الجملُ : ردد صوته في حجنجرته، وتَجَرْجَرَ الماءَ : صبه في حلقه فصيّره يصوِّت وهذا ما يعرف « بالغرغرة ».
ولكن كتابنا وأدباءنا يستخدمون جرجر بمعنى جر فيقولون : جَرْجَرْتُ قدميَّ، وجَرْجَرَ قدميه. ولدينا كتاب ينطق بالحق والصواب ألا وه القرآن الكريم الذي يقول { وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِ يَجُرُّه إليه } [الأعراف -150].
والشاعر يقول : أتته الخلافة منقادةً *** إليه تُجرِّرُ أذيالها
فالصواب : جَرَّ وجَرَّرَ.
والمدهش أنهم يقولون :
الحصان من حيوانات الجَرِّ ولا يقولون : من حيوانات « الجرجرة » فيقعون في « ثنائية » عجيبة فالجر صواب، فكيف لا يعملونه أينما وقع؟
ولنا تعليق على الأستاذ/محمد خليفة التونسي في كتابه القيّم « أضواء على لغتنا السمحة » ففي صفحة 145 وتحت عنوان فرعي هو « على فَعْفَل »:
يجوز كل ما جاء على هذه الزنة فمثلاً :
نعش، ونعنش، قرش، وقرقرش، مرغ، مرمغ، وما إلى ذلك مما شاع في العامية وتحاماه الكتاب، والأستاذ التونسي يريد لهم أن يجروه في كتاباتهم ما دام أصله فصيحا.
وشك أن العوام قد قالوا :
جرجر بمعنى جر وجرر عملاً بهذا الوزن « فَعْفَل ». ونحن لا نعارض هذا الوزن، بل نطالب بإعماله لإثراء لغتنا السمحة الجميلة ولكن أما كان أحرى بالأستاذ التونسي أن يحترز قائلاً :
يجوز إعمال هذا الوزن ما لم يؤد إلى معنى مغاير لما أريد فالفعل « نعش » الذي جاء في صفحة 146 جاء حديث الأستاذ عنه هكذا بالنص :
«في الفصيحة : نعه الله ونعشه : جبره بعد فقر، وانتعشت حاله : حَسُنَتْ وطابت، نقول هواء أو شراب مُنْعِشٌة ، أي سار ، يحدث في النفس خفةً وراحة.
ونقول في الدراجة : شراب أو هو «منعنش» بالمعنى نفسه ، ونعنشني أي أنعشني وحَسَّنَ حالي ، فالمعنى واحد».
هذا جميل فليس هنا ما يغاير هذا المعنى ، أما جرجر التي هي جر قبل إعمال «فعفل» فيها فلها معنى لا يمت للجر بصلة وهو «تردد صوت الجمل في حنجرته» ومن هنا لا يجوز مطلقا أن نقول بفعفل عاملةً في الفعل جرَّ حتى لا تؤدي إلى معنى بعيد عما نريد بعدا شديدا.. فيا ليت أستاذنا قد احترز كي لا يُفتح باب «فعفل» لكل من هب ودب.
المصدر :
تطهير اللغة من الأخطاء الشائعة، تأليف محجوب محمد موسى، دار الإيمان، الإسكندرية.
رقم الصفحة (7-8)
ولكن كتابنا وأدباءنا يستخدمون جرجر بمعنى جر فيقولون : جَرْجَرْتُ قدميَّ، وجَرْجَرَ قدميه. ولدينا كتاب ينطق بالحق والصواب ألا وه القرآن الكريم الذي يقول { وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِ يَجُرُّه إليه } [الأعراف -150].
والشاعر يقول : أتته الخلافة منقادةً *** إليه تُجرِّرُ أذيالها
فالصواب : جَرَّ وجَرَّرَ.
والمدهش أنهم يقولون :
الحصان من حيوانات الجَرِّ ولا يقولون : من حيوانات « الجرجرة » فيقعون في « ثنائية » عجيبة فالجر صواب، فكيف لا يعملونه أينما وقع؟
ولنا تعليق على الأستاذ/محمد خليفة التونسي في كتابه القيّم « أضواء على لغتنا السمحة » ففي صفحة 145 وتحت عنوان فرعي هو « على فَعْفَل »:
يجوز كل ما جاء على هذه الزنة فمثلاً :
نعش، ونعنش، قرش، وقرقرش، مرغ، مرمغ، وما إلى ذلك مما شاع في العامية وتحاماه الكتاب، والأستاذ التونسي يريد لهم أن يجروه في كتاباتهم ما دام أصله فصيحا.
وشك أن العوام قد قالوا :
جرجر بمعنى جر وجرر عملاً بهذا الوزن « فَعْفَل ». ونحن لا نعارض هذا الوزن، بل نطالب بإعماله لإثراء لغتنا السمحة الجميلة ولكن أما كان أحرى بالأستاذ التونسي أن يحترز قائلاً :
يجوز إعمال هذا الوزن ما لم يؤد إلى معنى مغاير لما أريد فالفعل « نعش » الذي جاء في صفحة 146 جاء حديث الأستاذ عنه هكذا بالنص :
«في الفصيحة : نعه الله ونعشه : جبره بعد فقر، وانتعشت حاله : حَسُنَتْ وطابت، نقول هواء أو شراب مُنْعِشٌة ، أي سار ، يحدث في النفس خفةً وراحة.
ونقول في الدراجة : شراب أو هو «منعنش» بالمعنى نفسه ، ونعنشني أي أنعشني وحَسَّنَ حالي ، فالمعنى واحد».
هذا جميل فليس هنا ما يغاير هذا المعنى ، أما جرجر التي هي جر قبل إعمال «فعفل» فيها فلها معنى لا يمت للجر بصلة وهو «تردد صوت الجمل في حنجرته» ومن هنا لا يجوز مطلقا أن نقول بفعفل عاملةً في الفعل جرَّ حتى لا تؤدي إلى معنى بعيد عما نريد بعدا شديدا.. فيا ليت أستاذنا قد احترز كي لا يُفتح باب «فعفل» لكل من هب ودب.
المصدر :
تطهير اللغة من الأخطاء الشائعة، تأليف محجوب محمد موسى، دار الإيمان، الإسكندرية.
رقم الصفحة (7-8)