موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 يُفَنِّدونَ وَهُمْ أَدنى إِلى الفَنَدِ * وَيُرشِدونَ وَما التَعذالُ مِن رَشَدي
2 وَكَيفَ يُصغي إِلَيهِمْ أَو يُصيخُ لَهُمْ * مُستَغلِقُ القَلبِ فيهِمْ راهِنُ الكَبِدِ
3 هَل أَنتَ مِن حُبِّ لَيلى آخِذٌ بِيَدي * أَو ناصِرٌ لي عَلى التَعذيبِ وَالسُهُدِ
4 وَهَل دُموعٌ أَفاضَ النَهيُ رَيِّقَها * تُدني مِنَ البُعدِ أَو تَشفي مِنَ الكَمَدِ
5 فَما يَزالُ جَوىً في الصَدرِ يُضرِمُهُ * وَشكُ النَوى وَصُدودُ الأُنَّسِ الخُرُدِ
6 قَد باتَ مُستَعبِرًا مَن كانَ مُصطَبِرًا * وَعادَ ذا جَزَعٍ مَن كانَ ذا جَلَدِ
7 إِن أَسخَطِ الهَجرَ لا أَرجِع إِلى بَدَلٍ * مِنهُ وَإِنْ أَطلُبِ السُلوانَ لا أَجِدِ
8 وَقَد تَجاذَبَني شَوقانِ عَن عَرَضٍ * مِن بَينِ مُطَّرَفٍ عِندي وَمُتَّلَدِ
9 لا عَيشُ وَجرَةَ يُنسي عَيشَ ذي سَلَمِ * وَلا هَوى القُربِ يُسلي عَن هَوى البُعُدِ
10 تَنَصَّبَ البَرقُ مُختالًا فَقُلتُ لَهُ * لَو جُدتَ جودَ بَني يَزدادَ لَم تَزِدِ
11 الجاعِلينَ عَلى عِلّاتِ دَهرِهِمُ * كَرائِمَ المالِ في الإِنعامِ وَالصَفَدِ
12 فَلَستَ تَنفَكُّ مِن شُكرٍ وَمِن أَمَلٍ * مُكَرَّرَينِ بِيَومٍ مِنهُمُ وَغَدِ
13 تَيَمَّموا الخُطَّةَ المُثلى عَلى سَنَنٍ * لَم يَظلِموهُ وَباعوا الغَيَّ بِالرَشَدِ
14 بَنو أَغَرَّ مِنَ الأَقوامِ شادَ لَهُمْ * مَجدَ الحَياةِ وَأَقناهُمْ عَلى الأَبَدِ
15 يَقفونَ مِنهُ خِلالًا كُلُّها حَسَنٌ * إِن عُدِّدَت غادَرَت فَضلًا عَلى العَدَدِ
16 وَما تَزالُ أَواخي المُلكِ ثابِتَةً * مِنهُمْ بِكُلِّ رَحيبِ الباعِ وَالبَلَدِ
17 بِنُصحِ مُجتَهِدٍ صَحَّت عَزيمَتُهُ * أَو عَزمِ مُنجَرِدٍ أَو حَزمِ مُتَّئِدِ
18 فَاللَهُ يَكلَأُ عَبدَ اللَهِ إِنَّ لَهُ * مَكارِمًا مَن يُخَوَّل بَعضَها يَسُدِ
19 بَحرٌ مَتى تُستَمَح أَمواجُ جَمَّتِهِ * تَفِض وَغَيثٌ مَتى ما يُستَجَد يَجُدِ
20 تَفَرَّجَت حَلبَةُ الكُتّابِ حينَ جَرَوا * عَن سابِقٍ بِخِصالِ السَبقِ مُنفَرِدِ
21 إِن يُعمِلوا الجَورَ يَقصِد في تَصَرُّفِهِ * أَو يُسرِفوا في فُنونِ الأَمرِ يَقتَصِدِ
22 أَدّى الأَمانَةَ لَم تَعجَز كِفايَتُهُ * عَنها وَلَم يَستَنِمْ فيها إِلى أَحَدِ
23 مُشارِفًا لِأَقاصي الأَمرِ يَكلَؤُها * بِرَأيِ مُحتَفِلٍ لِلأَمرِ مُحتَشِدِ
24 إِنَّ السِياسَةَ قَد آلَت إِلى يَقِظٍ * مُوَفَّقٍ لِسَبيلِ الحَقِّ مُعتَمَدِ
25 لَم يَرجُها بِأَكاذيبِ الظُنونِ وَلَمْ * يَمتُتْ إِلى نَيلِها إِذ مُتَّ مِن بُعُدِ
26 أَلفى أَباهُ عَلى نَهجٍ فَطاوَلَهُ * عَلى السَواءِ وَجاراهُ إِلى الأَمَدِ
27 بِمَذهَبٍ غَيرِ مَدخولٍ وَلا طَبِعٍ * وَنائِلٍ غَيرِ مَنزورٍ وَلا ثَمَدِ
28 تِلكَ الخِلافَةُ قَد دارَت عَلى قُطُبٍ * مِن رَأيِهِ الثَبتِ وَاستَذرَت إِلى سَنَدِ
29 تُهابُ عَدوَتُهُ مِن دونِ حَوزَتِها * كَما تُهابُ وَتُخشى عَدوَةُ الأَسَدِ
30 يَرُدُّ أَيَّ يَدٍ مُدَّت لِتَنقُصَها * مَجذوذَةَ الزَندِ أَو مَهذوذَةَ العَضُدِ
31 اسلَم أَبا صالِحٍ لِلمَكرُماتِ فَقَد * أَحيَيتَها وَهيَ مِن مَوتٍ عَلى صَدَدِ
32 عَمَّت صَنائِعُكَ الراجينَ وَابتَعَثَتْ * آمالَ مَن لَم يَرُم سَعيًا وَلَم يُرِدِ
33 وَرَدَّ تَدبيرُكَ الدُنيا وَقَد صَلُحَت * عَفوًا وَلَولاكَ لَم تَصلُح وَلَم تَكَدِ
34 ما في الخِلافَةِ مِن وَهيٍ فَيُجبِرَهُ * آسٍ وَلا في قَناةِ المُلكِ مِن أَوَدِ
35 وَلا الكَواكِبُ في لَيلِ الرَبيعِ تَلَت * غَيثًا بِأَبهَجَ مِن أَيّامِكَ الجُدُدِ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا صالح ين يزداد

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (658)،

2 - الأبيات (8-15) في صفحة (659)،

3 - الأبيات (16-25) في صفحة (660)،

4 - الأبيات (26-35) في صفحة (661)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث