الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ * إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا
1 | غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ | * | إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا |
2 | أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبَهُمْ | * | وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ |
3 | وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت | * | أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ |
4 | لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ | * | أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ |
5 | أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كَتْفِي وَأَطلُبُهُ | * | وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ |
6 | وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً | * | دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أَو هِيَ الوَجَعُ |
7 | وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها | * | في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دُفَعُ |
8 | وَأَوحَدَتهُ وَما في قَلبِهِ قَلَقٌ | * | وَأَغضَبَتهُ وَما في لَفظِهِ قَذَعُ |
9 | بِالجَيشِ تَمتَنِعُ الساداتُ كُلُّهُمُ | * | وَالجَيشُ بِابنِ أَبي الهَيجاءِ يَمتَنِعُ |
10 | قادَ المَقانِبَ أَقصى شُربِها نَهَلٌ | * | عَلى الشَكيمِ وَأَدنى سَيرِها سِرَعُ |
11 | لا يَعتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَن بَلَدٍ | * | كَالمَوتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ |
12 | حَتّى أَقامَ عَلى أَرباضِ خَرشَنَةٍ | * | تَشقى بِهِ الرومُ وَالصُلبانُ وَالبِيَعُ |
13 | لِلسَبيِ ما نَكَحوا وَالقَتلِ ما وَلَدوا | * | وَالنَهبِ ما جَمَعوا وَالنارِ ما زَرَعوا |
14 | مُخلىً لَهُ المَرْجُ مَنصوبًا بِصارِخَةٍ | * | لَهُ المَنابِرُ مَشهودًا بِها الجُمَعُ |
15 | يُطَمِّعُ الطَيرَ فيهِمْ طولُ أَكلِهِمُ | * | حَتّى تَكادَ عَلى أَحيائِهِمْ تَقَعُ |
16 | وَلَو رَآهُ حَوارِيّوهُمُ لَبَنوا | * | عَلى مَحَبَّتِهِ الشَرعَ الَّذي شَرَعوا |
17 | ذَمَّ الدُمُستُقُ عَينَيهِ وَقَد طَلَعَت | * | سودُ الغَمامِ فَظَنّوا أَنَّها قَزَعُ |
18 | فيها الكُماةُ الَّتي مَفطومُهُا رَجُلُ | * | عَلى الجِيادِ الَّتي حَولِيُّها جَذَعُ |
19 | تَذْرِي اللُقانُ غُبارًا في مَناخِرِها | * | وَفي حَناجِرِها مِن آلِسٍ جُرَعُ |
20 | كَأَنَّها تَتَلَقّاهُمْ لِتَسلُكَهُمْ | * | فَالطَعنُ يَفتَحُ في الأَجوافِ ما تَسَعُ |
21 | تَهدي نَواظِرَها وَالحَربُ مُظلِمَةٌ | * | مِنَ الأَسِنَّةِ نارٌ وَالقَنا شَمَعُ |
22 | دونَ السِهامِ وَدونَ القُرِّ طافِحَةً | * | عَلى نُفوسِهِمِ المُقوَرَّةُ المُزُعُ |
23 | إِذا دَعا العِلجُ عِلجًا حالَ بَينَهُما | * | أَظمى تُفارِقُ مِنهُ أُختَها الضِلَعُ |
24 | أَجَلُّ مِن وَلَدِ الفُقّاسِ مُنكَتِفٌ | * | إِذ فاتَهُنَّ وَأَمضى مِنهُ مُنصَرِعُ |
25 | وَما نَجا مِن شِفارِ البيضِ مُنفَلِتٌ | * | نَجا وَمِنهُنَّ في أَحشائِهِ فَزَعُ |
26 | يُباشِرُ الأَمنَ دَهرًا وَهوَ مُختَبَلٌ | * | وَيَشرَبُ الخَمرَ حَولًا وَهوَ مُمتَقَعُ |
