موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 ضُروبُ الناسِ عُشّاقٌ ضُروبا * فَأَعذَرُهُمْ أَشَفُّهُمُ حَبيبًا
2 وَما سَكَني سِوى قَتلِ الأَعادي * فَهَل مِن زَورَةٍ تَشفي القُلوبا
3 تَظَلُّ الطَيرُ مِنها في حَديثٍ * تَرُدُّ بِهِ الصَراصِرَ وَالنَعيبا
4 وَقَد لَبِسَت دِمائَهُمُ عَلَيهِمْ * حِدادًا لَم تَشُقَّ لَها جُيوبًا
5 أَدَمنا طَعنَهُمْ وَالقَتلَ حَتّى * خَلَطنا في عِظامِهِمُ الكُعوبا
6 كَأَنَّ خُيولَنا كانَت قَديمًا * تُسَقّى في قُحوفِهِمُ الحَليبًا
7 فَمَرَّت غَيرَ نافِرَةٍ عَلَيهِمْ * تَدوسُ بِنا الجَماجِمَ وَالتَريبا
8 يُقَدِّمُها وَقَد خُضِبَت شَواها * فَتىً تَرمي الحُروبُ بِهِ الحُروبا
9 شَديدُ الخُنزُوانَةِ لا يُبالي * أَصابَ إِذا تَنَمَّرَ أَم أُصيبا
10 أَعَزمي طالَ هَذا اللَيلُ فَانظُر * أَمِنكَ الصُبحُ يَفرَقُ أَن يَؤوبا
11 كَأَنَّ الفَجرَ حِبٌّ مُستَزارٌ * يُراعي مِن دُجُنَّتِهِ رَقيبا
12 كَأَنَّ نُجومَهُ حَليٌ عَلَيهِ * وَقَد حُذِيَت قَوائِمُهُ الجُبوبا
13 كَأَنَّ الجَوَّ قاسى ما أُقاسي * فَصارَ سَوادُهُ فيهِ شُحوبا
14 كَأَنَّ دُجاهُ يَجذِبُها سُهادي * فَلَيسَ تَغيبُ إِلّا أَن يَغيبا
15 أُقَلِّبُ فيهِ أَجفاني كَأَنّي * أَعُدُّ بِهِ عَلى الدَهرِ الذُنوبا
16 وَما لَيلٌ بِأَطوَلَ مِن نَهارٍ * يَظَلُّ بِلَحظِ حُسّادي مَشوبا
17 وَما مَوتٌ بِأَبغَضَ مِن حَياةٍ * أَرى لَهُمُ مَعي فيها نَصيبا
18 عَرَفتُ نَوائِبَ الحَدَثانِ حَتّى * لَوِ انتَسَبَت لَكُنتُ لَها نَقيبا
19 وَلَمّا قَلَّتِ الإِبلُ امتَطينا * إِلى ابنِ أَبي سُلَيمانَ الخُطوبا
20 مَطايا لا تَذِلُّ لِمَن عَلَيها * وَلا يَبغي لَها أَحَدٌ رُكوبا
21 وَتَرتَعُ دونَ نَبتِ الأَرضِ فينا * فَما فارَقتُها إِلّا جَديبا
22 إِلى ذي شيمَةٍ شَعَفَت فُؤادي * فَلَولاهُ لَقُلتُ بِها النَسيبا
23 تُنازِعُني هَواها كُلُّ نَفسٍ * وَإِن لَم تُشبِهِ الرَشَأَ الرَبيبا
24 عَجيبٌ في الزَمانِ وَما عَجيبٌ * أَتى مِن آلِ سَيّارٍ عَجيبا
25 وَشَيخٌ في الشَبابِ وَلَيسَ شَيخًا * يُسَمّى كُلُّ مَن بَلَغَ المَشيبا
26 قَسا فَالأُسدُ تَفزَعُ مِن قُواهُ * وَرَقَّ فَنَحنُ نَفزَعُ أَن يَذوبا
27 أَشَدُّ مِنَ الرِياحِ الهوجِ بَطشًا * وَأَسرَعُ في النَدى مِنها هُبوبا
28 وَقالوا ذاكَ أَرمى مَن رَأَينا * فَقُلتُ رَأَيتُمُ الغَرَضَ القَريبا
29 وَهَل يُخطي بِأَسهُمِهِ الرَمايا * وَما يُخطي بِما ظَنَّ الغُيوبا
30 إِذا نُكِبَت كِنانَتُهُ استَبَنّا * بِأَنصُلِها لِأَنصُلِها نُدوبا
31 يُصيبُ بِبَعضِها أَفواقَ بَعضٍ * فَلَولا الكَسرُ لَاتَصَلَت قَضيبا
32 بِكُلِّ مُقَوَّمٍ لَم يَعصِ أَمرًا * لَهُ حَتّى ظَنَنّاهُ لَبيبا
33 يُريكَ النَزعُ بَينَ القَوسِ مِنهُ * وَبَينَ رَمِيِّهِ الهَدَفَ المَهيبا
34 أَلَستَ ابنَ الأُلى سَعِدوا وَسادوا * وَلَم يَلِدوا امرَءًا إِلّا نَجيبا
35 وَنالوا ما اشتَهَوا بِالحَزمِ هَونًا * وَصادَ الوَحشَ نَملُهُمُ دَبيبا
36 وَما ريحُ الرِياضِ لَها وَلَكِن * كَساها دَفنُهُمْ في التُربِ طيبا
37 أَيا مَن عادَ روحُ المَجدِ فيهِ * وَعادَ زَمانُهُ التالي قَشيبا
38 تَيَمَّمَني وَكيلُكَ مادِحًا لي * وَأَنشَدَني مِنَ الشِعرِ الغَريبا
39 فَآجَرَكَ الإِلَهُ عَلى عَليلٍ * بَعَثتَ إِلى المَسيحِ بِهِ طَبيبا
40 وَلَستُ بِمُنكِرٍ مِنكَ الهَدايا * وَلَكِن زِدتَني فيها أَديبا
41 فَلا زالَت دِيارُكَ مُشرِقاتٍ * وَلا دانَيتَ يا شَمسُ الغُروبا
42 لِأَصبِحَ آمِنًا فيكَ الرَزايا * كَما أَنا آمِنٌ فيكَ العُيوبا

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح علي بن مكرم التميمي وهو علي بن محمد بن سيار بن مكرم، وكان يحب الرمي

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (137)،

2 - الأبيات (5-8) في صفحة (138)،

3 - الأبيات (9-13) في صفحة (139)،

4 - الأبيات (14-19) في صفحة (140)،

5 - الأبيات (20-23) في صفحة (141)،

6 - الأبيات (24-29) في صفحة (142)،

7 - الأبيات (30-33) في صفحة (143)،

8 - الأبيات (34-37) في صفحة (144)،

9 - الأبيات (38-42) في صفحة (145)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث