موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ * إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا
2 أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبَهُمْ * وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ
3 وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت * أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ
4 لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ * أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ
5 أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كَتْفِي وَأَطلُبُهُ * وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ
6 وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً * دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أَو هِيَ الوَجَعُ
7 وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها * في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دُفَعُ
8 وَأَوحَدَتهُ وَما في قَلبِهِ قَلَقٌ * وَأَغضَبَتهُ وَما في لَفظِهِ قَذَعُ
9 بِالجَيشِ تَمتَنِعُ الساداتُ كُلُّهُمُ * وَالجَيشُ بِابنِ أَبي الهَيجاءِ يَمتَنِعُ
10 قادَ المَقانِبَ أَقصى شُربِها نَهَلٌ * عَلى الشَكيمِ وَأَدنى سَيرِها سِرَعُ
11 لا يَعتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَن بَلَدٍ * كَالمَوتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ
12 حَتّى أَقامَ عَلى أَرباضِ خَرشَنَةٍ * تَشقى بِهِ الرومُ وَالصُلبانُ وَالبِيَعُ
13 لِلسَبيِ ما نَكَحوا وَالقَتلِ ما وَلَدوا * وَالنَهبِ ما جَمَعوا وَالنارِ ما زَرَعوا
14 مُخلىً لَهُ المَرْجُ مَنصوبًا بِصارِخَةٍ * لَهُ المَنابِرُ مَشهودًا بِها الجُمَعُ
15 يُطَمِّعُ الطَيرَ فيهِمْ طولُ أَكلِهِمُ * حَتّى تَكادَ عَلى أَحيائِهِمْ تَقَعُ
16 وَلَو رَآهُ حَوارِيّوهُمُ لَبَنوا * عَلى مَحَبَّتِهِ الشَرعَ الَّذي شَرَعوا
17 ذَمَّ الدُمُستُقُ عَينَيهِ وَقَد طَلَعَت * سودُ الغَمامِ فَظَنّوا أَنَّها قَزَعُ
18 فيها الكُماةُ الَّتي مَفطومُهُا رَجُلُ * عَلى الجِيادِ الَّتي حَولِيُّها جَذَعُ
19 تَذْرِي اللُقانُ غُبارًا في مَناخِرِها * وَفي حَناجِرِها مِن آلِسٍ جُرَعُ
20 كَأَنَّها تَتَلَقّاهُمْ لِتَسلُكَهُمْ * فَالطَعنُ يَفتَحُ في الأَجوافِ ما تَسَعُ
21 تَهدي نَواظِرَها وَالحَربُ مُظلِمَةٌ * مِنَ الأَسِنَّةِ نارٌ وَالقَنا شَمَعُ
22 دونَ السِهامِ وَدونَ القُرِّ طافِحَةً * عَلى نُفوسِهِمِ المُقوَرَّةُ المُزُعُ
23 إِذا دَعا العِلجُ عِلجًا حالَ بَينَهُما * أَظمى تُفارِقُ مِنهُ أُختَها الضِلَعُ
24 أَجَلُّ مِن وَلَدِ الفُقّاسِ مُنكَتِفٌ * إِذ فاتَهُنَّ وَأَمضى مِنهُ مُنصَرِعُ
25 وَما نَجا مِن شِفارِ البيضِ مُنفَلِتٌ * نَجا وَمِنهُنَّ في أَحشائِهِ فَزَعُ
26 يُباشِرُ الأَمنَ دَهرًا وَهوَ مُختَبَلٌ * وَيَشرَبُ الخَمرَ حَولًا وَهوَ مُمتَقَعُ
27 كَم مِن حُشاشَةِ بِطريقٍ تَضَمَّنَها * لِلباتِراتِ أَمينٌ ما لَهُ وَرَعُ
28 يُقاتِلُ الخَطوَ عَنهُ حينَ يَطلُبُهُ * وَيَطرُدُ النَومَ عَنهُ حينَ يَضطَجِعُ
29 تَغدو المَنايا فَلا تَنفَكُّ واقِفَةً * حَتّى يَقولَ لَها عودي فَتَندَفِعُ
30 قُل لِلدُمُستُقِ إِنَّ المُسلَمينَ لَكُمْ * خانوا الأَميرَ فَجازاهُمْ بِما صَنَعوا
31 وَجَدتُموهُمْ نِيامًا في دِمائِكُمُ * كَأَنَّ قَتلاكُمُ إِيّاهُمُ فَجَعوا
32 ضَعْفَى تَعِفُّ الأَيادي عَن مِثالِهِمُ * مِنَ الأَعادي وَإِن هَمّوا بِهِمْ نَزَعوا
33 لا تَحسَبوا مَن أَسَرتُمْ كانَ ذا رَمَقٍ * فَلَيسَ يَأكُلُ إِلّا المَيِّتَ الضَبُعُ
34 هَلّا عَلى عَقَبِ الوادي وَقَد صَعِدَت * أُسدٌ تَمُرُّ فُرادى لَيسَ تَجتَمِعُ
35 تَشُقُّكُمْ بِفَتاها كُلُّ سَلهَبَةٍ * وَالضَربُ يَأخُذُ مِنكُمْ فَوقَ ما يَدَعُ
36 وَإِنَّما عَرَّضَ اللهُ الجُنودَ بِكُمْ * لِكَي يَكونوا بِلا فَسلٍ إِذا رَجَعوا
37 فَكُلُّ غَزوٍ إِلَيكُمْ بَعدَ ذا فَلَهُ * وَكُلُّ غازٍ لِسَيفِ الدَولَةِ التَبَعُ
38 يَمشي الكِرامُ عَلى آثارِ غَيرِهِمُ * وَأَنتَ تَخلُقُ ما تَأتي وَتَبتَدِعُ
39 وَهَل يَشينُكَ وَقتٌ أنت فارِسَهُ * وَكانَ غَيرَكَ فيهِ العاجِزُ الضَرَعُ
40 مَن كانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعَهُ * فَلَيسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلا يَضَعُ
41 لَم يُسلِمِ الكَرُّ في الأَعقابِ مُهجَتَهُ * إِن كانَ أَسلَمَها الأَصحابُ وَالشِيَعُ
42 لَيتَ المُلوكَ عَلى الأَقدارِ مُعطِيَةٌ * فَلَم يَكُن لِدَنيءٍ عِندَها طَمَعُ
43 رَضيتَ مِنهُمْ بِأَن زُرتَ الوَغى فَرَأوا * وَأَن قَرَعتَ حَبيكَ البيضِ فَاستَمِعوا
44 لَقَد أَباحَكَ غِشًّا في مُعامَلَةٍ * مَن كُنتَ مِنهُ بِغَيرِ الصِدقِ تَنتَفِعُ
45 الدَهرُ مُعتَذِرٌ وَالسَيفُ مُنتَظِرٌ * وَأَرضُهُمْ لَكَ مُصطافٌ وَمُرتَبَعُ
46 وَما الجِبالُ لِنَصْرَانٍ بِحامِيَةٍ * وَلَو تَنَصَّرَ فيها الأَعصَمُ الصَدَعُ
47 وَما حَمِدتُكَ في هَولٍ ثَبَتَّ لَهُ * حَتّى بَلَوتُكَ وَالأَبطالُ تَمتَصِعُ
48 فَقَد يُظَنُّ شُجاعًا مَن بِهِ خَرَقٌ * وَقَد يُظَنُّ جَبانًا مَن بِهِ زَمَعُ
49 إِنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ * وَلَيسَ كُلُّ ذَواتِ المِخلَبِ السَبُعُ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

التبيان (3/221-234)

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (221)،

2 - الأبيات (4-6) في صفحة (222)،

3 - الأبيات (7-9) في صفحة (223)،

4 - الأبيات (10-13) في صفحة (224)،

5 - الأبيات (14-16) في صفحة (225)،

6 - الأبيات (17-19) في صفحة (226)،

7 - الأبيات (20-22) في صفحة (227)،

8 - الأبيات (23-27) في صفحة (228)،

9 - الأبيات (28-31) في صفحة (229)،

10 - الأبيات (32-35) في صفحة (230)،

11 - الأبيات (36-39) في صفحة (231)،

12 - الأبيات (40-42) في صفحة (232)،

13 - الأبيات (43-46) في صفحة (233)،

14 - الأبيات (47-49) في صفحة (235)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث