الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> ضُروبُ الناسِ عُشّاقٌ ضُروبا * فَأَعذَرُهُمْ أَشَفُّهُمُ حَبيبًا
1 | ضُروبُ الناسِ عُشّاقٌ ضُروبا | * | فَأَعذَرُهُمْ أَشَفُّهُمُ حَبيبًا |
2 | وَما سَكَني سِوى قَتلِ الأَعادي | * | فَهَل مِن زَورَةٍ تَشفي القُلوبا |
3 | تَظَلُّ الطَيرُ مِنها في حَديثٍ | * | تَرُدُّ بِهِ الصَراصِرَ وَالنَعيبا |
4 | وَقَد لَبِسَت دِمائَهُمُ عَلَيهِمْ | * | حِدادًا لَم تَشُقَّ لَها جُيوبًا |
5 | أَدَمنا طَعنَهُمْ وَالقَتلَ حَتّى | * | خَلَطنا في عِظامِهِمُ الكُعوبا |
6 | كَأَنَّ خُيولَنا كانَت قَديمًا | * | تُسَقّى في قُحوفِهِمُ الحَليبًا |
7 | فَمَرَّت غَيرَ نافِرَةٍ عَلَيهِمْ | * | تَدوسُ بِنا الجَماجِمَ وَالتَريبا |
8 | يُقَدِّمُها وَقَد خُضِبَت شَواها | * | فَتىً تَرمي الحُروبُ بِهِ الحُروبا |
9 | شَديدُ الخُنزُوانَةِ لا يُبالي | * | أَصابَ إِذا تَنَمَّرَ أَم أُصيبا |
10 | أَعَزمي طالَ هَذا اللَيلُ فَانظُر | * | أَمِنكَ الصُبحُ يَفرَقُ أَن يَؤوبا |
11 | كَأَنَّ الفَجرَ حِبٌّ مُستَزارٌ | * | يُراعي مِن دُجُنَّتِهِ رَقيبا |
12 | كَأَنَّ نُجومَهُ حَليٌ عَلَيهِ | * | وَقَد حُذِيَت قَوائِمُهُ الجُبوبا |
13 | كَأَنَّ الجَوَّ قاسى ما أُقاسي | * | فَصارَ سَوادُهُ فيهِ شُحوبا |
14 | كَأَنَّ دُجاهُ يَجذِبُها سُهادي | * | فَلَيسَ تَغيبُ إِلّا أَن يَغيبا |
15 | أُقَلِّبُ فيهِ أَجفاني كَأَنّي | * | أَعُدُّ بِهِ عَلى الدَهرِ الذُنوبا |
16 | وَما لَيلٌ بِأَطوَلَ مِن نَهارٍ | * | يَظَلُّ بِلَحظِ حُسّادي مَشوبا |
17 | وَما مَوتٌ بِأَبغَضَ مِن حَياةٍ | * | أَرى لَهُمُ مَعي فيها نَصيبا |
18 | عَرَفتُ نَوائِبَ الحَدَثانِ حَتّى | * | لَوِ انتَسَبَت لَكُنتُ لَها نَقيبا |
19 | وَلَمّا قَلَّتِ الإِبلُ امتَطينا | * | إِلى ابنِ أَبي سُلَيمانَ الخُطوبا |
20 | مَطايا لا تَذِلُّ لِمَن عَلَيها | * | وَلا يَبغي لَها أَحَدٌ رُكوبا |
21 | وَتَرتَعُ دونَ نَبتِ الأَرضِ فينا | * | فَما فارَقتُها إِلّا جَديبا |
22 | إِلى ذي شيمَةٍ شَعَفَت فُؤادي | * | فَلَولاهُ لَقُلتُ بِها النَسيبا |
23 | تُنازِعُني هَواها كُلُّ نَفسٍ | * | وَإِن لَم تُشبِهِ الرَشَأَ الرَبيبا |
24 | عَجيبٌ في الزَمانِ وَما عَجيبٌ | * | أَتى مِن آلِ سَيّارٍ عَجيبا |
25 | وَشَيخٌ في الشَبابِ وَلَيسَ شَيخًا | * | يُسَمّى كُلُّ مَن بَلَغَ المَشيبا |
26 | قَسا فَالأُسدُ تَفزَعُ مِن قُواهُ | * | وَرَقَّ فَنَحنُ نَفزَعُ أَن يَذوبا |
27 | أَشَدُّ مِنَ الرِياحِ الهوجِ بَطشًا | * | وَأَسرَعُ في النَدى مِنها هُبوبا |
28 | وَقالوا ذاكَ أَرمى مَن رَأَينا | * | فَقُلتُ رَأَيتُمُ الغَرَضَ القَريبا |
29 | وَهَل يُخطي بِأَسهُمِهِ الرَمايا | * | وَما يُخطي بِما ظَنَّ الغُيوبا |
30 | إِذا نُكِبَت كِنانَتُهُ استَبَنّا | * | بِأَنصُلِها لِأَنصُلِها نُدوبا |
31 | يُصيبُ بِبَعضِها أَفواقَ بَعضٍ | * | فَلَولا الكَسرُ لَاتَصَلَت قَضيبا |
32 | بِكُلِّ مُقَوَّمٍ لَم يَعصِ أَمرًا | * | لَهُ حَتّى ظَنَنّاهُ لَبيبا |
33 | يُريكَ النَزعُ بَينَ القَوسِ مِنهُ | * | وَبَينَ رَمِيِّهِ الهَدَفَ المَهيبا |
34 | أَلَستَ ابنَ الأُلى سَعِدوا وَسادوا | * | وَلَم يَلِدوا امرَءًا إِلّا نَجيبا |
35 | وَنالوا ما اشتَهَوا بِالحَزمِ هَونًا | * | وَصادَ الوَحشَ نَملُهُمُ دَبيبا |
36 | وَما ريحُ الرِياضِ لَها وَلَكِن | * | كَساها دَفنُهُمْ في التُربِ طيبا |
37 | أَيا مَن عادَ روحُ المَجدِ فيهِ | * | وَعادَ زَمانُهُ التالي قَشيبا |
38 | تَيَمَّمَني وَكيلُكَ مادِحًا لي | * | وَأَنشَدَني مِنَ الشِعرِ الغَريبا |
39 | فَآجَرَكَ الإِلَهُ عَلى عَليلٍ | * | بَعَثتَ إِلى المَسيحِ بِهِ طَبيبا |
40 | وَلَستُ بِمُنكِرٍ مِنكَ الهَدايا | * | وَلَكِن زِدتَني فيها أَديبا |
41 | فَلا زالَت دِيارُكَ مُشرِقاتٍ | * | وَلا دانَيتَ يا شَمسُ الغُروبا |
42 | لِأَصبِحَ آمِنًا فيكَ الرَزايا | * | كَما أَنا آمِنٌ فيكَ العُيوبا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (1/137-145) - البحر:: وافر
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-8) في صفحة (138)،
3 - الأبيات (9-13) في صفحة (139)،
4 - الأبيات (14-19) في صفحة (140)،
5 - الأبيات (20-23) في صفحة (141)،
6 - الأبيات (24-29) في صفحة (142)،
7 - الأبيات (30-33) في صفحة (143)،
8 - الأبيات (34-37) في صفحة (144)،
9 - الأبيات (38-42) في صفحة (145)،