الرئيسة >> ديوان العرب >> أحمد شوقي >> هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ * وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ
1 | هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ | * | وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ |
2 | ضَرَبَ البَحرُ ذو العُبابِ حَوالَيـ | * | ـها سَماءً قَد أَكبَرَتها السَماءُ |
3 | وَرَأى المارِقونَ مِن شَرَكِ الأَر | * | ضِ شِباكًا تَمُدُّها الدَأماءُ |
4 | وَجِبالاً مَوائِجًا في جِبالٍ | * | تَتَدَجّى كَأَنَّها الظَلماءُ |
5 | وَدَوِيًّا كَما تَأَهَّبَتِ الخَيـ | * | ـلُ وَهاجَت حُماتَها الهَيجاءُ |
6 | لُجَّةٌ عِندَ لُجَّةٍ عِندَ أُخرى | * | كَهِضابٍ ماجَت بِها البَيداءُ |
7 | وَسَفينٌ طَورًا تَلوحُ وَحينًا | * | يَتَوَلّى أَشباحَهُنَّ الخَفاءُ |
8 | نازِلاتٌ في سَيرِها صاعِداتٌ | * | كَالهَوادي يَهُزُّهُنَّ الحُداءُ |
9 | رَبِّ إِن شِئتَ فَالفَضاءُ مَضيقٌ | * | وَإِذا شِئتَ فَالمَضيقُ فَضاءُ |
10 | فَاِجعَلِ البَحرَ عِصمَةً وَاِبعَثِ الرَحـ | * | ـمَةَ فيها الرِياحُ وَالأَنواءُ |
11 | أَنتَ أُنسٌ لَنا إِذا بَعُدَ الإِنـ | * | ـسُ وَأَنتَ الحَياةُ وَالإِحياءُ |
12 | يَتَوَلّى البِحارَ مَهما اِدلَهَمَّت | * | مِنكَ في كُلِّ جانِبٍ لَألاءُ |
13 | وَإِذا ما عَلَت فَذاكَ قِيامٌ | * | وَإِذا ما رَغَت فَذاكَ دُعاءُ |
14 | فَإِذا راعَها جَلالُكَ خَرَّتْ | * | هَيبَةً فَهيَ وَالبِساطُ سَواءُ |
15 | وَالعَريضُ الطَويلُ مِنها كِتابٌ | * | لَكَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَثَناءُ |
16 | يا زَمانَ البِحارِ لَولاكَ لَم تُفـ | * | ـجَع بِنُعمى زَمانِها الوَجناءُ |
17 | فَقَديمًا عَن وَخدِها ضاقَ وَجهُ الـ | * | ـأَرضِ وَاِنقادَ بِالشِراعِ الماءُ |
18 | وَاِنتَهَت إِمرَةُ البِحارِ إِلى الشَر | * | قِ وَقامَ الوُجودُ فيما يَشاءُ |
19 | وَبَنَينا فَلَم نُخَلِّ لِبانٍ | * | وَعَلَونا فَلَم يَجُزنا عَلاءُ |
20 | وَمَلَكنا فَالمالِكونَ عَبيدٌ | * | وَالبَرايا بِأَسرِهِمْ أُسَراءُ |
21 | قُل لِبانٍ بَنى فَشادَ فَغالى | * | لَم يَجُز مِصرَ في الزَمانِ بِناءُ |
22 | لَيسَ في المُمكِناتِ أَن تُنقَلَ الأَجـ | * | ـبالُ شُمًّا وَأَن تُنالَ السَماءُ |
23 | أَجفَلَ الجِنُّ عَن عَزائِمَ فِرعَو | * | نَ وَدانَت لِبَأسِها الآناءُ |
24 | شادَ ما لَم يُشِد زَمانٌ وَلا أَنـ | * | ـشَأَ عَصرٌ وَلا بَنى بَنّاءُ |
25 | هَيكَلٌ تُنثَرُ الدِياناتُ فيهِ | * | فَهيَ وَالناسُ وَالقُرونُ هَباءُ |
26 | وَقُبورٌ تَحُطُّ فيها اللَيالي | * | وَيُوارى الإِصباحُ وَالإِمساءُ |
27 | تَشفَقُ الشَمسُ وَالكَواكِبُ مِنها | * | وَالجَديدانِ وَالبِلى وَالفَناءُ |
28 | زَعَموا أَنَّها دَعائِمُ شيدَت | * | بِيَدِ البَغيِ مِلؤُها ظَلماءُ |
29 | فَاِعذُرِ الحاسِدينَ فيها إِذا لا | * | موا فَصَعبٌ عَلى الحَسودِ الثَناءُ |
30 | دُمِّرَ الناسُ وَالرَعِيَّةُ في تَشـ | * | ـييدِها وَالخَلائِقُ الأُسَراءُ |
31 | أَينَ كانَ القَضاءُ وَالعَدلُ وَالحِكـ | * | ـمَةُ وَالرَأيُ وَالنُهى وَالذَكاءُ |
32 | وَبَنو الشَمسِ مِن أَعِزَّةِ مِصرٍ | * | وَالعُلومُ الَّتي بِها يُستَضاءُ |
33 | فَاِدَّعَوا ما اِدَّعى أَصاغِرُ آثيـ | * | ـنا وَدَعواهُمُ خَنًا وَاِفتِراءُ |
34 | وَرَأَوا لِلَّذينَ سادوا وَشادوا | * | سُبَّةً أَن تُسَخَّرَ الأَعداءُ |
35 | إِن يَكُن غَيرَ ما أَتَوهُ فَخارٌ | * | فَأَنا مِنكَ يا فَخارُ بَراءُ |
36 | لَيتَ شِعري وَالدَهرُ حَربُ بَنيهِ | * | وَأَياديهِ عِندَهُمْ أَفياءُ |
37 | ما الَّذي داخَلَ اللَيالِيَ مِنّا | * | في صِبانا وَلِلَّيالي دَهاءُ |
38 | فَعَلا الدَهرُ فَوقَ عَلياءِ فِرعَو | * | نَ وَهَمَّت بِمُلكِهِ الأَرزاءُ |
39 | أَعلَنَت أَمرَها الذِئابُ وَكانوا | * | في ثِيابِ الرُعاةِ مِن قَبلُ جاؤوا |
40 | وَأَتى كُلُّ شامِتٍ مِن عِدا المُلـ | * | ـكِ إِلَيهِم وَاِنضَمَّتِ الأَجزاءُ |
41 | وَمَضى المالِكونَ إِلّا بَقايا | * | لَهُمُ في ثَرى الصَعيدِ اِلتِجاءُ |
42 | فَعَلى دَولَةِ البُناةِ سَلامٌ | * | وَعَلى ما بَنى البُناةُ العَفاءُ |
43 | وَإِذا مِصرُ شاةُ خَيرٍ لِراعي السَـ | * | ـسوءِ تُؤذى في نَسلِها وَتُساءُ |
44 | قَد أَذَلَّ الرِجالَ فَهيَ عَبيدٌ | * | وَنُفوسَ الرِجالِ فَهيَ إِماءُ |
45 | فَإِذا شاءَ فَالرِقابُ فِداهُ | * | وَيَسيرٌ إِذا أَرادَ الدِماءُ |
46 | وَلِقَومٍ نَوالُهُ وَرِضاهُ | * | وَلِأَقوامِ القِلى وَالجَفاءُ |
47 | فَفَريقٌ مُمَتَّعونَ بِمِصرٍ | * | وَفَريقٍ في أَرضِهِم غُرَباءُ |
48 | إِن مَلَكتَ النُفوسَ فَاِبغِ رِضاها | * | فَلَها ثَورَةٌ وَفيها مَضاءُ |
49 | يَسكُنُ الوَحشُ لِلوُثوبِ مِنَ الأَسـ | * | ـرِ فَكَيفَ الخَلائِقُ العُقَلاءُ |
50 | يَحسَبُ الظالِمونَ أَن سَيَسودو | * | نَ وَأَن لَن يُؤَيَّدَ الضُعَفاءُ |
51 | وَاللَيالي جَوائِرٌ مِثلَما جا | * | روا وَلِلدَهرِ مِثلَهُم أَهواءُ |
52 | لَبِثَت مِصرُ في الظَلامِ إِلى أَن | * | قيلَ ماتَ الصَباحُ وَالأَضواءُ |
53 | لَم يَكُن ذاكَ مِن عَمىً كُلُّ عَينٍ | * | حَجَبَ اللَيلُ ضَوءَها عَمياءُ |
54 | ما نَراها دَعا الوَفاءُ بَنيها | * | وَأَتاهُم مِنَ القُبورِ النِداءُ |
55 | لِيُزيحوا عَنها العِدا فَأَزاحوا | * | وَأُزيحَت عَن جَفنِها الأَقذاءُ |
56 | وَأُعيدَ المَجدُ القَديمُ وَقامَت | * | في مَعالي آبائِها الأَبناءُ |
57 | وَأَتى الدَهرُ تائِبًا بِعَظيمٍ | * | مِن عَظيمٍ آباؤُهُ عُظَماءُ |
58 | مَن كَرَمسيسَ في المُلوكِ حَديثًا | * | وَلِرَمسيسٍ المُلوكُ فِداءُ |
59 | بايَعَتهُ القُلوبُ في صُلبِ سيتي | * | يَومَ أَن شاقَها إِلَيهِ الرَجاءُ |
60 | وَاِستَعدَّ العُبّادُ لِلمَولِدِ الأَكـ | * | ـبَرِ وَاِزَّيَّنَت لَهُ الغَبراءُ |
61 | جَلَّ سيزوستَريسُ عَهدًا وَجَلَّت | * | في صِباهُ الآياتُ وَالآلاءُ |
62 | فَسَمِعنا عَنِ الصَبِيِّ الَّذي يَعـ | * | ـفو وَطَبعُ الصِبا الغَشومُ الإِباءُ |
63 | وَيَرى الناسَ وَالمُلوكَ سَواءً | * | وَهَلِ الناسُ وَالمُلوكُ سَواءُ |
64 | وَأَرانا التاريخُ فِرعَونَ يَمشي | * | لَم يَحُل دونَ بِشرِهِ كِبرِياءُ |
65 | يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضًّا | * | طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ |
66 | لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ | * | سٌ وَلا نالَهُ وَليدًا شَقاءُ |
67 | فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّو | * | هُ تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ |
68 | وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَو | * | لِ تَراهُ مُستَعذَبًا وَهوَ داءُ |
69 | فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ | * | وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ |
70 | جَلَّ رَمسيسُ فِطرَةً وَتَعالى | * | شيعَةً أَن يَقودَهُ السُفَهاءُ |
71 | وَسَما لِلعُلا فَنالَ مَكانًا | * | لَم يَنَلهُ الأَمثالُ وَالنُظَراءُ |
72 | وَجُيوشٌ يَنهَضنَ بِالأَرضِ مَلكًا | * | وَلِواءٌ مِن تَحتِهِ الأَحياءُ |
73 | وَوُجودٌ يُساسُ وَالقَولُ فيهِ | * | ما يَقولُ القُضاةُ وَالحُكَماءُ |
74 | وَبِناءٌ إِلى بِناءٍ يَوَدُّ الخُلـ | * | ـدُ لَو نالَ عُمرَهُ وَالبَقاءُ |
75 | وَعُلومٌ تُحيِ البِلادَ وَبِنتا | * | هورُ فَخرُ البِلادِ وَالشُعَراءُ |
76 | إيهِ سيزوستَريسَ ماذا يَنالُ الـ | * | ـوَصفُ يَومًا أَو يَبلُغُ الإِطراءُ |
77 | كَبُرَت ذاتُكَ العَلِيَّةُ أَن تُحـ | * | ـصي ثَناها الأَلقابُ وَالأَسماءُ |
78 | لَكَ آمونُ وَالهِلالُ إِذا يَكـ | * | ـبُرُ وَالشَمسُ وَالضُحى آباءُ |
79 | وَلَكَ الريفُ وَالصَعيدُ وَتاجا | * | مِصرَ وَالعَرشُ عالِيًا وَالرِداءُ |
80 | وَلَكَ المُنشَآتُ في كُلِّ بَحرٍ | * | وَلَكَ البَرُّ أَرضُهُ وَالسَماءُ |
81 | لَيتَ لَم يُبلِكَ الزَمانُ وَلَم يَبـ | * | ـلَ لِمُلكِ البِلادِ فيكَ رَجاءُ |
82 | هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ | * | ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ بَقاءُ |
83 | لا رَعاكَ التاريخُ يا يَومَ قَمبيـ | * | ـزَ وَلا طَنطَنَت بِكَ الأَنباءُ |
84 | دارَتِ الدائِراتُ فيكَ وَنالَت | * | هَذِهِ الأُمَّةَ اليَدُ العَسراءُ |
85 | فَمُبصِرٌ مِمّا جَنَيتَ لِمِصرٍ | * | أَيُّ داءٍ ما إِن إِلَيهِ دَواءُ |
86 | نَكَدٌ خالِدٌ وَبُؤسٌ مُقيمٌ | * | وَشَقاءٌ يَجُدُّ مِنهُ شَقاءُ |
87 | يَومَ مَنفيسَ وَالبِلادُ لِكِسرى | * | وَالمُلوكُ المُطاعَةُ الأَعداءُ |
88 | يَأمُرُ السَيفُ في الرِقابِ وَيَنهى | * | وَلِمِصرٍ عَلى القَذى إِغضاءُ |
89 | جيءَ بِالمالِكِ العَزيزِ ذَليلًا | * | لَم تُزَلزِل فُؤادَهُ البَأساءُ |
90 | يُبصِرُ الآلَ إِذ يُراحُ بِهِم في | * | مَوقِفِ الذُلِّ عَنوَةً وَيُجاءُ |
91 | بِنتُ فِرعَونَ في السَلاسِلِ تَمشي | * | أَزعَجَ الدَهرُ عُريُها وَالحَفاءُ |
92 | فَكَأَن لَم يَنهَض بِهَودَجِها الدَهـ | * | ـرُ وَلا سارَ خَلفَها الأُمَراءُ |
93 | وَأَبوها العَظيمُ يَنظُرُ لَمّا | * | رُدِّيَت مِثلَما تُرَدّى الإِماءُ |
94 | أُعطِيَت جَرَّةً وَقيلَ إِلَيكِ النـ | * | ـنَهر قومي كَما تَقومُ النِساءُ |
95 | فَمَشَت تُظهِرُ الإِباءَ وَتَحمي الدَمـ | * | ـعَ أَن تَستَرِقَّهُ الضَرّاءُ |
96 | وَالأَعادي شَواخِصٌ وَأَبوها | * | بِيَدِ الخَطبِ صَخرَةٌ صَمّاءُ |
97 | فَأَرادوا لِيَنظُروا دَمعَ فِرعَو | * | نَ وَفِرعَونُ دَمعُهُ العَنقاءُ |
98 | فَأَرَوهُ الصَديقَ في ثَوبِ فَقرٍ | * | يَسأَلُ الجَمعَ وَالسُؤالُ بَلاءُ |
99 | فَبَكى رَحمَةً وَما كانَ مَن يَبـ | * | ـكي وَلَكِنَّما أَرادَ الوَفاءُ |
100 | هَكَذا المُلكُ وَالمُلوكُ وَإِن جا | * | رَ زَمانٌ وَرَوَّعَت بَلواءُ |
101 | لا تَسَلني ما دَولَةُ الفُرسِ ساءَت | * | دَولَةُ الفُرسِ في البِلادِ وَساؤوا |
102 | أُمَّةٌ هَمُّها الخَرائِبُ تُبلي | * | ها وَحَقُّ الخَرائِبِ الإِعلاءُ |
