موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 أَرَكائِبَ الأَحبابِ إِنَّ الأَدمُعا * تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا
2 فَاعرِفنَ مَن حَمَلَت عَلَيكُنَّ النَوى * وَامْشِينَ هَونًا في الأَزِمَّةِ خُضَّعا
3 قَد كانَ يَمنَعُني الحَياءُ مِنَ البُكا * فَاليَومَ يَمنَعُهُ البُكا أَن يَمنَعا
4 حَتّى كَأَنَّ لِكُلِّ عَظمٍ رَنَّةً * في جِلدِهِ وَلِكُلِّ عِرقٍ مَدمَعا
5 وَكَفى بِمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحًا * لِمُحِبِّهِ وَبِمَصرَعي ذا مَصرَعا
6 سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ * سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا
7 فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها * ذَهَبٌ بِسِمْطَي لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعا
8 كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها * في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعا
9 وَاستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها * فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا
10 رُدّي الوِصالَ سَقى طُلولَكِ عارِضٌ * لَو كانَ وَصلُكِ مِثلَهُ ما أَقشَعا
11 زَجَلٌ يُريكِ الجَوَّ نارًا وَالمَلا * كَالبَحرِ وَالتَلَعاتِ رَوضًا مُمرِعا
12 كَبَنانِ عَبدِ الواحِدِ الغَدَقِ الَّذي * أَروى وَآمَنَ مَن يَشاءُ وَأَفزَعا
13 أَلِفَ المُروءَةَ مُذ نَشا فَكَأَنَّهُ * سُقِيَ اللِبانَ بِها صَبِيًّا مُرضَعا
14 نُظِمَت مَواهِبُهُ عَلَيهِ تَمائِما * فَاعتادَها فَإِذا سَقَطنَ تَفَزَّعا
15 تَرَكَ الصَنائِعَ كَالقَواطِعِ بارِقا * تٍ وَالمَعالِيَ كَالعَوالِيَ شُرَّعا
16 مُتَبَسِّمًا لِعُفاتِهِ عَن واضِحٍ * تَغشى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُمَّعا
17 مُتَكَشِّفًا لِعُداتِهِ عَن سَطوَةٍ * لَو حَكَّ مَنكِبُها السَماءَ لَزَعزَعا
18 الحازِمَ اليَقِظَ الأَغَرَّ العالِمَ الـ * ـفَطِنَ الأَلَدَّ الأَريَحِيَّ الأَروَعا
19 الكاتِبَ اللَبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ الـ * ـنَدُسَ اللَبيبَ الهِبرِزِيَّ المِصقَعا
20 نَفسٌ لَها خُلُقُ الزَمانِ لِأَنَّهُ * مُفني النُفوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمَّعا
21 وَيَدٌ لَها كَرَمُ الغَمامِ لِأَنَّهُ * يَسقي العِمارَةَ وَالمَكانَ البَلقَعا
22 أَبَدًا يُصَدِّعُ شَعبَ وَفرٍ وافِرِ * وَيَلُمُّ شَعبَ مَكارِمٍ مُتَصَدِّعا
23 يَهتَزُّ لِلجَدوى اهتِزازَ مُهَنَّدٍ * يَومَ الرَجاءِ هَزَزتَهُ يَومَ الوَعى
24 يا مُغنِيًا أَمَلَ الفَقيرِ لِقاؤهُ * وَدُعاؤهُ بَعدَ الصَلاةِ إِذا دَعا
25 أَقصِر وَلَستَ بِمُقسِرٍ جُزتَ المَدى * وَبَلَغتَ حَيثُ النَجمُ تَحتَكَ فَاربَعا
26 وَحَلَلتَ مِن شَرَفِ الفَعالِ مَواضِعًا * لَم يَحلُلِ الثَقَلانِ مِنها مَوضِعا
27 وَحَوَيتَ فَضلَهُما وَما طَمِعَ امرُؤٌ * فيهِ وَلا طَمِعَ امرُؤٌ أَن يَطمَعا
28 نَفَذَ القَضاءُ بِما أَرَدتَ كَأَنَّهُ * لَكَ كُلَّما أَزمَعتَ شَيئًا أَزمَعا
29 وَأَطاعَكَ الدَهرُ العَصِيُّ كَأَنَّهُ * عَبدٌ إِذا نادَيتَ لَبّى مُسرِعا
30 أَكَلَت مَفاخِرُكَ المَفاخِرَ وَانثَنَت * عَن شَأوِهِنَّ مَطِيُّ وَصفي ظُلَّعا
31 وَجَرَينَ مَجرى الشَمسِ في أَفلاكِها * فَقَطَعنَ مَغرِبَها وَجُزنَ المَطلَعا
32 لَو نيطَتِ الدُنيا بِأُخرى مِثلِها * لَعَمَمنَها وَخَشينَ أَلا تَقنَعا
33 فَمَتى يُكَذَّبُ مُدَّعٍ لَكَ فَوقَ ذا * وَاللهُ يَشهَدُ أَنَّ حَقًّا ما ادَّعى
34 وَمَتى يُؤَدّي شَرحَ حالِكَ ناطِقٌ * حَفِظَ القَليلَ النَزرَ مِمّا ضَيَّعا
35 إِن كانَ لا يُدعى الفَتى إِلّا كَذا * رَجُلًا فَسَمِّ الناسَ طُرًّا إِصبَعا
36 إِن كانَ لا يَسعى لِجودٍ ماجِدٌ * إِلّا كَذا فَالغَيثُ أَبخَلُ مَن سَعى
37 قَد خَلَّفَ العَبّاسُ غُرَّتَكَ ابنَهُ * مَرأىً لَنا وَإِلى القِيامَةِ مَسمَعا

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح عبد الواحد بن العباس بن أبي الأصبع الكاتب:

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (259)،

2 - الأبيات (6-9) في صفحة (260)،

3 - الأبيات (10-12) في صفحة (261)،

4 - البيتان (13-14) في صفحة (262)،

5 - الأبيات (15-19) في صفحة (263)،

6 - الأبيات (20-23) في صفحة (264)،

7 - الأبيات (24-28) في صفحة (265)،

8 - الأبيات (29-31) في صفحة (266)،

9 - الأبيات (32-35) في صفحة (267)،

10 - البيتان (36-37) في صفحة (268)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث