الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> فَدَيناكَ مِن رَبعٍ وَإِن زِدتَنا كَربا * فَإِنَّكَ كُنتَ الشَرقَ لِلشَمسِ وَالغَربا
1 | فَدَيناكَ مِن رَبعٍ وَإِن زِدتَنا كَربا | * | فَإِنَّكَ كُنتَ الشَرقَ لِلشَمسِ وَالغَربا |
2 | وَكَيفَ عَرَفنا رَسمَ مَن لَم يَدَع لَنا | * | فُؤادًا لِعِرفانِ الرُسومِ وَلا لُبّا |
3 | نَزَلنا عَنِ الأَكوارِ نَمشي كَرامَةً | * | لِمَن بانَ عَنهُ أَن نُلِمَّ بِهِ رَكبا |
4 | نَذُمُّ السَحابَ الغُرَّ في فِعلِها بِهِ | * | وَنُعرِضُ عَنها كُلَّما طَلَعَت عَتبا |
5 | وَمَن صَحِبَ الدُنيا طَويلًا تَقَلَّبَت | * | عَلى عَينِهِ حَتّى يَرى صِدقَها كِذبا |
6 | وَكَيفَ التِذاذي بِالأَصائِلِ وَالضُحى | * | إِذا لَم يَعُد ذاكَ النَسيمُ الَّذي هَبّا |
7 | ذَكَرتُ بِهِ وَصلًا كَأَنْ لَم أَفُز بِهِ | * | وَعَيشًا كَأَنّي كُنتُ أَقطَعُهُ وَثبا |
8 | وَفَتّانَةَ العَينَينِ قَتّالَةَ الهَوى | * | إِذا نَفَحَت شَيخًا رَوائِحُها شَبّا |
9 | لَها بَشَرُ الدُرِّ الَّذي قُلِّدَت بِهِ | * | وَلَم أَرَ بَدرًا قَبلَها قُلِّدَ الشُهبا |
10 | فَيا شَوقِ ما أَبقى وَيالي مِنَ النَوى | * | وَيا دَمعِ ما أَجرى وَيا قَلبِ ما أَصبى |
11 | لَقَد لَعِبَ البَينُ المُشِتُّ بِها وَبي | * | وَزَوَّدَني في السَيرِ ما زَوَّدَ الضِبّا |
12 | وَمَن تَكُنِ الأُسدُ الضَواري جُدودَهُ | * | يَكُن لَيلُهُ صُبحًا وَمَطعَمُهُ غَصبا |
13 | وَلَستُ أُبالي بَعدَ إِدراكِيَ العُلا | * | أَكانَ تُراثًا ما تَناوَلتُ أَم كَسبا |
14 | فَرُبَّ غُلامٍ عَلَّمَ المَجدَ نَفسَهُ | * | كَتَعليمِ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنَ وَالضَربا |
15 | إِذا الدَولَةُ استَكفَت بِهِ في مُلِمَّةٍ | * | كَفاها فَكانَ السَيفَ وَالكَفَّ وَالقَلبا |
16 | تُهابُ سُيوفُ الهِندِ وَهيَ حَدائِدٌ | * | فَكَيفَ إِذا كانَت نِزارِيَّةً عُربا |
17 | وَيُرهَبُ نابُ اللَيثِ وَاللَيثُ وَحدَهُ | * | فَكَيفَ إِذا كانَ اللُيوثُ لَهُ صَحبا |
18 | وَيُخشى عُبابُ البَحرِ وَهوَ مَكانَهُ | * | فَكَيفَ بِمَن يَغشى البِلادَ إِذا عَبّا |
19 | عَليمٌ بِأَسرارِ الدِياناتِ وَاللُغى | * | لَهُ خَطَراتٌ تَفضَحُ الناسَ وَالكُتبا |
20 | فَبورِكتَ مِن غَيثٍ كَأَنَّ جُلودَنا | * | بِهِ تُنبِتُ الديباجَ وَالوَشيَ وَالعَصبا |
21 | وَمِن واهِبٍ جَزلًا وَمِن زاجِرٍ هَلًا | * | وَمِن هاتِكٍ دِرعًا وَمِن ناثِرٍ قُصبا |
22 | هَنيئًا لِأَهلِ الثَغرِ رَأيُكَ فيهِمُ | * | وَأَنَّكَ حِزبَ اللهِ صِرتَ لَهُمْ حِزبا |
23 | وَأَنَّكَ رُعتَ الدَهرَ فيها وَرَيبَهُ | * | فَإِن شَكَّ فَليُحدِث بِساحَتِها خَطبا |
24 | فَيَومًا بِخَيلٍ تَطرُدُ الرومَ عَنهُمُ | * | وَيَومًا بِجودٍ يَطرُدُ الفَقرَ وَالجَدبا |
25 | سَراياكَ تَترى وَالدُمُستُقُ هارِبٌ | * | وَأَصحابُهُ قَتلى وَأَموالُهُ نُهبى |
26 | أَرى مَرعَشًا يَستَقرِبُ البُعدَ مُقبِلًا | * | وَأَدبَرَ إِذ أَقبَلتَ يَستَبعِدُ القُربا |
27 | كَذا يَترُكُ الأَعداءَ مَن يَكرَهُ القَنا | * | وَيَقفُلُ مَن كانَت غَنيمَتُهُ رُعبا |
28 | وَهَل رَدَّ عَنهُ بِاللُقانِ وُقوفُهُ | * | صُدورَ العَوالي وَالمُطَهَّمَةَ القُبّا |
29 | مَضى بَعدَما التَفَّ الرِماحانِ ساعَةً | * | كَما يَتَلَقّى الهُدبُ في الرَقدَةِ الهُدبا |
30 | وَلَكِنَّهُ وَلّى وَلِلطَعنِ سَورَةٌ | * | إِذا ذَكَرَتها نَفسُهُ لَمَسَ الجُنبا |
31 | وَخَلّى العَذارى وَالبَطاريقَ وَالقُرى | * | وَشُعثَ النَصارى وَالقَرابينَ وَالصُلبا |
32 | أَرى كُلَّنا يَبغي الحَياةَ لِنَفسِهِ | * | حَريصًا عَلَيها مُستَهامًا بِها صَبّا |
33 | فَحُبُّ الجَبانِ النَفسَ أَورَدَهُ التُقى | * | وَحُبُّ الشُجاعِ النَفسَ أَورَدَهُ الحَربا |
34 | وَيَختَلِفُ الرِزقانِ وَالفِعلُ واحِدٌ | * | إِلى أَن يُرى إِحسانُ هَذا لِذا ذَنبا |
35 | فَأَضحَت كَأَنَّ السورَ مِن فَوقِ بَدئِهِ | * | إِلى الأَرضِ قَد شَقَّ الكَواكِبَ وَالتُربا |
36 | تَصُدُّ الرِياحُ الهوجُ عَنها مَخافَةً | * | وَتَفزَعُ مِنها الطَيرُ أَن تَلقُطَ الحَبّا |
37 | وَتَردي الجِيادُ الجُردُ فَوقَ جِبالِها | * | وَقَد نَدَفَ الصِنَّبْرُ في طُرقِها العُطبا |
38 | كَفى عَجَبًا أَن يَعجَبَ الناسُ أَنَّهُ | * | بَنى مَرعَشًا تَبًّا لِآرائِهِمْ تَبّا |
39 | وَما الفَرقُ ما بَينَ الأَنامِ وَبَينَهُ | * | إِذا حَذِرَ المَحذورَ وَاستَصعَبَ الصَعبا |
40 | لِأَمرٍ أَعَدَّتهُ الخِلافَةُ لِلعِدا | * | وَسَمَّتهُ دونَ العالَمِ الصارِمَ العَضبا |
41 | وَلَم تَفتَرِق عَنهُ الأَسِنَّةُ رَحمَةً | * | وَلَم يَترُكِ الشامَ الأَعادي لَهُ حُبّا |
42 | وَلَكِن نَفاها عَنهُ غَيرَ كَريمَةٍ | * | كَريمُ الثَنا ما سُبَّ قَطُّ وَلا سَبّا |
43 | وَجَيشٌ يُثَنّي كُلَّ طَودٍ كَأَنَّهُ | * | خَريقُ رِياحٍ واجَهَت غُصُنًا رَطبا |
44 | كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ خافَت مُغارَهُ | * | فَمَدَّت عَلَيها مِن عَجاجَتِهِ حُجبا |
45 | فَمَن كانَ يُرضي اللُؤمَ وَالكُفرَ مُلكُهُ | * | فَهَذا الَّذي يُرضي المَكارِمَ وَالرَبّا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (1/56-69) - البحر:: طويل
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (4-6) في صفحة (57)،
3 - البيت (7) في صفحة (58)،
4 - الأبيات (8-10) في صفحة (59)،
5 - الأبيات (11-13) في صفحة (60)،
6 - الأبيات (14-18) في صفحة (61)،
7 - الأبيات (19-23) في صفحة (62)،
8 - الأبيات (24-27) في صفحة (63)،
9 - الأبيات (28-31) في صفحة (64)،
10 - الأبيات (32-34) في صفحة (65)،
11 - البيت (35) في صفحة (66)،
12 - الأبيات (36-38) في صفحة (67)،
13 - الأبيات (39-42) في صفحة (68)،
14 - الأبيات (43-45) في صفحة (69)،