103 | سَلَبَت مِصرَ عِزَّها وَكَسَتها | * | ذِلَّةً ما لَها الزَمانَ اِنقِضاءُ |
104 | وَاِرتَوى سَيفُها فَعاجَلَها الـ | * | ـلَهُ بِسَيفٍ ما إِن لَهُ إِرواءُ |
105 | طِلبَةٌ لِلعِبادِ كانَت لِإِسكَنـ | * | ـدَرَ في نَيلِها اليَدُ البَيضاءُ |
106 | شادَ إِسكَندَرٌ لِمِصرَ بِناءً | * | لَم تَشِدهُ المُلوكُ وَالأُمَراءُ |
107 | بَلَدًا يَرحَلُ الأَنامُ إِلَيهِ | * | وَيَحُجُّ الطُلّابُ وَالحُكَماءُ |
108 | عاشَ عُمرًا في البَحرِ ثَغرَ المَعالي | * | وَالمَنارَ الَّذي بِهِ الاِهتِداءُ |
109 | مُطمَئِنًّا مِنَ الكَتائِبِ وَالكُتـ | * | ـبِ بِما يَنتَهي إِلَيهِ العَلاءُ |
110 | يَبعَثُ الضَوءَ لِلبِلادِ فَتَسري | * | في سَناهُ الفُهومُ وَالفُهَماءُ |
111 | وَالجَواري في البَحرِ يُظهِرنَ عِزَّ الـ | * | ـمُلكِ وَالبَحرُ صَولَةٌ وَثَراءُ |
112 | وَالرَعايا في نِعمَةٍ وَلِبَطلَي | * | موسَ في الأَرضِ دَولَةٌ عَلياءُ |
113 | فَقَضى اللَهُ أَن تُضَيِّعَ هَذا الـ | * | ـمُلكَ أُنثى صَعبٌ عَلَيها الوَفاءُ |
114 | تَخِذَتها روما إِلى الشَرِّ تَمهيـ | * | ـدًا وَتَمهيدُهُ بِأُنثى بَلاءُ |
115 | فَتَناهى الفَسادُ في هَذِهِ الأَر | * | ضِ وَجازَ الأَبالِسَ الإِغواءُ |
116 | ضَيَّعَت قَيصَرَ البَرِيَّةِ أُنثى | * | يا لَرَبّي مِمّا تَجُرُّ النِساءُ |
117 | فَتَنَت مِنهُ كَهفَ روما المُرَجّى | * | وَالحُسامَ الَّذي بِهِ الاِتِّقاءُ |
118 | قاهِرَ الخَصمِ وَالجَحافِلِ مَهما | * | جَدَّ هَولُ الوَغى وَجَدَّ اللِقاءُ |
119 | فَأَتاها مَن لَيسَ تَملُكُهُ أُنـ | * | ـثى وَلا تَستَرِقُّهُ هَيفاءُ |
120 | بَطَلُ الدَولَتَينِ حامى حِمى رو | * | ما الَّذي لا تَقودُهُ الأَهواءُ |
121 | أَخَذَ المُلكَ وَهيَ في قَبضَةِ الأَفـ | * | ـعى عَنِ المُلكِ وَالهَوى عَمياءُ |
122 | سَلَبَتها الحَياةَ فَاِعجَب لِرَقطا | * | ءَ أَراحَت مِنها الوَرى رَقطاءُ |
123 | لَم تُصِب بِالخِداعِ نُجحًا وَلَكِن | * | خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ |
124 | قَتَلَت نَفسَها وَظَنَّت فِداءً | * | صَغُرَت نَفسُها وَقَلَّ الفِداءُ |
125 | سَل كِلوبَترَةَ المُكايِدِ هَلّا | * | صَدَّها عَن وَلاءِ روما الدَهاءُ |
126 | فَبِروما تَأَيَّدَت وَبِروما | * | هِيَ تَشقى وَهَكَذا الأَعداءُ |
127 | وَلِروما المُلكُ الَّذي طالَما وا | * | فاهُ في السِرِّ نُصحُها وَالوَلاءُ |
128 | وَتَوَلَّت مِصرًا يَمينٌ عَلى المِصـ | * | ـرِيِّ مِن دونِ ذا الوَرى عَسراءُ |
129 | تُسمِعُ الأَرضُ قَيصَرًا حينَ تَدعو | * | وَعَقيمٌ مِن أَهلِ مِصرَ الدُعاءُ |
130 | وَيُنيلُ الوَرى الحُقوقَ فَإِن نا | * | دَتهُ مِصرٌ فَأُذنُهُ صَمّاءُ |
131 | فَاِصبِري مِصرُ لِلبَلاءِ وَأَنّى | * | لَكِ وَالصَبرُ لِلبَلاءِ بَلاءُ |
132 | ذا الَّذي كُنتِ تَلتَجينَ إِلَيهِ | * | لَيسَ مِنهُ إِلى سِواهُ النَجاءُ |
133 | رَبِّ شُقتَ العِبادَ أَزمانَ لا كُتـ | * | ـبٌ بِها يُهتَدى وَلا أَنبِياءُ |
134 | ذَهَبوا في الهَوى مَذاهِبَ شَتّى | * | جَمَعَتها الحَقيقَةُ الزَهراءُ |
135 | فَإِذا لَقَّبوا قَوِيًّا إِلَها | * | فَلَهُ بِالقُوى إِلَيكِ اِنتِهاءُ |
136 | وَإِذا آثَروا جَميلًا بِتَنـزيـ | * | ـهٍ فَإِنَّ الجَمالَ مِنكِ حِباءُ |
137 | وَإِذا أَنشَئوا التَماثيلَ غُرًّا | * | فَإِلَيكِ الرُموزُ وَالإيماءُ |
138 | وَإِذا قَدَّروا الكَواكِبَ أَربا | * | بًا فَمِنكِ السَنا وَمِنكِ السَناءُ |
139 | وَإِذا أَلَّهوا النَباتَ فَمِن آ | * | ثارِ نُعماكِ حُسنُهُ وَالنَماءُ |
140 | وَإِذا يَمَّموا الجِبالَ سُجودًا | * | فَالمُرادُ الجَلالَةُ الشَمّاءُ |
141 | وَإِذا تُعبَدُ البِحارُ مَعَ الأَسـ | * | ـماكِ وَالعاصِفاتُ وَالأَنواءُ |
142 | وَسِباعُ السَماءِ وَالأَرضِ وَالأَر | * | حامُ وَالأُمَّهاتُ وَالآباءُ |
143 | لِعُلاكَ المُذَكَّراتُ عَبيدٌ | * | خُضَّعٌ وَالمُؤَنَّثاتُ إِماءُ |
144 | جَمَعَ الخَلقَ وَالفَضيلَةَ سِرٌّ | * | شَفَّ عَنهُ الحِجابُ فَهوَ ضِياءُ |
145 | سَجَدَت مِصرُ في الزَمانِ لِإيزيـ | * | ـسَ النَدى مَن لَها اليَدُ البَيضاءُ |
146 | إِن تَلِ البَرَّ فَالبِلادُ نُضارٌ | * | أَو تَلِ البَحرَ فَالرِياحُ رُخاءُ |
147 | أَو تَلِ النَفسَ فَهيَ في كُلِّ عُضوٍ | * | أَو تَلِ الأُفقَ فَهيَ فيهِ ذُكاءُ |
148 | قيلَ إيزيسُ رَبَّةَ الكَونِ لَولا | * | أَن تَوَحَّدتِ لَم تَكُ الأَشياءُ |
149 | وَاِتَّخَذتِ الأَنوارَ حُجبًا فَلَم تُبـ | * | ـصِركِ أَرضٌ وَلا رَأَتكِ سَماءُ |
150 | أَنتِ ما أَظهَرَ الوُجودُ وَما أَخـ | * | ـفى وَأَنتِ الإِظهارُ وَالإِخفاءُ |
151 | لَكَ آبيسُ وَالمُحَبَّبُ أوزيـ | * | ـريسُ وَاِبناهُ كُلُّهُم أَولِياءُ |
152 | مُثِّلَت لِلعُيونِ ذاتُكِ وَالتَمـ | * | ـثيلُ يُدني مَن لا لَهُ إِدناءُ |
153 | وَاِدَّعاكِ اليونانُ مِن بَعدِ مِصرٍ | * | وَتَلاهُ في حُبِّكِ القُدَماءُ |
154 | فَإِذا قيلَ ما مَفاخِرَ مِصرٍ | * | قيلَ مِنها إيزيسُها الغَرّاءُ |
155 | رَبِّ هَذي عُقولُنا في صِباها | * | نالَها الخَوفُ وَاِستَباها الرَجاءُ |
156 | فعَشِقناكَ قَبلَ أَن تَأتِيَ الرُسـ | * | ـلُ وَقامَت بِحُبِّكَ الأَعضاءُ |
157 | وَوَصَلنا السُرى فَلَولا ظَلامُ الـ | * | ـجَهلِ لَم يَخطُنا إِلَيكِ اِهتِداءُ |
158 | وَاِتَّخَذنا الأَسماءَ شَتّى فَلَمّا | * | جاءَ موسى اِنتَهَت لَكَ الأَسماءُ |
159 | حَجَّنا في الزَمانِ سِحرًا بِسِحرٍ | * | وَاِطمَأَنَّت إِلى العَصا السُعَداءُ |
160 | وَيُريدُ الإِلَهُ أَن يُكرَمَ العَقـ | * | ـلُ وَأَلّا تُحَقَّرَ الآراءُ |
161 | ظَنَّ فِرعَونُ أَنَّ موسى لَهُ وا | * | فٍ وَعِندَ الكِرامِ يُرجى الوَفاءُ |
162 | لَم يَكُن في حِسابِهِ يَومَ رَبّى | * | أَن سَيَأتي ضِدَّ الجَزاءِ الجَزاءُ |
163 | فَرَأى اللَهُ أَن يَعِقَّ وَلِلَّـ | * | ـهِ تَفي لا لِغَيرِهِ الأَنبِياءُ |
164 | مِصرُ موسى عِندَ اِنتِماءٍ وَموسى | * | مِصرُ إِن كانَ نِسبَةٌ وَاِنتِماءُ |
165 | فَبِهِ فَخرُها المُؤَيَّدُ مَهما | * | هُزَّ بِالسَيِّدِ الكَليمِ اللِواءُ |
166 | إِن تَكُن قَد جَفَتهُ في ساعَةِ الشَكِّ | * | فَحَظُّ الكَبيرِ مِنها الجَفاءُ |
167 | خِلَّةٌ لِلبِلادِ يَشقى بِها النا | * | سُ وَتَشقى الدِيارُ وَالأَبناءُ |
168 | فَكَبيرٌ أَلّا يُصانَ كَبيرٌ | * | وَعَظيمٌ أَن يُنبَذَ العُظَماءُ |
169 | وُلِدَ الرِفقُ يَومَ مَولِدِ عيسى | * | وَالمُروءاتُ وَالهُدى وَالحَياءُ |
170 | وَاِزدَهى الكَونُ بِالوَليدِ وَضاءَت | * | بِسَناهُ مِنَ الثَرى الأَرجاءُ |