27 | كَم مِن حُشاشَةِ بِطريقٍ تَضَمَّنَها | * | لِلباتِراتِ أَمينٌ ما لَهُ وَرَعُ |
28 | يُقاتِلُ الخَطوَ عَنهُ حينَ يَطلُبُهُ | * | وَيَطرُدُ النَومَ عَنهُ حينَ يَضطَجِعُ |
29 | تَغدو المَنايا فَلا تَنفَكُّ واقِفَةً | * | حَتّى يَقولَ لَها عودي فَتَندَفِعُ |
30 | قُل لِلدُمُستُقِ إِنَّ المُسلَمينَ لَكُمْ | * | خانوا الأَميرَ فَجازاهُمْ بِما صَنَعوا |
31 | وَجَدتُموهُمْ نِيامًا في دِمائِكُمُ | * | كَأَنَّ قَتلاكُمُ إِيّاهُمُ فَجَعوا |
32 | ضَعْفَى تَعِفُّ الأَيادي عَن مِثالِهِمُ | * | مِنَ الأَعادي وَإِن هَمّوا بِهِمْ نَزَعوا |
33 | لا تَحسَبوا مَن أَسَرتُمْ كانَ ذا رَمَقٍ | * | فَلَيسَ يَأكُلُ إِلّا المَيِّتَ الضَبُعُ |
34 | هَلّا عَلى عَقَبِ الوادي وَقَد صَعِدَت | * | أُسدٌ تَمُرُّ فُرادى لَيسَ تَجتَمِعُ |
35 | تَشُقُّكُمْ بِفَتاها كُلُّ سَلهَبَةٍ | * | وَالضَربُ يَأخُذُ مِنكُمْ فَوقَ ما يَدَعُ |
36 | وَإِنَّما عَرَّضَ اللهُ الجُنودَ بِكُمْ | * | لِكَي يَكونوا بِلا فَسلٍ إِذا رَجَعوا |
37 | فَكُلُّ غَزوٍ إِلَيكُمْ بَعدَ ذا فَلَهُ | * | وَكُلُّ غازٍ لِسَيفِ الدَولَةِ التَبَعُ |
38 | يَمشي الكِرامُ عَلى آثارِ غَيرِهِمُ | * | وَأَنتَ تَخلُقُ ما تَأتي وَتَبتَدِعُ |
39 | وَهَل يَشينُكَ وَقتٌ أنت فارِسَهُ | * | وَكانَ غَيرَكَ فيهِ العاجِزُ الضَرَعُ |
40 | مَن كانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعَهُ | * | فَلَيسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلا يَضَعُ |
41 | لَم يُسلِمِ الكَرُّ في الأَعقابِ مُهجَتَهُ | * | إِن كانَ أَسلَمَها الأَصحابُ وَالشِيَعُ |
42 | لَيتَ المُلوكَ عَلى الأَقدارِ مُعطِيَةٌ | * | فَلَم يَكُن لِدَنيءٍ عِندَها طَمَعُ |
43 | رَضيتَ مِنهُمْ بِأَن زُرتَ الوَغى فَرَأوا | * | وَأَن قَرَعتَ حَبيكَ البيضِ فَاستَمِعوا |
44 | لَقَد أَباحَكَ غِشًّا في مُعامَلَةٍ | * | مَن كُنتَ مِنهُ بِغَيرِ الصِدقِ تَنتَفِعُ |
45 | الدَهرُ مُعتَذِرٌ وَالسَيفُ مُنتَظِرٌ | * | وَأَرضُهُمْ لَكَ مُصطافٌ وَمُرتَبَعُ |
46 | وَما الجِبالُ لِنَصْرَانٍ بِحامِيَةٍ | * | وَلَو تَنَصَّرَ فيها الأَعصَمُ الصَدَعُ |
47 | وَما حَمِدتُكَ في هَولٍ ثَبَتَّ لَهُ | * | حَتّى بَلَوتُكَ وَالأَبطالُ تَمتَصِعُ |
48 | فَقَد يُظَنُّ شُجاعًا مَن بِهِ خَرَقٌ | * | وَقَد يُظَنُّ جَبانًا مَن بِهِ زَمَعُ |
49 | إِنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ | * | وَلَيسَ كُلُّ ذَواتِ المِخلَبِ السَبُعُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
وقال يمدح سيف الدولة ويذكر الوقعة التي في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة: - البحر:: بسيط
- الروي:: عين
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (4-6) في صفحة (222)،
3 - الأبيات (7-9) في صفحة (223)،
4 - الأبيات (10-13) في صفحة (224)،
5 - الأبيات (14-16) في صفحة (225)،
6 - الأبيات (17-19) في صفحة (226)،
7 - الأبيات (20-22) في صفحة (227)،
8 - الأبيات (23-27) في صفحة (228)،
9 - الأبيات (28-31) في صفحة (229)،
10 - الأبيات (32-35) في صفحة (230)،
11 - الأبيات (36-39) في صفحة (231)،
12 - الأبيات (40-42) في صفحة (232)،
13 - الأبيات (43-46) في صفحة (233)،
14 - الأبيات (47-49) في صفحة (235)،