الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> لِكُلِّ امرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا * وَعادَتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا
1 | لِكُلِّ امرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا | * | وَعادَاتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا |
2 | وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ | * | وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا |
3 | وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ | * | وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى |
4 | وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللهَ ساعَةً | * | رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا |
5 | هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ راكدًا | * | عَلى الدُرِّ وَاحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا |
6 | فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى | * | وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا |
7 | تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ | * | تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا |
8 | وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا | * | وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا |
9 | ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ | * | يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا |
10 | وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ | * | فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا |
11 | لِذَلِكَ سَمّى ابنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ | * | مَماتًا وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا |
12 | سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ | * | ثَلاثًا لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا |
13 | فَوَلّى وَأَعطاكَ ابنَهُ وَجُيوشَهُ | * | جَميعًا وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا |
14 | عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ | * | وَأَبصَرَ سَيفَ اللهِ مِنكَ مُجَرَّدا |
15 | وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ | * | وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا |
16 | فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً | * | وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا |
17 | وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِبًا | * | وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا |
18 | وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ | * | جَريحًا وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا |
19 | فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ | * | تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا |
20 | وَكُلُّ امرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها | * | يُعِدُّ لَهُ ثَوبًا مِنَ الشَعرِ أَسوَدا |
21 | هَنيئًا لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ | * | وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا |
22 | وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ | * | تُسَلِّمُ مَخروقًا وَتُعطي مُجَدَّدا |
23 | فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى | * | كَما كُنتَ فيهِم أَوحَدًا كانَ أَوحَدَ |
24 | هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها | * | وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا |
25 | فَيا عَجَبًا مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ | * | أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا |
26 | وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازًا لِصَيدِهِ | * | يُصَيِّرُهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا |
27 | رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ | * | وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا |
28 | وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ | * | وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا |
29 | إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ | * | وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا |
30 | وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا | * | مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى |
31 | وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأيًا وَحِكمَةً | * | كَما فُقتَهُم حالًا وَنَفسًا وَمَحتِدا |
32 | يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ | * | فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا |
33 | أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِمْ | * | فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُمْ لِيَ حُسَّدا |
34 | إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ | * | ضَرَبتُ بِنَصْلٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا |
35 | وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ | * | فَزَيَّنَ مَعروضًا وَراعَ مُسَدَّدا |
36 | وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي | * | إِذا قُلتُ شِعرًا أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدًا |
37 | فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا | * | وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا |
38 | أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعرًا فَإِنَّما | * | بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا |
39 | وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني | * | أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى |
40 | تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ | * | وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا |
41 | وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً | * | وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيدًا تَقَيَّدا |
42 | إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى | * | وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (1/281-292) - البحر:: طويل
- الروي:: لام
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-9) في صفحة (282)،
3 - الأبيات (10-13) في صفحة (283)،
4 - الأبيات (14-18) في صفحة (284)،
5 - الأبيات (19-22) في صفحة (285)،
6 - البيتان (23-24) في صفحة (286)،
7 - البيتان (25-26) في صفحة (287)،
8 - الأبيات (27-30) في صفحة (288)،
9 - الأبيات (31-33) في صفحة (289)،
10 - الأبيات (34-36) في صفحة (290)،
11 - الأبيات (37-40) في صفحة (291)،
12 - البيتان (41-42) في صفحة (292)،