الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> طِوالُ قَنًا تُطاعِنُها قِصارُ * وَقَطرُكَ في نَدىً وَوَغىً بِحارُ
1 | طِوالُ قَنًا تُطاعِنُها قِصارُ | * | وَقَطرُكَ في نَدىً وَوَغىً بِحارُ |
2 | وَفيكَ إِذا جَنى الجاني أَناةٌ | * | تُظَنُّ كَرامَةً وَهِيَ احتِقارُ |
3 | وَأَخذٌ لِلحَواضِرِ وَالبَوادي | * | بِضَبطٍ لَم تُعَوَّدهُ نِزارُ |
4 | تَشَمَّمُهُ شَميمَ الوَحشِ إِنسًا | * | وَتُنكِرُهُ فَيَعروها نِفارُ |
5 | وَما انقادَت لِغَيرِكَ في زَمانٍ | * | فَتَدري ما المَقادَةَ وَالصِغارُ |
6 | فَقَرَّحتِ المَقاوِدُ ذِفرَيَيها | * | وَصَعَّرَ خَدَّها هَذا العِذارُ |
7 | وَأَطمَعَ عامِرَ البُقيا عَلَيها | * | وَنَزَّقَها احتِمالُكَ وَالوَقارُ |
8 | وَغَيَّرَها التَراسُلُ وَالتَشاكي | * | وَأَعجَبَها التَلَبُّبُ وَالمُغارُ |
9 | جِيادٌ تَعجِزُ الأَرسانُ عَنها | * | وَفُرسانٌ تَضيقُ بِها الدِيارُ |
10 | وَكانَت بِالتَوَقُّفِ عَن رَداها | * | نُفوسًا في رَداها تُستَشارُ |
11 | وَكُنتَ السَيفَ قائِمُهُ إِلَيهِمْ | * | وَفي الأَعداءِ حَدُّكَ وَالغِرارُ |
12 | فَأَمسَت بِالبَدِيَّةِ شَفرَتاهُ | * | وَأَمسى خَلفَ قائِمِهِ الحِيارُ |
13 | وَكانَ بَنو كِلابٍ حَيثُ كَعبٌ | * | فَخافوا أَن يَصيروا حَيثُ صاروا |
14 | تَلَقَّوا عِزَّ مَولاهُمْ بِذُلٍّ | * | وَسارَ إِلى بَني كَعبٍ وَساروا |
15 | فَأَقبَلَها المُروجَ مُسَوَّماتٍ | * | ضَوامِرَ لا هِزالَ وَلا شِيارُ |
16 | تُثيرُ عَلى سَلَميَةَ مُسبَطِرًّا | * | تَناكَرُ نَحتَهُ لَولا الشِعارُ |
17 | عَجاجًا تَعثُرُ العِقبانُ فيهِ | * | كَأَنَّ الجَوَّ وَعثٌ أَو خَبارُ |
18 | وَظَلَّ الطَعنُ في الخَيلَينِ خَلسًا | * | كَأَنَّ المَوتَ بَينَهُما اختِصارُ |
19 | فَلَزَّهُمُ الطِرادُ إِلى قِتالٍ | * | أَحَدُّ سِلاحِهِمْ فيهِ الفِرارُ |
20 | مَضَوا مُتَسابِقي الأَعضاءِ فيهِ | * | لِأرؤسِهِمْ بِأَرجُلِهِمْ عِثارُ |
21 | يَشُلُّهُمُ بِكُلِّ أَقَبَّ نَهدٍ | * | لِفارِسِهِ عَلى الخَيلِ الخِيارُ |
22 | وَكُلِّ أَصَمَّ يَعسِلُ جانِباهُ | * | عَلى الكَعبَينِ مِنهُ دَمٌ مُمارُ |
23 | يُغادِرُ كُلَّ مُلتَفِتٍ إِلَيهِ | * | وَلَبَّتُهُ لِثَعلَبِهِ وَجارُ |
24 | إِذا صَرَفَ النَهارُ الضَوءَ عَنهُمْ | * | دَجا لَيلانِ لَيلٌ وَالغُبارُ |
