الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> مَتى لاحَ بَرقٌ أَو بَدا طَلَلٌ قَفرُ * جَرى مُستَهِلٌّ لا بَكِيءٌ وَلا نَزرُ
1 | مَتى لاحَ بَرقٌ أَو بَدا طَلَلٌ قَفرُ | * | جَرى مُستَهِلٌّ لا بَكِيءٌ وَلا نَزرُ |
2 | وَما الشَوقُ إِلّا لَوعَةٌ إِثرَ لَوعَةٍ | * | وَغَزرٌ مِنَ الآماقِ يَتبَعُها غُزرُ |
3 | فَلا تَذكُرا عَهدَ التَصابي فَإِنَّهُ | * | تَقَضّى وَلَم نَشعُر بِهِ ذَلِكَ العَصرُ |
4 | سَقى اللَهُ عَهدًا مِن أُناسٍ تَصَرَّمَت | * | مَوَدَّتُهُم إِلّا التَوَهُّمُ وَالذِكرُ |
5 | وَفاؤُن مِنَ الأَيامِ رَجعُ حُدوجِهِمْ | * | كَما أَنَّ تَشريدَ الزَمانِ بِهِمْ غَدرُ |
6 | هَلِ العَيشُ إِلّا أَن تُساعِفُنا النَوى | * | بِوَصلِ سُعادٍ أَو يُساعِدَنا الدَهرُ |
7 | عَلى أَنَّها ما عِندَها لِمُواصِلٍ | * | وِصالٌ وَلا عَنها لِمُصطَبِرٍ صَبرُ |
8 | إِذا ما نَهى الناهي فَلَجَّ بِيَ الهَوى | * | أَصاخَت إِلى الواشي فَلَجَّ بِها الهَجرُ |
9 | وَيَومَ تَثَنَّت لِلوَداعِ وَسَلَّمَت | * | بِعَينَينِ مَوصولٌ بِلَحظِهِما السِحرُ |
10 | تَوَهَّمتُها أَلوي بِأَجفانِها الكَرى | * | كَرى النَومِ أَو مالَت بِأَعطافِها الخَمرُ |
11 | لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِناقِصَةِ الجَدى | * | إِذا بَقِيَ الفَتحُ بنُ خاقانَ وَالقَطرُ |
12 | فَتىً لايَزالُ الدَهرُ حَولَ رِباعِهِ | * | إِيادٍ لَهُ بيضٌ وَأَفنِيَةٌ خُضرُ |
13 | أَضاءَ لَنا أُفقَ البِلادِ وَكَشَّفَت | * | مَشاهِدُهُ ما لا يُكَشِّفُهُ الفَجرُ |
14 | بِوَجهٍ هُوَ البَدرُ المُنيرُ نَفى الدُجى | * | سَناهُ وَأَخلاقٍ هِيَ الأَنجُمُ الزُهرُ |
15 | غَمامُ سَماحٍ ما يَغَبُّ لَهُ حَيًا | * | وَمِسعَرُ حَربٍ ما يَضيعُ لَهُ وِترُ |
16 | وَحارِسُ مُلكٍ مايَزالُ عَتادَهُ | * | مُهَنَّدَةٌ بيضٌ وَخَطِّيَةٌ سُمرُ |
17 | يَصونُ بَنو العَبّاسِ سَطوَةَ بَأسِهِ | * | لَشَغبِ عِدًا يَعتادَ أَو حادِثٍ يَعرو |
18 | يَبيتُ لَهُمْ حَيثُ الأَمانَةُ وَالتَقى | * | وَيَغدو لَهُمْ حَيثُ الكِفايَةُ وَالنَصرُ |
19 | يَعُدُّ انتِفاضًا أَن تُطاوِلُهُمْ يَدٌ | * | وَيَعتَدُّ وِزرًا أَن يَغُشَّهُمُ صَدرُ |
20 | تَواضَعَ مِن مَجدٍ فَإِن هُوَ لَم يَكُن | * | لَهُ الكُبرُ في أَكفائِهِ فَلَهُ الكِبرُ |
21 | وَذو رِعَةٍ لا يَقبَلُ الدَهرَ خُطَّةً | * | إِذا الحَمدُ لَم يَدلُل عَليها وَلا الأَجرُ |
22 | فَداكَ رِجالٌ باعَدَ المَنعُ رِفدَهُمْ | * | فَلا الخِمسُ وِردٌ مِن نَداهُمْ وَلا العِشرُ |
23 | أَلامَت سَجاياهُمْ وَضَنَّت أَكُفُّهُمْ | * | فَإِحسانُهُمُ سوءٌ وَمَعروفُهُمْ نُكرُ |
24 | يَكونُ وَفورُ العِرضِ هَمَّكَ دونَهُمْ | * | إِذا كانَ هَمُّ القَومِ أَن يَفِرَ الوَفرُ |
25 | وَلَو ضَرَبوا في المَكرُماتِ بِسُهمَةٍ | * | لَكانَ لَهُم فيها اللَفا وَلَكَ الكُثرُ |
26 | بَقاءُ المَساعي أَن تُمِدَّ لَكَ البَقا | * | وَعُمرُ المَعالي أَن يَطولَ لَكَ العُمرُ |
27 | لَقَد كانَ يَومُ النَهرِ يَومَ عَظيمَةٍ | * | أَطَلَّت وَنَعماءٍ جَرى بِهِما النَهرُ |
28 | أَجَزتَ عَلَيهِ عابِرًا فَتَساجَلَت | * | أَواذِيُّهُ لَمّا طَما فَوقَهُ البَحرُ |
29 | وَزالَت أَواخي الجِسرِ وَانهَدَمَت بِهِ | * | قَواعِدُهُ العُظمى وَما ظَلَمَ الجِسرُ |
30 | تَحَمَّلَ حِلمًا مِثلَ قُدسٍ وَهِمَّةٍ | * | كَرَضوى وَقَدرًا لَيسَ يَعدِلُهُ قَدرُ |
31 | وَلَو لا دِفاعُ اللَهِ عَنكَ وَمَنُّهُ | * | عَلَيكَ وَفَضلٌ مِن مَواهِبِهِ غَمرُ |
32 | لَأَظلَمَتِ الدُنيا وَلَانقَضَّ حُسنُها | * | وَلَانحَتَّ مِن أَفنانِها الوَرَقُ الخُضرُ |
33 | وَلَمّا رَأَيتَ الخَطبَ ضَنكًا سَبيلُهُ | * | وَقَد عَظُمَ المَكروهُ وَاستَفظَعَ الأَمرُ |
34 | صَرَمتَ فَلَم تَقعُد بِحَزمِكَ حيرَةُ الـ | * | ـمَرُوعِ وَلَم يَسدُد مَذاهِبَكَ الذُعرُ |
35 | وَما كانَ ذاكَ الهَولُ إِلّا غَيابَةً | * | بَدا طالِعًا مِن تَحتِ ظُلمَتِها البَدرُ |
36 | فَإِن نَنسى نُعمى اللَهِ فيكَ فَحَظَّنا | * | أَضَعنا وَإِن نَشكُر فَقَد وَجَبَ الشُكرُ |
37 | أَراكَ بِعَينِ المُكتَسي وَرَقَ الغِنى | * | بِآلائِكَ اللاتي يُعَدِّدُها الشِعرُ |
38 | وَيُعجِبُني فَقري إِلَيكَ وَلَم يَكُن | * | لَيُعجِبُني لَولا مَحَبَّتُكَ الفَقرُ |
39 | وَوَاللَهِ ما ضاعَت أَيادٍ أَتَيتَها | * | إِلَيَّ وَلا أَزرى بِمَعروفِها الكُفرُ |
40 | وَما لِيَ عُذرٌ في جُحودِكَ نِعمَةً | * | وَلَو كانَ لي عُذرُن لَما حَسُنَ العُذرُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (2/843-847)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: طويل
- الروي:: راء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (4-11) في صفحة (844)،
3 - الأبيات (12-20) في صفحة (845)،
4 - الأبيات (21-29) في صفحة (846)،
5 - الأبيات (30-40) في صفحة (847)،