موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ * يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ
2 صُلحٌ عَزيزٌ عَلى حَربٍ مُظَفَّرَةٍ * فَالسَيفُ في غِمدِهِ وَالحَقُّ في النُصُبِ
3 يا حُسنَ أُمنِيَّةٍ في السَيفِ ما كَذَبَتْ * وَطيبَ أُمنِيَّةٍ في الرَأيِ لَم تَخِبِ
4 خُطاكَ في الحَقِّ كانَت كُلُّها كَرَمًا * وَأَنتَ أَكرَمُ في حَقنِ الدَمِ السَرِبِ
5 حَذَوتَ حَربَ الصَلاحِيّينَ في زَمَنٍ * فيهِ القِتالُ بِلا شَرعٍ وَلا أَدَبِ
6 لَم يَأتِ سَيفُكَ فَحشاءً وَلا هَتَكَتْ * قَناكَ مِن حُرمَةِ الرُهبانِ وَالصُلُبِ
7 سُئِلتَ سِلمًا عَلى نَصرٍ فَجُدتَ بِها * وَلَو سُئِلتَ بِغَيرِ النَصرِ لَم تُجِبِ
8 مَشيئَةٌ قَبِلَتها الخَيلُ عاتِبَةٌ * وَأَذعَنَ السَيفُ مَطوِيًّا عَلى عَضَبِ
9 أَتَيتَ ما يُشبِهُ التَقوى وَإِن خُلِقَتْ * سُيوفُ قَومِكَ لا تَرتاحُ لِلقُرُبِ
10 وَلا أَزيدُكَ بِالإِسلامِ مَعرِفَةً * كُلُّ المُروءَةِ في الإِسلامِ وَالحَسَبِ
11 مَنَحتَهُم هُدنَةٌ مِن سَيفِكَ اِلتُمِسَت * فَهَب لَهُم هُدنَةٌ مِن رَأيِكَ الضَرِبِ
12 أَتاهُمُ مِنكَ في «لَوزانَ» داهِيَةٌ * جاءَت بِهِ الحَربُ مِن حَيّاتِها الرُقُبِ
13 أَصَمٌّ يَسمَعُ سِرَّ الكائِدينَ لَهُ * وَلا يَضيقُ بِجَهرِ المُحنَقِ الصَخِبِ
14 لَم تَفتَرِق شَهَواتُ القَومِ في أَرَبٍ * إِلا قَضى وَطَرًا مِن ذَلِكَ الأَرَبِ
15 تَدَرَّعَت لِلِقاءِ السِلمِ أَنقَرَةٌ * وَمَهَّدَ السَيفُ في «لوزانَ» لِلخُطَبِ
16 فَقُل لِبانٍ بِقَولٍ رُكنَ مَملَكَةٍ * عَلى الكَتائِبِ يُبنى المُلكُ لا الكُتُبِ
17 لا تَلتَمِس غَلَبًا لِلحَقِّ في أُمَمٍ * الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ
18 لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ * عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ
19 وَما السِلاحُ لِقَومٍ كُلُّ عُدَّتِهِمْ * حَتّى يكونوا مِنَ الأَخلاقِ في أُهُبِ
20 لَو كانَ في النابِ دونَ الخُلقِ مَنبَهَةٌ * تَساوَتِ الأُسدُ وَالذُؤبانُ في الرُتَبِ
21 لَم يُغنِ عَن قادَةِ اليونانَ ما حَشَدوا * مِنَ السِلاحِ وَما ساقوا مِنَ العُصَبِ
22 وَتَركُهُمْ آسِيا الصُغرى مُدَجَّجَةً * كَثُكنَةِ النَحلِ أَو كَالقُنفُذِ الخَشَبِ
