الرئيسة >> ديوان العرب >> النابغة الجعدي >> سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ * وَبِتَّ بِبَثٍّ وَلَم تَنصَبِ
1 | سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ | * | وَبِتَّ بِبَثٍّ وَلَم تَنصَبِ |
2 | وَقالت سُلَيمى أَرَى رأَسَهُ | * | كَناصِيَةِ الفَرَسِ الأَشهَبِ |
3 | وَذَلكَ مِن وَقَعاتِ المُنونِ | * | فَفِيئي إِليكِ وَلا تَعجَبي |
4 | أَتَينَ عَلى إِخوَتي سَبعَةً | * | وَعُدنَ عَلى رَبعِيَ الأَقرَبِ |
5 | وَسادَةِ رَهطيَ حَتّى بَقيـ | * | ـتُ فَردًا كصِيصِيَّةِ الأَغضَبِ |
6 | فَلَيتَ رَسُولاً لَهُ حاجَةٌ | * | إِلى الفَلَجِ العودِ فَالأَشعَبِ |
7 | وَدَسكَرةٍ صَوتُ أَبَوابِها | * | كَصوتِ المَواتِحِ بِالجَوأَبِ |
8 | سَبَقتُ صِياحَ فَرارِيجِها | * | وَصوتَ نَواقِيسَ لَم تُضرَبِ |
9 | برَنَّةِ ذي عَتَبٍ شارِفٍ | * | وَصَهباءَ كَالمِسكِ لَم تُقطَبِ |
10 | وَقَهوَةِ صَهباءَ باكَرتُها | * | بِجُهمَةَ وَالديكُ لَم يَنعَبِ |
11 | وَجُردٍ جَوانِحَ وِردَ القَطا | * | يوائِلنَ مِن عَنَقٍ مُطنِبِ |
12 | خَرَجنَ شَماطِيطَ مِن غارةٍ | * | بِأَلفٍ تَكَتَّبُ أَو مِقنَبِ |
13 | كأَنَّ الغُبارَ الَّذي غادَرَت | * | ضُحَيًّا دَواخِنُ مِن تَنضُبِ |
14 | تَلافَيتُهُنَّ بِلا مُقرِفٍ | * | بَطيءٍ وَلا جَذَعٍ جَأَنَبِ |
15 | بِعاري النَواهِق صَلتِ الجَبيـ | * | ـنِ أَجرَدَ كالصَّدَعِ الأَشعَبِ |
16 | يُقَطَّعُهُنَّ بِتَقرِيبِهِ | * | وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهِبِ |
17 | وَإِرخاءِ سِيدٍ إِلى هَضبَةٍ | * | يُوائِلُ مِن بَرَدِ مُهذِبِ |
18 | إِذا سِيقَتِ الخَيلُ وَسَطَ النها | * | رِ يُضرَبنَ ضَربًا وَلَم يُضرَبِ |
19 | غَدا مَرِحًا طَرِبًا قَلبُهُ | * | لَغِبنَ وأَصبَحَ لَم يَلغَبِ |
20 | فَلِيقُ النَسا حَبِطُ الموقِفَيـ | * | ـنِ يَستَنُّ كالتيسِ في الحُلَّبِ |
21 | مُدِلٌّ عَلى سُلُطاتِ النُسو | * | رِ شُمِّ السَنابكِ لَم تُقلَبِ |
22 | صَحِيحُ الفُصوصِ أَمِينُ الشَظا | * | نِيامُ الأَباجِلِ لَم تُضرَبِ |
23 | كَأَنَّ تَماثِيلَ أَرساغِهِ | * | رِقابُ وُعُولٍ لَدى مَشرَبِ |
24 | كَأَنَّ حَوافِرَهُ مُدبِرًا | * | خُضبِنَ وَإِن كانَ لَم يُخضَبِ |
25 | حِجارَةُ غَيلٍ بِرَضراضَةٍ | * | كُسِينَ طِلاءً منَ الطُحلُبِ |
26 | وَأَوظِفَةٌ أيِّدٌ جَدلُها | * | كَأَوظِفَةِ الفالِجِ المُصعَبِ |
27 | وَلَوحُ ذِراعَينِ في بِركَةٍ | * | إِلى جُؤجُؤ رَهِلِ المَنكِبِ |
