الرئيسة >> ديوان العرب >> امرؤ القيس >> ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي * وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
1 | ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي | * | وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي |
2 | وَهَل يَعِمَنْ إِلاَّ سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ | * | قليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بأَوْجَالِ |
3 | وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أَحْدَثُ عَهدِهِ | * | ثَلاثِينَ شهرًا في ثَلاثَةِ أحوَالِ |
4 | دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ | * | ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطَّالِ |
5 | وتَحْسَبُ سَلْمَى لا تزالُ ترى طَلاً | * | مِنَ الوَحشِ أوْ بَيضًا بِمَيْثَاءِ مِحْلالِ |
6 | وتَحْسَبُ سَلْمَى لا نزالُ كَعَهْدِنا | * | بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسِّ أوْعالِ |
7 | لَيَاليَ سَلْمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّبًا | * | وجيدًا كجيدِ الرِّئْمِ ليس بِمِعْطَالِ |
8 | ألا زَعَمَتْ بَسْبَاسةُ اليومَ أَنَّنِي | * | كَبِرْتُ وأنْ لا يُحْسنُ الَّلهوَ أَمْثالِي |
9 | كَذَبْتِ لقدْ أُصْبِي على المَرْءِ عِرْسَهُ | * | وأمنعُ عِرْسِي أَنْ يُزَنَّ بها الخالي |
10 | وَيَا رُبَّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَةٍ | * | بِآنِسَةٍ كَأنَّهَا خَطُّ تِمْثَالِ |
11 | يُضِيءُ الفِراشَ وَجْهُهُا لِضَجِيعِها | * | كمِصْبَاحِ زَيتٍ في قناديلِ ذُبَّالِ |
12 | كأنَّ على لَبَّاتِها جَمْرَ مُصْطَلٍ | * | أصابَ غَضًى جَزْلاً وَكُفَّ بأَجْذَالِ |
13 | وَهَبَّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا | * | صَبًا وشمالُ في منازلِ قُفَّالِ |
14 | ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلةٍ | * | لَعُوبٍ تُنَسِّيني إذا قُمْتُ سِرْبَالي |
15 | إذا ما الضَّجيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيَابِها | * | تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَةً غَيرَ مِجْبالِ |
16 | كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه | * | بما احْتَسَبَا مِن لَيْنِ مَسٍّ وتَسْهَالِ |
17 | لَطِيفَةُ طَيِّ الكَشْحِ غيرِ مُفَاضَةٍ | * | إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتَجَّةً غَيرَ مِتْفَالِ |
18 | تَنَوَّرْتُها مِن أذرعاتٍ وأهلُها | * | بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ |
19 | نَظَرْتُ إليها والنُّجومُ كأَنَّها | * | مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِقُفَّالِ |
20 | سَمَوتُ إليها بعدَ ما نامَ أَهْلُها | * | سُمُوَ حَبَابِ المَاءِ حَالاً على حَالِ |
21 | فقالتْ سَبَاكَ اللهُ إِنَّك فَاضِحي | * | ألستَ ترى السُّمَّارَ والنَّاس أَحْوَالِ |
22 | فقلتُ يمينَ اللهَ أبرحُ قاعدًا | * | ولو قَطَّعُوا رَأْسِي لديكَ وأَوْصَالِي |
23 | حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فَاجِرٍ | * | لَنَامُوا فما إِنْ مِن حَدِيثٍ ولا صَالِ |
24 | فلمَّا تَنَازَعْنَا الحديثَ وأَسْمَحَتْ | * | هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذي شَمَارِيخَ مَيَّالِ |
25 | وَصِرْنا إلى الحُسْنَى وَرَقَّ كلامُنا | * | ورُضْتَ فَذَلَّتْ صَعْبَةً أيَّ إِذْلالِ |
26 | فأصبحتُ مَعْشُوقًا وأصبحَ بعلُها | * | عليه القَتَامُ سَيِّء الظَّنِّ والبَالِ |
27 | يَغُطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِنَاقُهُ | * | لِيَقْتُلَنِي والمَرْءُ ليس بِقَتَّالِ |
28 | أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي | * | وَمَسْنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أَغْوَالِ |
29 | وليس بذي رُمْحِ فَيَطْعَنَنِي بِهِ | * | وليس بذي سَيْفٍ وليس بِنَبَّالِ |
30 | أَيَقْتُلُنِي وقد شَغَفْتُ فؤادَها | * | كما شَغَفَ المَهْنُوءَةَ الرَّجلِ الطَّالِي |
31 | وقد عَلِمَتْ سَلْمَى وإنْ كان بَعْلَها | * | بأنَّ الفتى يَهْذِي وليس بِفَعَّالِ |
32 | وماذا عليه أَنْ ذَكَرْتُ أَوَانِسًا | * | كَغِزْلانِ رَمْلٍ في مَحَارِيبِ أَقْيَالِ |
33 | وبيتِ عَذَرَاى يومَ دَجْنٍ وَلَجْتُهُ | * | يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرَافِقِ مِكْسَالِ |
34 | سِبَاطِ البَنَانِ والعَرَانِينِ والقَنَا | * | لِطَافِ الخُصُورِ في تَمَامٍ وإِكْمَالِ |
35 | نَوَاعِمَ يُتْبِعْنَ الهوى سُبُلَ الرَّدَى | * | يَقُلْنَ لأهلِ الحِلْمِ ضُلاً بِتَضْلالِ |
36 | صَرَفْتُ الهوى عَنْهُنَّ مِن خَشْيَةِ الرَّدى | * | ولستُ بِمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالِ |
37 | كأنِّي لم أَرْكَبْ جوادًا لِلَذَّةٍ | * | ولم أَتَبَطَّنْ كاعِبًا ذاتَ خَلْخَالِ |
38 | ولم أَسْبَإِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ | * | لِخَيْلِيَ كُرِّي كَرَّةَ بعدَ إِجْفَالِ |
39 | ولم أَشهدِ الخَيلَ المُغِيرةَ بالضُّحى | * | على هيكلٍ نَهْدِ الجُزَارةِ جَوَّالِ |
40 | سَليمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسَا | * | له حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ |
41 | وصُمٌّ صِلابٌ ما يَقِينَ مِن الوَجَى | * | كأنَّ مكانَ الرِّدْفِ منه على رَالِ |
42 | وقد أغتدي والطَّيرُ في وُكُنَاتِها | * | لِغَيثٍ مِن الوَسْمِيِّ رائِدُه خَالِ |
43 | تَحَامَاهُ أطرافُ الرِّماحِ تَحامِيًا | * | وجادَ عليه كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ |
44 | بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيَ لحمَها | * | كُمَيْتِ كأَنَّها هِرَوَاةُ مِنْوَالِ |
45 | ذَعَرْتُ بِها سِرْبًا نَقِيًّا جُلودُهُ | * | وأَكْرُعُهُ وَشْيُ البُرُودِ مِن الخَالِ |
46 | كأنَّ الصُّوارَ إذ تَجَهَّدَ عدوَه | * | على جَمَزَى خيلٌُ تجولُ بأَجْلالِ |
47 | فجالَ الصُّوارُ واتَّقَينَ بِقَرْهَبٍ | * | طويلِ القَرَا والرَّوقِ أَخْنَسَ ذَيَّالِ |
48 | فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثورٍ ونعجةٍ | * | وكان عِداءُ الوحشِ مِنِّي على بَالِ |
49 | كأنِّي بِفَتْخَاءِ الجَنَاحَينِ لِقْوَةٍ | * | صَيودٍ مِن العُقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِمْلالِ |
50 | تَخَطَّفُ خِزَّانَ الشَّرَبَّةِ بالضُّحى | * | وقد حَجَرَتْ منه ثَعَالِبُ أَوْرَالِ |
51 | كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ رَطْبًا ويابِسًا | * | لدى وَكْرِها العُنَّابُ والحَشَفُ البَالِي |
52 | فلو أنَّ ما أسعى لأَدْنَى مَعِيْشَةٍ | * | كفاني ولم أطلبْ قَليلٌ مِن المالِ |
53 | ولكنَّما أسعى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ | * | وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المُؤَثَّلَ أَمْثَالِي |
54 | وما المَرْءُ ما دامتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ | * | بِمُدْرِكِ أطرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
الديوان (27-39) بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف - البحر:: طويل
- الروي:: لام
- العصر:: جاهلي
- اضغط هنا للطباعة