الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> أَرَكائِبَ الأَحبابِ إِنَّ الأَدمُعا * تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا
1 | أَرَكائِبَ الأَحبابِ إِنَّ الأَدمُعا | * | تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا |
2 | فَاعرِفنَ مَن حَمَلَت عَلَيكُنَّ النَوى | * | وَامْشِينَ هَونًا في الأَزِمَّةِ خُضَّعا |
3 | قَد كانَ يَمنَعُني الحَياءُ مِنَ البُكا | * | فَاليَومَ يَمنَعُهُ البُكا أَن يَمنَعا |
4 | حَتّى كَأَنَّ لِكُلِّ عَظمٍ رَنَّةً | * | في جِلدِهِ وَلِكُلِّ عِرقٍ مَدمَعا |
5 | وَكَفى بِمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحًا | * | لِمُحِبِّهِ وَبِمَصرَعي ذا مَصرَعا |
6 | سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ | * | سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا |
7 | فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها | * | ذَهَبٌ بِسِمْطَي لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعا |
8 | كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها | * | في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعا |
9 | وَاستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها | * | فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا |
10 | رُدّي الوِصالَ سَقى طُلولَكِ عارِضٌ | * | لَو كانَ وَصلُكِ مِثلَهُ ما أَقشَعا |
11 | زَجَلٌ يُريكِ الجَوَّ نارًا وَالمَلا | * | كَالبَحرِ وَالتَلَعاتِ رَوضًا مُمرِعا |
12 | كَبَنانِ عَبدِ الواحِدِ الغَدَقِ الَّذي | * | أَروى وَآمَنَ مَن يَشاءُ وَأَفزَعا |
13 | أَلِفَ المُروءَةَ مُذ نَشا فَكَأَنَّهُ | * | سُقِيَ اللِبانَ بِها صَبِيًّا مُرضَعا |
14 | نُظِمَت مَواهِبُهُ عَلَيهِ تَمائِما | * | فَاعتادَها فَإِذا سَقَطنَ تَفَزَّعا |
15 | تَرَكَ الصَنائِعَ كَالقَواطِعِ بارِقا | * | تٍ وَالمَعالِيَ كَالعَوالِيَ شُرَّعا |
16 | مُتَبَسِّمًا لِعُفاتِهِ عَن واضِحٍ | * | تَغشى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُمَّعا |
17 | مُتَكَشِّفًا لِعُداتِهِ عَن سَطوَةٍ | * | لَو حَكَّ مَنكِبُها السَماءَ لَزَعزَعا |
18 | الحازِمَ اليَقِظَ الأَغَرَّ العالِمَ الـ | * | ـفَطِنَ الأَلَدَّ الأَريَحِيَّ الأَروَعا |
19 | الكاتِبَ اللَبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ الـ | * | ـنَدُسَ اللَبيبَ الهِبرِزِيَّ المِصقَعا |
20 | نَفسٌ لَها خُلُقُ الزَمانِ لِأَنَّهُ | * | مُفني النُفوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمَّعا |
21 | وَيَدٌ لَها كَرَمُ الغَمامِ لِأَنَّهُ | * | يَسقي العِمارَةَ وَالمَكانَ البَلقَعا |
22 | أَبَدًا يُصَدِّعُ شَعبَ وَفرٍ وافِرِ | * | وَيَلُمُّ شَعبَ مَكارِمٍ مُتَصَدِّعا |
23 | يَهتَزُّ لِلجَدوى اهتِزازَ مُهَنَّدٍ | * | يَومَ الرَجاءِ هَزَزتَهُ يَومَ الوَعى |
24 | يا مُغنِيًا أَمَلَ الفَقيرِ لِقاؤهُ | * | وَدُعاؤهُ بَعدَ الصَلاةِ إِذا دَعا |
25 | أَقصِر وَلَستَ بِمُقسِرٍ جُزتَ المَدى | * | وَبَلَغتَ حَيثُ النَجمُ تَحتَكَ فَاربَعا |
26 | وَحَلَلتَ مِن شَرَفِ الفَعالِ مَواضِعًا | * | لَم يَحلُلِ الثَقَلانِ مِنها مَوضِعا |
27 | وَحَوَيتَ فَضلَهُما وَما طَمِعَ امرُؤٌ | * | فيهِ وَلا طَمِعَ امرُؤٌ أَن يَطمَعا |
28 | نَفَذَ القَضاءُ بِما أَرَدتَ كَأَنَّهُ | * | لَكَ كُلَّما أَزمَعتَ شَيئًا أَزمَعا |
29 | وَأَطاعَكَ الدَهرُ العَصِيُّ كَأَنَّهُ | * | عَبدٌ إِذا نادَيتَ لَبّى مُسرِعا |
30 | أَكَلَت مَفاخِرُكَ المَفاخِرَ وَانثَنَت | * | عَن شَأوِهِنَّ مَطِيُّ وَصفي ظُلَّعا |
31 | وَجَرَينَ مَجرى الشَمسِ في أَفلاكِها | * | فَقَطَعنَ مَغرِبَها وَجُزنَ المَطلَعا |
32 | لَو نيطَتِ الدُنيا بِأُخرى مِثلِها | * | لَعَمَمنَها وَخَشينَ أَلا تَقنَعا |
33 | فَمَتى يُكَذَّبُ مُدَّعٍ لَكَ فَوقَ ذا | * | وَاللهُ يَشهَدُ أَنَّ حَقًّا ما ادَّعى |
34 | وَمَتى يُؤَدّي شَرحَ حالِكَ ناطِقٌ | * | حَفِظَ القَليلَ النَزرَ مِمّا ضَيَّعا |
35 | إِن كانَ لا يُدعى الفَتى إِلّا كَذا | * | رَجُلًا فَسَمِّ الناسَ طُرًّا إِصبَعا |
36 | إِن كانَ لا يَسعى لِجودٍ ماجِدٌ | * | إِلّا كَذا فَالغَيثُ أَبخَلُ مَن سَعى |
37 | قَد خَلَّفَ العَبّاسُ غُرَّتَكَ ابنَهُ | * | مَرأىً لَنا وَإِلى القِيامَةِ مَسمَعا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (3/259-268) - البحر:: كامل
- الروي:: عين
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (6-9) في صفحة (260)،
3 - الأبيات (10-12) في صفحة (261)،
4 - البيتان (13-14) في صفحة (262)،
5 - الأبيات (15-19) في صفحة (263)،
6 - الأبيات (20-23) في صفحة (264)،
7 - الأبيات (24-28) في صفحة (265)،
8 - الأبيات (29-31) في صفحة (266)،
9 - الأبيات (32-35) في صفحة (267)،
10 - البيتان (36-37) في صفحة (268)،