الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ ما لا تَوَدُّهُ * وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
1 | أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ ما لا تَوَدُّهُ | * | وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ |
2 | يُباعِدنَ حِبًّا يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ | * | فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ |
3 | أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيبًا تُديمُهُ | * | فَما طَلَبي مِنها حَبيبًا تَرُدُّهُ |
4 | وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّرًا | * | تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ |
5 | رَعى اللهُ عيسًا فارَقَتنا وَفَوقَها | * | مَهًا كُلُّها يُولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ |
6 | بِوادٍ بِهِ ما بِالقُلوبِ كَأَنَّهُ | * | وَقَد رَحَلوا جِيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ |
7 | إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ | * | تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ |
8 | وَحالٍ كَإِحداهُنَّ رُمتُ بُلوغَها | * | وَمِن دونِها غَولُ الطَريقِ وَبُعدُهُ |
9 | وَأَتعَبُ خَلقِ اللهِ مَن زادَ هَمُّهُ | * | وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ |
10 | فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ | * | فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ |
11 | وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ | * | إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ |
12 | فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ | * | وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ |
13 | وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ | * | وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ |
14 | وَلَكِنَّ قَلبًا بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ | * | مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ |
15 | يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفًا تَرُبُّهُ | * | فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعًا تَهُدُّهُ |
16 | يُكَلِّفُني التَهجيرَ في كُلِّ مَهمَهٍ | * | عَليقي مَراعيهِ وَزادِيَ رُبدُهُ |
17 | وَأَمضى سِلاحٍ قَلَّدَ المَرءُ نَفسَهُ | * | رَجاءُ أَبي المِسكِ الكَريمِ وَقَصدُهُ |
18 | هُما ناصِرا مَن خانَهُ كُلُّ ناصِرٍ | * | وَأُسرَةُ مَن لَم يُكثِرِ النَسلَ جَدُّهُ |
19 | أَنا اليَومَ مِن غِلمانِهِ في عَشيرَةٍ | * | لَنا والِدٌ مِنهُ يُفَدّيهِ وُلدُهُ |
20 | فَمِن مالِهِ مالُ الكَبيرِ وَنَفسُهُ | * | وَمِن مالِهِ دَرُّ الصَغيرِ وَمَهدُهُ |
21 | نَجُرُّ القَنا الخَطِيَّ حَولَ قِبابِهِ | * | وَتَردي بِنا قُبُّ الرِباطِ وَجُردُهُ |
22 | وَنَمتَحِنُ النُشّابَ في كُلِّ وابِلٍ | * | دَوِيُّ القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ رَعدُهُ |
23 | فَإِلّا تَكُن مِصرُ الشَرى أَو عَرينُهُ | * | فَإِنَّ الَّذي فيها مِنَ الناسِ أُسدُهُ |
24 | سَبائِكُ كافورٍ وَعِقيانُهُ الَّذي | * | بِصُمِّ القَنا لا بِالأَصابِعِ نَقدُهُ |
25 | بَلاها حَوالَيهِ العَدُوُّ وَغَيرُهُ | * | وَجَرَّبَها هَزلُ الطِرادِ وَجِدُّهُ |
26 | أَبو المِسكِ لا يَفنى بِذَنبِكَ عَفوُهُ | * | وَلَكِنَّهُ يَفنى بِعُذرِكَ حِقدُهُ |
27 | فَيا أَيُّها المَنصورُ بِالجَدِّ سَعيُهُ | * | وَيا أَيُّها المَنصورُ بِالسَعيِ جَدُّهُ |
28 | تَوَلّى الصِبا عَنّي فَأَخلَفتُ طيبَهُ | * | وَما ضَرَّني لَمّا رَأَيتُكَ فَقدُهُ |
29 | لَقَد شَبَّ في هَذا الزَمانِ كُهولُهُ | * | لَدَيكَ وَشابَت عِندَ غَيرِكَ مُردُهُ |
30 | أَلا لَيتَ يَومَ السَيرِ يُخبِرُ حَرُّهُ | * | فَتَسأَلَهُ وَاللَيلَ يُخبِرُ بَردُهُ |
31 | وَلَيتَكَ تَرعاني وَحَيرانُ مُعرِضٌ | * | فَتَعلَمَ أَنّي مِن حُسامِكَ حَدُّهُ |
32 | وَأَنّي إِذا باشَرتُ أَمرًا أُريدُهُ | * | تَدانَت أَقاصيهِ وَهانَ أَشَدُّهُ |
33 | وَما زالَ أَهلُ الدَهرِ يَشتَبِهونَ لي | * | إِلَيكَ فَلَمّا لُحتَ لي لاحَ فَردُهُ |
34 | يُقالُ إِذا أَبصَرتُ جَيشًا وَرَبُّهُ | * | أَمامَكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجَيشِ عَبدُهُ |
35 | وَأَلقى الفَمَ الضَحّاكَ أَعلَمُ أَنَّهُ | * | قَريبٌ بِذي الكَفِّ المُفَدّاةِ عَهدُهُ |
36 | فَزارَكَ مِنّي مَن إِلَيكَ اشتِياقُهُ | * | وَفي الناسِ إِلّا فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ |
37 | يُخَلِّفُ مَن لَم يَأتِ دارَكَ غايَةً | * | وَيَأتي فَيَدري أَنَّ ذَلِكَ جُهدُهُ |
38 | فَإِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنكَ فَرُبَّما | * | شَرِبتُ بِماءٍ يَعجِزُ الطَيرَ وِردُهُ |
39 | وَوَعدُكَ فِعلٌ قَبلَ وَعدٍ لِأَنَّهُ | * | نَظيرُ فَعالِ الصادِقِ القَولِ وَعدُهُ |
40 | فَكُن في اصطِناعي مُحسِنًا كَمُجَرِّبٍ | * | يَبِن لَكَ تَقريبُ الجَوادِ وَشَدُّهُ |
41 | إِذا كُنتَ في شَكٍّ مِنَ السَيفِ فَابلُهُ | * | فَإِمّا تُنَفّيهِ وَإِمّا تُعِدُّهُ |
42 | وَما الصارِمُ الهِندِيُّ إِلّا كَغَيرِهِ | * | إِذا لَم يُفارِقهُ النِجادُ وَغِمدُهُ |
43 | وَإِنَّكَ لَلمَشكورُ في كُلِّ حالَةٍ | * | وَلَو لَم يَكُن إِلّا البَشاشَةَ رِفدُهُ |
44 | فَكُلُّ نَوالٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ | * | فَلَحظَةُ طَرفٍ مِنكَ عِندِيَ نِدُّهُ |
45 | وَإِنّي لَفي بَحرٍ مِنَ الخَيرِ أَصلُهُ | * | عَطاياكَ أَرجو مَدَّها وَهيَ مَدُّهُ |
46 | وَما رَغبَتي في عَسجَدٍ أَستَفيدُهُ | * | وَلَكِنَّها في مَفخَرٍ أَستَجِدُّهُ |
47 | يَجودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ | * | وَيَحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحَمدَ حَمدُهُ |
48 | فَإِنَّكَ ما مَرَّ النُحوسُ بِكَوكَبٍ | * | وَقابَلتَهُ إِلّا وَوَجهُكَ سَعدُهُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (2/19-30) - البحر:: طويل
- الروي:: دال
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-7) في صفحة (20)،
3 - البيت (8) في صفحة (21)،
4 - الأبيات (9-11) في صفحة (22)،
5 - الأبيات (12-17) في صفحة (23)،
6 - الأبيات (18-21) في صفحة (24)،
7 - الأبيات (22-25) في صفحة (25)،
8 - الأبيات (26-30) في صفحة (26)،
9 - الأبيات (31-34) في صفحة (27)،
10 - الأبيات (35-39) في صفحة (28)،
11 - الأبيات (40-44) في صفحة (29)،
12 - الأبيات (45-48) في صفحة (30)،