الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> أَقصِرا قَد أَطَلتُما تَفنيدي * وَمِنَ الجَهلِ لَومُ غَيرِ سَديدِ
1 | أَقصِرا قَد أَطَلتُما تَفنيدي | * | وَمِنَ الجَهلِ لَومُ غَيرِ سَديدِ |
2 | لَتَجاوزتُما بِيَ اللَومَ وَالعَذ | * | لَ كَأَنّي شَكَكتُ في التَوحيدِ |
3 | أَتَسومانِني الصُدودَ وَكَالعَلـ | * | ـقَمِ لَو تَعلَمانِ طَعمُ الصُدودِ |
4 | إِنَّ مِن سُنَّةِ الهَوى أَن يُرى فيـ | * | ـهِ رَشيدُ الأَقوامِ غَيرُ رَشيدِ |
5 | قَدكُما مِن مَلامِ مَن وَقَفَت عَيـ | * | ـناهُ بَينَ الدُموعِ وَالتَسهيدِ |
6 | أَكَعَهدي نُوارُ أَنتِ أَمِ استَحـ | * | ـدَثتِ رَأيًا في نَقضِ تِلكَ العُهودِ |
7 | أَبَياضَ الثُغورِ أَم مَرَضَ الأَجـ | * | ـفانِ أَشكو أَمِ احمِرارِ الخُدودِ |
8 | إِنَّ لِلحُبِّ لَوعَةً تَترَكُ الجَلـ | * | ـدَ إِذا خامَرَتهُ غَيرَ جَليدِ |
9 | مُت شَهيدَ الهَوى فَإِنَّ لِمَن ما | * | تَ مِنَ الحُبِّ ضِعفَ أَجرِ الشَهيدِ |
10 | مَلِكٌ راحَتاهُ أَحنى عَلى العا | * | فينَ مِن والِدٍ وَمِن مَولودِ |
11 | كُلَّ يَومٍ لَهُ عَطاءٌ جَديدٌ | * | يُتَلَقّى بوَجهِ شُكرٍ جَديدِ |
12 | أَبدَعَت راحَتاهُ في الجودِ ما لَم | * | يَكُ لَولا نَداهُ بِالمَوجودِ |
13 | لَو سَعى قَبلَ رِفدِهِ رِفدُ كَفٍّ | * | لَسَعى رِفدُهُ إِلى المَّرفودِ |
14 | كَم وُفودٍ بِهِ استَجاروا فَأَضحَوا | * | بِأَياديهِ مُستَجارَ الوُفودِ |
15 | جادَ حَتّى لَقالَ عافيهِ ما يُقـ | * | ـسَمُ مِن رَملٍ عالِجٍ أَو زَرودِ |
16 | كُلُّ عيدٍ لَهُ انقِضاءٌ وَكَفّي | * | كُلَّ يَومٍ مِن جودِهِ في عيدِ |
17 | ما لَذيذُ الحَياةِ أَحلى لَدَيهِ | * | مِن نَجاحٍ يُغريهِ بِالمَوعودِ |
18 | بَسطَةٌ فاتَتِ النُجومَ عُلُوًّا | * | وَاغتَدَت بَعدَ فَوتِها بِالصُعودِ |
19 | تَعجَزُ الريحُ عَن بُلوغِ مَداها | * | فَهِيَ حَسرى في شَأوِها المَمدودِ |
20 | وَنَفاذٌ يُفُلُّ مُستَصعَبُ الخَطـ | * | ـبِ بِعَزمُِ يَخُدُّ في الجُلمودِ |
21 | لَو تُلاقى بِهِ الأُسودُ لَأَعطَت | * | طاعَةَ المُستَكينَ غُلبُِ الأُسودِ |
22 | فَإِلى بَأسِهِ انتِسابُ المَنايا | * | وَإِلى جودِهِ انتِسابُ الجودِ |
23 | وَالعُلا مِن فَعالِهِ في اجتِماعٍ | * | وَاللُهى مِن يَدَيهِ في تَبديدِ |
24 | فَكَأَنَّ اللُهى اجتَرَمنَ إِلَيهِ | * | فَهِيَ مَطلوبَةٌ بِتِلكَ الحُقودِ |
25 | تَتَلَقّى حَوادِثُ الدَهرِ مِنهُ | * | عَزمَ رَأيٍ كَالصَخرَةِ الصَيخودِ |
26 | لا يُحِبُّ الثَناءَ نَزرًا وَلا يَجـ | * | ـتَلِبُ الشُكرَ بِالنَوالِ الزَهيدِ |
27 | غَيرُ هَيّابَةٍ إِذا استَفحَلَ الخَطـ | * | ـبُ وَلا طائِشٍ وَلا رِعديدِ |
28 | لَم يُضِع مَنهَجَ الصَوابِ وَلَم يَر | * | مِ بِسَهمٍ في الرَأيِ غَيرِ سَديدِ |
29 | فازَ مِن حارِثٍ وَخَسرو وَمِن هُر | * | مُزَ بِالمَجدِ وَالفَخارِ التَليدِ |
30 | وَأَطالَ ابتِناءَهُ الحَسَنُ القَر | * | مُ وَعَبدُ العَزيزِ بِالتَشييدِ |
31 | جَدُّهُ الشَلمَغانُ أَكرَمُ جَدٍّ | * | شَفَعَ المَجدَ بِالفَعالِ الحَميدِ |
32 | تَرتَعي مِنهُ في جَنابٍ مَريعٍ | * | مونِقِ النَبتِ طَيِّبِ المَورودِ |
33 | ما انتَصَفنا مِنَ اللَيالي وَلا الأَيـ | * | ـيامِ إِلّا بِأَحمَدَ المَحمودِ |
34 | حَكَّمَ السَيفَ في عَديدَ سِجِستا | * | نَ وَفي النَفسُ مِنهُ بُعدُ العَديدِ |
35 | فَكَفَت مِنهُمُ بُطونُ سِباعٍ | * | قُبِروا جَوفَها بُطونَ لُحودِ |
36 | غادَرَتهُم يَدُ المَنِيَّةِ صُبحًا | * | بِالقَنا بَينَ رُكَّعٍ وَسُجودِ |
37 | فَهُمُ فِرقَتانِ بَينَ قَتيلٍ | * | قُنِصَت نَفسُهُ بِحَدِّ الحَديدِ |
38 | وَأَسيرٍ غَدا لَهُ السِجنُ لَحدًا | * | فَهُوَ حَيٌّ في حالَةِ المَلحودِ |
39 | فِرقَةٌ لِلسُيوفِ يَنفُذُ فيها الـ | * | ـحُكمُ قَصدًا وَفِرقَةٌ للقُيودِ |
40 | وَأُقيمَت لَهُ القِيامَةَ في قُمٍّ | * | عَلى خالِعٍ وَعاتٍ عَتيدِ |
41 | فَغَدَوا إِن غَدا عَلَيهِم حَصيدًا | * | بِالعَوالي وَقائِمًا كَحَصيدِ |
42 | وَثَنى مُعلَمًا إِلى طَبِرِستا | * | نَ بِخَيلٍ يَمرَحنَ تَحتَ اللُبودِ |
43 | فَقَرى هامَهُم سُيوفَ المَنايا | * | فَجَريحٌ أَو مُرعَفٌ أَو مودِ |
44 | وَكَذا الكُردُ سَنَّ لِلمَوتِ فيهُمْ | * | بِطُوالِ الرِماحِ طولَ الخُلودِ |
45 | مِثلَما سَنَّ لِلسُيوفِ بَقَزويـ | * | ـنَ وَجُرجانَ قَطعَ حَبلِ الوَريدِ |
46 | عانَقَتهُم ظُبا السُيوفِ فَلا مُنـ | * | ـصَلٌ إِلّا مُغَيَّبٌ في جيدِ |
47 | وَمَشَت فيهِمُ الرِماحُ وَخيدًا | * | وَوَجيفَن مِن بَعدِ ذاكَ الوَحيدِ |
48 | وَهُوَ المَرءُ ما غَزا بَلَدًا بِالرَأ | * | يِ إِلّا كَفاهُ غَزوَ الجُنودِ |
49 | يَغتَدي جَيشُهُ فَتَغدو المَنايا | * | بَينَ راياتِهِ وَبَينَ البُنودِ |
50 | ضامِنًا رِزقَ كُلِّ طَيرٍ كَما ضُمّـ | * | ـمِنَ أَرزاقُ كُلِّ ضَبعٍ وَسيدِ |
51 | أَلِفَت كَفُّهُ نَجاحَ المَواعيـ | * | ـدِ وَأَسيافُهُ نَجاحَ الوُعودِ |
52 | أَيَّدَ المُلكَ بَعدَ ما مادَ رُكنا | * | هُ بِسَيفِ الخِلافِ كُلَّ مُميدِ |
53 | مُخمِدٌ نارَ كُلَّ حَربٍ وَمُذكٍ | * | جَمرَها بِالرِماحِ بَعدَ خُمودِ |
54 | كَم عَزيزٍ أَبادَهُ فَغَدا را | * | كِبَ عودٍ مُرَكَّبٍ فَوقَ عودِ |
55 | مُطلَقٍ لَم تَحُزهُ ساحَةُ حَبسٍ | * | حَبسَهُ في شَريطِهِ المَشدودِ |
56 | فَهُوَ كَالشاعِرِ استَبَدَّت بِهِ الفِكـ | * | ـرَةُ فيما أَضَلَّ بُعدُ الوُجودِ |
57 | يَحسُدُ الطَيرَ فيهِ ضَبعُ البَوادي | * | وَهُوَ في غَيرِ حالَةِ المَحسودِ |
58 | غابَ عَن صَحبِهِ فَلا هُوَ مَوجو | * | دٌ لَدَيهِم وَلَيسَ بِالمَفقودِ |
59 | وَكَأَنَّ امتِدادَ كَفَّيهِ فَوقَ الـ | * | ـجِذعِ في مَحفِلِ الرَدى المَشهودِ |
60 | طائِرٌ مَدَّ مُستَريحًا جَناحَي ـ | * | ـهِ استِراحاتِ مُتعَبٍ مَكدودِ |
61 | وَلَهُ صاحِبٌ يُخاطِبُ عَنهُ | * | مَن نَأى عَنهُ فَوقَ شِبرِ الوَليدِ |
62 | ما لَهُ والِدٌ يُعَدُّ سِوى الما | * | ءِ وَلا أُمَّ غَيرُ حَرِّ الصَعيدِ |
63 | وَعَلى ضَعفِ جِسمِهِ تَفتِكُ القَطـ | * | ـرَةُ مِن فيهِ بِالشُجاعِ النَجيدِ |
64 | أَخطَبُ الخَلقَ راجِلًا فَإِذا رُجـ | * | ـجِلَ خاطَبَت مِنهُ عَينَ البَّليدِ |
65 | لا يَذودُ الحَديدَ عَن أَعظُمِ الأَسـ | * | ـؤُقِ حَتّى يَذوقَ طَعمَ الحَديدِ |
66 | وَكَذا السَيفُ لَيسَ يُرضيكَ في الغِمـ | * | ـدِ وَيُرضيكَ ساعَةَ التَجريدِ |
67 | سائِرٌ لَفظُهُ بِكُلِّ صَوابٍ | * | وَهُوَ في بَيتِهِ أَليفٌ قُعودِ |
68 | وَلَهُ شُعبَتانِ شَريٌ وَأَريٌ | * | مِن رَدىً قاتِلٍ وَنَيلٍ عَتيدِ |
69 | كَم سَعيدٍ أَحذاهُ ثَوبَ شَقِيٍِ | * | وَشَقِيٍّ أَحذاهُ ثَوبَ سَعيدِ |
70 | يَملَأُ الكُتبَ مِن مَعانٍ تُؤامٍ | * | وَفُرادى كَاللُؤلُؤِ المَعدودِ |
71 | يَجتَليهُنَّ في سَوادٍ وَيَجلو | * | هُنَّ لِلناسِ في الثِيابِ السودِ |
72 | فَتَراهُنَّ كَالعَذارى إِذا هُـ | * | ـنَ تَهادَينَ وَسطَ رَوضٍ مَجودِ |
73 | يَنظُمُ الدُرُّ في بُطونِ القَراطيـ | * | ـسِ كَنَظمِ النَظّامِ دُرَّ العُقودِ |
74 | يا ابنَ عَبدِ العَزيزِ هُنّيتَ ما خُو | * | وِلتَ مِن نِعمَةٍ وَمِن تَسويدِ |
75 | إِمرَةٌ إِثرَ كِتبَةٍ قَد تَوالَت | * | نِعَمُ اللَهِ فيهِما بِالمَزيدِ |
76 | نَصرُ أَذكوتِكينَ أَصبَحَ مَعقو | * | دًا لَهُ في لِوائِكَ المَعقودِ |
77 | لَم تُقَلِّد لَهُ قِيامًا بِأَمرٍ | * | فَاحتَوى غِبَّ ذَلِكَ التَقليدِ |
78 | إِن يَكُن في الأَنامِ سَعدُ سُعودٍ | * | بَشَرِيًّا فَأَنتَ سَعدُ السُعودِ |
79 | يا حَليفَ النَدى بِكَ امتَدَّ باعي | * | وَارتَوَت غُلَّتي وَأَروَقَ عودي |
80 | لَتَجاوَزتَ بِالبَلاغَةِ ما أَعـ | * | ـيا عَلى كُلِّ سَيِّدٍ وَمَسودِ |
81 | نَظَرٌ باحِثٌ وَنَظمٌ كَنَظمِ الدُر | * | رِ فَصَّلتَ بَينَهُ بِفَريدِ |
82 | يَطمَعُ السامِعونَ فيهِ فَإِن را | * | موهُ أَلفَوهُ فَوقَ بُعدِ البَعيدِ |
83 | وَبَيانٌ إِذا استُعيدَ تَجَلّى | * | جِدَّةً بِاستِعادَةِ المُستَعيدِ |
84 | جَلَّ عَن أَن يُنالَ بِالفَهـ | * | ـمِ أَو يُدرِكَهُ الواصِفونَ بِالتَحديدِ |
85 | فَهُوَ كَالغادَةِ الَّتي نَهدَ الثَد | * | يانِ مِنها أَو أَشرَفا لِلنُهودِ |
86 | أَو كَوَردِ الرِياضِ أَو كَجَنّاتِ الـ | * | ـكاعِبِ الرودِ أَو كَوَشيِ البُرودِ |
87 | لَيسَ حَوكَ القَريضِ بالِغَ ما فيـ | * | ـكَ بِوَصفٍ فَيُكتَفى بِالقَصيدِ |
88 | غَيرَ أَنَّ القَريضَ أَجمَعُ شَيءٍ | * | لِمُقيمٍ مِنَ العُلا وَشُرودِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (2/805-813)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: خفيف
- الروي:: دال
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-15) في صفحة (806)،
3 - الأبيات (16-28) في صفحة (807)،
4 - الأبيات (29-38) في صفحة (808)،
5 - الأبيات (39-46) في صفحة (809)،
6 - الأبيات (47-58) في صفحة (810)،
7 - الأبيات (59-69) في صفحة (811)،
8 - الأبيات (70-82) في صفحة (812)،
9 - الأبيات (83-89) في صفحة (813)،