موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 عارَضنَنا أُصُلًا فَقُلنا الرَبرَبُ * حَتّى أَضاءَ الأُقحُوانُ الأَشنَبُ
2 وَاخضَرَّ مَوشِيُّ البُرودِ وَقَد بَدا * مِنهُنَّ ديباجُ الخُدودِ المُذهَبُ
3 أَومَضنَ مِن خَلَلِ الخُدورِ فَراعَنا * بَرقانِ خالٌ ما يُنالُ وَخُلَّبُ
4 وَلَوَ اَنَّني أَنصَفتُ في حُكمِ الهَوى * ماشِمتُ بارِقَةً وَرَأسي أَشيَبُ
5 وَلَقَد نَهَيتُ الدَمعَ يَومَ سُوَيقَةٍ * فَأَبَت غَوالِبُ عَبرَةٍ ماتُغلَبُ
6 وَوَراءَ تَسدِيَةِ الوُشاةِ مَلِيَّةٌ * بِالحُسنِ تَملُحُ في القُلوبِ وَتَعذُبُ
7 كَالبَدرِ إِلّا أَنَّها لا تُجتَلى * وَالشَمسِ إِلّا أَنَّها لا تَغرُبُ
8 راحَت لِأَربُعِكِ الرِياحُ مَريضَةً * وَأَصابَ مَغناكِ الغَمامُ الصَيِّبُ
9 سَأَعُدُّ ما أَلقى فَإِن كَذَّبتِني * فَسَلي الدُموعَ فَإِنَّها لا تَكذِبُ
10 أَعرَضتِ حَتّى خِلتُ أَنّي ظالِمٌ * وَعَتَبتِ حَتّى قُلتُ أَنّي مُذنِبُ
11 عَجَبًا لِهَجرِكِ قَبلَ تَشتيتِ النَوى * مِنّا وَوَصلُكِ في التَنائي أَعجَبُ
12 كَيفَ اهتَدَيتِ وَما اهتَدَيتِ لِمُغمَدٍ * في لَيلِ عانَةَ وَالثُرَيّا تُجنَبُ
13 عَفَتِ الرُسومُ وَما عَفَت أَحشاؤُهُ * مِن عَهدِ شَوقٍ ما يَحولُ فَيَذهَبُ
14 أَتَرَكتِهِ بِالحَبلِ ثُمَّ طَلَبتِهِ * بِخَليجِ بارِقَ حَيثُ عَزَّ المَطلَبُ
15 مِن بَعدِ ما خَلُقَ الهَوى وَتَعَرَّضَت * دونَ اللِقاءِ مَسافَةٌ ما تَقرُبُ
16 وَرَمَت بِنا سَمتَ العِراقِ أَيانِقٌ * سُحمُ الخُدودِ لُغامُهُنَّ الطُحلُبُ
17 مِن كُلِّ طائِرَةٍ بِخَمسِ خَوافِقٍ * دُعجٍ كَما ذُعِرَ الظَليمُ المُهذِبُ
18 يَحمِلنَ كُلَّ مُفَرَّقٍ في هِمَّةٍ * فُضُلٍ يَضيقُ بِها الفَضاءُ السَبسَبُ
19 رَكِبوا الفُراتَ إِلى الفُراتِ وَأَمَّلوا * جَذلانَ يُبدِعُ في السَماحِ وَيُغرِبُ
20 في غايَةٍ طُلِبَت فَقَصَّرَ دونَها * مَن رامَها فَكَأَنَّها ما تُطلَبُ
21 كَرَمًا يُرَجّى مِنهُ ما لا يُرتَجى * عُظمًا وَيوهَبُ فيهِ ما لا يوهَبُ
22 أَعطى فَقيلَ أَحاتِمٌ أَم خالِدٌ * وَوَفى فَقيلَ أَطَلحَةٌ أَم مُصعَبُ
23 شَيخانِ قَد عَقَدا لِقائِمِ هاشِمٍ * عَقدَ الخِلافَةِ وَهيَ بِكرٌ تُخطَبُ
24 نَقَضا بِرَأيِهِما الَّذي سَدّى بِهِ * لِبَني أُمَيِّةَ ذو الكَلاعِ وَحَوشَبُ
25 فَهُما إِذا خَذَلَ الخَليلُ خَليلَهُ * عَضُدٌ لِمُلكِ بَني الوَلِيِّ وَمَنكِبُ
26 وَعَلى الأَميرِ أَبي الحُسَينِ سَكينَةٌ * في الرَوعِ يَسكُنُها الهِزَبرُ الأَغلَبُ
27 وَلِحَربَةِ الإِسلامِ حينَ يَهُزُّها * هَولٌ يُراعُ لَهُ النِفاقُ وَيَرهَبُ
28 تِلكَ المُحَمِّرَةُ الَّذينَ تَهافَتوا * فَمُشَرِّقٌ في غَيِّهِ وَمُغَرِّبُ
