موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 أَلَم تَعلَمي يا عَلوُ أَنّي مُعَذَّبُ * بِحُبِّكُمُ وَالحَينَ لِلمَرءِ يُجلَبُ
2 وَقَد كُنتُ أَبكيكُم وَأَنتُم بِيَثرِبٍ * وَكانَت مُنى نَفسي مِنَ الأَرضِ يَثرِبُ
3 أُومِّلُكُم حَتّى إِذا ما رَجَعتُمُ * أَتاني صُدودٌ مِنكُمُ وَتَجَنُّبُ
4 فَأَصبَحتُ مِمّا كانَ بَيني وَبَينُكُمْ * أُحَدِّثُ عَنكُمْ مَن لَقيتُ فَيَعجَبُ
5 فَإِن ساءَكُم ما بي مِنَ الضُرِّ فَارحَموا * وَإِنْ سَرَّكُمُ هَذا العَذابُ فَعَذِّبوا
6 وَقَد قالَ لي ناسٌ تَحَمَّلْ دَلالَها * فَكُلُّ صَديقٍ سَوفَ يَرضى وَيَغضَبُ
7 وَإِنّي لَأَقلى بَذلَ غَيرِكِ فَاعلَمي * وَبُخلُكَ في صَدري أَلَذُّ وَأَطيَبُ
8 وَإِنّي أَرى مِن أَهلِ بَيتِكِ نِسوَةً * شَبَبنَ لَنا في الناسِ نارًا تَلَهَّبُ
9 عَرَفنَ الهَوى مِنّا فَأَصبَحنَ حُسَّدًا * يُحَدِّثنَ عَنّا مَن يَجيءُ وَيَذهَبُ
10 وَإِنّي ابتَلاني اللَهُ مِنكُم بِخادِمٍ * تُبَلِّغُني عَنكِ الحَديثَ وَتَكذِبُ
11 وَلَو أَصبَحَت تَسعى قَصيرَةُ بَينَنا * سَعِدتُ وَأَدرَكتُ الَّذي كُنتُ أَطلُبُ
12 وَقَد ظَهَرَت أَشياءُ مِنكُم كَثيرَةٌ * وَما كُنتُ مِنكُم مِثلَها أَتَرَقَّبُ
13 وَمِن قَبلُ ما جَرَّبتُ أَنباءَ جَمَّةً * وَلا يَعرِفُ الأَنباءَ إِلّا المُجَرِّبُ
14 وَلي يَومَ شَيَّعتُ الجَنازَةَ قِصَّةٌ * غَداةَ بَدا البَدرُ الَّذي كانَ يُحجَبُ
15 إِذا ما رَأَيتُ الهاشِمِيَّةَ أَقبَلَت * تَهادى حَواليها مِنَ العَينِ رَبرَبُ
16 أَشَرتُ إِلَيها بِالبَنانِ فَأَعرَضَت * تَبَسَّمُ طَورًا ثُمَّ تَزوي وَتَقطِبُ
17 فَلَم أَرَ يَومًا كانَ أَحسَنَ مَنظَرًا * وَنَحنُ وُقوفٌ وَهيَ تَدنو وَتَقرُبُ
18 فَلَو عَلِمَت عَلوٌ بِما كانَ بَينَنا * لَقَد كانَ مِنها بَعضُ ما كُنتُ أَرهَبُ
19 أَلا جَعَلَ اللَهُ الفِدا كُلَّ حُرَّةٍ * لِعَلوَ المُنى إِنّي بِها لَمُعَذَّبُ
20 فَما دونَها لِلقَلبِ في الناسِ مَطلَبٌ * وَلا خَلفَها لِلقَلبِ في الناسِ مَهرَبُ
21 فَإِن تَكُ عَلوٌ بَعدَنا قَد تَغَيَّرَت * وَأَصبَحَ باقي حَبلِها يَتَقَضَّبُ
22 وَحالَت عَنِ العَهدِ الَّذي كانَ بَينَنا * وَصارَت إِلى غَيرِ الَّذي كُنتُ أَحسَبُ
23 وَهانَ عَلَيها ما أُلاقي فَرُبَّما * تَكونُ البَلايا وَالقُلوبُ تَقَلَّبُ
24 وَلَكِنَّني وَالخالِقِ البارِئُ الَّذي * يُزارُ لَهُ البَيتُ العَتيقُ المُحَجَّبُ
25 لَأَمتَسِكَن بِالوُدِّ ما ذَرَّ شارِقٌ * وَما ناحَ قُمرِيٌّ وَما لاحَ كَوكَبُ
26 وَأَبكي عَلى عَلوٍ بِعَينٍ سَخينَةٍ * وَإِن زَهِدَت فينا فَإِنّا سَنَرغَبُ
27 وَلَو أَنَّ لي مِن مَطلَعِ الشَمسِ بُكرَةً * إِلى حَيثُ تَنأى بِالعَشِيِّ فَتَغرُبُ
28 أُحيطُ بِهِ مِلكًا لِما كانَ عِدلَها * لَعَمرُكَ إِنّي بِالفَتاةِ لَمُعجَبُ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

مثبتة في ديوان العباس بن الأحنف (8-9) وقال في علوة :

الصفحات

1 - الأبيات (1-8) في صفحة (307)،

2 - الأبيات (9-19) في صفحة (308)،

3 - الأبيات (20-28) في صفحة (309)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث