موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 أَلَم تَسأَلِ الدارَ الغَداةَ مَتى هِيا * عَدَدتُ لَها مِنَ السَنينَ ثَمانِيا
2 بِوادِي الظِباءِ فَالسَليلِ تَبَدَّلَت * مِنَ الحَيِّ قَطرًا لا يُفِيقُ وَسافِيا
3 أَرَبَّت عَلَيهِ كُلُّ وَطفَاءَ جَونةٍ * وَأَسحَمَ هَطالٍ يَسُوقُ القَوارِيا
4 فَلاَ زَالَ يَسقِيهَا ويَسقِي بِلاَدَهَا * مِنَ المَزنِ رجَّافٍ يَسوقُ السَواريا
5 يُسَقّي شَرِيرَ البَحرِ جَودًا تَرُدُّهُ * حَلائبُ قُرحٍ ثِمَّ أَصبَحَ غادِيا
6 عَهِدتُ بِها الحَيَّ الجَميعَ كَأَنَّهُم * عِظامُ المُلُوكِ عِزَّةً وَتَبَاهِيا
7 لَهُم مَجلِسٌ غُلبُ الرِّقابِ مَراجحٌ * قِدارُ الحِفاظِ يَدفَعُونَ الأَعَادِيا
8 وَفِتياِن صِدقٍ غيرُ وَخشٍ أُشابَةٍ * مَكاسِيبُ لِلمالِ الطَرِيفِ مَعاطيا
9 إِذا ظَعَنُوا يَومًا سَمِعتَ خِلالَهُم * غِناءً وَتَأييهًا وَنَقرًا وَحادِيا
10 وَرَنَّةَ هَتّافِ العَشِيِّ مُكَبَّلٍ * يُنازِعُهُ الأَوتارَ مَن لَيسَ رَامِيا
11 يُنازِعُهُ مِثلُ المَهاةِ رَفِيقَةٌ * بِجَسِّ النَدامى تَترُكُ القَلبَ رانِيا
12 غَدا فَتَيا دَهرٍ فَمَرّا عَلَيهِمُ * نَهارٌ وَلَيلٌ يَلحَقانِ التَواليا
13 تَوالِيَ مَن غالَت شَعُوبٌ فَأَصبَحَتْ * كُلُولُهُمُ تَبكي وَتُبكي البَواكِيا
14 تذكّرتُ ذِكرىً مِن أُميمةَ بَعدَما * لَقِيتُ عَناءً مِن أُمَيمَةَ عانِيا
15 فَلا هِيَ تَرضى دُونَ أَمرَدَ ناشِئٍ * وَلا أَستَطِيع أَن أَرُدَّ شَبابِيا
16 وَقَد طالَ عَهدِي بالشّبابِ وَأَهلِهِ * وَلاقَيتُ رَوعاتٍ يُشِبنَ النَواصِيا
17 بَدَت فِعلَ ذِي وُدٍّ فَلَمّا تَبِعتُها * توَلَّتْ وَأَبقَتْ حاجَتِي في فُؤاديا
18 وَحَلَّت سَوادَ القَلبِ لا أَنا باغِيًا * سِواها وَلا عَن حُبِّها مُتَراخِيا
19 وَلَو دامَ مِنها وَصلُها ما قَلَيتُها * ولَكِن كَفى بِالهَجرِ لِلحُبِّ شافِيا
20 وَما رابَها مِن رِيبَةٍ غَيرَ أَنَّها * رَأَت لِمَّتِي شابَتْ وَشابَ لِداتِيا
21 تَلُومُ عَلى هُلكِ البَعيرِ ظَعينَتي * وَكُنتُ عَلى لَومِ العَواذِلِ زارِيا
22 أَلَم تَعلَمي أَنّي رُزِئتُ مُحارِبًا * فَما لَكِ مِنهُ اليَومَ شيءٌ وَلا لِيا
23 وَمِن قَبلِهِ ما قَد رُزِئتُ بِوَحوَحٍ * وَكانَ اِبنَ أُمّي والخَليلَ المُصافِيا
24 فَتىً كَمُلَتْ أَخلاقُه غَيرَ أَنَّهُ * جَوادٌ فَما يُبقي مِنَ المالِ باقِيا
25 فَتىً تَمَّ فِيهِ ما يَسُرُّ صَديقَهُ * عَلى أَنَّ فِيهِ ما يَسُوءُ الأَعاديا
26 يَقُولُ لِمَن يَلحاهُ في بَذلِ مالِهِ * أَأُنفِقُ أَيّامِي وَأَترُكُ مالِيا
27 يُدِرُّ العُروقَ بالسِنانِ وَيَشتَري * مِنَ الحَمدِ ما يَبقَى وَإِن كانَ غالِيا
28 أَشَمُّ طَوِيلُ السَاعِدَينِ سَمَيدَعٌ * إِذا لَم يَرُحْ لِلمَجدِ أَصبَحَ غادِيا
29 أُتِيحَت لَهُ وَالغَمُّ يَحتَضِرُ الفَتى * وَمِن حاجَةِ الإِنسانِ ما لَيسَ لاَقِيا
30 كَفَينا بَني كَعبٍ فَلَم نَرَ عِندَهُمْ * لِما كانَ إِلاَّ ما جَزى اللَهُ جازِيا
31 وَيَومَ النُّخَيلِ إِذ أَتَينا نِساءَكمْ * حَواسِرَ يَركُضنَ الجِمالَ المَذاكِيا
32 وَيَومٍ شَدِيدٍ غَيرِ ذِي مُتَنَفَّسٍ * أَصَمَّ عَلى مَن كانَ يُحسَبُ راقِيا
33 كَأَنَّ زَفِيرَ القَومِ مِن خَوفِ شَرِّهِ * وَقَد بَلَغَت مِنهُ النُفُوسُ التَراقِيا
34 زَفِيرُ مُتَمٍّ بالمُشَيَّأِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِهِ فَلا يَرِيمُ المَلاقِيا
35 سَنُورِثُكُم إِنَّ التُراثَ إِليكُمُ * حبِيبٌ قُراراتِ النَجا فَالمغالِيا
36 وَماءً مِنَ الأَفلاجِ مُرًّا وغُدَّةً * وَذِئبًا إِذا ما جَنَّهُ الليلُ عادِيا
37 وَأَطواءَنا مِن بَطنِ أَكمَةَ إِنَّكُمْ * جَشِمتُمْ إِلى أَربابِهِنَّ الدَواهِيا
38 وَلَو أَنَّ قَومي لَم تَخُنّي جُدُودُهُمْ * وَأَحلامُهُمْ أَصبَحتُ للفَتقِ آسِيا
39 وَلكنَّ قَومي أَصبَحُوا مِثلَ خَيبَرٍ * بِها داؤُها وَلاَ تَضُرُّ الأَعادِيا
40 فَلاَ تَنتَهِي أَضغانُ قَوميَ بَينَهُمْ * وَسَوآتُهُمْ حَتّى يَصِيرُوا مَواليا
41 مَوالِيَ حِلفٍ لا مَوالِي قَرابَةٍ * وَلكِن قَطِيناً يَسأَلُونَ الأَتاوِيا
42 فَلَم أَجِدِ الإِخوانَ إِلاَّ صَحابَةً * وَلَم أَجِدِ الأَهلِينَ إِلاَّ مَثاوِيا
43 وَكانَت قُشَيرٌ شامِتًا بِصَديقِها * وآخَرَ مَزرِيًّا عَلَيهِا وَزارِيا
44 وَلكِنْ أَخُو العَلياءِ والجُودِ مالِكٌ * أَقَامَ عَلى عَهدِ النَوى وَالتَصافِيا
45 فَأَصبَحَتِ الثَيرانُ غَرقَى وَأَصبَحَتْ * نِساءُ تَمِيمٍ يَلتَقِطنَ الصَياصِيا
46 لَهُ نَضَدٌ بِالَغورِ غَورِ تِهامَةٍ * يُجاوِبُ بِالرَعشاءِ جَونًا يمانِيا
47 فَأَصبَحَ بِالقِمرى يَجُرُّ عَفاءَهُ * بَهِيمًا كَلَونِ الليلِ أَسوَدَ داجِيا
48 فَلَمّا دَنا للخرجِ خرجِ عُنَيزَةٍ * وَذِي بَقَرٍ أَلقى بِهِنَّ المَراسيا
49 لَها بَعدَ إِسنادِ الكَلِيمِ وهَدئِهِ * وَرَنّةِ مَن يَبكي إِذَا كانَ باكيا
50 هَدِيرٌ هَدِيرَ الثورِ يَنفُضُ رَأسَهُ * يَذُبُّ بِرَوقَيهِ الكِلابَ الصَوارِيا
51 وَمِثلُ الدُمى شُمُّ العَرانِينِ ساكِنٌ * بِهِنَّ الحَياءُ لا يُشِعنَ التَّقافِيا

الوحدات

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (166)،

2 - البيتان (2-3) في صفحة (167)،

3 - البيتان (4-5) في صفحة (168)،

4 - الأبيات (6-12) في صفحة (169)،

5 - الأبيات (13-16) في صفحة (170)،

6 - البيتان (17-18) في صفحة (171)،

7 - الأبيات (19-21) في صفحة (172)،

8 - الأبيات (22-24) في صفحة (173)،

9 - البيتان (25-26) في صفحة (174)،

10 - الأبيات (27-31) في صفحة (175)،

11 - الأبيات (32-35) في صفحة (176)،

12 - الأبيات (36-38) في صفحة (177)،

13 - الأبيات (39-43) في صفحة (178)،

14 - الأبيات (44-47) في صفحة (179)،

15 - الأبيات (48-51) في صفحة (180)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث