الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ * وَغَيَّضَ الدَمعَ فَانهَلَّت بَوادِرُهُ
1 | حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ | * | وَغَيَّضَ الدَمعَ فَانهَلَّت بَوادِرُهُ |
2 | وَكاتِمُ الحُبِّ يَومَ البَينِ مُنهَتِكٌ | * | وَصاحِبُ الدَمعِ لا تَخفى سَرائِرُهُ |
3 | لَولا ظِباءُ عَدِيٍّ ما شُغِفتُ بِهِمْ | * | وَلا بِرَبرَبِهِمْ لَولا جَآذِرُهُ |
4 | مِن كُلِّ أَحوَرَ في أَنيابِهِ شَنَبٌ | * | خَمرٌ يُخامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ |
5 | نَعجٌ مَحاجِرُهُ دُعجٌ نَواظِرُهُ | * | حُمرٌ غَفائِرُهُ سودٌ غَدائِرُهُ |
6 | أَعارَني سُقمَ عَينَيهِ وَحَمَّلَني | * | مِنَ الهَوى ثِقلَ ما تَحوي مَآزِرُهُ |
7 | يا مَن تَحَكَّمَ في نَفسي فَعَذَّبَني | * | وَمَن فُؤادي عَلى قَتلي يُضافِرُهُ |
8 | بِعَودَةِ الدَولَةِ الغَرّاءِ ثانِيَةً | * | سَلَوتُ عَنكَ وَنامَ اللَيلَ ساهِرُهُ |
9 | مِن بَعدِ ما كانَ لَيلي لا صَباحَ لَهُ | * | كَأَنَّ أَوَّلَ يَومِ الحَشرِ آخِرُهُ |
10 | غابَ الأَميرُ فَغابَ الخَيرُ عَن بَلَدٍ | * | كادَت لِفَقدِ اسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ |
11 | قَدِ اشتَكَت وَحشَةَ الأَحياءِ أَربُعُهُ | * | وَخَبَّرَتْ عَن أَسى المَوتى مَقابِرُهُ |
12 | حَتّى إِذا عُقِدَت فيهِ القِبابُ لَهُ | * | أَهَلَّ لِلهِ باديهِ وَحاضِرُهُ |
13 | وَجَدَّدَت فَرَحًا لا الغَمُّ يَطرُدُهُ | * | وَلا الصَبابَةُ في قَلبٍ تُجاوِرُهُ |
14 | إِذا خَلَت مِنكَ حِمصٌ لا خَلَت أَبَدًا | * | فَلا سَقاها مِنَ الوَسمِيِّ باكِرُهُ |
15 | دَخَلتَها وَشُعاعُ الشَمسِ مُتَّقِدُ | * | وَنورُ وَجهِكَ بَينَ الخَلقِ باهِرُهُ |
16 | في فَيلَقٍ مِن حَديدٍ لَو قَذَفتَ بِهِ | * | صَرفَ الزَمانِ لَما دارَت دَوائِرُهُ |
17 | تَمضي المَواكِبُ وَالأَبصارُ شاخِصَةٌ | * | مِنها إِلى المَلِكِ المَيمونِ طائِرُهُ |
18 | قَد حِرنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ | * | في دِرعِهِ أَسَدٌ تَدمى أَظافِرُهُ |
19 | حُلو خَلائِقُهُ شوسٍ حَقائِقُهُ | * | تُحصى الحَصى قَبلَ أَن تُحصى مَآثِرُهُ |
20 | تَضيقُ عَن جَيشِهِ الدُنيا وَلَو رَحُبَتْ | * | كَصَدرِهِ لَم تَبِن فيها عَساكِرُهُ |
21 | إِذا تَغَلغَلَ فِكرُ المَرءِ في طَرَفٍ | * | مِن مَجدِهِ غَرِقَت فيهِ خَواطِرُهُ |
22 | تَحمى السُيوفُ عَلى أَعدائِهِ مَعَهُ | * | كَأَنَّهُنَّ بَنوهُ أَو عَشائِرُهُ |
23 | إِذا انتَضاها لِحَربٍ لَم تَدَع جَسَدًا | * | إِلّا وَباطِنُهُ لِلعَينِ ظاهِرُهُ |
24 | فَقَد تَيَقَّنَ أَنَّ الحَقَّ في يَدِهِ | * | وَقَد وَثِقنَ بِأَنَّ اللهَ ناصِرُهُ |
25 | تَرَكنَ هامَ بَني عَوفٍ وَثَعلَبَةٍ | * | عَلى رُؤوسٍ بِلا ناسٍ مَغافِرُهُ |
26 | فَخاضَ بِالسَيفِ بَحرَ المَوتِ خَلفَهُمُ | * | وَكانَ مِنهُ إِلى الكَعبَينِ زاخِرُهُ |
27 | حَتّى انتَهى الفَرَسُ الجاري وَما وَقَعَتْ | * | في الأَرضِ مِن جُثَثِ القَتلى حَوافِرُهُ |
28 | كَم مِن دَمٍ رَوِيَت مِنهُ أَسِنَّتُهُ | * | وَمُهجَةٍ وَلَغَت فيها بَواتِرُهُ |
29 | وَحائِنٍ لَعِبَت سُمرُ الرِماحِ بِهِ | * | فَالعَيشُ هاجِرُهُ وَالنَسرُ زائِرُهُ |
30 | مَن قالَ لَستَ بِخَيرِ الناسِ كُلِّهِمُ | * | فَجَهلُهُ بِكَ عِندَ الناسِ عاذِرُهُ |
31 | أَو شَكَّ أَنَّكَ فَردٌ في زَمانِهِمُ | * | بِلا نَظيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ |
32 | يا مَن أَلوذُ بِهِ فيما أُومِّلُهُ | * | وَمَن أَعوذُ بِهِ مِمّا أُحاذِرُهُ |
33 | وَمَن تَوَهَّمتُ أَنَّ البَحرَ راحَتُهُ | * | جودًا وَأَنَّ عَطاياهُ جَواهِرُهُ |
34 | لا يَجبُرُ الناسُ عَظمًا أَنتَ كاسِرُهُ | * | وَلا يَهيضونَ عَظمًا أَنتَ جابِرُهُ |
35 | ارْحَمْ شَبَابَ فَتًى أَوْدَتْ بِجِدَّتِهِ | * | يَدُ البِلى وذوى في السجن نَاضِرُهُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (2/115-122) - البحر:: بسيط
- الروي:: راء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
ويروى بعده بيت منحول وهو قوله :
ارْحَمْ شَبَابَ فَتًى أَوْدَتْ بِجِدَّتِهِ = يَدُ البِلى وذوى في السجن نَاضِرُهُ
الصفحات
2 - البيتان (4-5) في صفحة (116)،
3 - الأبيات (6-8) في صفحة (117)،
4 - الأبيات (9-12) في صفحة (118)،
5 - الأبيات (13-18) في صفحة (119)،
6 - الأبيات (19-24) في صفحة (120)،
7 - الأبيات (25-30) في صفحة (121)،
8 - الأبيات (31-35) في صفحة (121)،