الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا * وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
1 | بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا | * | وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى |
2 | كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِبًا | * | لَمّا رَآه وَفي الحَشى مالا يُرى |
3 | أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ | * | فَكَتَمنَهُ وَكَفى بِجِسمِكَ مُخبِرا |
4 | تَعِسَ المَهاري غَيرَ مَهرِيٍّ غَدا | * | بِمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَريرَ مُصَوَّرا |
5 | نافَستُ فيهِ صورَةً في سِترِهِ | * | لَو كُنتُها لَخَفيتُ حَتّى يَظهَرا |
6 | لا تَترَبِ الأَيدي المُقيمَةُ فَوقَهُ | * | كِسرى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرا |
7 | يَقِيانِ في أَحَدِ الهَوادِجِ مُقلَةً | * | رَحَلَت فَكانَ لَها فُؤادِيَ مَحجِرا |
8 | قَد كُنتُ أَحذَرَ بَينَهُم مِن قَبلِهِ | * | لَو كانَ يَنفَعُ حائِنًا أَن يَحذَرا |
9 | وَلَوِ اِستَطَعتُ إِذِ اِغتَدَت رُوّادُهُمْ | * | لَمَنَعتُ كُلَّ سَحابَةٍ أَن تَقطُرا |
10 | فَإِذا السَحابُ أَخو غُرابِ فِراقِهِمْ | * | جَعَلَ الصِياحَ بَبينِهِم أَن يُمطِرا |
11 | وَإِذا الحَمائِلُ ما يَخِدنَ بِنَفنَفٍ | * | إِلاَّ شَقَقنَ عَلَيهِ ثَوبًا أَخضَرا |
12 | يَحمِلنَ مِثلَ الرَوضِ إِلاّ أَنَّها | * | أَسبى مَهاةً لِلقُلوبِ وَجُؤذُرا |
13 | فَبِلَحظِها نَكِرَت قَناتي راحَتي | * | ضَعفًا وَأَنكَرَ خاتِمايَ الخِنصِرا |
14 | أَعطى الزَمانُ فَما قَبِلتُ عَطاءَهُ | * | وَأَرادَ لي فَأَرَدتُ أَن أَتَخَيَّرا |
15 | أَرَجانَ أَيَّتُها الجِيادُ فَإِنَّهُ | * | عَزمي الَّذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرا |
16 | لَو كُنتُ أَفعَلُ ما اِشتَهَيتِ فِعالَهُ | * | ما شَقَّ كَوكَبُكِ العَجاجَ الأَكدَرا |
17 | أُمِّي أَبا الفَضلِ المُبِرِّ أَلِيَّتي | * | لَأُيَمِّمَنَّ أَجَلَّ بَحرٍ جَوهَرا |
18 | أَفتى بِرُؤيَتِهِ الأَنامُ وَحاشَ لي | * | مِن أَن أَكونَ مُقَصِّرًا أَو مُقصِرا |
19 | صُغتُ السِوارَ لأَيِّ كَفٍّ بَشَّرَتْ | * | بِاِبنِ العَميدِ وَأَيِّ عَبدٍ كَبَّرا |
20 | إِن لَم تُغِثني خَيلُهُ وَسِلاحُهُ | * | فَمَتى أَقودُ إِلى الأَعادي عَسكَرا |
21 | بِأَبي وَأُمّي ناطِقٌ في لَفظِهِ | * | ثَمَنُ تُباعُ بِهِ القُلوبُ وَتُشتَرى |
22 | مَن لا تُريهِ الحَربُ خَلْقًا مُقبِلاً | * | فيها وَلا خَلقٌ يَراهُ مُدبِرا |
23 | خَنثى الفُحولَ مِنَ الكُماةِ بِصَبغِهِ | * | ما يَلبَسونَ مِنَ الحَديدِ مُعَصفَرا |
24 | يَتَكَسَّبُ القَصَبُ الضَعيفُ بِكَفِّهِ | * | شَرَفًا عَلى صُمِّ الرِماحِ وَمَفخَرا |
25 | وَيَبينُ فيما مَسَّ مِنهُ بَنانُهُ | * | تيهُ المُدِلِّ فَلَو مَشى لَتَبَختَرا |
26 | يا مَن إِذا وَرَدَ البِلادَ كِتابُهُ | * | قَبلَ الجُيوشِ ثَنى الجُيوشَ تَحَيُّرا |
27 | أَنتَ الوَحيدُ إِذا اِرتَكَبتَ طَريقَةً | * | وَمَنِ الرَديفُ وَقَد رَكِبتَ غَضَنفَرا |
28 | قَطَفَ الرِجالُ القَولَ وَقتَ نَباتِهِ | * | وَقَطَفتَ أَنتَ القَولَ لَمّا نَوَّرا |
29 | فَهُوَ المُشَيَّعُ بِالمَسامِعِ إِن مَضى | * | وَهُوَ المُضاعَفُ حُسنُهُ إِنْ كُرِّرا |
30 | وَإِذا سَكَتَّ فَإِنَّ أَبلَغَ خاطِبٍ | * | قَلَمٌ لَكَ اِتَّخَذَ الأَصابِعَ مِنبَرا |
31 | وَرَسائِلٌ قَطَعَ العُداةُ سِحاءَها | * | فَرَأَوا قَنًا وَأَسِنَّةً وَسَنَوَّرا |
32 | فَدَعاكَ حُسَّدُكَ الرَئيسَ وَأَمسَكوا | * | وَدَعاكَ خالِقُكَ الرَئيسَ الأَكبَرا |
33 | خَلَفَت صِفاتُكَ في العُيونِ كَلامَهُ | * | كَالخَطِّ يَملَءُ مِسمَعَيْ مَن أَبصَرا |
34 | أَرَأَيتَ هِمَّةَ ناقَتي في ناقَةٍ | * | نَقَلَت يَدًا سُرُحًا وَخُفًّا مُجمَرا |
35 | تَرَكَت دُخانَ الرِّمثِ في أَوطانِها | * | طَلَبًا لِقَومٍ يوقِدونَ العَنبَرا |
36 | وَتَكَرَّمَت رُكَبَاتُها عَن مَبرَكٍ | * | تَقَعانِ فيهِ وَلَيسَ مِسكًا أَذفَرا |
37 | فَأَتَتكَ دامِيَةَ الأَظَلِّ كَأَنَّما | * | حُذِيَت قَوائِمُها العَقيقَ الأَحمَرا |
38 | بَدَرَت إِلَيكَ يَدَ الزَمانِ كَأَنَّها | * | وَجَدَتهُ مَشغولَ اليَدَينِ مُفَكِّرا* |
39 | مَن مُبلِغُ الأَعرابَ أَنّي بَعدَها | * | شاهَدتُ رَسطاليسَ وَالإِسكَندَرا |
40 | وَمَلِلْتُ نَحرَ عِشارِها فَأَضافَني | * | مَن يَنحَرُ البِدَرَ النُّضَارَ لِمَن قَرى |
41 | وَسَمِعتُ بَطْلَيْمُوسَ دارِسَ كُتبِهِ | * | مُتَمَلِّكًا مُتَبَدِّيًا مُتَحَضِّرا |
42 | وَلَقيتُ كُلَّ الفاضِلِينَ كَأَنَّما | * | رَدَّ الإِلَهُ نُفوسَهُم وَالأَعصُرا |
43 | نُسِقوا لَنا نَسَقَ الحِسابِ مُقَدَّمًا | * | وَأَتى فَذَلِكَ إِذ أَتيتَ مُؤَخَّرا |
44 | يا لَيتَ باكِيَةً شَجاني دَمعُها | * | نَظَرَت إِلَيكَ كَما نَظَرتُ فَتَعذِرا |
45 | وَتَرى الفَضيلَةَ لا تَرُدُّ فَضيلَةً | * | الشَمسَ تُشرِقُ وَالسَحابَ كَنَهوَرا |
46 | أَنا مِن جَميعِ الناسِ أَطيَبُ مَنْزِلاً | * | وَأَسَرُّ راحِلَةً وَأَربَحُ مَتجَرا |
47 | زُحَلٌ عَلى أَنَّ الكَواكِبَ قَومُهُ | * | لَو كانَ مِنكَ لَكانَ أَكرَمَ مَعشَرا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان في شرح الديوان (2/160-172) - البحر:: كامل
- الروي:: راء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة