الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> مِن رِقبَةٍ أَدَعُ الزِيارَةَ عامِدًا * وَأَصُدُّ عَنكِ وَعَن دِيارِكِ حائِدا
1 | مِن رِقبَةٍ أَدَعُ الزِيارَةَ عامِدًا | * | وَأَصُدُّ عَنكِ وَعَن دِيارِكِ حائِدا |
2 | حَتّى أُخالَ مِنَ الصَبابَةِ بارِئًا | * | خَلوًا وَإِن كُنتُ المُعَنّى الواجِدا |
3 | فَكَأَنَّما كانَ الشبابُ وَديعَةً | * | كَنزًا غَنيتُ بِهِ فَأَصبَحَ نافِذا |
4 | لَم أَلقِ مَقدورًا عَلى استِحقاقِهِ | * | في الحَظِّ إِمّا ناقِصًا أَو زائِدا |
5 | وَعَجِبتُ لِلمَحدودِ يُحرَمُ ناصِبًا | * | كَلِفًا وَلِلمَجدودِ يَغنَمُ قاعِدا |
6 | وَتَفاوُتِ الأَقسامِ فيما بَينَهُمْ | * | لا يَأتَلينَ نَوازِلًا وَصَواعِدا |
7 | ما خَطبُ مَن حُرِمَ الإِرادَةَ وادِعًا | * | خَطبَ الَّذي حُرِمَ الإِرادَةَ جاهِدا |
8 | وَعَشائِرٍ غَمَت عَلَيكَ أُمورُهُمْ | * | لا أَصدِقاءَ فَيَرفِدوكَ وَلا عِدى |
9 | أَغشاهُمُ خُلسًا فَأَذهَبُ راغِبًا | * | تِلقاءَ حَيثُ هُمُ وَأَرجُعُ زاهِدا |
10 | قَد قُلتُ لِلراجي المَكارِمَ مُخطِئًا | * | إِذ كانَ يَكتَسِبُ المَلاوِمَ عامِدا |
11 | لا تُلحِقَنَّ إِلى الإِساءَةِ أُختَها | * | شَرُّ الإِساءَةِ أَن تُسيءَ مُعاوِدا |
12 | وَارفَع يَدَيكَ إِلى السَماحَةِ مُفضِلا | * | إِنَّ العُلا في القَومِ لِلأَعلى يَدا |
13 | شَروى أَبي الصَقرِ الَّذي مَدَّت لَهُ | * | شَيبانُ في الحَسَناتِ أَبعَدَها مَدى |
14 | وَيَسُرُّني أَن لَيسَ يَكرُمُ شيمَةً | * | مِن مَعشِرٍ مَن لَيسَ يَكرَمُ والِدا |
15 | وَالفاضِلاتُ ضَرائِبًا وَخَلائِقًا | * | لِلفاضِلينَ مَناسِبًا وَمَحاتِدا |
16 | وَمَتى سَأَلتَ عَنِ امرِئٍ أَخلاقَهُ | * | صَدَقَت عَلَيهِ أَدِلَّةً وَشَواهِدا |
17 | وَلِيَ الوِزارَةَ مُبقِيًا في أُمَّةٍ | * | قَد كانَ شارَفَ هُلكُها أَن يَأفِدا |
18 | يَئِسَت مِنَ الإِنصافِ حَتّى وَهَّمَت | * | بِاليَأسِ أَنَّ اللَهَ تارِكُها سُدى |
19 | يَسرونَ مِن بَغدادَ خَلفَ قِبابِهِ | * | يَغشَونَ آثارًا لَها وَمَعابِدا |
20 | لَولا تَكاثُرُهُنَّ في عَرَصاتِها | * | لَصُبِغنَ نَورًا أَو بُنينَ مَساجِدا |
21 | أَرضاهُ مَوفودًا إِلَيهِ وَحَسبُهُ | * | بي حينَ أَتبَعتُ القَوافي وافِدا |
22 | شُكرًا لِأَنعُمِهِ الجِسامِ وَلَم تَضِع | * | نِعَمٌ مَلَأنَ لَهُ البِلادَ مَحامِدا |
23 | كَيفَ التَأَخُّرُ عَنهُ وَهوَ بِطَولِهِ | * | لَيسَ الوَحيدَ يَدًا وَلَستُ الجاحِدا |
24 | توليكَ صَدرَ اليَومِ قاصِيَةَ الغِنى | * | بِمَواهِبٍ قَد كُنَّ أَمسِ مَواعِدا |
25 | سَومَ السَحائِبِ ما بَدَأنَ بَوارِقًا | * | في عارِضٍ إِلّا ثَنَينَ رَواعِدا |
26 | وَمَتى رَجَعتَ إِلَيهِ شاكِرَ نَيلِهِ | * | رَجَعَت مَصادِرُ ما أَنالُ مَوارِدا |
27 | يُذكي عَزائِمَ لَو عُنينَ بِسَبكِهِ | * | لَسَبَكنَ هَضبَ شَرَورَيَينِ الجامِدا |
28 | إِنَّ المَناكِبِ لَيسَ تَعرِفُ أَيِّدًا | * | مِنها وَلَم تُجشِمهُ عِبئًا آيِدا |
29 | أَغرى الخُيولَ بِأَصبَهانَ فَلا تَسَل | * | عَن رَأيِهِ وَالجَيشَ حينَ تَسانَدا |
30 | وَكَأَنَّما الصَفّارُ كانَ بِفارِسٍ | * | فِرعَونَ مِصرٍ إِذ أَضَلَّ وَما هَدى |
31 | أَتبَعتَهُ العِجلِيَّ ثُمَّ رَفَدتَهُ | * | بِالكَوتَكينَ مُكاتِفًا وَمُعاضِدا |
32 | فَالخَوفُ مِن خَلفِ العُلَيجِ وَدونَهُ | * | مِن موبِقاتِ الحَربِ أَوحاها رَدى |
33 | تَدبيرُ أَغلَبَ ما يَنَهنِهُ غالِبًا | * | لِمُشايِحيهِ مُبادِيًا وَمُكايِدا |
34 | صَغُرَت مَقاديرُ الرِجالِ وَقارَبوا | * | في السَعيِ حَتّى ما تَرى لَكَ حاسِدا |
35 | لَو نافَسوكَ لَخالَسوكَ مِنَ النَدى | * | ما يُصلِحونَ بِهِ الزَمانَ الفاسِدا |
36 | قَعَدوا وَأَينَ قِيامُ مَن قَد طُلنَهُ | * | شُرُفاتُ ما تَبني ذُرًا وَقَواعِدا |
37 | لَم تَخلُ مِن فِئَةٍ تَحُفُّكَ رَغبَةً | * | وَخَلائِقٍ يُبرِزنَ شَخصَكَ فارِدا |
38 | وَأَحَقُّ ما عَجِبتُ مِنهُ ضَرورَةٌ | * | تُغري المَقودَ بِأَن يُطيعَ القائِدا |
39 | تَأبى الأُلوفُ عَلى الأُلوفِ تُرى لَها | * | تَبَعًا وَتَتَّبِعُ الأُلوفُ الواحِدا |
40 | وَلَقَد بَرَعتَ عَلى المُلوكِ مَحَلَّةً | * | عُلوًا وَأَفنِيَةً يَرُقنَ الرائِدا |
41 | وَمَدَدتَ تَطَّلِبُ الَّذي لَم يَطلُبوا | * | كَفًّا تُناوِلُكَ السَماءَ وَساعِدا |
42 | أَسهَدتَ لَيلَ عَواذِلٍ لَولا اللُهى | * | تُصفي كَرائِمُها لَبِتنَ هَواجِدا |
43 | يَشفينَ مِنكَ الغَيظَ دونَ مَعاشِرٍ | * | يُسقَونَ بِالذَمِّ الزُلالَ البارِدا |
44 | وَإِذا وَسَمنَكَ وَالبَخيلَ بِنَبزَةٍ | * | كُنتَ المَضَلَّلَ وَالبَخيلُ الراشِدا |
45 | وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ هَمَّكَ يَعتَلي | * | في صاعِدٍ حَتّى تُنَفِّذَ صاعِدا |
46 | بِالنَصرِ يَمتَثِلُ المُعادُ المُبتَدا | * | وَالمالُ يَتَّبِعُ الطَريفُ التالِدا |
47 | مَجدٌ وَما انفَكَّ الزَمانُ مُوَكِّلا | * | بِالمَجدِ يُلحِقُهُ الأَغَرَّ الماجِدا |
48 | هَذي نَوافِلُكَ الَّتي خُوِّلتَها | * | رَجَعَت غَرائِبُها إِلَيكَ قَصائِدا |
49 | تُعطيكَ شُهرَتُها النُجومَ طَوالِعًا | * | وَتُريكَ أَنفُسُها الجِبالَ خَوالِدا |
50 | مُتَعَسِّفاتٍ ماتَزالُ رُواتُها | * | تَأبى عَلَيها أَن تَسيرَ قَواصِدا |
51 | وَهيَ القَوافي ما تَقِرُّ ثَوابِتًا | * | لِمُمَدَّحٍ حَتّى تَعيرَ شَوارِدا |
52 | عِلَلٌ لِإِتواءِ الذَخائِرِ كُلَّما | * | جُلِيَت عَلى مَلِكٍ أَباحَ التالِدا |
53 | وَالبَحرُ لَولا أَن تُسَيَّرَ سُفنُهُ | * | بِالريحِ مابَرِحَت عَلَيهِ رَواكِدا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (2/821-826)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: كامل
- الروي:: دال
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (6-13) في صفحة (822)،
3 - الأبيات (14-25) في صفحة (823)،
4 - الأبيات (26-34) في صفحة (824)،
5 - الأبيات (35-47) في صفحة (825)،
6 - الأبيات (48-53) في صفحة (826)،