الرئيسة >> ديوان العرب >> محمد بن عثيمين >> أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ * إِذا ما هَفا ظَلَّيتُ بِالدَمعِ أَشرَقُ
1 | أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ | * | إِذا ما هَفا ظَلَّيتُ بِالدَمعِ أَشرَقُ |
2 | إِذا ناضَ لَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ | * | تَحُمُّ لَها الأَحشاءُ وَالقَلبُ يَخفُقُ |
3 | أَمُدُّ لَهُ طَرفي وَمِن دونِ وَمضِهِ | * | خُبوتٌ وَأَحقافٌ وَبَيداءُ سَملَقُ |
4 | وَمَجهَلَةٍ لِلجِنِّ في عَرَصاتِها | * | عَزيفٌ يُراعُ الذِئبُ مِنهُ وَيَفرَقُ |
5 | أُرَجِّمُ فيهِ الظَنَّ أَينَ مَصابُهُ | * | عَسى في رِياضِ المَجدِ يَهمي وَيَغدَقُ |
6 | مَنابِعُ أَنوارِ الهُدى في عِراصِها | * | لِباغي الهُدى وَالفَضلِ هديٌ وَمَرفِقُ |
7 | وَمَوطِنُ أَملاكٍ غَطاريفَ سادَةٍ | * | لَهُم عُنصُرٌ في باذِخِ المَجدِ مُعرِقُ |
8 | إِذا نازَلوا كانوا لُيوثًا عَوابِسًا | * | وَإِن نَزَلوا كانوا بُحورًا تَدَّفقُ |
9 | أَجَل مَن يَكُن عَبدُ العَزيزِ فَخارَهُ | * | فَلا غَروَ لَو فَوقَ الكَواكِبِ يُعتِقُ |
10 | هُوَ النِعمَةُ الكُبرى مِنَ اللَهِ لِلوَرى | * | وَرَحمَتُهُ وَاللَهُ جَلَّ المُوَفِّقُ |
11 | بِهِ اللَهُ أَعطاهُمْ حَياةً جَديدَةً | * | وَهُم قَبلَهُ أَيدي سَبا قَد تَمَزَّقوا |
12 | قِوامٌ لَهُمْ في دينِهِمْ وَمَعاشِهِمْ | * | إِلى الحَقِّ يَهديهِمْ وَبِالحَقِّ يَنطِقُ |
13 | فَمَن يَعتَصِم مِنهُ بِحَبلٍ وَذِمَّةٍ | * | وَإِلّا مِنَ الدينِ الحَنيفِيِّ يَمرُقُ |
14 | أَلَيسَ أَتى في مُحكَمِ الذِكرِ أَمرُنا | * | بِطاعَتِهِ حَقًّا وَلا نَتَفَرَّقُ |
15 | فَقالَ أَطيعوا اللَهَ ثُمَّ رَسولَهُ | * | كَذاكَ وَلِيَّ الأَمرِ نَصٌّ مُحَقَّقُ |
16 | فَقُل لِاُناسٍ بِالكُوَيتِ وَحائِلٍ | * | يَقولونَ إِنّا بِالكِتابِ نُصَدِّقُ |
17 | أَهذا كَلامُ اللَهِ أَم قَولُ غَيرِهِ | * | أمِ الحُكمُ مَنسوخٌ أَفيدوا وَحَقِّقوا |
18 | أفي الغَربِ أَم في الهِندِ فيما عَلِمتُمُ | * | أَمِ اليَمَنِ الأَقصى وَما ضَمَّ جِلَّقُ |
19 | إِمامٌ عَلى نَهجِ الشَريعَةِ سائِرٌ | * | نُبايِعُهُ نَحنُ وَأَنتُم وَنَصدُق |
20 | وَهَل عُدَّ في آبائِكُم وَجُدودِكُم | * | خَليفَةُ عَدلٍ أَو إِمامٌ مُوَفَّقُ |
21 | فَأَنتُم عَلى آثارِهِ تَقتَفونَهُ | * | أَبينوا لَنا أَم ذا هَوًى وَتَحَمُّقُ |
22 | وَإِلّا فَما يَمنَعُكُمُ أَن تُبايِعوا | * | عَلى ما بِهِ يَقضي الكِتابُ المُصَدَّقُ |
23 | إِمامَ هُدًى لِلرُّشدِ يَهدي وَيَهتَدي | * | مُقيمَ سَواءٍ بِالرَعِيَّةِ يَرفُقُ |
24 | فَمَن باتَ لَيلاً خالِعًا بَيعَةَ الَّذي | * | بِهِ لُمَّ شَعثُ المُسلِمينَ المُفَرَّقُ |
25 | فَإِن ماتَ كانَت ميتَةً جاهِلِيَّةً | * | وَإِن عاشَ فَهوَ المارِقُ المُتَزندِقُ |
26 | كَما جاءَ في الأَخبارِ نَصًّا مُوَكَّدًا | * | فَلَسنا بِأَدنى شُبهَةٍ نَتَعَلَّقُ |
27 | أَما المُسلِمونَ الآنَ مِن جِذمِ رَيدَةٍ | * | إِلى الشامِ قَولٌ مُحكَمٌ لا مُلَفَّقُ |
28 | وَمِن مُنتَهى الرِيعانِ حَتّى تُنيخَها | * | بِأَقصى عُمانٍ كُلُّهُم قَد تَحَقَّقوا |
29 | بِأَنَّ لَهُ في عُنقِ كُلِّ مُوَحِّدٍ | * | مِنَ اللَهِ عَهدٌ بِالإِمامَةِ موثَقُ |
30 | فَيا لَيتَ شِعري أَينَ ضَلَّت حُلومُكُم | * | وَغَرَّكُمُ الغَرّارُ وَالحَظُّ مُخفِقُ |
31 | فَهَلّا اتَّقَيتُم وَثبَةً مُقرِنِيَّةً | * | كَأَنَّ لَدَيها أَجدَلَ الطَيرِ خِرنِقُ |
32 | فَلا تُخرِجوهُ عَن سَجِيَّةِ حِلمِهِ | * | فَما هُوَ إِلّا اللَيثُ إِن هَمَّ يَصدُقُ |
33 | فَكَم عَفَّ عَمَّن لَو جَزاهُ بِذَنبِهِ | * | لَطارَ مَعَ العَنقاءِ حَيثُ تُحَلِّقُ |
34 | أَرَيتُكُمُ لَو جَرَّ مَن قَد ذَكَرتُهُ | * | عَلَيكُمُ يَسوقُ الفَيلَقَ الجَمَّ فَيلَقُ |
35 | أَهَل كُنتُمُ إِلّا لُقَيمَةَ آكِلٍ | * | لَهُم قَبلَ ما قَرنُ الغَزالَةِ بُشرِقُ |
36 | جَحافِلُ فيها مِن سُلالَةِ ناهِسٍ | * | أُسودٌ على أَعدا الشَريعَةِ حُنَّقُ |
37 | سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ عِطاشٌ إِلى الوَغى | * | إِذا ما حِياضُ المَوتِ بِالمَوتِ تُدهَقُ |
38 | وَفيها لُيوثٌ مِن صَميمِ هَوازِنٍ | * | أولئِكَ أَدرى بِالطِعانِ وَأَحذَقُ |
39 | طِوالُ الخُطا في مَعرَكِ الطَعنِ لِلعِدا | * | ثِقالٌ إِذا ما مَأزِقُ الحَربِ ضَيِّقُ |
40 | وَفيها بَنو قَحطانَ قَومٌ سَما بِهِم | * | مَعَ العَزمِ آباءٌ إِلى المَجدِ سُبَّقُ |
41 | هُمُ هاجَروا لِلَّهِ ثَمَّةَ جاهَدوا | * | فَبُشراهُمُ لِلمَجدِ وَالخَيرِ وُفِّقوا |
42 | وَمِن شَمَّرٍ فيها وَحَربٍ وَغَيرِهِم | * | قَبائِلُ لِلدُّنيا الدَنِيَّةِ طَلَّقوا |
43 | وَهُم نَصَروا الدينَ القَويمَ وَأَصبَحَت | * | لَهُم رايَةٌ بِالعِزِّ وَالنَصرِ تَخفِقُ |
44 | وَفيها سَراةٌ مِن سُبَيعِ بنِ عامِرٍ | * | لِهامِ العِدا بِالمُشرَفِيِّ تُفَلِّقُ |
45 | وَفيها بَنو الإِسلامِ أَعلَوا مَنارَهُ | * | لَيالِيَ وَجهُ الأَرضِ بِالشِركِ مُغسِقُ |
46 | أولئِكَ أَهلُ المُدنِ مِن كُلِّ باسِلٍ | * | إِلى الطَعنِ في يَومِ اللِقا يَتَدَلَّقُ |
47 | بِيُمنِ إِمامِ المُسلِمينَ تَأَلَّقَت | * | قُلوبٌ وَأَهواءٌ غَشاها التَفَرُّقُ |
48 | إِذا صَلُحَت في داخِل الجِسمِ مُضغَةٌ | * | فَإِنَّ صَلاحَ الجِسمِ فيها مُعَلَّقُ |
49 | لَقَد كادَ هذا الدينُ يَنهَدُّ قَبلَهُ | * | وَسيمَ بَنوهُ الخَسفَ جَوراً وَأُرهِقوا |
50 | فَجاءَ بِهِ اللَهُ العِبادَ بِلُطفِهِ | * | غِياثًا لَهُم وَاللَهُ بِالخَلقِ أَرفَقُ |
51 | فَتىً دَهرُهُ شَطرانِ بَاسٌ وَنائِلٌ | * | بِهِ اللَهُ في الدُنيا يُهينُ وَيَرزُقُ |
52 | فَتى طَلِباتٍ لَيسَ يُغضي عَلى القَذى | * | وَيَقرَعُ بابَ الخَطبِ وَالخَطبُ مُغلَقُ |
53 | إِذا هَمَّ لَم يَردُد عَزيمَةَ هَمِّهِ | * | مَقالُ مُشيرٍ أَو عَذولٌ يُعَوِّقُ |
54 | وَلكِنَّهُ يَمضي وَلِلحَربِ غَليَةٌ | * | تَجيشُ لَها نَفسُ الكَمِيِّ وَتَزهَقُ |
55 | يُفيتُ مُلوكَ الأَرضِ ما يَطلُبونَهُ | * | لَدَيهِ وَإِن يَطلُبهُمُ فَهوَ يَلحَقُ |
56 | إِذا لاحَ أَعشى الناظِرينَ مَهابَةً | * | فَهُم نُكَّسُ الأَذقانِ وَالطَرفُ يُرمُقُ |
57 | مَهابَةَ مَلكٍ لكِنِ الدينُ تاجُها | * | وَمَن يَعرَ مِن ثَوبِ التُقى فَهوَ أَخرَقُ |
58 | وَكَالبَحرِ في حالِ الرِضى فَيضُ كَفِّهِ | * | وَكَالبَحرِ قُل ما شِئتَ إِن جاشَ يُغرِقُ |
59 | مَحامِدُ شَتّى لكِنِ الشَخصُ واحِدٌ | * | وَرَبُّكَ مُختارٌ وَما شاءَ يَخلُقُ |
60 | ولا كَابنِ عِجلٍ في سَفاهَةٍ رَأيِهِ | * | وَتَسويلِهِ لِلقَومِ حَتّى تَوَهَّقوا |
61 | فَصَبَّحَهُم جُندُ الإِلهِ وَحِزبُهُ | * | بِمَلمومَةٍ فيها الصَفائِحُ تَبرُقُ |
62 | فَأَدمَوا مِنَ العَضِّ الأَصابِعَ نُدَّمًا | * | فَلَم يُغنِهِم طولُ الأَسى وَالتَحَرُّقُ |
63 | وَذي عادَةُ المَولى الكَريمِ بِمَن غَدا | * | يُناوي بَني الإِسلامِ لابُدَّ يَمحَقُ |
64 | فَيا مَعشَرَ الإِخوانِ دَعوَةَ صارِخٍ | * | لَكُم ناصِحٌ بِالطَبعِ لا مُتَخَلِّقُ |
65 | يَوَدُّ لَكُم ما يَمتَنيهِ لِنَفسِهِ | * | وَيَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ في اللَهِ أَوثَقُ |
66 | تَحامَوا عَلى دينِ الهُدى مَع إِمامِكُم | * | وَكونوا لَهُ بِالسَمعِ جُنداً تُوَفَّقوا |
67 | وَإِيّاكُمُ وَالإِفتِراقَ فَإِنَّهُ | * | هُوَ الهُلكُ في الدُنيا وَلِلدّينِ يوبِقُ |
68 | فَوَاللَهِ ثُمَّ اللَهِ لا رَبَّ غَيرُهُ | * | يَمينَ امرىءٍ لا مُفتَرٍ يَتَمَلَّقُ |
69 | وَلا قاصِدٍ يَومًا بِقَولي مَكانَةً | * | وَلا عاجِلاً لِلدّينَ وَالسَمتُ يَعرُقُ |
70 | لَما عَلِمَت نَفسي عَلى الأَرضِ مِثلَهُ | * | إِماماً عَلى الإِسلامِ وَالخَلقِ يَشفَقُ |
71 | عَسى أَن نَراها سيرَةً عُمَرِيَّةً | * | يَدينُ لَها غَربُ البِلادِ وَمَشرِقُ |
72 | فَفيهِ وَلا نَعدَمهُ تَبدو مَخايِلٌ | * | بِها العِزُّ لِلإِسلامِ وَالمُلكِ يورِقُ |
73 | وَصَلّى إلهُ العالَمينَ عَلى الَّذي | * | بِأَنوارِهِ الأَكوانُ تَزهو وَتُشرِقُ |
74 | كَذا الآلِ وَالأَصحابِ ما لاحَ بارِقٌ | * | وَما ناحَ في الدَوحِ الحَمامُ المُطَوَّقُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
العقد الثمين من شعر محمد بن عثيمين (113-124)، جمعه وحققه وشرح ألفاظه سعد بن عبد العزيز الرويشد - البحر:: طويل
- الروي:: قاف
- العصر:: حديث
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (4-9) في صفحة (114)،
3 - الأبيات (10-17) في صفحة (115)،
4 - الأبيات (18-25) في صفحة (116)،
5 - الأبيات (26-32) في صفحة (117)،
6 - الأبيات (33-38) في صفحة (118)،
7 - الأبيات (39-45) في صفحة (119)،
8 - الأبيات (46-52) في صفحة (120)،
9 - الأبيات (53-59) في صفحة (121)،
10 - الأبيات (60-62) في صفحة (122)،