موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 أَلا يالقَومٍ أَرَّقَت أُمَّ نَوفَلٍ * وَصَحبي هَجودٌ بَينَ غَيٍّ وَغُرَّبِ
2 وَلَيلَةَ فَيفا نَخلَتَينِ طَرَقتِنا * وَنَحنُ بِوادٍ ذي أَراكٍ وَتَنضُبِ
3 فَنَبَّهتُ أَصحابي فَقاموا عَلى الكَرى * إِلى ساهِماتٍ في الأَزِمَّةِ لُغَّبِ
4 وَقُمتُ إِلى عَيرانَةٍ قَد تَخَدَّدَت * وَقاسَت يَداها كُلَّ خَمسٍ مُذَيَّبِ
5 فَلَمّا استَوَت أَقدامُنا وَتَمَكَّنَت * إِلى كُلِّ غَرزٍ بَينَ دَفٍّ وَمَنكِبِ
6 قَبَضنَ بِنا قَبضَ النَحائِصِ راعَها * تَوَجُّسُ رامٍ خِفنَهُ عِندَ مَشرَبِ
7 فَقُلتُ لَهُم أُمّوا هدى القَصدِ وَارفَعوا * بِسَيرٍ يُدَنّي حاجَةَ الرَكبِ مُهذِبِ
8 فَأَصبَحنَ يَنهَضنَ الرِحالَ وتَرتَمي * رُؤوسُ المَهارى بِاللُغامِ المُعَصَّبِ
9 بِصَحراءَ مِن نَجدٍ كَأَنَّ رِعانَها * رِجالٌ قِيامٌ في مُلاءٍ مُجَوَّبِ
10 غَداةَ يَقولُ القَومُ أَكلَلتَ وَانبَرى * قُوى العيسِ خَمسٌ بَعدَ خَمسٍ عَصبصبِ
11 إِذا ما المَهارى بَلَّغَتنا بِلادَها * فَبُعدُ المَهارى مِن حَسيرٍ وَمُتعَبِ
12 خَليلَيَّ مَن لا يَعنِهِ الهَمُّ لا يَزَل * خَلِيًّا وَمَن يَستَحدِثِ الشَوقَ يُطرَبِ
13 وَمَن لا يَزَل يُرجى بِغَيبٍ إِيابُهُ * وَتَرمي بِهِ الأَطماعُ في الهَولِ يَشجُبِ
14 وَقُفٍّ تَظَلُّ الريحُ عاصِفَةً بِهِ * كَأَنَّ قَراهُ في الضُحى ظَهرُ هَوزَبِ
15 شَجَبتُ الصَوى مِن رَأسِهِ أَو خَرَمتُهُ * بِشُعبٍ وَأَنقاضِ الوَجيفِ المُأَوِّبِ
16 وَقَد وَقَفَت شَمسُ النَهارِ وَأَوقَدَت * ظَهيرَتُها ما بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبِ
17 وَديقَةِ يَومٍ ذي سَمومٍ تَنَزَّلَت * بِهِ الشَمسُ في نَجمٍ مِنَ القَيظِ مُلهِبِ
18 وَقَد ظَلَّ حِرباءُ السُمومِ كَأَنَّهُ * رَبيئَةُ قَومٍ ماثِلٌ فَوقَ مَرقَبِ
19 وَفِتيانِ صِدقٍ قَد بَنَيتُ عَلَيهِمُ * خِباءً كَظِلِّ الطائِرِ المُتَقَلَّبِ
20 قَليلًا كَتَحليلِ القَطا ثُمَّ قَلَّصَت * بِنا طالِباتُ الحَقِّ مِن كُلِّ مَطلَبَ
21 بِدَوِيَّةٍ لا يَبلُغُ القَومَ مَنهَلًا * بِها دونَ خِمسٍ يُتعِبُ القَومَ مُطنِبِ
22 قَليلٍ بِها الأَصواتُ إِلّا تَفَجُّعًا * مِنَ الذِئبِ أَو صَوتِ الصَدى المُتَحَوِّبِ
23 بِها العينُ أَرفاضًا كَأَنَّ سِخالَها * وُقوفَ عَذارى سوقِطَت حَولَ مَلعَبِ
24 وَكُلُّ لَياحٍ بِالفَلاةِ إِذا غَدا * مَشى فَزِعًا كَالرائِحِ المُتَنَكِّبِ
25 قَطَعتُ بِمِقلاقِ الوِشاحِ كَأَنَّها * طَريدَةُ وَحشٍ أُفلِتَت مِن مُكَلِّبِ
26 وَإِنّي لَقَوّالٌ لِكُلِّ قَصيدَةٍ * طَلوعِ الثَنايا لَذَّةٍ لِلمُشَبِّبِ
27 إِذا أُنشِدَت لَذَّت إِلى القَومِ وَارتَمى * بِها كُلُّ رَكبٍ مُصعِدٍ أَو مُصَوِّبِ
28 وَإِنّي لَأَسعى لِلتَكَرُّمِ راغِبًا * وَمَن يُحصِ أَخلاقَ التَكَرُّمِ يَرغَبِ
29 إِلى شيمَةٍ مِنّي وَتَأديبِ والِدي * وَلا يَعرِفُ الأَخلاقَ مَن لَم يُؤَدَّبِ
30 وَقَد يَخذُلُ المَولى دُعايَ وَيَحتَذي * أَذاتي وَإِن يُعزَل بِهِ الضَيمُ أَغضَبِ
31 وَأَعرِفُ في بَعضِ الدُنُوِ مَلالَةَ الصْـ * ـصَديقِ وَأستَبقيهِمُ بِالتَجَنُّبِ
32 تَعَجَّبُ هِندٌ أَن رَأَت لَونَ لِمَّتي * وَمَن يَرَ شَيبي بَعدَ عَهدِكِ يَعجَبِ
33 وَكانَت تَراهُ كَالجَناحِ فَراعَها * تَغَيُّرُ لَونٍ بَعدَ ذَلِكَ مُعقِبِ
34 فَإِمّا تَرَيني قَد عَلا الشَيبُ مَفرِقي * وَفَضلُ النُهى وَالحِلمُ عِندَ التَشَيُّبِ
35 فَإِنّي امرَؤٌ ما يَخبَأُ النارَ مَوقِدي * بِسِترٍ وَما تَستَنكِرُ الضَيفَ أَكلُبي
36 وَما أَنا لِلمَولى بِذِئبٍ إِذا رَأى * لَهُ غِرَّةً أَدلى مَعَ المُتَذَئِّبِ
37 وَلَكِنَّني إِن خافَ قَومي عَظيمَةً * رَمَوني بِنَحرِ المانِعِ المُتَأَرِّبِ
38 فَصَرَّفتُ صَعبَ الأَمرِ حَتّى أَذِلَّهُ * وَيَركَبُ مِن أَظفارِهِ كُلَّ مَركَبِ
39 وَلَستُ إِذا الفِتيانُ هَزّوا إِلى العُلا * بِذي العِلَّةِ الآبي وَلا المُتَخَيِّبِ
40 وَلا أَجعَلُ المَعروفَ حِلَّ أَلِيَّتي * وَلا عِدَةً في الناظِرِ المُتَغَيِّبِ
41 وَلَستَ بِلاقي الحَمدِ ما لَم تجنّه * وَلا مُقتَدٍ بِاللُبِّ ما لَم تَلَبَّبِ
42 وَلَستَ بِلاقي الرَأسِ مِن آلِ فَقعَسٍ * فَيُنسَبَ إِلّا كانَ خالِيَ أَو أَبي
43 وَجَدتُ أَبي يُنمي بَنيهِ وَيَنتَمي * إِلى الفَرعِ مِنهُمْ وَاللُبابِ المُهَذَّبِ
44 إِلى شَجَرِ النَبعِ الَّذي لَيسَ نابِتًا * مِنَ الأَرضِ إِلّا في مَكانٍ مُطَيَّبِ
45 أُولَئِكَ قَومي إِن أَعُدُّ الَّذي لَهُمْ * أُكَرَّم وَإِنْ أَفخَر بِهِمْ لَم أُكَذَّبِ
46 هُمُ مَلجَأُ الجاني إِذا كانَ خائِفًا * وَمَأوى الضَريكِ وَالفَقيرِ المُعَصَّبِ
47 بِطاءٌ عَنِ الفَحشاءِ لا يَحضُرونَها * سِراعٌ إِلى داعي الصَباحِ المُثَوِّبِ
48 مَناعيشُ لِلمَولى مَساميحُ بِالقِرى * مَصاليتُ تَحتَ العارِضِ المُتَلَهِّبِ
49 وَجَدتُ أَبي فيهِم وَخالي كِلاهُما * يُطاعُ وَيُعطى أَمرُهُ وَهوَ مُحتَبي
50 فَلَم أَتَعَمَّل لِلسِيادَةِ فيهِمُ * وَلَكِن أَتَتني وادِعًا غَيرَ مُتعَبِ
51 وَلَم أَتَّبِع ما يَكرَهونَ وَلَم يَكُن * لِأَعدائِهِم مِن سائِرِ الناسِ مَنكِبي

الوحدات

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (152)،

2 - الأبيات (3-13) في صفحة (153)،

3 - الأبيات (14-24) في صفحة (154)،

4 - الأبيات (25-35) في صفحة (155)،

5 - الأبيات (36-46) في صفحة (156)،

6 - الأبيات (47-51) في صفحة (157)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث