موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسبابِهِ * كُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِطَيِّ كِتابِهِ
2 أَسَدٌ لَعَمرُكَ مَن يَموتُ بِظُفرِهِ * عِندَ اللِقاءِ كَمَن يَموتُ بِنابِهِ
3 إِن نامَ عَنكَ فَكُلُّ طِبٍّ نافِعٌ * أَو لَم يَنَم فَالطِبُّ مِن أَذنابِهِ
4 داءُ النُفوسِ وَكُلُّ داءٍ قَبلَهُ * هَمٌّ نَسينَ مَجيئَهُ بِذَهابِهِ
5 النَفسُ حَربُ المَوتِ إِلّا أَنَّها * أَتَتِ الحَياةَ وَشُغلَها مِن بابِهِ
6 تَسَعُ الحَياةَ عَلى طَويلِ بَلائِها * وَتَضيقُ عَنهُ عَلى قَصيرِ عَذابِهِ
7 هُوَ مَنزِلُ الساري وَراحَةُ رائِحٍ * كَثُرَ النَهارُ عَلَيهِ في إِنعابِهِ
8 وَشَفاءُ هَذي الروحِ مِن آلامِها * وَدَواءُ هَذا الجِسمِ مِن أَوصابِهِ
9 مَن سَرَّهُ أَلّا يَموتَ فَبِالعُلا * خَلُدَ الرِجالُ وَبِالفِعالِ النابِهِ
10 ما ماتَ مَن حازَ الثَرى آثارَهُ * وَاِستَولَتِ الدُنيا عَلى آدابِهِ
11 قُل لِلمُدِلِّ بِمالِهِ وَبِجاهِهِ * وَبِما يُجِلُّ الناسُ مِن أَنسابِهِ
12 هَذا الأَديمُ يَصُدُّ عَن حُضّارِهِ * وَيَنامُ مِلءَ الجَفنِ عَن غُيّابِهِ
13 إِلّا فَتًىً يَمشي عَلَيهِ مُجَدِّدًا * ديباجَتَيهِ مُعَمِّرًا بِخَرابِهِ
14 صادَت بِقارِعَةِ الصَعيدِ بَعوضَةٌ * في الجَوِّ صائِدَ بازِهِ وَعُقابِهِ
15 وَأَصابَ خُرطومُ الذُبابَةِ صَفحَةً * خُلِقَت لِسَيفِ الهِندِ أَو لِذُبابِهِ
16 طارَت بِخافِيَةِ القَضاءِ وَرَأرَأَت * بِكَريمَتَيهِ وَلامَسَت بِلُعابِهِ
17 لا تَسمَعَنَّ لِعُصبَةِ الأَرواحِ ما * قالوا بِباطِلِ عِلمِهِم وَكِذابِهِ
18 الروحُ لِلرَحمَنِ جَلَّ جَلالُهُ * هِيَ مِن ضَنائِنِ عِلمِهِ وَغِيابِهِ
19 غُلِبوا عَلى أَعصابِهِم فَتَوَهَّموا * أَوهامَ مَغلوبٍ عَلى أَعصابِهِ
20 ما آبَ جَبّارُ القُرونِ وَإِنَّما * يَومُ الحِسابِ يَكونُ يَومَ إِيابِهِ
21 فَذَروهُ في بَلَدِ العَجائِبِ مُغمَدًا * لا تَشهَروهُ كَأَمسِ فَوقَ رِقابِهِ
22 المُستَبِدُّ يُطاقُ في ناووسِهِ * لا تَحتَ تاجَيهِ وَفَوقَ وِثابِهِ
23 وَالفَردُ يُؤمَنُ شَرُّهُ في قَبرِهِ * كَالسَيفِ نامَ الشَرُّ خَلفَ قِرابِهِ
24 هَل كانَ توتَنخٌ تَقَمَّصُ روحُهُ * قُمُصَ البَعوضِ وَمُستَخَسَّ إِهابِهِ
25 أَو كانَ يَجزيكَ الرَدى عَن صُحبَةٍ * وَهوَ القَديمُ وَفاؤُهُ لِصِحابِهِ
26 تَاللَهِ لَو أَهدى لَكَ الهَرَمَينِ مِن * ذَهَبٍ لَكانَ أَقَلَّ ما تُجزى بِهِ
27 أَنتَ البَشيرُ بِهِ وَقَيِّمُ قَصرِهِ * وَمُقَدِّمُ النُبَلاءِ مِن حُجّابِهِ
28 أَعلَمتَ أَقوامَ الزَمانِ مَكانَهُ * وَحَشَدتَهُم في ساحِهِ وَرِحابِهِ
29 لولا بَنانُكَ في طَلاسِمِ تُربِهِ * ما زادَ في شَرَفٍ عَلى أَترابِهِ
30 أَخنى الحِمامُ عَلى اِبنِ هِمَّةِ نَفسِهِ * في المَجدِ وَالباني عَلى أَحسابِهِ
31 الجائِبُ الصَخرَ العَتيدَ بِحاجِرٍ * دَبَّ الزَمانُ وَشَبَّ في أَسرابِهِ
32 لَو زايَلَ المَوتى مَحاجِرَهُم بِهِ * وَتَلَفَّتوا لَتَحَيَّروا كَضَبابِهِ
33 لَم يَألُهُ صَبرًا وَلَم يَنِ هِمَّةً * حَتّى اِنثَنى بِكُنوزِهِ وَرِغابِهِ
34 أَفضى إِلى خَتمِ الزَمانِ فَفَضَّهُ * وَحَبا إِلى التاريخِ في مِحرابِهِ
35 وَطَوى القُرونَ القَهقَرى حَتّى أَتى * فِرعَونَ بَينَ طَعامِهِ وَشَرابِهِ
36 المَندَلُ الفَيّاحُ عودُ سَريرِهِ * وَاللُؤلُؤُ اللَمّاحُ وَشيُ ثِيابِهِ
37 وَكَأَنَّ راحَ القاطِفينَ فَرَغنَ مِن * أَثمارِهِ صُبحًا وَمِن أَرطابِهِ
38 جَدَثٌ حَوى ما ضاقَ غُمدانٌ بِهِ * مِن هالَةِ المُلكِ الجَسيمِ وَغابِهِ
39 بُنيانُ عُمرانٍ وَصَرحُ حَضارَةٍ * في القَبرِ يَلتَقِيانِ في أَطنابِهِ
40 فَتَرى الزَمانَ هُناكَ عِندَ مَشيبِهِ * مِثلَ الزَمانِ اليَومَ بَعدَ شَبابِهِ
41 وَتُحِسُّ ثَمَّ العِلمَ عِندَ عُبابِهِ * تَحتَ الثَرى وَالفَنُّ عِندَ عُجابِهِ
42 يا صاحِبَ الأُخرى بَلَغتَ مَحَلَّةً * هِيَ مِن أَخي الدُنيا مُناخُ رِكابِهِ
43 نُزُلٌ أَفاقَ بِجانِبَيهِ مِنَ الهَوى * مَن لا يُفيقُ وَجَدَّ مِن تَلعابِهِ
44 نامَ العَدُوُّ لَدَيهِ عَن أَحقادِهِ * وَسَلا الصَديقُ بِهِ هَوى أَحبابِهِ
45 الراحَةُ الكُبرى مِلاكُ أَديمِهِ * وَالسَلوَةُ الطولى قِوامُ تُرابِهِ
46 وادي المُلوكِ بَكَت عَلَيكَ عُيونُهُ * بِمُرَقرَقٍ كَالمُزنِ في تَسكابِهِ
47 أَلقى بَياضَ الغَيمِ عَن أَعطافِهِ * حُزنًا وَأَقبَلَ في سَوادِ سَحابِهِ
48 يَأسى عَلى حَرباءِ شَمسِ نَهارِهِ * وَنَزيلُ قيعَتِهِ وَجارُ سَرابِهِ
49 وَيَوَدُّ لَو أُلبِستَ مِن بَردِيَّهِ * بُردَينِ ثُمَّ دُفِنتَ بَينَ شِعابِهِ
50 نَوَّهتَ في الدُنيا بِهِ وَرَفَعتَهُ * فَوقَ الأَديمِ بِطاحِهِ وَهِضابِهِ
51 أَخرَجتَ مِن قَبرٍ كِتابَ حَضارَةٍ * الفَنُّ وَالإِعجازُ مِن أَبوابِهِ
52 فَصَّلتَهُ فَالبَرقُ في إيجازِهِ * يُبنى البَريدُ عَلَيهِ في إِطنابِهِ
53 طَلَعا عَلى لَوزانَ وَالدُنيا بِها * وَعَلى المُحيطِ ما وَراءَ عُبابِهِ
54 جِئتَ الشُعوبَ المُحسِنينَ بِشافِعٍ * مِن مِثلِ مُتقَنِ فَنِّهِم وَلُبابِهِ
55 فَرَفَعتَ رُكنًا لِلقَضِيَّةِ لَم يَكُن * سَحبانُ يَرفَعُهُ بِسِحرِ خِطابِهِ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

ذكرى كانارفون

الصفحات

1 - الأبيات (1-12) في صفحة (74)،

2 - الأبيات (13-26) في صفحة (75)،

3 - الأبيات (27-42) في صفحة (76)،

4 - الأبيات (43-55) في صفحة (77)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث