الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> وَحشٌ تَأَبَّدَ في تِلكَ الطُلولِ وَقَد * تَكونُ أُنّاسَهُنَّ الأُنَّسُ الخُرُدُ
1 | وَحشٌ تَأَبَّدَ في تِلكَ الطُلولِ وَقَد | * | تَكونُ أُنّاسَهُنَّ الأُنَّسُ الخُرُدُ |
2 | يَكادُ يُبدي لِسُعدى غَيبَ ما أَجِدُ | * | تَحَدُّرٌ مِن دِراكِ الدَمعِ مُطَّرِدُ |
3 | خَبلٌ مِنَ الحُبِّ لَم يَزجُرْ سَفاهَتَهُ | * | حِلمٌ وَلَم يَتَدارَك غَيَّهُ رَشَدُ |
4 | ما أَنفَقَ الدَمعَ إِسرافًا كَذي كَلَفٍ | * | تَرفَضُّ عَبرَتُهُ مِن لَوعَةٍ تَقِدُ |
5 | إِن أَخلَقَت حُرُقاتٌ مِن صَبابَتِهِ | * | تَرادَفَت حُرُقاتٌ بَعدَها جُدُدُ |
6 | أَضحَت مَعاهِدُ ذاكَ الحَزنِ مُقوِيَةً | * | وَأَقفَرَت مِنهُمُ العَلياءُ فَالسَنَدُ |
7 | وَحشٌ تَأَبَّدَ في تِلكَ الطُلولِ وَقَد | * | تَكونُ أُنّاسَهُنَّ الأُنَّسُ الخُرُدُ |
8 | لَقَد كَفانا اعتِسافَ البيدِ أَوبُ فَتىً | * | جاءَت مَطاياهُ أَرسالًا بِهِ تَخِدُ |
9 | زارَ العِراقَ فَقالَ الآهِلونَ لَهُ | * | أَهلًا وَرَحَّبَ مِن أُنسٍ بِهِ البَلَدُ |
10 | زِيارَةٌ مِن عَميدٍ لَم يَزَل رَغَبًا | * | يُزدارُ في شَرقِهِ الأَقصى وَيُعتَمَدُ |
11 | إِن ساحَ فَيضُ يَدَيهِ لَم يَكُن عَجَبًا | * | أَن يُسرِفَ الظَنُّ فيهِ وَهوَ مُقتَصِدُ |
12 | أَو ضَمِنَ اليَومُ مِن جَدواهُ مَرغَبَةً | * | كانَ الكَفيلَ عَلَيها بِالوَفاءِ غَدُ |
13 | يَميلُ وَزنُ القَوافي بِالنَوالِ وَلَو | * | راحَ النَوالُ وَفي ميزانِهِ أُحُدُ |
14 | وَالشُكرُ أَن يُخبِرَ الوُرّادُ سائِلَهُمْ | * | عَن فَضلِ مُختَبَرِ العِدِّ الَّذي وَردوا |
15 | يَبينُ بِالفَضلِ أَقوامٌ وَيَفضُلُهُمْ | * | مُوَحَّدٌ بِغَريبِ الذِكرِ مُنفَرِدُ |
16 | تَوَحَّدَ القَمَرُ الساري بِشُهرَتِهِ | * | وَأَنجُمُ اللَيلِ نَثرٌ حَولَهُ بَدَدُ |
17 | أَحيَت خِلالَ أَبي لَيلى أَبا دُلَفٍ | * | وَمِثلُهُ أَوجَدَ الأَقوامَ ما افتَقَدوا |
18 | ما انفَكَّ صائِبُ غُزرٍ مِن سَحائِبِهِ | * | تُضامُ فيهِ الغَوادي ثُمَّ تُضطَهَدُ |
19 | نِعمَ المُفَرِّقُ مِن أَعناقِ مَأسَدَةٍ | * | قَد التَقَت بِصَفيحِ الهِندِ تَجتَلِدُ |
20 | وَشاغِلُ الدَهرِ حينَ الدَهرُ مِن كَلَبٍ | * | خَصمٌ لَنا مَعَهُ الإِلطاطُ وَاللَدَدُ |
21 | مُستَكرِهٌ لِعُروضِ البيضِ إِن قَصُرَت | * | أَطوالُ خَطِّيَّةٍ خِرصانُها قَصَدُ |
22 | لَم يُحصَ عِدَّةُ ما أَولاهُ مِن حَسَنٍ | * | وَسَيِّدُ النَيلِ ما لَم يُحصِهِ العَدَدُ |
23 | مَواهِبٌ قُسِمَت في الخابِطينَ فَما | * | تَخلو الرِفاقُ إِلى جَمّاتِها تَفِدُ |
24 | يُطالِبُ الأَرحَبِيُّ العَودُ سُهمَتَهُ | * | فيها وَتُرزَؤُها العَيرانَةُ الأُجُدُ |
25 | عَفوٌ مِنَ الجودِ لَم تَكذِب مَخيلَتُهُ | * | يُقَصِّرُ القَطرُ عَنهُ وَهوَ مُجتَهِدُ |
26 | إِنْ قَصَّرَتْ هِمَمُ العافينَ جاشَ لَهُمْ | * | جِحافُ أَغلَبَ في حافاتِهِ الزَبَدُ |
27 | لا تَحقِرَنَّ صَغيرَ العُرفِ تَبذُلُهُ | * | فَقَد يُرَوّي غَليلِ الهائِمِ الثَمَدُ |
28 | وَيَرخَصُ الحَمدُ حَتّى أَنَّ عارِفَةً | * | بَذلُ السَلامِ فَكَيفَ الرِفدُ وَالصَفَدُ |
29 | ما استَغرَبَ الناسُ إِفضالًا وَلا اشتَهَروا | * | مِن حاتِمٍ غَيرَ جودٍ بِالَّذي يَجِدُ |
30 | كَم قَد عَجِلتَ إِلى النَعماءِ تَصنَعُها | * | مُبادِرًا وَبَخيلُ القَومِ مُتَّئِدُ |
31 | وَكَم وَعَدتَ وَأَنتَ الغَيثُ نَعرِفُهُ | * | مُذ حالَفَ الجودَ يُعطي فَوقَ ما يَعِدُ |
32 | إِن لَم تُعِنّي عَلى رَجعِ الحَبيبِ فَلَن | * | يُرجى لِعَوني عَلَيهِ مِنهُمُ أَحَدُ |
33 | وَإِن مَلَكتَ اعتِبادي بِارتِجاعَتِهِ | * | فَالحُرُّ يُملَكُ بِالنُعمى وَيُعتَبَدُ |
34 | وَخَيرُ وَأيَيكَ إِنْ مَيَّلتَ بَينَهُما | * | ما قيدَ عَنهُ وَوافانا الوَأى العَتِدُ |
35 | وَالبَغلُ يَنتَزِفُ الغادي عُلالَتَهُ | * | خِيارُ ما يُمتَطى مِنها وَيُقتَعَدُ |
36 | إِن أَنتَ أَفقَرتَني ظَهرَيهِما ظَهَرَت | * | نَفاسَةٌ مِن قُلوبِ القَومِ أَو حَسَدُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (2/645-649)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: بسيط
- الروي:: دال
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (6-14) في صفحة (646)،
3 - الأبيات (15-20) في صفحة (647)،
4 - الأبيات (21-29) في صفحة (648)،
5 - الأبيات (30-35) في صفحة (649)،