25 | وَإِنْ جُنحُ الظَلامِ انجابَ عَنهُمْ | * | أَضاءَ المَشرَفِيَّةُ وَالنَهارُ |
26 | يُبَكّي خَلفَهُمْ دَثرٌ بُكاهُ | * | رُغاءٌ أَو ثُؤاجٌ أَو يُعارُ |
27 | غَطا بِالعِثيَرِ البَيداءَ حَتّى | * | تَحَيَّرَتِ المَتالي وَالعِشارُ |
28 | وَمَرّوا بِالجَباةِ يَضُمُّ فيها | * | كِلا الجَيشَينِ مِن نَقعٍ إِزارُ |
29 | وَجاؤوا الصَحصَحانَ بِلا سُروجٍ | * | وَقَد سَقَطَ العِمامَةُ وَالخِمارُ |
30 | وَأُرهِقَتِ العَذارى مُردَفاتٍ | * | وَأَوطِئَتِ الأُصَيبِيَةُ الصِغارُ |
31 | وَقَد نُزِحَ الغُوَيرُ فَلا غُوَيرٌ | * | وَنِهيا وَالبُيَيضَةُ وَالجِفارُ |
32 | وَلَيسَ بِغَيرِ تَدمُرَ مُستَغاثٌ | * | وَتَدمُرُ كَاسمِها لَهُمُ دَمارُ |
33 | أَرادوا أَن يُديروا الرَأيَ فيها | * | فَصَبَّحَهُمْ بِرَأيٍ لا يُدارُ |
34 | وَجَيشٍ كُلَّما حاروا بِأَرضٍ | * | وَأَقبَلَ أَقبَلَت فيهِ تَحارُ |
35 | يَحُفُّ أَغَرَّ لا قَوَدٌ عَلَيهِ | * | وَلا دِيَةٌ تُساقُ وَلا اعتِذارُ |
36 | تُريقُ سُيوفُهُ مُهَجَ الأَعادي | * | وَكُلُّ دَمٍ أَراقَتهُ جُبارُ |
37 | فَكانوا الأُسدَ لَيسَ لَها مَصالٌ | * | عَلى طَيرٍ وَلَيسَ لَها مَطارُ |
38 | إِذا فاتوا الرِماحَ تَناوَلَتهُمْ | * | بِأَرماحٍ مِنَ العَطَشِ القِفارُ |
39 | يَرَونَ المَوتَ قُدّامًا وَخَلفًا | * | فَيَختارونَ وَالمَوتُ اضطِرارُ |
40 | إِذا سَلَكَ السَماوَةَ غَيرُ هادٍ | * | فَقَتلاهُمْ لِعَينَيهِ مَنارُ |
41 | وَلَو لَم تُبقِ لَم تَعِشِ البَقايا | * | وَفي الماضي لِمَن بَقِيَ اعتِبارُ |
42 | إِذا لَم يُرعِ سَيِّدُهُمْ عَلَيهِمْ | * | فَمَن يُرعي عَلَيهِمْ أَو يَغارُ |
43 | تُفَرِّقُهُمْ وَإِيّاهُ السَجايا | * | وَيَجمَعُهُمْ وَإِيّاهُ النِجارُ |
44 | وَمالَ بِها عَلى أَرَكٍ وَعُرضٍ | * | وَأَهلُ الرَقَّتَينِ لَها مَزارُ |
45 | وَأَجفَلَ بِالفُراتِ بَنو نُمَيرٍ | * | وَزَأرُهُمُ الَّذي زَأَروا خُوارُ |
46 | فَهُمْ حِزَقٌ عَلى الخابورِ صَرعى | * | بِهِمْ مِن شُربِ غَيرِهِمُ خُمارُ |
47 | فَلَم يَسرَح لَهُمْ في الصُبحِ مالٌ | * | وَلَم توقَد لَهُمْ بِاللَيلِ نارُ |
48 | حِذارَ فَتىً إِذا لَم يَرضَ عَنهُمْ | * | فَلَيسَ بِنافِعٍ لَهُمُ الحِذارُ |
49 | تَبيتُ وُفودُهُمْ تَسري إِلَيهِ | * | وَجَدواهُ الَّتي سَأَلوا اغتِفارُ |
50 | فَخَلَّفَهُمْ بِرَدِّ البيضِ عَنهُمْ | * | وَهامُهُمُ لَهُ مَعَهُمْ مُعارُ |
51 | وَهُمْ مِمَّن أَذَمَّ لَهُمْ عَلَيهِ | * | كَريمُ العِرقِ وَالحَسَبُ النُضارُ |
52 | وَأَضحى بِالعَواصِمِ مُستَقِرًّا | * | وَلَيسَ لِبَحرِ نائِلِهِ قَرارُ |
53 | وَأَصبَحَ ذِكرُهُ في كُلِّ أَرضٍ | * | تُدارُ عَلى الغِناءِ بِهِ العُقارُ |
54 | تَخِرُّ لَهُ القَبائِلُ ساجِداتٍ | * | وَتَحمَدُهُ الأَسِنَّةُ وَالشِفارُ |
55 | كَأَنَّ شُعاعَ عَينِ الشَمسِ فيهِ | * | فَفي أَبصارِنا مِنهُ انكِسارُ |
56 | فَمَن طَلَبَ الطِعانَ فَذا عَلِيٌّ | * | وَخَيلُ اللهِ وَالأَسَلُ الحِرارُ |
57 | يَراهُ الناسُ حَيثُ رَأَتهُ كَعبٌ | * | بِأَرضٍ ما لِنازِلِها استِتارُ |
58 | يُوَسِّطُهُ المَفاوِزَ كُلَّ يَومٍ | * | طِلابُ الطالِبينَ لا الانتِظارُ |
59 | تَصاهَلُ خَيلُهُ مُتَجاوِباتٍ | * | وَما مِن عادَةِ الخَيلِ السِرارُ |
60 | بَنو كَعبٍ وَما أَثَّرتَ فيهِمْ | * | يَدٌ لَم يُدمِها إِلّا السِوارُ |
61 | بِها مِن قِطعَةٍ أَلَمٌ وَنَقصٌ | * | وَفيها مِن جَلالَتِهِ افتِخارُ |
62 | لَهُم حَقٌّ بِشِركِكَ في نِزارٍ | * | وَأَدنى الشِركِ في أَصلٍ جِوارُ |
63 | لَعَلَّ بَنيهِمُ لِبَنيكَ جُندٌ | * | فَأَوَّلُ قُرَّحِ الخَيلِ المِهارُ |
64 | وَأَنتَ أَبَرُّ مَن لَو عُقَّ أَفنى | * | وَأَعفى مِن عُقوبَتِهِ البَوارُ |
65 | وَأَقدَرُ مَن يُهَيِّجُهُ انتِصارٌ | * | وَأَحلَمُ مَن يُحَلِّمُهُ اقتِدارُ |
66 | وَما في سَطوَةِ الأَربابِ عَيبٌ | * | وَلا في ذِلَّةِ العُبدانِ عارُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (2/100-113) - البحر:: وافر
- الروي:: راء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (7-10) في صفحة (101)،
3 - الأبيات (11-15) في صفحة (102)،
4 - الأبيات (16-18) في صفحة (103)،
5 - الأبيات (19-23) في صفحة (104)،
6 - الأبيات (24-27) في صفحة (105)،
7 - الأبيات (28-33) في صفحة (106)،
8 - الأبيات (34-38) في صفحة (107)،
9 - الأبيات (39-45) في صفحة (108)،
10 - الأبيات (46-51) في صفحة (109)،
11 - الأبيات (52-57) في صفحة (110)،
12 - الأبيات (58-60) في صفحة (111)،
13 - الأبيات (61-65) في صفحة (112)،
14 - البيت (66) في صفحة (113)،