الرئيسة >> ديوان العرب >> الأعشى >> أَتَشْفِيكَ "تيَّا" أمْ تَرَكْتَ بِدَائِكَا * وَكَانَتْ قَتُولاً للرِّجَالِ كَذَلِكَا
1 | أَتَشْفِيكَ "تيَّا" أمْ تَرَكْتَ بِدَائِكَا | * | وَكَانَتْ قَتُولاً للرِّجَالِ كَذَلِكَا |
2 | وَأَقْصَرْتَ عَن ذِكْرِ البطالةِ والصِّبا | * | وَكانَتْ سَفاهًا ضَلَّةً مِنْ ضَلالِكَا |
3 | وما كانَ إلاّ الحينَ يومَ لَقِيْتَها | * | وَقَطْعَ جَدِيدٍ حَبْلُهَا مِن حِبالِكَا |
4 | وَقَامَتْ تُرِيني بَعدَما نَامَ صُحبَتي | * | بَيَاضَ ثَنَايَاهَا وَأسْوَدَ حَالِكَا |
5 | وَيَهْمَاءَ قَفْرٍ تَخْرَجُ العينُ وَسْطَها | * | وتلقى بها بيضَ النَّعامِ تَرَائِكَا |
6 | يَقُولُ بِهَا ذُو قُوَّة ِ القَوْمِ إذْ دَنا | * | لصَاحِبِهِ إذْ خَافَ مِنها المَهالِكَا |
7 | لكَ الوَيلُ أَفْشِ الطَّرْفَ بالعَينِ حوْلَنا | * | على حَذَرٍ وَأَبْقِ ما في سِقَائِكَا |
8 | وَخَرْقٍ مَخُوفٍ قد قَطَعتُ بِجَسْرَةٍ | * | إذا الجِبْسُ أَعْيَا أنْ يَرومَ المَسَالِكَا |
9 | قَطَعْتُ إذا ما اللّيلُ كانتْ نجومُهُ | * | تَرَاهُنَّ في جَوِّ السَّمَاءِ سَوَامِكَا |
10 | بأدماءَ حُرْجُوجٍ بَرَيْتُ سَنَامَها | * | بِسَيْرِي عليها بعدما كانَ تَامِكَا |
11 | لَهَا فَخِذَانِ تَحْفِزَانِ مَحَالَةً | * | وَصُلْبًا كَبُنْيَانِ الصَّفَا مُتَلاحِكَا |
12 | وَزَوْرًا تَرَى في مِرْفَقَيْهِ تَجَانُفًا | * | نبيلاً كبيتِ الصّيدلاني دَامِكَا |
13 | ورأسًا دقيقَ الخَطْمِ صُلْبًا مُذَكَّرًا | * | وَدَأْيًا كأَعْنَاقِ الضِّبَاعِ وَحَارِكَا |
14 | إلى هَوْذَةَ الوَهَّابِ أهْدَيْتُ مِدحتي | * | أُرَجِّي نَوَالاً فَاضِلاً مِنْ عَطَائِكَا |
15 | تَجانَفُ عَنْ جُلِّ اليَمَامَةِ نَاقَتي | * | وما قَصَدَتْ مِنْ أَهْلِهَا لِسَوَائِكَا |
16 | ألَمَّتْ بِأقْوَامٍ فَعَافَتْ حِيَاضَهُمْ | * | قَلُوصي وكانَ الشَّربُ منها بِمَائِكَا |
17 | فَلَمَّا أتَتْ آطَامَ جَوٍّ وَأهْلَهُ | * | أُنِيْخَتْ وَأَلْقَتْ رَحْلَهَا بِفَنَائِكَا |
18 | ولمْ يَسْعَ في الأقوامِ سَعْيكَ واحِدٌ | * | وَلَيْسَ إنَاءٌ للنَّدَى كَإنَائِكَا |
19 | سَمِعتُ بَرَحْبِ البَاعِ وَالجودِ وَالنَّدَى | * | فأدلَيتُ دَلْوِي فاستَقتْ برِشائِكَا |
20 | فَتًى يَحمِلُ الأعباءَ لَوْ كانَ غَيرُهُ | * | مِن النَّاسِ لمْ يَنْهَضْ بها مُتَمَاسِكَا |
21 | وَأنْتَ الذِي عَوَّدْتَني أَنْ تَرِيشَني | * | وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا |
22 | فَإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فِيَّ مُوزَعٌ | * | بخيرٍ وإنِّي مُولَعٌ بِثَنَائِكَا |
23 | وَجَدْتَ عَلِيًّا بَانِيًا فَوَرِثْتَهُ | * | وَطَلْقًا وشيبانَ الجوادَ ومَالِكَا |
24 | بُحُورٌ تَقُوتُ النّاسَ في كُلِّ لَزْبَةٍ | * | أبُوكَ وَأعْمَامٌ هُمُ هَؤلائِكَا |
25 | وَمَا ذاكَ إلاّ أنَّ كَفَّيْكَ بِالنّدَى | * | تَجُودانِ بِالإعْطاءِ قَبلَ سُؤالِكَا |
26 | يَقُولُونَ: في الإكْفَاءِ أكْبَرُ هَمِّهِ | * | ألا ربَّ منهمْ مَن يعيشُ بِمَالِكَا |
27 | وَجَدْتَ انْهِدامَ ثُلْمَةٍ فبَنَيْتَها | * | فَأَنْعَمْتَ إذْ أَلْحَقْتَها بِبِنَائِكَا |
28 | وَرَبَّيْتَ أيْتَامًا وَألْحَقتَ صِبْيَةً | * | وَأَدْرَكْتَ جَهْدَ السَّعِيِ قبلَ عَنَائِكَا |
29 | ولمْ يسعَ في العلياءِ سَعيكَ ماجِدٌ | * | ولا ذو إنًى في الحَيِّ مثلَ قِرَائِكَا |
30 | وفي كُلِّ عامٍ أنتَ جَاشِمُ غَزْوةٍ | * | تَشُدُّ لأقصاها عَزِيمَ عَزَائِكَا |
31 | مُوَرِّثَةٍ مَالاً وَفي الحَمْدِ رِفْعَةً | * | لِمَا ضاعَ فيها مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا |
32 | تُخَبِّرُهُنَّ الطَّيْرُ عَنْكَ بِأوْبَةٍ | * | وعينٌ أَقَرَّتْ نومَها بِلِقَائِكَا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
الديوان (139-141) بتحقيق محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة - البحر:: طويل
- الروي:: كاف
- العصر:: جاهلي
- اضغط هنا للطباعة