الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> أَريَحِيّاتُ صَبوَةٍ وَمَشيبُ * مِن سَجايا الأَريبُ شَيئًا عَجيبُ
1 | أَريَحِيّاتُ صَبوَةٍ وَمَشيبُ | * | مِن سَجايا الأَريبُ شَيئًا عَجيبُ |
2 | وَبُكاءُ اللَبيبِ بَعدَ ثَلاثٍ | * | وَثَلاثينَ في البَطالَةِ حوبُ |
3 | فَالنَدا بِالرَحيلِ حينَ يُنادَى | * | بِحُلولٍ عَلى الشَبابِ مُشيبُ |
4 | إِنَّ لَيلًا تَبَسَّمَ الصُبحُ فيهِ | * | عَن زَوالِ الظَلامِ عَنهُ قَريبُ |
5 | طالَما قَد سَحَبتُ ذَيلَ التَصابي | * | وَرِداءُ الشَبابِ غَضٌّ قَشيبُ |
6 | لَعِبًا يَستَدِرُّ خِلفَ شَبابي | * | حَلَبَ الدَهرَ زَينَبًا وَلَعوبُ |
7 | وَالغَواني إِن غَنَّينَ عَفافًا | * | يَطَّبيهُنَّ مِنهُ حُسنٌ وَطيبُ |
8 | فَمَتى شِئتَ مالَ مِنها قَضيبٌ | * | وَمَتى شِئتَ هالَ مِنها كَثيبُ |
9 | وَلَكَم مُقلَةٍ لِذاتِ دَلالٍ | * | مَقَلَتني بِالوُدِّ وَهْيَ عَذوبُ |
10 | كُنتُ إِنسانَها فَصِرتُ قَذاها | * | مَن لَها بِالشَبابِ وَهْوَ رَطيبُ |
11 | وَعِيونٍ مَزَجنَ فِيَّ رَكايا | * | مِن رَكايا الشُؤونُ وَهْيَ الغُروبُ |
12 | مَرِهَت لِلنَوى فَلَمّا رَأَتني | * | كَحَلَّتها نَحافَةٌ وَشُحوبُ |
13 | نَكَباتٌ عَضَضنَ حُرًّا كَريمًا | * | طابَ فَاستَعذَبَتهُ عَضًّا نُكوبُ |
14 | لِنُيوبِ الزَمانِ فيهِ صَريفٌ | * | وَبِهِ مِن عِضاضِهِنَّ نُدوبُ |
15 | ثُمَّ أَبقَت بِزَعمِها لِيَ عودًا | * | عَجَمَتهُ الخُطوبُ وَهْوَ صَليبُ |
16 | وَأَخِلّاءُ عَزمَتَي عَنتَريسٌ | * | وَزَماعٌ وَرِحلَةٌ وَدُؤوبُ |
17 | فَإِذا الغانِياتُ أَنكَرنَ شَخصي | * | عَرَفَتني فَدافِدٌ وَسُهوبُ |
18 | وَعَزيمٌ تَخُبُّ بِابنِ عَزيمٍ | * | جاذِباهُ الإِدلاجُ وَالتَأويبُ |
19 | فَإِلى العيسِ مَفزَعي وَالفَيافي | * | كُلَّما هَزَّني الزَمانُ العَصيبُ |
20 | وَسِراجَيْ رَوِيَّةٍ أَرَياني | * | مَن إِلَيهِ أَنحو وَعَمَّن أَؤوبُ |
21 | مَن بِجَدواهُ مِن صُروفِ اللَيالي | * | فُقِئَت أَعيُنٌ وَفُلَّت نُيوبُ |
22 | مَن إِذا قُلتُ يا أَبا زَكَرَيّا | * | سالَمَتني الأَيّامُ وَهْيَ حُروبُ |
23 | أَرِدَ البَحرَ لا الثِمادَ فَمِثلي | * | لا يُرَوّيهِ جَدوَلٌ وَقَليبُ |
24 | قَد أَهابَ الرَجاءُ بِابنِ المُعَلّى | * | بِلِسانِ القَريضِ وَهْوَ خَطيبُ |
25 | لَفتَى سُؤدُدٍ لَهُ نَفَحاتٌ | * | يَعتَفيها المَحروبُ وَالمَكروبُ |
26 | نَفَحاتٌ يُعِدنَ بَعدَ شِماسٍ | * | رَيِّضَ الدَهرِ وَهْوَ عَودٌ رَكوبُ |
27 | لِعُيونِ الخُطوبِ بَعدُ شِماسٌ | * | وَلِقَلبِ الزَمانِ مِنها وَجيبٌ |
28 | وَجَديرٌ بِأَن تُلَبّيكَ مِنهُ | * | غُدُرٌ جَمَّةٌ وَرَوضٌ عَشيبُ |
29 | فَهُوَ في هامَةِ العُلى حَيثُ يَأوي | * | مِن مُنادي النَدى قَريبٌ مُجيبُ |
30 | وَذَراهُ فيهِ الحَميمُ سَواءٌ | * | حينَ يَعفوهُ وَالنَزيعُ الجَنيبُ |
31 | مَألِفٌ لِلغَريبِ ما فيهِ إِلفٌ | * | مِن وُفودِ العُفاةِ إِلّا الغَريبُ |
32 | يُرتَجى مِن يَمينِهِ ما يُرَجّى | * | مِن يَمينِ الحَيا مَكانٌ جَديبُ |
33 | عارِضٌ صَوبُهُ حِجىً وَعَفافٌ | * | وَنَوالٌ مِنَ اللُجَينِ صَبيبُ |
34 | يَمتَريهِ الثَناءُ وَالمَجدُ ما لَم | * | تَمرِ أَطباءَ ما يَليها الجَنوبُ |
35 | وَحَبيبٌ إِذ قالَ وَهْوَ مَروقٌ | * | ديمَةٌ سَمحَةُ القِيادِ سَكوبُ |
36 | لَو رَأَت عَينُهُ حَيا كَفِّ يَحيى | * | لَم تَرُقهُ الغُيوثُ وَهْيَ تَصوبُ |
37 | مُستَخِفٌّ يَمُدُّ كَفَّيهِ عِلمًا | * | أَنَّ لِلدَهرِ نائِباتٍ تَنوبُ |
38 | فَيَميناهُ جَعفَرٌ وَسَعيدٌ | * | وَهُما تارَةَ شَرىً وَشَبيبُ |
39 | وَعَديمُ الغَريبِ طَورًا ذُعافٌ | * | شيبَ بِالصابِ وَهْوَ طَورًا ضَريبُ |
40 | وَبِعَينِ الوَفاءِ وَالمَجدِ فيهِ | * | كُلُّ هَذاكَ أَنَّهُ لا يَحوبُ |
41 | وَإِذا المُشكِلاتُ ضافَت ذَراهُ | * | وَعَرَتهُ حَوادِثٌ وَخُطوبُ |
42 | تَفرِهاتي وَتِلكَ هَبَّةُ رَأيٍ | * | يُخطِىءُ المَشرِفِيُّ وَهْيَ تُصيبُ |
43 | ما عَلَيهِ أَلّا يَكونَ حُسامًا | * | وَلَهُ في الخُطوبِ ذاكَ الهُبوبُ |
44 | كُلَّ يَومٍ تَرى سَماحًا وَبَأسًا | * | مَكرُماتِ يَحلو بِها وَيَطيبُ |
45 | وَفَعالٌ إِلى قُلوبِ المَعالي | * | وَقُلوبِ الآمالِ مِنهُ حَبيبُ |
46 | وَإِذا عارِضُ المَنِيَّةِ أَوفى | * | وَبَنوها يَبُلُّهُم شُؤبوبُ |
47 | وَأَرتَكَ الهَيجاءُ مِنهُم غُرورًا | * | لِنُجومِ الرِماحِ مِنها وُجوبُ |
48 | قامَ فيها بِحُجَّةِ البَأسِ عَنهُ | * | ذَكَرٌ مُرهَفٌ وَباعٌ رَحيبُ |
49 | فَبَدَت بي إِلَيكَ يا ابنَ المُعَلّى | * | هِمَّةٌ هِمَّةٌ وَدَهرٌ نَكوبُ |
50 | في بِلادٍ تَرى الكَريمَ أَكيلًا | * | ثَمَّ لِلجَدبِ وَالزَمانُ خَصيبُ |
51 | رَيبُ هَذا الزَمانِ فيهِ عَضوضٌ | * | وَمُحَيّا الزَمانِ عَنهُ قَطوبُ |
52 | قَد شَكَونا إِلَيكَ شَكوى شَكاها | * | عامُ مَحلٍ إِلى الغَمامِ جَدوبُ |
53 | وَرَضينا بِحُكمِ غَيثِكَ فيها | * | أَنَّهُ صائِبٌ وَأَنتَ مُصيبُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (1/350-354)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: خفيف
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
٢ - الأبيات (٩-١٨) في صفحة (٣٥١)،
٣ - الأبيات (١٩-٣٠) في صفحة (٣٥٢)،
٤ - الأبيات (٣١-٤١) في صفحة (٣٥٣)،
٥ - الأبيات (٤٢-٥٣) في صفحة (٣٥٤)،