29 وَالخُرَّمِيَّةُ إِذ تَجَمَّعَ مِنهُمُ * بجِبالِ قُرّانَ الحَصى وَالأَثلَبُ
30 جاشوا فَذاكَ الغَورُ مِنهُمْ سائِلٌ * دُفَعًا وَذاكَ النَجدُ مِنهُمْ مُعشِبُ
31 يَتَسَرَّعونَ إِلى الحُتوفِ كَأَنَّها * وَفرٌ بِأَرضِ عَدُوِّهِمْ يُتَنَهَّبُ
32 حَتّى إِذا كادَت مَصابيحُ الهُدى * تَخبو وَكادَ مُمَرُّهُ يُتَقَضَّبُ
33 ضَرَبَ الجِبالَ بِمِثلِها مِن رَأيِهِ * غَضبانُ يَطعَنُ بِالحِمامِ وَيَضرِبُ
34 أَوفى فَظَنّوا أَنَّهُ القَدَرُ الَّذي * سَمِعوا بِهِ فَمُصَدِّقٌ وَمُكَذِّبُ
35 ناهَضتَهُم وَالبارِقاتُ كَأَنَّها * شُعَلٌ عَلى أَيديهُمُ تَتَلَهَّبُ
36 وَوَقَفتَ مَشكورَ المَكانِ كَريمَهُ * وَالبيضُ تَطفو في الغُبارِ وَتَرسُبُ
37 ما إِن تَرى إِلّا تَوَقُّدَ كَوكَبٍ * في قَونَسٍ قَد غارَ فيهِ كَوكَبُ
38 فَمُجَدَّلٌ وَمُرَمَّلٌ وَمُوَسَّدٌ * وَمُضَرَّجٌ وَمُضَمَّخٌ وَمُخَضَّبُ
39 سُلِبوا وَأَشرَقَتِ الدِماءُ عَلَيهِمُ * مُحمَرَّةً فَكَأَنَّهُم لَم يُسلَبوا
40 وَلَوَ اَنَّهُمْ رَكِبوا الكَواكِبَ لَم يَكُن * لِمُجِدِّهِمْ مِن أَخذِ بَأسِكَ مَهرَبُ
41 وَشَدَدتَ عَقدَ خِلافَتَينِ خِلافَةً * مِن بَعدِ أُخرى وَالخَلائِفُ غُيَّبُ
42 حينَ التَوَت تِلكَ الأُمورُ وَرُجِّمَت * تِلكَ الظُنونُ وَماجَ ذاكَ الغَيهَبُ
43 وَتَجَمَّعَت بَغدادُ ثُمَّ تَفَرَّقَت * شِيَعًا يُشَيِّعُها الضَلالُ المُصحِبُ
44 فَأَخَذتَ بَيعَتَهُمْ لِأَزكى قائِمٍ * بِالسَيفِ إِذ شَغِبوا عَلَيكَ فَأَجلَبوا
45 وَاللَهُ أَيَّدَكُمْ وَأَعلى ذِكرَكُمْ * بِالنَصرِ يُقرَأُ في السَماءِ وَيُكتَبُ
46 وَلَأَنتُمُ عُدَدُ الخِلافَةِ إِن غَدا * أَو راحَ مِنها مَجلِسٌ أَو مَوكِبُ
47 وَالسابِقونَ إِلى أَوائِلِ دَعوَةٍ * يَرضى لَها رَبُّ السَماءِ وَيَغضَبُ
48 وَمُظُفَّرونَ إِذا استَقَلَّ لِواءُهُم * بِالعِزِّ أَدرَكَ رَبُّهُ ما يَطلُبُ
49 جَدٌّ يَفوتُ الريحَ في دَرَكِ العُلا * سَبقًا إِذا وَنَتِ الجُدودُ الخُيَّبُ
50 ما جُهِّزَت راياتُكُم لِمُخالِفٍ * إِلّا تَهَدَّمَ كَهفُهُ المُستَصعَبُ
51 وَإِذا تَوَثَّبَ خالِعٌ في جانِبٍ * ظَلَّت عَلَيهِ سُيوفُكُم تَتَوَثَّبُ
52 وَإِذا تَأَمَّلتُ الزَمانَ وَجَدتُهُ * دُوَلًا عَلى أَيديكُمُ تَتَقَلَّبُ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح إسحاق بن إبراهيم المصعبي

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (71)،

2 - الأبيات (3-9) في صفحة (72)،

3 - الأبيات (10-16) في صفحة (73)،

4 -الأبيات (17-26) في صفحة (74)،

5 - الأبيات (27-37) في صفحة (75)،

6 - الأبيات (38-46) في صفحة (76)،

7 - الأبيات (47-52) في صفحة (77)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث