الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا * وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
1 | كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا | * | وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا |
2 | تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى | * | صَديقًا فَأَعيا أَو عَدُوًّا مُداجِيا |
3 | إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ | * | فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا |
4 | وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ | * | وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا |
5 | فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى | * | وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا |
6 | حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى | * | وَقَد كانَ غَدّارًا فَكُن أَنتَ وافِيا |
7 | وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ | * | فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا |
8 | فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها | * | إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا |
9 | إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصًا مِنَ الأَذى | * | فَلا الحَمدُ مَكسوبًا وَلا المالُ باقِيا |
10 | وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى | * | أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا |
11 | أَقِلَّ اِشتِياقًا أَيُّها القَلبُ رُبَّما | * | رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا |
12 | خُلِقتُ أَلوفًا لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا | * | لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا |
13 | وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحراً أَزَرتُهُ | * | حَياتي وَنُصحي وَالهَوى وَالقَوافِيا |
14 | وَجُردًا مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا | * | فَبِتنَ خِفافًا يَتَّبِعنَ العَوالِيا |
15 | تَماشى بِأَيدٍ كُلَّما وافَتِ الصَفا | * | نَقَشنَ بِهِ صَدرَ البُزاةِ حَوافِيا |
16 | وَينظُرْنَ مِن سودٍ صَوادِقَ في الدُجى | * | يَرَينَ بَعيداتِ الشُخوصِ كَما هِيَا |
17 | وَتَنصِبُ لِلجَرسِ الخَفيِّ سَوامِعًا | * | يَخَلنَ مُناجاةَ الضَميرِ تَنادِيا |
18 | تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً | * | كَأَنَّ عَلى الأَعناقِ مِنها أَفاعِيا |
19 | بِعَزمٍ يَسيرُ الجِسمُ في السَرجِ راكِبًا | * | بِهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجِسمِ ماشِيا |
20 | قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ | * | وَمَن قَصَدَ البَحرَ اِستَقَلُّ السَواقِيا |
21 | فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ | * | وَخَلَّت بَياضًا خَلفَها وَمَآقِيا |
22 | نَجوزَ عَلَيها المُحسِنينَ إِلى الَّذي | * | نَرى عِندَهُمْ إِحسانَهُ وَالأَيادِيا |
23 | فَتىً ما سَرَينا في ظُهورِ جُدودِنا | * | إِلى عَصرِهِ إِلاَّ نُرَجّي التَلاقِيا |
24 | تَرَفَّعَ عَن عَونِ المَكارِمِ قَدرُهُ | * | فَما يَفعَلُ الفَعْلاتِ إِلا عَذارِيا |
25 | يُبيدُ عَداواتِ البُغاةِ بِلُطفِهِ | * | فَإِن لَم تَبِدْ مِنهُمْ أَبادَ الأَعادِيا |
26 | أَبا المِسكِ ذا الوَجهُ الَّذي كُنتُ تائِقًا | * | إِلَيهِ وَذا الوَقتُ الَّذي كُنتُ راجِيا |
27 | لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ | * | وَجُبتُ هَجيرًا يَترُكُ الماءَ صادِيا |
28 | أَبا كُلِّ طيبٍ لا أَبا المِسكِ وَحدَهُ | * | وَكُلَّ سَحابٍ لا أَخَصُّ الغَوادِيا |
29 | يَدِلُّ بِمَعنًى واحِدٍ كُلَّ فاخِرٍ | * | وَقَد جَمَعَ الرَحمَنُ فيكَ المَعانِيا |
30 | إِذا كَسَبَ الناسُ المَعالِيَ بِالنَدى | * | فَإِنَّكَ تُعطي في نَداكَ المَعالِيا |
31 | وَغَيرُ كَثيرٍ أَن يَزورَكَ راجِلٌ | * | فَيَرجِعَ مَلْكًا لِلعِراقَينِ والِيا |
32 | فَقَد تَهَبَ الجَيشَ الَّذي جاءَ غازِيًا | * | لِسائِلِكَ الفَردِ الَّذي جاءَ عافِيا |
33 | وَتَحتَقِرُ الدُنيا اِحتِقارَ مُجَرِّبٍ | * | يَرى كُلَّ ما فيها وَحاشاكَ فانِيا |
34 | وَما كُنتَ مِمَّن أَدرَكَ المُلكَ بِالمُنى | * | وَلَكِن بِأَيّامٍ أَشَبنَ النَواصِيا |
35 | عِداكَ تَراها في البِلادِ مَساعِيًا | * | وَأَنتَ تَراها في السَماءِ مَراقِيا |
36 | لَبِستَ لَها كُدْرَ العَجاجِ كَأَنَّما | * | تَرى غَيرَ صافٍ أَن تَرى الجَوَّ صافِيا |
37 | وَقُدتَ إِلَيها كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ | * | يُؤَدِّيكَ غَضبانًا وَيَثنِكَ راضِيا |
38 | وَمُختَرَطٍ ماضٍ يُطيعُكَ آمِرًا | * | وَيَعصي إِذا اِستَثنَيتَ لَو كُنتَ ناهِيا |
39 | وَأَسمَرَ ذي عِشرينَ تَرضاهُ وارِدًا | * | وَيَرضاكَ في إيرادِهِ الخَيلَ ساقِيا |
40 | كَتائِبَ ما انفَكَّت تَجوسُ عَمائِرًا | * | مِنَ الأَرضِ قَد جاسَت إِلَيها فَيافِيا |
41 | غَزَوتَ بِها دورَ المُلوكِ فَباشَرَتْ | * | سَنابِكُها هاماتِهِمْ وَالمَغانِيا |
42 | وَأَنتَ الَّذي تَغشى الأَسِنَّةَ أَوَّلاً | * | وَتَأنَفُ أَن تَغشى الأَسِنَّةَ ثانِيا |
43 | إِذا الهِندُ سَوَّت بَينَ سَيفَي كَريهَةٍ | * | فَسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التَساوِيا |
44 | وَمِن قَولِ سامٍ لَو رَآكَ لِنَسلِهِ | * | فِدَى اِبنِ أَخي نَسلِي وَنَفسي وَمالِيا |
45 | مَدًى بَلَّغَ الأُستاذَ أَقصاهُ رَبُّهُ | * | وَنَفسٌ لَهُ لَم تَرضَ إِلاَّ التَناهِيا |
46 | دَعَتهُ فَلَبّاها إِلى المَجدِ وَالعُلا | * | وَقَد خالَفَ الناسُ النُفوسَ الدَواعِيا |
47 | فَأَصبَحَ فَوقَ العالَمينَ يَرَونَهُ | * | وَإِن كانَ يُدنيهِ التَكَرُّمُ نائِيا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان في شرح الديوان (4/281-294) - البحر:: طويل
- الروي:: ياء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة