موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 رَأَتني ابنَةُ الكَلبِيِّ أَقصَرَ باطِلي * وَكادَت نَدامى رائِدِ الخَيلِ تُنزَفُ
2 وَأَصبَحَ أَخداني كَأَنَّ رُؤوسَهُمْ * حَماطُ شِتاءٍ بَعدَ نَبتٍ مُنَصَّفُ
3 وَقَد كُنتُ بِالبيدِ القَليلِ أَنيسُها * أَقوفُ وَأَمضي قَبلَ مَن يَتَقَوَّفُ
4 فَأَصبَحتُ مِمّا يُحدِثُ الدَهرُ لِلفَتى * أَقُصُّ العَلاماتِ الَّتي كُنتُ أَعرِفُ
5 إِذا ما رَأَت يَومًا مَطِيَّةَ راكِبٍ * تُبَصِّرُ مِن جيرانِها أَو تُكَوِّفُ
6 تَقولُ ارتَحِل إِنَّ المَكاسِبَ جَمَّةٌ * فَقُلتُ لَها إِنّي امرُؤٌ أَتَعَفَّفُ
7 وَأَرجو عَطاءَ اللَهِ مِن كُلِّ جانِبٍ * وَيَنفَعُني المالُ الذَي أَتَسَخَّفُ
8 وَأُبغِضُ إِرقاصًا إِلى رَبِّ دارِهِ * لَئيمٌ لَهُ كِتَّانَتانِ وَمِطرَفُ
9 تَجَبَّرُ مالًا بَعدَ لُؤمٍ وَدِقَّةٍ * كَما شُدَّ بِالشَعبِ الإِناءُ المُكَتَّفُ
10 كَمُستَمسِكٍ بِالحَبلِ لَولا اعتِصامُهُ * إِذنٌ لَتَراماهُ مِنَ الجَولِ نَفنَفُ
11 ينامُ الضُحى حَتّى يَطولَ رُقادُهُ * وَيَقصُرُ سِترًا دونَ مَن يَتَضَيَّفُ
12 يَكونُ عَلى الديوانِ عِبأً وَباعُهُ * قَصيرٌ كَإِبهامِ النُغاشِيِّ أَجدَفُ
13 وَإِن أُنزِلَ الخُدَّامُ يَومًا لِضَيعَةٍ * يُقالُ لَهُ انزِل عَن حِمارِكَ أَقلَفُ
14 وَإِنْ أَيَّهَ القَومُ الكِرامُ أَجابَهُ * بِجُرجَيهِ مَوشِيُّ الأَكارِعِ مُوكَفُ
15 عَلى تُكُآتٍ مِن وَسائِدَ تَحتَها * سَريرٌ كَأَنقاءِ النَعامَةِ يَرجُفُ
16 فَلَأيًا بِلَأيٍ ما يُكَلِّمُ ضَيفَهُ * لِحينٍ وَلا تِلكَ المَطِيَّةُ تُعلَفُ
17 فَيُعطي قَليلًا أَو يَكونُ عَطاؤُهُ * مَواعِدَ بُخلٍ دونَها البابُ يَصرِفُ
18 رِصادَ سحوقِ النَخلِ يُرصَدُ حِجَّةً * وَدونَ ثَراها ليفُها المُتَلَيِّفُ
19 وَإِنَّ لَنا مِن نِعمَةِ اللَهِ هَجمَةً * يُهَدهِدُ فيها ذو مَناكِبَ أَكلَفُ
20 طَويلُ القَرى خاظي البَضيعِ كَأَنَّما * غَذَتهُ دِيافٌ وَالقَصيلُ المُقَطَّفُ
21 إِذا بَيَّتَتهُ الريحُ يُنبي سَقيطُها * خَبائِرُهُ كَأَنَّما هِيَ قَرطَفُ
22 يُمَشّي عَلَيها يَرفَأَيٌّ كَأَنَّهُ * ظَليمٌ بِصَحراءِ الأَباتِمِ أَصدَفُ
23 وَنَجدِيَّةٌ حُوٌّ كَأَنَّ ضُروعَها * أَداوى سَقاها مِن جَلاميدَ مُخلِفُ
24 وَجَرداءُ مِن آلِ الصَريحِ كَأَنَّها * قَناةٌ بَراها مُستَجيدٌ مُثَقِّفُ
25 وَفِتيانُ صِدقٍ مِن عَطِيَّةِ رَبِّنا * بِمِثلِهِمُ نَأبى الظَلامَ وَنَأنَفُ
26 وَجُرثومَةٌ مِن عِزِّ غَرفٍ وَمالِكٍ * يَفاعٌ إِلَيها نَستَفيدُ وَنُثلِفُ
27 وَلَكِن لَيالينا بِبُرقَةِ بَرمَلٍ * وَهَضبِ شَرَورى دونَنا لا تَصَدَّفُ
28 لَيالِيَ مالي غامِرٌ لِعِيالِها * وَإِذ أَنا بَرّاقُ العَشِيّاتِ أَهيَفُ
29 إِلَيها وَلَكِن لا تَدومُ خَليقَةٌ * لِمَن في ذِراعَيهِ وُشومٌ وَأَوقُفُ
30 وَداوِيَّةٍ بَينَ المياهِ وَبَينَها * مَجالٌ عَريضٌ لِلرِياحِ وَمَوقِفُ
31 قَطَعتُ إِلى مَعروفِها مُنكَراتِها * بِعَيرانَةٍ فيها هِبابٌ وَعَجرَفُ
32 هِجانٌ تَبُزُّ العُفرَ فَيءَ ظِلالِها * وَتَذعَرُ أَسرابَ القَطا يَتَصَيَّفُ
33 كَأَنّي عَلى طاوي الحَشا باتَ بَينَهُ * وَبينَ الصِبا مِن رَملِ خَيفَقَ أَحقُفُ
34 يَشيمُ البُروقَ الَلامِعاتِ وَفَوقَهُ * مِن الحاذِ وَالأَرطى كِناسٌ مُجَوَّفُ
35 يَكُفُّ بِرَوقَيهِ الغُصونَ وَيَنتَحي * بِظِلفَيهِ في هارِ النَقا يَتَقَصَّفُ
36 كَما بَحثَ الحِسيَ الكِلابِيَّ مُنهِلٌ * رِضابُ النَدى في روعِهِ يَتَزَلَّفُ
37 إِذا ناطِفُ الأَرطاءِ فَوقَ جَبينِهِ * تَحَدَّرَ جَلّى أَنجَلُ العَينِ أَذلَفُ
38 وَأَصبَحَ مَولِيُّ النَدى في مُرادِهِ * عَلى ثَمرِ البُركانِ وَالحادِ يَنطُف
39 فَلَمّا بَدَت في مَتنِهِ الشَمسُ غُدوَةً * وَأَقلَعَ دَجنٌ ذو هَمائِمَ أَوطَفُ
40 أَظَلَّت لَهُ مَسعورَةً يَبتَغي بِها * لُحومَ الهَوادي ابنا بُرَيدٍ وَأَعرَفُ
41 سَلوقِيِّةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيونَها * إِذا حُرِّبَت جَمرٌ بِظَلماءَ مُسدِفُ
42 تُضَرَّى بِآذانِ الوحوشِ فَكُلُّها * حَفيفٌ كَمِرّيخِ المَناضِلِ أَعجَفُ
43 فَكَرَّ بِرَوقَيهِ كَمِيٌّ مُناجِدٌ * يَخُلُّ صُدورَ الهادِياتِ وَيَخصِفُ
44 فَلَمّا رَأَى أَربابَها قَد دَنَوا لَهُ * وَأَزهَفَها بَعضُ الَّذي كانَ يُزهِفُ
45 أَجَدَّ وَلَم يُعقِب كَما انقَضَّ كَوكَبٌ * وَذو الكَربِ يَنجو بَعدَما يُتَكَنَّفُ
46 وَأَصبَحَ كَالبَرقِ اليَماني وَدونَهُ * حُقوفٌ وَأَنقاءٌ مِن الرَملِ تَعزِفُ
47 وَلَيلَةِ نَجوى مُرجَحِنٌّ ظَلامُها * حَوامِلُها مِن خَشيَةِ الشَرِّ دُلَّفُ
48 مَخوفٍ دواهيها يَبيتُ نَجِيُّها * كَأَنَّ عَميدًا بَينَ ظَهرَيهِ مُدنَفُ
49 إِذا القَومُ قالوا مَن سَعيدٌ بِهَذِهِ * غَداةَ غَدٍ أَو مَن يُلامُ وَيُصلَفُ
50 هُديتُ لِمُنجى القَومِ مِن غَمَراتِها * نَجاءَ المُعَلّى يَستَبينُ وَيَعطِفُ
51 وَقومٍ تَمَنَّوا باطِلًا فَرَدَدتُهُمْ * وَإِنْ حَرَّفوا أَنيابَهمْ وَتَلَهَّفوا
52 إِذا ما تَمَنَّوا مُنيَةً كُنتُ بَينَهم * وَبَينَ المُنى مِثلَ الشَجا يُتَحَرَّفُ

الوحدات

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (109)،

2 - الأبيات (8-18) في صفحة (110)،

3- الأبيات (19-29) في صفحة (111)،

4 - الأبيات (30-42) في صفحة (112)،

5 - الأبيات (43-53) في صفحة (113)،

6 - البيت (54) في صفحة (114)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث