الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> مَلامَكَ إِنَّهُ عَهدٌ قَريبُ * وَرُزءٌ ما عَفَت مِنهُ النُدوبُ
1 | مَلامَكَ إِنَّهُ عَهدٌ قَريبُ | * | وَرُزءٌ ما عَفَت مِنهُ النُدوبُ |
2 | تُعَلِّلُني أَضاليلُ الأَماني | * | بِعَيشٍ بَعدَ قَيصَرَ لا يَطيبُ |
3 | تَوَلّى العَيشُ إِذ وَلّى التَصابي | * | وَماتَ الحُبُّ إِذ ماتَ الحَبيبُ |
4 | نَصيبي كانَ مِن دُنيايَ وَلّى | * | فَلا الدُنيا تُحَسُّ وَلا النَصيبُ |
5 | ضَجيعُ مُسَنَّدينَ بِكَفْرِ تُوثَى | * | خُفوتًا مِثلَ ما خَفَتَ الشُروبُ |
6 | هُجودٌ لَم يَسَلْ بِهِمُ حَفِيٌّ | * | وَلَم تُقلَبْ لِضَجعَتِهِمْ جُنوبُ |
7 | تُغَلَّقُ دورَهُمْ عَنهُمْ عِشاءً | * | وَقَد عَزّوا بِها زَمَنًا وَهيبوا |
8 | تُقِضُّ أَضالِعي أَنفاسُ وَجدٍ | * | لِمُختَضَرٍ كَما اختُضِرَ القَضيبُ |
9 | أُرَثّيهِ وَلَو صَدَقَ اختِياري | * | لَكانَ مَكانَ مَرثِيَتي النَسيبُ |
10 | وَكُنتُ وَتُربُهُمْ يُحثى عَلَيهِمْ | * | كَنِضوِ الداءِ آيَسَهُ الطَبيبُ |
11 | كَفى حَزَنًا بِأَنَّ الحُزنَ يَخبو | * | ذَكِيُّ الجَمرِ عَنهُ وَاللَهيبُ |
12 | أَأَنسى مَن يُذَكِّرُنيهِ أَلّا | * | نَديدَ يَنوبُ عَنهُ وَلا ضَريبُ |
13 | وَأَترُكُ لِلثَرى مَن كُنتُ أَخشى | * | عَلَيهِ العَينَ تومِئُ أَو تَريبُ |
14 | وَأَصفَحُ لِلبَلى عَن ضَوءِ وَجهٍ | * | غَنيتُ يَروعُني مِنهُ الشُحوبُ |
15 | وَمِن حَقِّ الأَحِبَّةِ لَو أَجَنَّتْ | * | رَمائِمَها الجَوانِحُ وَالقُلوبُ |
16 | سَقى اللهُ الجَزيرَةَ لا لِشَيءٍ | * | سِوى أَنْ يَرتَوي ذاكَ القَليبُ |
17 | مُلَطٌّ بِالطَريقِ وَلَيسَ يُصغي | * | لِأَنجِيَةِ الطَريقِ وَلا يُجيبُ |
18 | تَعودُ الباكِياتُ مُجاوِريهِ | * | وَيُزوى النَوحُ عَنهُ وَالنَحيبُ |
19 | وَأَيُّهُمُ يُعيرُ عَلَيكَ دَمْعًا | * | وَآلِسُ دونَ أَهلِكَ وَالدُروبُ |
20 | وَما كانَت لِتَبعُدَ عَنكَ عَينٌ | * | سَفوحُ الدَمعِ لَو أَنّي قَريبُ |
21 | يُرينيكَ المُنى خَلْسًا وَأَنّى | * | بِرُؤيَةِ مَن تُغَيِّبُهُ الغُيوبُ |
22 | وَكَيفَ يَؤوبُ مَن تُمضي المَنايا | * | وَقَد يَمضي الشَبابُ فَما يَؤوبُ |
23 | أُلامُ إِذا ذَكَرتُكَ فَاستَهَلَّتْ | * | غُروبُ العَينِ تَتبَعُها الغُروبُ |
24 | وَلَو أَنَّ الجِبالَ فَقَدنَ إِلفًا | * | لَأَوشَكَ جامِدٌ مِنها يَذوبُ |
25 | لَعَمري إِنَّ دَهرًا غالَ إِلفي | * | وَمالي لِلخَؤونُ لَنا الشَعوبُ |
26 | فَإِنْ سِتٌّ وَسُتّونَ استَقَلَّتْ | * | فَلا كَرَّت بِرَجعَتِها الخُطوبُ |
27 | لَقَد سَرَّ الأَعادي فِيَّ أَنّي | * | بِرَأسِ العَينِ مَحزونٌ كَئيبُ |
28 | وَأَنّي اليَومَ عَن وَطَني شَريدٌ | * | بِلا جُرمٍ وَمِن مالي حَريبُ |
29 | تَعاظَمَتِ الحَوادِثُ حَولَ حَظّي | * | وَشُبَّتْ دونَ بُغيَتِيَ الحُروبُ |
30 | عَلى حينِ استَتَمَّ الوَهنُ عَظمي | * | وَأُعطِيَ فِيَّ ما احتَكَمَ المَشيبُ |
31 | وَقَد يَرِدُ المَناهِلَ مَن يُحَلّا | * | عَلى ظَمَإٍ وَيَغنَمُ مَن يَخيبُ |
32 | وَأَيسَرُ فائِتٍ خَلَفًا سَريعًا | * | رِقابُ المالِ يُرزَؤُها الكَسوبُ |
33 | فَمَن ذا يَسأَلُ البَجَلِيَّ عَمّا | * | يَذُمُّ مِنَ اختِياري أَو يَعيبُ |
34 | يُعَنِّفُني عَلى بَغَتاتِ عَزمي | * | وَكُنتُ وَلا يُعَنِّفُني الأَريبُ |
35 | وَقَد أَكدى الصَوابُ عَلَيَّ حَتّى | * | وَدِدتُ بِأَنَّ شانِيَّ المُصيبُ |
36 | لَعَلَّ أَخاكَ يَرقُبُ هَل تُطاطي | * | لَهُ مِنّي النَوائِبُ إِذ تَنوبُ |
37 | فَأَينَ النَفسُ ذاتُ الفَضلِ عَمّا | * | تَسَكَّعُ فيهِ وَالصَدرُ الرَحيبُ |
38 | فَأَولى لِلظَلومِ لَوَ اْنَّ نَفسي | * | بِشَيءٍ مِن مَوَدَّتِهِ تَطيبُ |
39 | أَيَغضَبُ أَن يُعاتَبَ بِالقَوافي | * | وَفيها المَجدُ وَالحَسَبُ الحَسيبُ |
40 | وَكَم مِن آمِلٍ هَجوي لِيَحظى | * | بِذِكرٍ مِنهُ يَصعَدُ أَو يَصوبُ |
41 | فَكَيفَ بِسُيَّرٍ مُتنَخَلّاتٍ | * | تَجوبُ مِنَ التَنائِفِ ما تَجوبُ |
42 | يُنافِسُ سامِعٌ فيها أَباهُ | * | إِذا جَعَلَت بِسُؤدُدِهِ تُهيبُ |
43 | بَلَغنَ الأَرضَ لَم يَلغُبنَ فيها | * | وَبَعضُ الشِعرِ يُدرِكُهُ اللُغوبُ |
44 | فَإِلّا تُحسَبِ الحَسَناتُ مِنّا | * | لِصاحِبِها فَلا تُحصَ الذُنوبُ |
45 | أَتوبُ مِنَ الإِساءَةِ إِنْ أَلَمَّْت | * | وَأَعرِفُ مَن يُسيءُ وَلا يَتوبُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (1/255-259)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: وافر
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (7-16) في صفحة (256)،
3 - الأبيات (17-25) في صفحة (257)،
4 - الأبيات (26-34) في صفحة (258)،
5 - الأبيات (35-45) في صفحة (259)،