28 | أُمِرَّ ونُحِّيَ مِن صُلبِهِ | * | كَتنَحِيَةِ القَتَبِ المُجلَبِ |
29 | عَلى أَنَّ حارِكَهُ مُشرِفٌ | * | وَظَهرَ القطاةِ وَلَمَ يَحدَبِ |
30 | كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ | * | إِلى طَرَفِ القُنبِ فالمَنقَبِ |
31 | لُطِمنَ بِتُرسٍ شَديدِ الصِفا | * | قِ مِن خَشَبِ الجَوزِ لَم يُثقَبِ |
32 | وَيَصهِلُ في مِثلِ جَوفِ الطَوِيّ | * | صَهيلاً يُبَيّنُ لِلمُعربِ |
33 | وَمِن دَونِ ذاكَ هَوِيٌّ لَهُ | * | هَوِيَّ القُطامِيّ لِلأَرنَبِ |
34 | كَأَنَّ تَواليَها بِالضُحى | * | نواعِمُ جَعلٍ مِن الأَثأَبِ |
35 | أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذّها | * | بِ فَالأَوقِ فَالمِلحِ فَالمِيثَبِ |
36 | فَنَجدَي مَريعِ فَوادِي الرَجاءِ | * | إِلى الخانِقَينِ إِلى أَخرُبِ |
37 | تُجَرّي عَلَيهِ رَبابُ السَما | * | كِ شَهرَينِ مِن صَيِّفِ مُخصِبِ |
38 | عَليهنَّ مِن وَحشِ بَينُونَةٍ | * | نِعاجٌ مَطافِيلُ في رَبرَبِ |
39 | وَكانَ الخَلِيلُ إِذا رابَني | * | فَعاتَبتُهُ ثُمَّ لَم يُعتِبِ |
40 | هَوايَ لَهُ وَهَوَى قَلبِهِ | * | سِوايَ وَمَا ذاكَ بِالأَصوَبِ |
41 | فَإِنّي جَرِيءٌ عَلى هَجرِهِ | * | إِذا ما القَرينَةُ لَم تُصحِبِ |
42 | أَدُومُ عَلى العَهدِ ما دامَ لِي | * | فَإن خانَ خُنتُ وَلَم أَكذِبِ |
43 | وَبَعضُ الأَخِلاّءِ عِندَ البَلا | * | ءِ والرُزءِ أَروَغُ مِن ثَعلَبِ |
44 | وَكيفَ تُواصِلُ مَن أَصبَحَت | * | خِلالَتُهُ كَأَبي مَرحَبِ |
45 | رَآكَ بِبَثٍّ فَلَم يَلتَفِتْ | * | إِلَيكَ وَقالَ كَذاكَ اِدأَبِ |
46 | وَمانَحَني كَمِنَاحِ العَلُو | * | قِ ماترَ مِن غِرَّةٍ تَضرِبِ |
47 | أَبي لي البَلاَءُ وَإِنِّي اِمرؤٌ | * | إِذا ما تَبَيَّنتُ لَم أَرتَبِ |
48 | فَلا أُلفِيَن كاذبًا آثمًا | * | قَديمَ العَداوَةِ كَالنَيرَبِ |
49 | يُخَبِّرُكُم أَنَّه ناصِحٌ | * | وَفي نُصحِهِ حُمَةُ العَقرَبِ |
50 | إذَا ناءَ أَوَّلُكُم مُصعِدًا | * | يَقُولُ لآخِرِكُم صَوِّبِ |
51 | لِيُوهِنَ عَظمَكُمُ لِلعِدى | * | وَعَمدًا فَإن تُغلَبُوا يَغِلبِ |
52 | وَخَصمَي ضِرارٍ ذَوَي تُدرَإِ | * | مَتَى يَأتِ سِلمُهُما يَشغَبِ |
53 | وَمُستَأذِنٍ يَبتَغِي نائلاً | * | أَذِنتُ لَهُ ثُمَّ لَم يُحجَبِ |
54 | فَآبَ بِصالحِ ما يَبتَغِي | * | وقُلتُ لَهُ اِدخُل فَفِي المَرحَبِ |
55 | وَلَستُ بذي مَلَقٍ كَاذِبٍ | * | إِلاقٍ كَبَرقٍ مِنَ الخُلَّبِ |
56 | وَقَومٍِ يَهيِنُونَ أَعراضَهُم | * | كَوَيتُهُمُ كَيَّةَ المُكلِبِ |
57 | وَيَومٍ كَحاشِيَةِ الأَرجُوا | * | نِ مِن وَقعِ أَزرَقَ كَالكَوكَبِ |
58 | حَدَتهُ قَنَاةٌ رُدَينِيَّةٌ | * | مُثَقَّفَةٌ صَدقَةُ الأَكعُبِ |
59 | إِذَا شِئتَ أَبصَرتَ مِن عَقبِهِم | * | يَتامى يُعاجَونَ كَالأَذؤُبِ |
60 | فَإِن لَم يَكُن مِنهُمُ زاجِرٌ | * | وَلَم تُرعَ رِحمٌ وَلَم تُرقَبِ |
61 | وَحانَت مَنايا بأَيديكُمُ | * | وَمَن يَكُ ذا أَجَلِ يُجلَبِ |
62 | فَإِنَّ لَدى المَوتِ مَندُوحةً | * | وَإِنَّ العِقابَ عَلى المُذنِبِ |
63 | أَبَعدَ فَوارسَ يَومَ الشُرَيـ | * | ـفِ آسَى وَبعدَ بَني الأَشهَبِ |
64 | وَبَعدَ أَبيهِمْ وَبَعدَ الرُقا | * | دِ يَومَ تَرَكناهُ بِالأَكلُبِ |
65 | إِذا ما انتَشَيتُ طَرَحتُ اللِجا | * | مَ في شِدقِ مُنجَرِدٍ سَلهَبِ |
66 | يَبُذُّ الجِيادَ بِتَقرِيِبهِ | * | وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهَبِ |
67 | كُمَيتٌ كأَنَّ عَلى مَتِنِهِ | * | سَبائِكَ مِن قِطَعِ المُذهَبِ |
68 | كَأَنَّ القُرُنفُلَ والزَنجَبِيلَ | * | يُعَلُّ عَلى رِيقِها الأَطيَبِ |
69 | فَأَخرَجَهُم أَجدَلُ السَاعِدَيـ | * | ـنَ أَصهَبُ كَالأَسَدِ الأَغلَبِ |
70 | فَلَماَّ تَخَيَّمنَ تَحتَ الأَرا | * | كِ والأثلِ مِن بَلَدٍ طيّبِ |
71 | عَلى جانَبي حائِرٍ مُفرِطٍ | * | بِبَرثٍ تَبَوَّأنَهُ مُعشِبِ |
72 | وَقُلنَ لَحى اللَهُ رَبُّ العبادِ | * | جَنُوبَ السِخالِ إِلى يَترَبِ |
73 | لَقَد شَطَّ حيٌّ بِجِزعِ الأَغَرِّ | * | حَيًّا تَرَبَّعَ بِالشُربُبِ |
74 | كَطَودِ يُلاَذُ بِأَركانِهِ | * | عَزيزِ المُراغِمِ وَالمَهرَبِ |
75 | إِذا مَسَّهُ الشَرُّ لَم يَكتَئِب | * | وَإِن مَسَّهُ الخَيرُ لَم يُعجَبِ |
76 | فَأَدخَلَكَ اللَهُ بَردَ الجِنا | * | نِ جِذَلاَنَ في مُدخَلٍ طَيِّبِ |
77 | أَصابَهُمُ القَتلُ ثُمَّ الوَفاةُ | * | هَذَّ الإِشاءَةِ بِالمَخلَبِ |
78 | مَضَوا سَلَفًا ثُمَّ لَم يَرجِعُوا | * | إِلينا فَيا لَكَ مِن مَوكِبِ |
79 | غُيُوثًا تَنُوءُ عَلى المُقتِريـ | * | ـنَ إِن يَكذِبِ الغَيثُ لَم تَكذِبِ |
80 | كِرامًا لَدى الضَيفِ عندَ الشِتا | * | ءِ والجَدبِ في الزَمَنِ الأَجدَبِ |
81 | إِذا عَزَبَ الناسُ أَحلامَهُم | * | أَراحُوا الحُلُومَ فَلَم تَعزُبِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
الديوان (12-34)، جمع عبد العزيز رباح، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1384 هـ - 1964 م - البحر:: متقارب
- الروي:: باء
- العصر:: مخضرم
- اضغط هنا للطباعة