23 لِلتُركِ ساعاتُ صَبرٍ يَومَ نَكبَتِهِمْ * كُتِبنَ في صُحُفِ الأَخلاقِ بِالذَهَبِ
24 مَغارِمٌ وَضَحايا ما صَرَخنَ وَلا * كُدِّرنَ بِالمَنِّ أَو أُفسِدنَ بِالكَذِبِ
25 بِالفِعلِ وَالأَثَرِ المَحمودِ تَعرِفُها * وَلَستَ تَعرِفُها بِاِسمٍ وَلا لَقَبِ
26 جُمِعنَ في اِثنَينِ مِن دينٍ وَمِن وَطَنٍ * جَمعَ الذَبائِحِ في اسمِ اللهِ وَالقُرَبِ
27 فيها حَياةٌ لِشَعبٍ لَم يَمُت خُلُقًا * وَمَطمَعٌ لِقَبيلٍ ناهِضٍ أَرَبِ
28 لَم يَطعَمِ الغُمضَ جَفَنُ المُسلِمينَ لَها * حَتّى انجَلى لَيلُها عَن صُبحِهِ الشَنِبِ
29 كُنَّ الرَجاءَ وَكُنَّ اليَأسَ ثُمَّ مَحا * نورُ اليَقينِ ظَلامَ الشَكِّ وَالرَيَبِ
30 تَلَمَّسَ التُركُ أَسبابًا فَما وَجَدوا * كَالسَيفِ مِن سُلَّمٍ لِلعِزِّ أَو سَبَبِ
31 خاضوا العَوانَ رَجاءً أَن تُبَلِّغَهُمْ * عَبرَ النَجاةِ فَكانَت صَخرَةَ العَطَبِ
32 سَفينَةُ اللَهِ لَم تُقهَر عَلى دُسُرٍ * في العاصِفاتِ وَلَم تُغلَب عَلى خُشُبِ
33 قَد أَمَّنَ اللَهُ مَجراها وَأَبدَلَها * بِحُسنِ عاقِبَةٍ مِن سوءِ مُنقَلَبِ
34 وَاختارَ رُبّانَها مِن أَهلِها فَنَجَتْ * مِن كَيدِ حامٍ وَمِن تَضليلِ مُنتَدَبِ
35 ما كانَ ماءُ «سَقارَيّا» سِوى سَقَرٍ * طَغَتْ فَأَغرَقَتِ الإِغريقَ في اللَهَبِ
36 لَمّا انبَرَت نارُها تَبغيهُمُ حَطَبًا * كانَت قِيادَتُهُم حَمّالَةَ الحَطَبِ
37 سَعَتْ بِهِمْ نَحوَكَ الآجالُ يَومَئِذٍ * يا ضَلَّ ساعٍ بِداعي الحَينِ مُنجَذِبِ
38 مَدّوا الجُسورَ فَحَلَّ اللهُ ما عَقَدوا * إِلا مَسالِكَ فِرعَونِيَّةَ السَرَبِ
39 كَربٌ تَغَشّاهُمُ مِن رَأيِ ساسَتِهِمْ * وَأَشأَمُ الرَأيِ ما أَلقاكَ في الكُرَبِ
40 هُم حَسَّنوا لِلسَوادِ البُلهِ مَملَكَةً * مِن لِبدَةِ اللَيثِ أَو مِن غيلِهِ الأَشِبِ
41 وَأَنشَؤوا نُزهَةً لِلجَيشِ قاتِلَةً * وَمَن تَنَزَّهَ في الآجامِ لَم يَؤُبِ
42 ضَلَّ الأَميرُ كَما ضَلَّ الوَزيرُ بِهِمْ * كِلا السَرابَينِ أَظماهُمْ وَلَم يَصُبِ
43 تَجاذَباهُمْ كَما شاءا بِمُختَلِفٍ * مِنَ الأَمانِيِّ وَالأَحلامِ مُختَلِبِ
44 وَكَيفَ تَلقى نَجاحًا أُمَّةٌ ذَهَبَتْ * حِزبَينِ ضِدَّينِ عِندَ الحادِثِ الحَزِبِ
45 زَحَفتَ زَحفَ أَتِيٍّ غَيرِ ذي شَفَقٍ * عَلى الوِهادِ وَلا رِفقٍ عَلى الهِضَبِ
46 قَذَفتَهُمْ بِالرِياحِ الهوجِ مُسرَجَةً * يَحمِلنَ أُسدَ الشَرى في البَيضِ وَاليَلَبِ
47 هَبَّتْ عَلَيهِمْ فَذابوا عَن مَعاقِلِهِمْ * وَالثَلجُ في قُلَلِ الأَجبالِ لَم يَذُبِ
48 لَمّا صَدَعتَ جَناحَيهِمْ وَقَلبَهُمُ * طاروا بِأَجنِحَةٍ شَتّى مِنَ الرُعبِ
49 جَدَّ الفِرارُ فَأَلقى كُلُّ مُعتَقَلٍ * قَناتَهُ وَتَخَلى كُلُّ مُحتَقِبِ
50 يا حُسنَ ما انسَحَبوا في مَنطِقٍ عَجَبٍ * تُدعى الهَزيمَةُ فيهِ حُسنَ مُنسَحَبِ
51 لَم يَدرِ قائِدُهُمْ لَمّا أَحَطَّتَ بِهِ * هَبَطتَ مِن صُعُدٍ أَم جِئتَ مِن صَبَبِ
52 أَخَذتَهُ وَهوَ في تَدبيرِ خُطَّتِهِ * فَلَم تَتِمَّ وَكانَت خُطَّةَ الهَرَبِ
53 تِلكَ الفَراسِخُ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلٍ * قَرَّبتَ ما كانَ مِنها غَيرَ مُقتَرِبِ
54 خَيلُ الرَسولِ مِنَ الفولاذِ مَعدِنُها * وَسائِرُ الخَيلِ مِن لَحمٍ وَمِن عَصَبِ
55 أَفي لَيالٍ تَجوبُ الراسِياتُ بِها * وَتَقطَعُ الأَرضَ مِن قُطْبٍ إِلى قُطُبِ
56 سَلِ الظَلامَ بِها أَيُّ المَعاقِلِ لَمْ * تَطفِر وَأَيُّ حُصونِ الرومِ لَم تَشبِ
57 آلَت لَئِن لَم تَرِد «أَزميرَ» لا نَزَلَت * ماءً سِواها وَلا حَلَّت عَلى عُشُبِ
58 وَالصَبرُ فيها وَفي فُرسانِها خُلُقٌ * تَوارَثوهُ أَبًا في الرَوعِ بَعدَ أَبِ
59 كَما وُلِدتُمْ عَلى أَعرافِها وُلِدَتْ * في ساحَةِ الحَربِ لا في باحَةِ الرَحَبِ
60 حَتّى طَلَعتَ عَلى «أَزميرَ» في فَلَكٍ * مِن نابِهِ الذِكرِ لَم يَسمُك عَلى الشُهُبِ
61 في مَوكِبٍ وَقَفَ التأريخُ يَعرِضُهُ * فَلَم يُكَذِّب وَلَم يَذمُم وَلَم يُرِبِ
62 يَومٌ كَبَدرٍ فَخَيلُ الحَقِّ راقِصَةٌ * عَلى الصَعيدِ وَخَيلُ اللهِ في السُحُبِ
63 غُرٌّ تُظَلِّلُها غَرّاءُ وارِفَةٌ * بَدرِيَّةُ العودِ وَالديباجِ وَالعَذَبِ
64 نَشوى مِنَ الظَفَرِ العالي مُرَنَّحَةٌ * مِن سَكرَةِ النَصرِ لا مِن سَكرَةِ النَصَبِ
65 تُذَكِّرُ الأَرضُ ما لَم تَنسَ مِن زَبَدٍ * كَالمِسكِ مِن جَنَباتِ السَكبِ مُنسَكِبِ
66 حَتّى تَعالى أَذانُ الفَتحِ فَاتَّأَدَت * مَشيَ المُجَلّي إِذا استَولى عَلى القَصَبِ
67 تَحِيَّةً أَيُّها الغازي وَتَهنِئَةً * بِآيَةِ الفَتحِ تَبقى آيَةُ الحِقَبِ
68 وَقَيِّمًا مِن ثَناءٍ لا كِفاءَ لَهُ * إِلا التَعَجُّبُ مِن أَصحابِكَ النُجُبِ
69 الصابِرينَ إِذا حَلَّ البَلاءُ بِهِمْ * كَاللَيثِ عَضَّ عَلى نابَيهِ في النُوَبِ
70 وَالجاعِلينَ سُيوفَ الهِندِ أَلسِنَهُمْ * وَالكاتِبينَ بِأَطرافِ القَنا السُلُبُ
71 لا الصَعبُ عِندَهُمُ بِالصَعبِ مَركَبُهُ * وَلا المُحالُ بِمُستَعصٍ عَلى الطَلَبِ
72 وَلا المَصائِبُ إِذ يَرمي الرِجالُ بِها * بِقاتِلاتٍ إِذا الأَخلاقُ لَم تُصَبِ
73 قُوّادُ مَعرَكَةٍ وُرّادُ مَهلَكَةٍ * أَوتادُ مَملَكَةٍ آسادُ مُحتَرَبِ
74 بَلَوتَهُمْ فَتَحَدَّث كَم شَدَدتَ بِهِمْ * مِن مُضمَحِلٍّ وَكَم عَمَّرتَ مِن خُرَبِ
75 وَكَم ثَلَمتَ بِهِمْ مِن مَعقِلٍ أَشِبٍ * وَكَم هَزَمتَ بِهِمْ مِن جَحفَلٍ لَجِبِ
76 وَكَم بَنَيتَ بِهِمْ مَجدًا فَما نَسَبوا * في الهَدمِ ما لَيسَ في البُنيانِ مِن صَخَبِ
77 مِن فَلِّ جَيشٍ وَمِن أَنقاضِ مَملَكَةٍ * وَمِن بَقِيَّةِ قَومٍ جِئتَ بِالعَجَبِ
78 أَخرَجتَ لِلناسِ مِن ذُلٍّ وَمِن فَشَلٍ * شَعبًا وَراءَ العَوالي غَيرَ مُنشَعِبِ
79 لَمّا أَتَيتَ بِبَدرٍ مِن مَطالِعِها * تَلَفَّتَ البَيتُ في الأَستارِ وَالحُجُبِ
80 وَهَشَّتِ الرَوضَةُ الفَيحاءُ ضاحِكَةً * إِنَّ المُنَوَّرَةَ المِسكِيَّةَ التُرُبِ
81 وَمَسَّتِ الدارُ أَزكى طيبِها وَأَتَتْ * بابَ الرَسولِ فَمَسَّتْ أَشرَفَ العُتُبِ
82 وَأَرَّجَ الفَتحُ أَرجاءَ الحِجازِ وَكَمْ * قَضى اللَيالِيَ لَم يَنعَمْ وَلَم يَطِبِ
83 وَازَّيَّنَت أُمَّهاتُ الشَرقِ وَاستَبَقَتْ * مَهارِجُ الفَتحِ في المُؤشِيَّةِ القُشُبِ
84 هَزَّت دِمَشقُ بَني أَيّوبَ فَانتَبِهوا * يَهنَئونَ بَني حَمدانَ في حَلَبِ
85 وَمُسلِمو الهِندِ وَالهِندوسُ في جَذَلٍ * وَمُسلِمو مِصرَ وَالأَقباطُ في طَرَبِ
86 مَمالِكٌ ضَمَّها الإِسلامُ في رَحِمٍ * وَشيجَةٍ وَحَواها الشَرقُ في نَسَبِ
87 مِن كُلِّ ضاحِيَةٍ تَرمي بِمُكتَحَلٍ * إِلى مَكانِكَ أَو تَرمي بِمُختَضَبِ
88 تَقولُ لَولا الفَتى التُركِيُّ حَلَّ بِنا * يَومٌ كَيَومِ يَهودٍ كانَ عَن كَثَبِ

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح مصطفى كمال أتاتورك

الصفحات

1 - الأبيات (1-14) في صفحة (55)،

2 - الأبيات (15-32) في صفحة (56)،

3 - الأبيات (33-49) في صفحة (57)،

4 - الأبيات (50-66) في صفحة (58)،

5 - الأبيات (67-88) في صفحة (59)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث