الرئيسة >> ديوان العرب >> الشماخ بن ضرار الذبياني >> كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْنًا رَبَاعيًا*بِلِيتَيْه مِنْ زَرِّ الحميرِ كُلومُ
1 | كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْنًا رَبَاعيًا | * | بِلِيتَيْه مِنْ زَرِّ الحميرِ كُلومُ |
2 | عَلنْدى مِصكًّا قدْ أضرَّ بعانةٍ | * | لِما شذَّ منها أو عَصاهُ عَذومُ |
3 | تربَّعَ أَكنافَ القَنانِ فصارةٍ | * | فماوانَ حتّى قاظَ وهو زَهومُ |
4 | إلى أنْ علاهُ القيظُ واستَنَّ حَوْلَهُ | * | أَهابيُّ منها حاصِبٌ وسَمُومُ |
5 | وأعوَزَهُ باقي النِّطافِ وقلّصَتْ | * | ثَمائِلُها وفي الوجوهِ سُهومُ |
6 | وحلأَّها حتّى إذا تمَّ ظِمؤُها | * | وقد كادَ لا يبقى لَهُنَّ شُحومُ |
7 | فظلَّ سَراةَ اليومِ يقسمُ أَمْرَهُ | * | مُشِتُّ عليهِ الأمرُ أَيْنَ يَرومُ |
8 | وأقلقَهُ همٌّ دخيلٌ ينوبُهُ | * | وهاجرةٌ جرَّتْ عليهِ صَدومُ |
9 | برابيةٍ يَنحطُّ عنها مُعَشِّرًا | * | ويعلو عليها تارةً فيصومُ |
10 | وظلّتْ كأَنَّ الطيرَ فوقَ رؤوسِها | * | صِيامًا تُراعى الشمسَ وهو كظومُ |
11 | مخافَة مخشيِّ الشَّذاةِ عَذَوَّرٍ | * | لِنابيْهِ في أكفالِهنَّ كُلومُ |
12 | إلى أنْ أجنَّ الليلُ وانقضَّ قاربًا | * | عليهِنَّ جيّاشُ الجِراءِ أَزومُ |
13 | وكَمَّشها ثَبْتُ الحِضارِ مُلازمٌ | * | لِمَا ضاعَ مِن أدْبارِهِنَّ لَزُومُ |
14 | فأَوْرَدَها ماءً بغَضْوَرَ آجِنًا | * | لهُ عَرْمَضٌ كالغِسْل فيهِ طُمومُ |
15 | بحضرتهِ رامٍ أَعدَّ سَلاجِمًا | * | وبالكفِّ طَوْعُ المركضيْنِ كَتُومُ |
16 | فلمّا دَنتْ للماءِ هِيمًا تعّجلتْ | * | رَباعيّةٌ للهادِياتِ قَدُومُ |
17 | فدَّلتْ يديْها واستغاثتْ بِبَرْدِهِ | * | على ظَمأٍ منها وفيهِ جُمومُ |
18 | فأهوى بمفتوقِ الغِرارْين مُرْهَفٌ | * | عليه لُؤَمُ الريشِ فهو قَتُومُ |
19 | فأَنْفَذَ حِضْنَيْها وجالَ أمامَها | * | طميلٌ يُفَرِّي الجوْفَ وَهْوَ سليمُ |
20 | فولّتْ وولّى العيْرُ فيها كأنَّما | * | يُلَهَّبُ في آثارِهِنَّ ضَريمُ |
21 | وغادَرَها تكبو لِحُرِّ جبينِها | * | كِلا مَنْخِرَيْها بالنجيعِ رَذُومُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
الديوان (299-303)، حققه وشرحه صلاح الدين الهادي، دار المعارف، القاهرة، مصر - البحر:: طويل
- الروي:: ميم
- العصر:: مخضرم
- اضغط هنا للطباعة