الرئيسة >> ديوان العرب >> الكميت بن معروف الأسدي >> أَلا حَيِّيا بِالتَلِّ أَطلالَ دِمنَةٍ * وَكَيفَ تُحَيّا المَنزِلاتُ البَلاقِعُ
1 | أَلا حَيِّيا بِالتَلِّ أَطلالَ دِمنَةٍ | * | وَكَيفَ تُحَيّا المَنزِلاتُ البَلاقِعُ |
2 | حَنَنتُ غَداةَ البَينِ مِن لَوعَةِ الهَوى | * | كَما حَنَّ مَقصورٌ لَهُ القَيدُ نازِعُ |
3 | وَظَلَّت لِعَيني قَطرَةٌ مَرَحَت بِها | * | عَلى الجَفنِ حَتّى قَطرُها مُتَتابِعُ |
4 | وَلَيسَ بِناهي الشَوقِ عَن ذي صَبابَةٍ | * | تَذكَّرَ إِلفًا أَن تَفيضَ المَدامِعُ |
5 | وَقَد لَحَّ هَذا النَأيُ حَتّى تَقَطَّعَت | * | حِبالُ الهَوى وَالنَأيُ لِلوَصلِ قاطِعُ |
6 | وَما أَكثَرَ التَعويلُ إِلّا لَجاجَةٌ | * | وَما السِرُّ بَينَ الناسِ إِلّا وَدائِعُ |
7 | نقولُ بِمِرجِ الدَيرِ إِذ هي صُحبَتي | * | تَعَزَّ وَقَد أَيقَنتُ أَنّي جازِعُ |
8 | وَما مُغزِلٌ أَدماءُ مَرتَعُ طِفلِها | * | أَراكٌ وَسِدرٌ بِالمِراضَينِ يانِعُ |
9 | بِأَحسَنَ مِنها إِذ تَقولُ لِتربِها | * | سَليهِ يُخَبِّرنا مَتى هُوَ راجِعُ |
10 | فَقُلتُ لَها وَاللَهِ ما مِن مُسافِرٍ | * | يُحيطُ لَهُ عِلمٌ بِما اللَهُ صانِعُ |
11 | فَصَدَّتْ كَما صَدَّتْ شَموسُ جِبالُها | * | مَدى الفَوتِ لَم تَقدِر عَلَيها الأَصابِعُ |
12 | وَقالَت لَقَد بَلّاكَ أَنْ لَستُ زائِلًا | * | يَجوبُ بِكَ الحِزقَ القِلاصُ الخَواضِعُ |
13 | فَقُلتُ لَها الحاجاتُ يَطلُبُها الفَتى | * | فَعُذرٌ يُلاقي بَعدَها أَو مَنافِعُ |
14 | أَقولُ لِنَدمانَيَّ وَالحُزنُ دونَنا | * | وَشُمُّ العَوالي مِن جُفافٍ فَوارِعُ |
15 | أَنارٌ بَدَت بَينَ المَسَنّاةِ وَالحِما | * | لِعَينِكَ أَم بَرقٌ تَلَألَأَ لامِعُ |
16 | فَإِن تَكُ نارًا فَهيَ نارٌ يَشُبُّها | * | قَلوصٌ وَتَزهاها الرِياحُ الزَعازِعُ |
17 | وَإِن يَكُ بَرقًا فَهوَ بَرقُ سَحابَةٍ | * | لَها رَيِّقٌ لَن يُخلِفَ الشَيمَ رائِعُ |
18 | أَلَم تَعلَمي أَنَّ الفُؤادَ يُصيبُهُ | * | لِذِكراكِ أَحيانًا عَلى النَأيِ صادِعُ |
19 | فَيَلتاثُ حَتّى يَحسِبَ القَومُ أَنَّهُ | * | بِهِ وَجَعٌ أَو أَنَّهُ مُتَواجِعُ |
20 | سَقَتكِ السَواقي المُدجِناتُ عَلى الصَبا | * | أَثيبي مُحِبًّا قَبلَ ما البَينُ صانِعُ |
21 | فَقَد كُنتِ أَيّامَ الفراقِ قَريبَةً | * | مُجاوِرَةً لَو أَنَّ قُربَكِ نافِعُ |
22 | وَقَد زَعَمَت أُمُّ المُهَنَّدِ أَنَّني | * | كَبِرتُ وَأَنَّ الشَيبَ في الرَأسِ شائِعُ |
23 | وَما تِلكَ إِلّا رَوعَةٌ في ذُؤابَتي | * | وَأَيُّ فَتاءٍ لَم تُصِبهُ الرَوائِعُ |
24 | وَإِنّي وَإِن شابَت مَفارِقُ لِمَّتي | * | لَكالسَيفِ أَفنى جَفنُهُ وَهُوَ قاطِعُ |
25 | يُصانُ إِذا ما السِلمُ أَدجى قِناعَهُ | * | وَقَد جُرِّبَت في الحَربِ مِنهُ الوَقائِعُ |
26 | وَلَستُ بِجَثّامٍ يَبيتُ وَهَمُّهُ | * | قَصيرٌ وَإِنْ ضاقَت عَلَيهِ المَضاجِعُ |
27 | إِذا اعتَنَقَتني بَلدَةٌ لَم أَكُن لَها | * | نَسيبًا وَلَم تُسدَف عَلَيَّ المَطالِعُ |
28 | وَظَلماءَ مِذكارٍ كَأَنَّ فُروجَها | * | قَبائِلُ مِسحٍ أَترَصَتهُ الصَوانِعُ |
29 | نَصَبتُ لَها وَجهي وَصَدرَ مَطِيَّتي | * | إِلى أَن بَدا ضَوءٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ |
30 | لِأُبلِيَ عُذرًا أَو لِأَسمَعَ حُجَّةً | * | عُنيتُ بِها وَالمُنكِرُ الضَيمَ دافِعُ |
31 | وَكُنتُ امرأً مِن خَيرِ جَحوانَ عُطِّفَت | * | عَلَيَّ الرَوابي مِنهُمُ وَالفَوارِعُ |
32 | نَمَتني فُروعٌ مِن دِثارِ بِنِ فَقَعَسٍ | * | وَمَن نَوفَلٍ تِلكَ الرُؤوسُ الجَوامِعُ |
33 | فَيا أَيُّها القَومُ الأُلى يَنبَحونَني | * | كَما نَبَحَ اللَيثَ الكِلابُ الضَوارِعُ |
34 | فَلا اللَهُ يَشفي غَيظَ ما في صُدورِهُمْ | * | وَلا أَنا إِنْ باعَدتُمُ الوُدَّ تابِعُ |
35 | وَإِنّي عَلى مَعروفِ أَخلاقِيَ الَّتي | * | أُزايِلُ مِن أَلقابِها وَأُجامِعُ |
36 | لَذو تُدراءٍ لا يَغمِزُ القَومُ عَظمَهُ | * | بِضَعفٍ وَلا يَرجونَ ما هُوَ مانِعُ |
37 | وَما قَصَّرَت بي هِمَّتي دونَ رَغبَةٍ | * | وَلا دَنَّسَتني مُذ نَشَأتُ المَطامِعُ |
38 | وَإِنّي إِذا ضاقَت عَلَيكُمْ بُيوتُكُمْ | * | لَيَعلَمُ قَومي أَنَّ بَيتِيَ واسِعُ |
39 | فَيَلجَأُ جانيهِمْ إِلَينا وَتَنتَهي | * | إِلَينا النُهى مِن أَمرِهِمْ وَالدَسائِعُ |
40 | وَما مِن بَديعاتِ الخَلائِقِ مُخزِيًا | * | إِذا كَثُرَت في المُحدَثينَ البَدائِعُ |
41 | وَما لامَ قَومي في حِفاظٍ شَهِدتُهُ | * | نِضالي إِذا لَم يَأتَلِ الغَلوَ فازِعُ |
42 | وَمازِلتُ مَحمولًا عَلَيَّ ضَغينَةً | * | وَمُطَّلَعُ الأَضغانِ مُذ أَنا يافِعُ |
43 | إِلى أَن مَضَت لِي أربَعونَ وَجُرِّبَتْ | * | طَبيعَةُ صُلبٍ حينَ تُبلى الطَبائِعُ |
44 | جَرَيتُ أَفانينَ الرِهانِ فَما جَرى | * | مَعي مُعجَبٌ إِلّا انتَهى وَهُوَ ظالِعُ |
45 | لَنا مَعقِلٌ في كُلِّ يَومِ حَفيظَةٍ | * | إِذا بَلَغَت طولَ القُنَيِّ الأَساجِعُ |
46 | وَقائِد دَهمٍ قَد حَوَتهُ رِماحُنا | * | أَسيرًا وَلَم يَحوينَهُ وَهُوَ ظالِعُ |
47 | فَلِلسَيِئِ في أَطلالِهِنَّ مَهابَةٌ | * | وَلِلقَومِ في أَطرافِهِنَّ مَصارِعُ |
48 | لِقَومي عَلَيَّ الطَولُ وَالفَضلُ إِنَّني | * | إِذا جَمَعَتني وَالخُطوبُ المَجامِعُ |
49 | وَهُم عُدَّتي في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ | * | وَأَقرانُ أَقراني الَّذين أُصارِعُ |
50 | خُلِقنا تِجارًا بِالطِعانِ وَلَم نَكُن | * | تِجارَ مُلاءٍ نَشتَري وَنُبايِعُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
شعر الكميت بن معروف الأسدي (169-173)، صنعة حاتم الضامن، (شعراء مقلون)، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1407هـ-1987م - البحر:: طويل
- الروي:: عين
- العصر:: مخضرم
- اضغط هنا للطباعة
الصفحات
2 - الأبيات (9-19) في صفحة (170)،
3 - الأبيات (20-30) في صفحة (171)،
4 - الأبيات (31-41) في صفحة (172)،
5 - الأبيات (42-50) في صفحة (173)،