الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> حَذِرتُ الحُبَّ لَو أَغنى حِذاري * وَرُمتُ الفَرَّ لَو نَجّى فِراري
1 | حَذِرتُ الحُبَّ لَو أَغنى حِذاري | * | وَرُمتُ الفَرَّ لَو نَجّى فِراري |
2 | وَمازالَت صُروفُ الدَهرِ حَتّى | * | غَدَت أَسماءُ شاسِعَةَ المَزارِ |
3 | وَما أُعطى القَرارَ وَقَد تَناءَت | * | وَهَذا الحُبُّ يَمنَعُني قَراري |
4 | يَغارَ الوَردُ أَن سَفَرَت وَيَبدو | * | تَغَيُّرُ كَأبَةً في الجُلَّنارِ |
5 | هَواكِ أَلَجَّ في عَيني قَذاها | * | وَخَلّى الشَيبَ يَلعَبُ في عِذاري |
6 | بِما في وَجنَتَيكِ مِنِ احمِرارِ | * | وَما في مُقلَتَيكِ مِنِ احوِرارِ |
7 | لَئِن فارَقتُكُمْ عَبَثًا فَإِنّي | * | عَلى يَومِ الفِراقِ لَجِدُّ زارِ |
8 | وَكَم خَلَّيتُ عِندَكِ مِن لَيالٍ | * | مُعَشَّقَةٍ وَأَيّامٍ قِصارِ |
9 | فَهَل أَنا بائِعٌ عَيشًا بِعَيشٍ | * | مَضى أَو مُبدِلٌ دارًا بِدارِ |
10 | أَعاذِلَتي عَلى أَسماءَ ظُلمًا | * | وَإِجراءِ الدُموعِ لَها الغِزارِ |
11 | مَتى عاوَدتِني فيها بِلَومٍ | * | فَبِتِّ ضَجيعَةً لِلمُستَعارِ |
12 | لِأَسلَحَ حينَ يُمسي مِن حُبارى | * | وَأَضرَطَ حينَ يُصبِحُ مِن حِمارِ |
13 | إِذا أَحبابُهُ أَمسَوا عَشِيًّا | * | أَعَدّوا وَاستَعَدّوا لِلبَوارِ |
14 | إِذا أَهوى لِمَرقِدِهِ بِلَيلٍ | * | فَيا خَزيَ البَراذِعِ وَالسَراري |
15 | وَيا بُؤسَ الضَجيعِ وَقَد تَطَلّى | * | بِخِلطَي جامِدٍ مَعَهُ وَجارِ |
16 | وَما كانَت ثِيابُ المُلكِ تُحشى | * | جَريرَةَ بائِلٍ فيهِنَّ خارِ |
17 | فَلَو أَنّا استَطَعنا لَافتَدَينا | * | قَطوعَ الرَقمِ مِنهُ بِالبَوارِي |
18 | يُبيدُ الراحَ في يَومِ النَدامى | * | وَيُفني الزادَ في يَومِ الخُمارِ |
19 | يَعُبُّ فَيُنفِدُ الصَهباءَ جِلفٌ | * | قَريبُ العَهدِ بِالدِبسِ المُدارِ |
20 | رَدَدناهُ بِرُمَّتِهِ ذَليلًا | * | وَقَد عَمَّ البَرِيَّةَ بِالدَمارِ |
21 | وَكانَ أَضَرَّ فيهِم مِن سُهَيلٍ | * | إِذا أَوبا وَأَشأَمَ مِن قُدارِ |
22 | تَفانى الناسُ حَتّى قُلتُ عادوا | * | إِلى حَربِ البَسوسِ أَوِ الفِجارِ |
23 | فَلَولا اللَهُ وَالمُعتَزُّ بِدنا | * | كَما بادَت جَديرٌ مِن وَبارِ |
24 | تَدارَكَ عُصبَةً مِنّا حَيارى | * | عَلى جُرفٍ مِنَ الحَدَثانِ هارِ |
25 | تَلافاهُمْ بِطولٍ مِنهُ جَمٍّ | * | وَعَفوٍ شامِلٍ بَعدَ اقتِدارِ |
26 | إِمامُ هُدىً يُحَبَّبُ في التَأَنّي | * | وَيُخشى في السَكينَةِ وَالوَقارِ |
27 | إِذا نَظَرَ الوُفودُ إِلَيهِ قالوا | * | أَبَدرُ اللَيلِ أَم شَمسُ النَهارِ |
28 | لَهُ الفَضلانِ فَضلُ أَبٍ وَأُمٍّ | * | وَطيبُ الخيمِ في كَرَمِ النِجارِ |
29 | هَزَرناهُ لِأَحداثِ اللَيالي | * | فَأَحمَدنا مَضارِبَ ذي الفَقارِ |
30 | أَميرَ المُؤمِنينِ نَداكَ بَحرٌ | * | إِذا ما فاضَ غَضَّ مِنَ البِحارِ |
31 | لَأَنتَ أَمَدُّ بِالمَعروفِ كَفًّا | * | وَأَوهَبُ لِلُّجَينِ وَلِلنُضارِ |
32 | وَأَحفَظُ لِلذِمامِ إِذا مَتَتنا | * | إِلَيكَ بِهِ وَأَحمى لِلذِمارِ |
33 | لَئِن تَمَّ الفِداءُ كَما رَجَونا | * | بِيُمنِكَ بَعدَ مُكثٍ وَانتِظارِ |
34 | فَمِن أَزكى خِلالِكَ أَن تُفادي | * | إِلى الأَهلينَ مِنهُم وَالدِيارِ |
35 | بَذَلتَ المالَ فيهِم كَي يَعودوا | * | إِلى الأَهلينَ مِنهُم وَالدِيارِ |
36 | فَيا لَكِ فَعلَةً يُهدى نَثاها | * | إِلى أَهلِ المُحَصَّبِ وَالجِمارِ |
37 | حَبَوتَ بِحُسنِ سُمعَتِها وَصيفًا | * | فَنالَ بِنُبلِها شَرَفَ الفَخارِ |
38 | رَعَيتَ أَمانَةً مِنهُ وَنُصحًا | * | وَأَنتَ مُوَفَّقٌ في الاختِيارِ |
39 | وَفازَ مِنَ الوَفاءِ لَكُمْ عَزيزًا | * | وَخاطَرَ عِندَ تَغريرِ الخِطارِ |
40 | وَآثَرَكُمْ وَلَم يُؤثِر عَلَيكُمْ | * | وَقَد شَرَعَت لَهُ دُنيا المُعارِ |
41 | إِذا ما قَرَّبوهُ وَآنَسوهُ | * | غَلا في البُعدِ عَنهُمْ وَالنِفارِ |
42 | حَياءً أَن يُقالَ أَتى بِغَدرٍ | * | وَنُبلًا أَن يَحُلَّ مَحَلَّ عارِ |
43 | وَهِمَّةُ مُستَقِلِّ النَفسِ يَسمو | * | بِهِمَّتِهِ إِلى الرُتَبِ الكِبارِ |
44 | شَكَرتُكَ بِالقَوافي عَن شَفيعي | * | إِلَيكَ وَصاحِبي الأَدنى وَجاري |
45 | وَمَولاكَ الَّذي مازِلتَ تَرضى | * | وَتَحمَدُ غَيبَهُ في الاختِيارِ |
46 | فَلا نَعدَم بَقاءَكَ في سُرورٍ | * | وَعِزٍّ ما سَرى الظَلماءَ سارِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (2/935-939)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: وافر
- الروي:: راء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (11-18) في صفحة (936)،
3 - الأبيات (19-26) في صفحة (937)،
4 - الأبيات (27-36) في صفحة (938)،
5 - الأبيات (37-46) في صفحة (939)،