الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ * فَاذهَب عَلى مَهَلٍ فَلَيسَ بِذاهِبِ
1 | ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ | * | فَاذهَب عَلى مَهَلٍ فَلَيسَ بِذاهِبِ |
2 | عَرَفَ الدِيارَ وَقَد سَئِمنَ مِنَ البِلى | * | وَمَلَلنَ مِن سُقيا السَحابِ الصائِبِ |
3 | فَأَراكَ جَهلَ الشَوقِ بَينَ مَعالِمٍ | * | مِنها وَجِدَّ الدَمعِ بَينَ مَلاعِبِ |
4 | وَيَزيدُهُ وَحشًا تَقارُضُ وَحشِها | * | وَصلَينِ بَينَ أَحِبَّةٍ وَحَبائِبِ |
5 | تَرعى السُهُولَةَ وَالحُزونُ يَقينَها | * | حَدَّينِ بَينَ أَظافِرٍ وَمَخالِبِ |
6 | لَم يَمشِ واشٍ بَينَهُنَّ وَلا دَعا | * | بَينًا لَهُنَّ صَدى الغُرابِ الناعِبِ |
7 | ما كانَ أَحسَنَ هَذِهِ مِن وَقفَةٍ | * | لَو كانَ ذاكَ السِربُ سِربَ كَواعِبِ |
8 | هَل كُنتَ لَولا بَينُهُمْ مُتَوَحِّمًا | * | أَنَّ امرَأً يُشجيهِ بَينُ مُحارِبِ |
9 | عَمري لَقَد ظَلَمَت ظَلومُ وَلَم تَجُد | * | لِمُعَذَّلٍ فيها بِوَعدٍ كاذِبِ |
10 | سَدَّت مُجانِبَةً وَخَلَّفَني الهَوى | * | عَن هَجرِها فَوَصَلتُ غَيرَ مُجانِبِ |
11 | وَإِذا رَجَوتُ ثَنَت رَجائِي سَكتَةٌ | * | مِن عاتِبٍ في الحُبِّ غَيرَ مُعاتِبِ |
12 | لَو كانَ ذَنبي غَيرِ حُبِّكِ إِنَّهُ | * | ذَنبي إِلَيكِ لَكُنتُ أَوَّلَ تائِبِ |
13 | سَأَروضُ قَلبي أَن يَروحَ مُباعِدًا | * | لِمُباعِدٍ وَمُقارِبًا لِمُقارِبِ |
14 | وَإِذا رَأَيتُ الهَجرَ ضَربَةَ لازِبٍ | * | أَبَدًا رَأَيتُ الصَبرَ ضَربَةَ لازِبِ |
15 | وَشَمائِلُ الحَسَنَ بنِ وَهبٍ إِنَّها | * | في المَجدِ ذاتُ شَمائِلٍ وَجَنائِبِ |
16 | لَيُقَصِّرَنَّ لَجاجَ شَوقٍ غالِبٍ | * | وَليَقصُرَنَّ لَجاجُ دَمعٍ ساكِبِ |
17 | فَالعَزمُ يَقتُلُ كُلَّ سُقمٍ قاتِلٍ | * | وَالبُعدُ يَغلِبُ كُلَّ وَجدٍ غالِبِ |
18 | وَلَقَد بَعَثتُ العيسَ تَحمِلُ هِمَّةً | * | أَنضَت عَزائِمَ أَركُبٍ وَأَكائِبِ |
19 | يُشرِقنَ بِاللَيلِ التَمامِ طَوالِعًا | * | مِنهُ عَلى نَجمِ العِراقِ الثاقِبِ |
20 | يَمتُتنَ بِالقُربى إِلَيهِ وَعِندَهُ | * | فِعلُ القَريبِ وَهُنَّ غَيرُ قَرائِبِ |
21 | وَإِذا رَأَيتُ أَبا عَلِيٍّ فَالعُلا | * | لِمَشارِقٍ مِن سَيبِهِ وَمَغارِبِ |
22 | يَبدو فَيُعرِبُ آخِرٌ عَن أَوَّلٍ | * | مِنهُ وَيُخبِرُ شاهِدٌ عَن غائِبِ |
23 | بِطَرائِقٍ كَطَرائِقٍ وَخَلائِقٍ | * | كَخَلائِقٍ وَضَرائِبٍ كَضَرائِبِ |
24 | وَمَواهِبٍ كَعبِيَّةٍ وَهبِيَّةٍ | * | يُجِبنَ في الإِفضالِ فَوقَ الواجِبِ |
25 | يَعلو عَلى عُلَةٍ بِوَفدِ أُبُوَّةٍ | * | يُتَوَهَّمونَ هُناكَ وَفدَ كَواكِبِ |
26 | كانوا بِذاكَ عِصابَةً كَعَصائِبٍ | * | في مَذحِجٍ وَذُؤابَةً كَذَوائِبِ |
27 | وَأَرى التَكَرُّمَ في الرِجالِ تَكارُمًا | * | ما لَم يَكُن بِمُناسِبٍ وَمَناصِبِ |
28 | يَرمي العَواذِلَ في النَدى مِن جانِبٍ | * | عَنهُ وَيَرميهِ النَدى عَن جانِبِ |
29 | حَتّى يَروحَ مُتارِكًا كَمُعارِكٍ | * | بِجَميعِهِ وَمُسالِمًا كَمُحارِبِ |
30 | قَهَرَ الأُمورَ بَديهَةً كَرَوِيَّةٍ | * | مِن حازِمٍ وَقَريحَةً كَتَجارِبِ |
31 | فَلَّ الخُطوبَ وَقَد خَطَبنَ لِقائَهُ | * | فَرَجَعنَ في إِخفاقِ ظَنٍّ خائبِ |
32 | هُتِكَت غَيابَتُها بِأَبيَضَ ماجِدٍ | * | فَكَأَنَّما هُتِكَت بِأَبيَضَ قاضِبِ |
33 | فَهمٌ أَرَقُّ مِنَ الشَآبِ وَفِطنَةٌ | * | رَدَّت أَقاصي الغَيبِ رَدَّ الهارِبِ |
34 | وَمَكارِمٌ مَعمورَةٌ بِصَنائِعٍ | * | فَكَأَنَّها مَمطورَةٌ بِسَحائِبِ |
35 | وَغَرائِبٌ في الجودِ تَعلَمُ أَنَّها | * | مِن عالِمٍ أَو شاعِرٍ أَو كاتِبِ |
36 | لِلَّهِ أَنتَ وَأَنتَ تُحرِزُ واحِبًا | * | سَبقَينِ سَبقَ مَحاسِنٍ وَمَواهِبِ |
37 | في تَوبَةٍ مِن تائِبٍ أَو رَهبَةٍ | * | مِن راهِبٍ أَو رَغبَةٍ مِن راغِبِ |
38 | أَعطَيتَ سائِلَكَ المُحَسَّدَ سُؤلَهُ | * | وَطَلَبتَ بِالمَعروفِ غَيرَ الطالِبِ |
39 | عَلَّمتَني الطَلَبَ الشَريفَ وَرُبَّما | * | كُنتُ الوَضيعَ مِن اتِّضاعِ مَطالِبي |
40 | وَأَرَيتَني أَنَّ السُؤالَ مَحَلَّةٌ | * | فيها اختِلافُ مَنازِلٍ وَمَراتِبِ |
41 | وَبَسَطتَ لي قَبلَ النَوالِ عِنايَةً | * | بَسَطَت مَسافَةَ لَحظِيَ المُتَقارِبِ |
42 | وَعَرَفتُ وُدَّكَ في تَعَصُّبِ شيعَتي | * | وَوجوهِ إِخواني وَعَطفِ أَقارِبي |
43 | فَلَئِن شَكَرتُكَ إِنَّني لَمُعَذِّرٌ | * | في واجِبٍ وَمُقَصِّرٌ عَن واجِبِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (1/158-162)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: كامل
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-15) في صفحة (159)،
3 - الأبيات (16-25) في صفحة (160)،
4 - الأبيات (26-37) في صفحة (161)،
5 - الأبيات (38-43) في صفحة (162)،