171 | وَسَرَت آيَةُ المَسيحِ كَما يَسـ | * | ـري مِنَ الفَجرِ في الوُجودِ الضِياءُ |
172 | تَملَأُ الأَرضَ وَالعَوالِمَ نورًا | * | فَالثَرى مائِجٌ بَهًا وَضّاءُ |
173 | لا وَعيدٌ لا صَولَةٌ لا اِنتِقامُ | * | لا حُسامٌ لا غَزوَةٌ لا دِماءُ |
174 | مَلَكٌ جاوَرَ التُرابَ فَلَمّا | * | مَلَّ نابَت عَنِ التُرابِ السَماءُ |
175 | وَأَطاعَتهُ في الإِلَهِ شُيوخٌ | * | خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ ضُعَفاءُ |
176 | أَذعَنَ الناسُ وَالمُلوكُ إِلى ما | * | رَسَموا وَالعُقولُ وَالعُقَلاءُ |
177 | فَلَهُم وَقفَةٌ عَلى كُلِّ أَرضٍ | * | وَعَلى كُلِّ شاطِئٍ إِرساءُ |
178 | دَخَلوا ثَيبَةً فَأَحسَنَ لُقيا | * | هُم رِجالٌ بِثيبَةٍ حُكَماءُ |
179 | فَهِموا السِرَّ حينَ ذاقوا وَسَهلٌ | * | أَن يَنالَ الحَقائِقَ الفُهَماءُ |
180 | فَإِذا الهَيكَلُ المُقَدَّسُ دَيرٌ | * | وَإِذا الدَيرُ رَونَقٌ وَبَهاءُ |
181 | وَإِذا ثَيبَةٌ لِعيسى وَمَنفيـ | * | ـسُ وَنَيلُ الثَراءِ وَالبَطحاءُ |
182 | إِنَّما الأَرضُ وَالفَضاءُ لِرَبّي | * | وَمُلوكُ الحَقيقَةِ الأَنبِياءُ |
183 | لَهُمُ الحُبُّ خالِصًا مِن رَعايا | * | هُم وَكُلُّ الهَوى لَهُم وَالوَلاءُ |
184 | إِنَّما يُنكِرُ الدِياناتِ قَومٌ | * | هُم بِما يُنكِرونَهُ أَشقِياءُ |
185 | هَرِمَت دَولَةُ القَياصِرِ وَالدَو | * | لاتُ كَالناسِ داؤُهُنَّ الفَناءُ |
186 | لَيسَ تُغني عَنها البِلادُ وَلا ما | * | لُ الأَقاليمِ إِن أَتاها النِداءُ |
187 | نالَ روما ما نالَ مِن قَبلُ آثيـ | * | ـنا وَسيمَتهُ ثَيبَةُ العَصماءُ |
188 | سُنَّةُ اللَهِ في المَمالِكِ مِن قَبـ | * | ـلُ وَمِن بَعدِ ما لِنُعمى بَقاءُ |
189 | أَظلَمَ الشَرقُ بَعدَ قَيصَرَ وَالغَر | * | بُ وَعَمَّ البَرِيَّةَ الإِدجاءُ |
190 | فَالوَرى في ضَلالِهِ مُتَمادٍ | * | يَفتُكُ الجَهلُ فيهِ وَالجُهَلاءُ |
191 | عَرَّفَ اللَهَ ضِلَّةً فَهوَ شَخصٌ | * | أَو شِهابٌ أَو صَخرَةٌ صَمّاءُ |
192 | وَتَوَلّى عَلى النُفوسِ هَوى الأَو | * | ثانِ حَتّى اِنتَهَت لَهُ الأَهواءُ |
193 | فَرَأى اللَهُ أَن تُطَهَّرَ بِالسَيـ | * | ـفِ وَأَن تَغسِلَ الخَطايا الدِماءُ |
194 | وَكَذاكَ النُفوسُ وَهيَ مِراضٌ | * | بَعضُ أَعضائِها لِبَعضٍ فِداءُ |
195 | لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن | * | شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ |
196 | وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت | * | فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ |
197 | أَشرَقَ النورُ في العَوالِمِ لَمّا | * | بَشَّرَتها بِأَحمَدَ الأَنباءُ |
198 | بِاليَتيمِ الأُمِّيِّ وَالبَشَرِ المو | * | حى إِلَيهِ العُلومُ وَالأَسماءُ |
199 | قُوَّةُ اللَهِ إِن تَوَلَّت ضَعيفًا | * | تَعِبَت في مِراسِهِ الأَقوِياءُ |
200 | أَشرَفُ المُرسَلينَ آيَتُهُ النُط | * | قُ مُبينًا وَقَومُهُ الفُصَحاءُ |
201 | لَم يَفُه بِالنَوابِغِ الغُرِّ حَتّى | * | سَبَقَ الخَلقَ نَحوَهُ البُلَغاءُ |
202 | وَأَتَتهُ العُقولُ مُنقادَةَ اللُبـ | * | ـبِ وَلَبّى الأَعوانُ وَالنُصَراءُ |
203 | جاءَ لِلناسِ وَالسَرائِرُ فَوضى | * | لَم يُؤَلِّف شَتاتُهُنّ لِواءُ |
204 | وَحِمى اللَهُ مُستَباحٌ وَشَرعُ الـ | * | ـلَهِ وَالحَقُّ وَالصَوابُ وَراءُ |
205 | فَلِجِبريلَ جَيئَةٌ وَرَواحٌ | * | وَهُبوطٌ إِلى الثَرى وَاِرتِقاءُ |
206 | يُحسَبُ الأُفقُ في جَناحَيهِ نورٌ | * | سُلِبَتهُ النُجومُ وَالجَوزاءُ |
207 | تِلكَ آيُ الفُرقانِ أَرسَلَها الـ | * | ـلَهُ ضِياءً يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ |
208 | نَسَخَت سُنَّةَ النَبِيّينَ وَالرُسـ | * | ـلِ كَما يَنسَخُ الضِياءَ الضِياءُ |
209 | وَحَماها غُرٌّ كِرامٌ أَشِدّا | * | ءُ عَلى الخَصمِ بَينَهُم رُحَماءُ |
210 | أُمَّةٌ يَنتَهي البَيانُ إِلَيها | * | وَتَؤولُ العُلومُ وَالعُلَماءُ |
211 | جازَتِ النَجمَ وَاِطمَأَنَّت بِأُفقٍ | * | مُطمَئِنٍّ بِهِ السَنا وَالسَناءُ |
212 | كُلَّما حَثَّتِ الرِكابَ لِأَرضٍ | * | جاوَرَ الرُشدُ أَهلَها وَالذَكاءُ |
213 | وَعَلا الحَقُّ بَينَهُم وَسَما الفَضـ | * | ـلُ وَنالَت حُقوقَها الضُعَفاءُ |
214 | تَحمِلُ النَجمَ وَالوَسيلَةَ وَالميـ | * | ـزانَ مِن دينِها إِلى مَن تَشاءُ |
215 | وَتُنيلُ الوُجودَ مِنهُ نِظامًا | * | هُوَ طِبُّ الوُجودِ وَهوَ الدَواءُ |
216 | يَرجِعُ الناسُ وَالعُصورُ إِلى ما | * | سَنَّ وَالجاحِدونَ وَالأَعداءُ |
217 | فيهِ ما تَشتَهي العَزائِمُ إِن هَمـ | * | ـمَ ذَووها وَيَشتَهي الأَذكِياءُ |
218 | فَلِمَن حاوَلَ النَعيمَ نَعيمٌ | * | وَلِمَن آثَرَ الشَقاءَ شَقاءُ |
219 | أَيَرى العُجمُ مِن بَني الظِلِّ وَالما | * | ءِ عَجيبًا أَن تُنجِبَ البَيداءُ |
220 | وَتُثيرُ الخِيامُ آسادَ هَيجا | * | ءَ تَراها آسادَها الهَيجاءُ |
221 | ما أَنافَت عَلى السَواعِدِ حَتّى الـ | * | ـأَرضُ طُرًّا في أَسرِها وَالفَضاءُ |
222 | تَشهَدُ الصينُ وَالبِحارُ وَبَغدا | * | دُ وَمِصرٌ وَالغَربُ وَالحَمراءُ |
223 | مَن كَعَمرِو البِلادِ وَالضادُ مِمّا | * | شادَ فيها وَالمِلَّةُ الغَرّاءُ |
224 | شادَ لِلمُسلِمينَ رُكنًا جَسامًا | * | ضافِيَ الظِلِّ دَأبُهُ الإيواءُ |
225 | طالَما قامَتِ الخِلافَةُ فيهِ | * | فَاِطمَأَنَّت وَقامَتِ الخُلَفاءُ |
226 | وَاِنتَهى الدينُ بِالرَجاءِ إِلَيهِ | * | وَبَنو الدينِ إِذ هُمُ ضُعَفاءُ |
227 | مَن يَصُنهُ يَصُن بَقِيَّةَ عِزٍّ | * | غَيَّضَ التُركُ صَفوَهُ وَالثَواءُ |
228 | فَاِبكِ عَمَرًا إِن كُنتَ مُنصِفَ عَمرو | * | إِنَّ عُمَرًا لَنَيِّرٌ وَضّاءُ |
229 | جادَ لِلمُسلِمينَ بِالنيلِ وَالنيـ | * | ـلُ لِمَن يَقتَنيهِ أَفريقاءُ |
230 | فَهيَ تَعلو شَأنًا إِذا حُرِّرَ النيـ | * | ـلُ وَفي رِقِّهِ لَها إِزراءُ |
231 | وَاِذكُرِ الغُرَّ آلَ أَيّوبَ وَاِمدَح | * | فَمِنَ المَدحِ لِلرِجالِ جَزاءُ |
232 | هُم حُماةُ الإِسلامِ وَالنَفَرُ البيـ | * | ـضُ المُلوكُ الأَعِزَّةُ الصُلَحاءُ |
233 | كُلَّ يَومٍ بِالصالِحِيَّةِ حِصنٌ | * | وَبِبُلبَيسَ قَلعَةٌ شَمّاءُ |
234 | وَبِمِصرٍ لِلعِلمِ دارٌ وَلِلضَيـ | * | ـفانِ نارٌ عَظيمَةٌ حَمراءُ |
235 | وَلِأَعداءِ آلِ أَيّوبَ قَتلٌ | * | وَلِأَسراهُمُ قِرىً وَثَواءُ |
236 | يَعرِفُ الدينُ مَن صَلاحٌ وَيَدري | * | مَن هُوَ المَسجِدانِ وَالإِسراءُ |
237 | إِنَّهُ حِصنُهُ الَّذي كانَ حِصنًا | * | وَحُماهُ الَّذي بِهِ الاِحتِماءُ |
238 | يَومَ سارَ الصَليبُ وَالحامِلوهُ | * | وَمَشى الغَربُ قَومُهُ وَالنِساءُ |
239 | بِنُفوسٍ تَجولُ فيها الأَماني | * | وَقُلوبٍ تَثورُ فيها الدِماءُ |
240 | يُضمِرونَ الدَمارَ لِلحَقِّ وَالنا | * | سِ وَدينِ الَّذينَ بِالحَقِّ جاؤوا |
241 | وَيَهُدّونَ بِالتِلاوَةِ وَالصُلـ | * | ـبانِ ما شادَ بِالقَنا البَنّاءُ |
242 | فَتَلَقَّتهُمُ عَزائِمُ صِدقٍ | * | نُصَّ لِلدينِ بَينَهُنَّ خِباءُ |
243 | مَزَّقَت جَمعَهُم عَلى كُلِّ أَرضٍ | * | مِثلَما مَزَّقَ الظَلامَ الضِياءُ |
244 | وَسَبَت أَمرَدَ المُلوكِ فَرَدَّتـ | * | ـهُ وَما فيهِ لِلرَعايا رَجاءُ |
245 | وَلَو أَنَّ المَليكَ هيبَ أَذاهُ | * | لَم يُخَلِّصهُ مِن أَذاها الفِداءُ |
246 | هَكَذا المُسلِمونَ وَالعَرَبُ الخا | * | لونَ لا ما يَقولُهُ الأَعداءُ |
247 | فَبِهِم في الزَمانِ نِلنا اللَيالي | * | وَبِهِم في الوَرى لَنا أَنباءُ |
248 | لَيسَ لِلذُلِّ حيلَةٌ في نُفوسٍ | * | يَستَوي المَوتُ عِندَها وَالبَقاءُ |
249 | وَاِذكُرِ التُركَ إِنَّهُم لَم يُطاعوا | * | فَيَرى الناسُ أَحسَنوا أَم أَساؤوا |
250 | حَكَمَت دَولَةُ الجَراكِسِ عَنهُمُ | * | وَهيَ في الدَهرِ دَولَةٌ عَسراءُ |
251 | وَاِستَبَدَّت بِالأَمرِ مِنهُم فَبا | * | شا التُركِ في مِصرَ آلَةٌ صَمّاءُ |
252 | يَأخُذُ المالَ مِن مَواعيدَ ما كا | * | نوا لَها مُنجِزينَ فَهيَ هَباءُ |
253 | وَيَسومونَهُ الرِضا بِأُمورٍ | * | لَيسَ يَرضى أَقَلَّهُنَّ الرَضاءُ |
254 | فَيُداري لِيَعصِمَ الغَدَ مِنهُم | * | وَالمُداراةُ حِكمَةٌ وَدَهاءُ |
255 | وَأَتى النَسرُ يَنهَبُ الأَرضَ نَهبًا | * | حَولَهُ قَومُهُ النُسورُ ظِماءُ |
256 | يَشتَهي النيلَ أَن يُشيدَ عَلَيهِ | * | دَولَةً عَرضُها الثَرى وَالسَماءُ |
257 | حَلُمَت رومَةٌ بِها في اللَيالي | * | وَرَآها القَياصِرُ الأَقوِياءُ |
258 | فَأَتَت مِصرَ رُسلُهُم تَتَوالى | * | وَتَرامَت سودانَها العُلَماءُ |
259 | وَلَوِ اِستَشهَدَ الفَرَنسيسُ روما | * | لَأَتَتهُم مِن رومَةَ الأَنباءُ |
260 | عَلِمَت كُلُّ دَولَةٍ قَد تَوَلَّت | * | أَنَّنا سُمُّها وَأَنّا الوَباءُ |
261 | قاهِرُ العَصرِ وَالمَمالِكِ نابِلـ | * | ـيونُ وَلَّت قُوّادُهُ الكُبَراءُ |
262 | جاءَ طَيشًا وَراحَ طَيشًا وَمِن قَبـ | * | ـلُ أَطاشَت أُناسَها العَلياءُ |
263 | سَكَتَت عَنهُ يَومَ عَيَّرَها الأَهـ | * | ـرامُ لَكِن سُكوتُها اِستِهزاءُ |
264 | فَهيَ توحي إِلَيهِ أَن تِلكَ واتِر | * | لو فَأَينَ الجُيوشُ أَينَ اللِواءُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
الشوقيات (1/17-32)، تقديم حسين هيكل، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان - البحر:: خفيف
- الروي:: همزة
- العصر:: حديث
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (11-30) في صفحة (18)،
3 - الأبيات (31-49) في صفحة (19)،
4 - الأبيات (50-67) في صفحة (20)،
5 - الأبيات (68-83) في صفحة (21)،
6 - الأبيات (84-100) في صفحة (22)،
7 - الأبيات (101-117) في صفحة (23)،
8 - البيات (118-135) في صفحة (24)،
9 - الأبيات (136-151) في صفحة (25)،
10 - الأبيات (152-168) في صفحة (26)،
11 - الأبيات (169-187) في صفحة (27)،
12 - الأبيات (188-207) في صفحة (28)،
13 - الأبيات (208-227) في صفحة (29)،
14 - الأبيات (228-244) في صفحة (30)،
15 - الأبيات (245-262) في صفحة (31)،
16 - البيتان (263-264) في صفحة (32)،