الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> أَبَعدَ الشَبابِ المُنتَضى في الذَوائِبِ * أُحاوِلُ لُطفَ الوُدِّ عِندَ الكَواعِبِ
1 | أَبَعدَ الشَبابِ المُنتَضى في الذَوائِبِ | * | أُحاوِلُ لُطفَ الوُدِّ عِندَ الكَواعِبِ |
2 | وَكانَ بَياضُ الرَأسِ شَخصًا مُذَمَّمًا | * | إِلى كُلِّ بَيضاءِ الحَشا وَالتَرائِبِ |
3 | وَما انفَكَّ رَسمُ الدارِ حَتّى تَهَلَّلَت | * | دُموعي وَحَتّى أَكثَرَ اللَومَ صاحِبي |
4 | وَقَفنا فَلا الأَطلالُ رَدَّت إِجابَةً | * | وَلا العَذلُ أَجدى في المَشوقِ المُخاطَبِ |
5 | تَمادَت عَقابيلُ الهَوى وَتَطاوَلَتْ | * | لَجاجَةُ مَعتوبٍ عَلَيهِ وَعاتِبِ |
6 | إِذا قُلتُ قَضَّيتُ الصَبابَةَ رَدَّها | * | خَيالٌ مُلِمٌّ مِن حَبيبٍ مُجانِبِ |
7 | يَجودُ وَقَد ضَنَّ الأُلى شَغَفي بِهِمْ | * | وَيَدنو وَقَد شَطَّت دِيارُ الحَبائِبِ |
8 | تُرينيكَ أَحلامُ النِيامُ وَبَينَنا | * | مَفاوِزُ يَستَفرِغنَ جُهدَ الرَكائِبِ |
9 | لَبِسنا مِنَ المُعتَزِّ بِاللهِ نِعمَةً | * | هِيَ الرَوضُ مَولِيًّا بِغُزرِ السَحائِبِ |
10 | أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اعوِجاجِها | * | وَأَربى عَلى شَغبِ العَدُوِّ المُشاغِبِ |
11 | أَخو الحَزمِ قَد ساسَ الأُمورَ وَهَذَّبَتْ | * | بَصيرَتَهُ فيها صُروفُ النَوائِبِ |
12 | وَمُعتَصِمِيُّ العَزمِ يَأوي بِرَأيِهِ | * | إِلى سَنَنٍ مِن مُحكَماتِ التَجارِبِ |
13 | تُفَضِّلُهُ آيُ الكِتابِ وَيَنتَهي | * | إِلَيهِ تُراثُ الغُلبِ مِن آلِ غالِبِ |
14 | تَوَلَّتهُ أَسرارُ الصُدورِ وَأَقبَلَتْ | * | إِلَيهِ القُلوبُ مِن مُحِبٍّ وَراغِبِ |
15 | وَرُدَّت وَما كانَت تُرَدُّ بِعَدلِهِ | * | ظُلاماتُ قَومٍ مُظلِماتِ المَطالِبِ |
16 | إِمامُ هُدىً عَمَّ البَرِيَّةَ عَدلُهُ | * | فَأَضحى لَدَيهِ آمِنًا كُلُّ راهِبِ |
17 | تَدارَكَ بَعدَ اللهِ أَنفُسَ مَعشَرٍ | * | أَطَلَّت عَلى حَتمٍ مِنَ المَوتِ واجِبِ |
18 | وَقالَ لَعًا لِلعاثِرينَ وَقَد رَأى | * | وُثوبَ رِجالٍ فَرَّطوا في العَواقِبِ |
19 | تَجافى لَهُمْ عَنها وَلَو كانَ غَيرُهُ | * | لَعَنَّفَ بِالتَثريبِ إِن لَم يُعاقِبِ |
20 | وَهَبتَ عَزيزاتِ النُفوسِ لِمَعشَرِ | * | يَعُدّونَها أَقصى اللُهى وَالمَواهِبِ |
21 | وَلَولا تَلافيكَ الخِلافَةَ لَانبَرَتْ | * | لَها هِمَمُ الغاوينَ مِن كُلِّ جانِبِ |
22 | إِذًا لَادَّعاها الأَبعَدونَ وَلَارتَقَت | * | إِلَيها أَمانِيُّ الظُنونِ الكَواذِبِ |
23 | زَمانَ تَهاوى الناسُ في لَيلِ فِتنَةٍ | * | رَبوضِ النَواحي مُدلَهِمِّ الغَياهِبِ |
24 | دَعاكَ بَنو العَبّاسِ ثَمَّ فَأَسرَعَت | * | إِجابَةُ مُستَولٍ عَلى المُلكِ غالِبِ |
25 | وَهَزّوكَ لِلأَمرِ الجَليلِ فَلَم تَكُن | * | ضَعيفَ القُوى فيهِ كَليلَ المَضارِبِ |
26 | فَما زِلتَ حَتّى أَذعَنَ الشَرقُ عَنوَةً | * | وَدانَت عَلى صُغرٍ أَعالي المَغارِبِ |
27 | جُيوشٌ مَلَأنَ الأَرضَ حَتّى تَرَكنَها | * | وَما في أَقاصيها مَفَرُّ لِهارِبِ |
28 | مَدَدنَ وَراءَ الكَوكَبِيِّ عَجاجَةً | * | أَرَتهُ نَهارًا طالِعاتِ الكَواكِبِ |
29 | وَزَعزَعنَ دُنباوَندَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ | * | وَكانَ وَقورًا مُطمَئِنَّ الجَوانِبِ |
30 | وَقَد أَفِنَ الصَفّارُ حَتّى تَطَلَّعَت | * | إِلَيهِ المَنايا في القَنا وَالقَواضِبِ |
31 | حَنَوتَ عَلَيهِ بَعدَ أَن أَشرَفَ الرَدى | * | عَلى نَفسِ مُزوَرٍّ عَنِ الحَقِّ ناكِبِ |
32 | تَأَتَّيتَهُ حَتّى تَبَيَّنَ رُشدَهُ | * | وَحَتّى اكتَفى بِالكُتبِ دونَ الكَتائِبِ |
33 | بِلُطفِ تَأَتٍّ مِنكَ ما زالَ ضامِنًا | * | لَنا طاعَةَ العاصي وَسِلمَ المُحارِبِ |
34 | فَعادَ حُسامًا عَن وَلِيِّكَ ذَبُّهُ | * | وَحَدَّ سِنانٍ في عَدُوِّكَ ناشِبِ |
35 | بَقيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ مُؤَمَّلًا | * | لِغَفرِ الخَطايا وَاصطِناعِ الرَغائِبِ |
36 | وَمُلّيتَ عَبدَ اللهِ مِن ذي تَطَوُّلٍ | * | كَريمِ السَجايا هِبرِزِيِّ الضَرائِبِ |
37 | شَبيهُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَلَن تَرى | * | شَبيهَكَ إِلّا جامِعًا لِلمَناقِبِ |
38 | أُؤَمِّلُ جَدواهُ وَأَرجو نَوالَهُ | * | وَما الآمِلُ الراجي نَداهُ بِخائِبِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (1/108-111)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: طويل
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (7-20) في صفحة (109)،
3 - الأبيات (21-29) في صفحة (110)،
4 - الأبيات (30-38) في صفحة (111)،