موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا * لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
2 صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ * لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
3 كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني * وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا
4 صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً * وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا
5 رُبَّ لَيلٍ لَم نُقَصِّر فيهِ عَن * سَمَرٍ طالَ عَلى الصَمتِ وَطابا
6 كانَ مِن هَمِّ نَهاري راحَتي * وَنَدامايَ وَنَقلِيَ وَالشَرابا
7 إِن يَجِدني يَتَحَدَّث أَو يَجِد * مَلَلاً يَطوي الأَحاديثَ اقتِضابا
8 تَجِدُ الكُتبَ عَلى النَقدِ كَما * تَجِدُ الإِخوانَ صِدقًا وَكِذابا
9 فَتَخَيَّرها كَما تَختارُهُ * وَادَّخِر في الصَحبِ وَالكُتبِ اللُبابا
10 صالِحُ الإِخوانِ يَبغيكَ التُقى * وَرَشيدُ الكُتبِ يَبغيكَ الصَوابا
11 غالِ بِالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ * مِن كِتابِ اللهِ في الإِجلالِ قابا
12 قَلِّبِ الإِنجيلَ وَانظُر في الهُدى * تَلقَ لِلتاريخِ وَزنًا وَحِسابا
13 رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ * بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا
14 وَاطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً * تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا
15 عاشَ خَلقٌ وَمَضَوا ما نَقَصوا * رُقعَةَ الأَرضِ وَلا زادوا التُرابا
16 أَخَذَ التاريخُ مِمّا تَرَكوا * عَمَلاً أَحسَنَ أَو قَولاً أَصابا
17 وَمِنَ الإِحسانِ أَو مِن ضِدِّهِ * نَجَحَ الراغِبُ في الذِكرِ وَخابا
18 مَثَلُ القَومِ نَسوا تاريخَهُمْ * كَلَقيطٍ عَيَّ في الناسِ انتِسابا
19 أَو كَمَغلوبٍ عَلى ذاكِرَةٍ * يَشتَكي مِن صِلَةِ الماضي انقِضابا
20 يا أَبا الحُفّاظِ قَد بَلَّغتَنا * طِلبَةً بَلَّغَكَ اللَهُ الرِغابا
21 لَكَ في الفَتحِ وَفي أَحداثِهِ * فَتَحَ اللهُ حَديثًا وَخِطابا
22 مَن يُطالِعهُ وَيَستَأنِس بِهِ * يَجِدِ الجِدَّ وَلا يَعدَمْ دِعابا
23 صُحُفٌ أَلَّفَتها في شِدَّةٍ * يَتَلاشى دونَها الفِكرُ انتِهابا
24 لُغَةُ الكامِلِ في استِرسالِهِ * وَابنُ خَلدونَ إِذا صَحَّ وَصابا
25 إِنَّ لِلفُصحى زِمامًا وَيَدًا * تَجنِبُ السَهلَ وَتَقتادُ الصَعابا
26 لُغَةُ الذِكرِ لِسانُ المُجتَبى * كَيفَ تَعيا بِالمُنادينَ جَوابا
27 كُلُّ عَصرٍ دارُها إِنْ صادَفَتْ * مَنزِلاً رَحبًا وَأَهلاً وَجَنابا
28 اِئتِ بِالعُمرانِ رَوضًا يانِعًا * وَادعُها تَجرِ يَنابيعَ عِذابا
29 لا تَجِئها بِالمَتاعِ المُقتَنى * سَرَقًا مِن كُلِّ قَومٍ وَنِهابا
30 سَل بِها أَندَلُسًا هَل قَصَّرَت * دونَ مِضمارِ العُلا حينَ أَهابا
31 غُرِسَت في كُلِّ تُربٍ أَعجَمٍ * فَزَكَت أَصلاً كَما طابَت نِصابا
32 وَمَشَت مِشيَتَها لَم تَرتَكِب * غَيرَ رِجلَيها وَلَم تَحجِل غُرابا
33 إِنَّ عَصرًا قُمتَ تَجلوهُ لَنا * لَبِسَ الأَيّامَ دَجنًا وَضَبابا
34 المَماليكُ تَمَشّى ظُلمُهُمْ * ظُلُماتٍ كَدُجى اللَيلِ حِجابا
35 كُلُّهُمْ كافورُ أَو عَبدُ الخَنا * غَيرَ أَنَّ المُتَنَبّي عَنهُ خابا
36 وَلِكُلٍّ شيعَةٌ مِن جِنسِهِ * إِنَّ لِلشَرِّ إِلى الشَرِّ انجِذابا
37 ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها * غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا
38 زيدَتِ الأَخلاقُ فيهِ حائِطًا * فَاحتَمى فيها رِواقًا وَقِبابا
39 وَتَرى الأَعزالَ مِن أَشياخِهِ * صَيَّروهُ بِسِلاحِ الحَقِّ غابا
40 قَسَمًا لَولاهُ لَم يَبقَ بِها * رَجُلٌ يَقرَأُ أَو يَدري الكِتابا
41 حَفِظَ الدينَ مَلِيًّا وَمَضى * يُنقِذُ الدُنيا فَلَم يَملِك ذَهابا
42 أوذِيَت هَيبَتُهُ مِن عَجزِهِ * وَقُصارى عاجِزٍ أَلا يُهابا
43 لَم تُغادِر قَلَمًا في راحَةٍ * دَولَةٌ ما عَرَفَت إِلا الحِرابا
44 أَقعَدَ اللَهُ الجَبرَتِيَّ لَها * قَلَمًا عَن غائِبِ الأَقلامِ نابا
45 خَبَّأَ الشَيخُ لَها في رُدنِهِ * مِرقَمًا أَدهى مِنَ الصِلِّ انسِيابا
46 مَلِكٌ لَم يُغضِ عَن سَيِّئَةٍ * يا لَهُ مِن مَلَكٍ يَهوى السِبابا
47 لا يَراهُ الظُلمُ في كاهِلِهِ * وَهوَ يَكوي كاهِلَ الظُلمِ عِقابا
48 صُحُفُ الشَيخِ وَيَومِيّاتُهُ * كَزَمانِ الشَيخِ سُقمًا وَاضطِرابا
49 مِن حَواشٍ كَجَليدٍ لَم يَذُب * وَفُصولٍ تُشبِهُ التِبرَ المُذابا
50 وَالجَبَرتِيُّ عَلى فِطنَتِهِ * مَرَّةً يَغبى وَحينًا يَتَغابى
51 مُنصِفٌ ما لَم يَرُض عاطِفَةً * أَو يُعالِجُ لِهَوى النَفسِ غِلابا
52 وَإِذا الحَيُّ تَوَلّى بِالهَوى * سيرَةَ الحَيِّ بَغى فيها وَحابى
53 وَقعَةُ الأَهرامِ جَلَّت مَوقِعًا * وَتَعالَت في المَغازي أَن تُرابا
54 عِظَةُ الماضي وَمُلقى دَرسِهِ * لِعُقولٍ تَجعَلُ الماضي مَثابا
55 مِن بَناتِ الدَهرِ إِلا أَنَّها * تَنشُرُ الدَهرَ وَتَطويهِ كَعابا
56 وَمِنَ الأَيّامِ ما يَبقى وَإِن * أَمعَنَ الأَبطالُ في الدَهرِ احتِجابا
57 هِيَ مِن أَيِّ سَبيلٍ جِئتَها * غايَةٌ في المَجدِ لا تَدنو طِلابا
58 اُنظُرِ الشَرقَ تَجِدها صَرَّفَت * دَولَةَ الشَرقِ استِواءً وَانقِلابا
59 جَلَبَت خَيرًا وَشَرًّا وَسَقَت * أُمَمًا في مَهدِهِم شُهدًا وَصابا
60 في تصيبينَ لَبِسنا حُسنَها * وَعَلى التَلِّ لَبِسناها مَعابا
61 إِنَّ سِربًا زَحَفَ النَسرُ بِهِ * قَطَعَ الأَرضَ بِطاحًا وَهِضابا
62 إِن تَرامَت بَلَدًا عِقبانُهُ * خَطَفَت تاجًا وَاصطادَت عُقابا
63 شَهِدَ الجَيزِيُّ مِنهُم عُصبَةً * لَبِسوا الغارَ عَلى الغارِ اغتِصابا
64 كَذِئابِ القَفرِ مِن طولِ الوَغى * وَاختِلافِ النَقعِ لَونًا وَإِهابا
65 قادَهُمْ لِلفَتحِ في الأَرضِ فَتًى * لَو تَأَنّى حَظَّهُ قادَ الصَحابا
66 غَرَّتِ الناسَ بِهِ نَكبَتُهُ * جَمَعَ الجُرحُ عَلى اللَيثِ الذُبابا
67 بَرَزَت بِالمَنظَرِ الضاحي لَهُمْ * فَيلَقٌ كَالزَهرِ حُسنًا وَالتِهابا
68 حُلِّيَ الفُرسانُ فيها جَوهَرًا * وَجَلالُ الخَيلِ دُرًّا وَذَهابا
69 في سِلاحٍ كَحُلِيِّ الغيدِ ما * لَمَسَت طَعنًا وَلا مَسَّت ضِرابا
70 طَرِحَت مِصرٌ فَكانَت مومِيا * بَينَ لِصَّينِ أَراداها جُذابا
71 نالَها الأَعرَضُ ظَفَرًا مِنهُما * مِن ذِئابِ الحَربِ وَالأَطوَلُ نابا
72 وَبَنو الوادي رِجالاتُ الحِمى * وَقَفوا مِن ساقِهِ الجَيشَ ذُنابى
73 مَوقِفَ العاجِزِ مِن حِلفِ الوَغى * يَحرُسُ الأَحمالَ أَو يَسقي مُصابا

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

قالها بمناسبة تأليف كتاب فتح مصر الحديث لحافظ بك عوني

الصفحات

1 - الأبيات (1-14) في صفحة (17)،

2 - الأبيات (15-32) في صفحة (18)،

3 - الأبيات (33-51) في صفحة (19)،

4 - الأبيات (52-68) في صفحة (20)،

5 - الأبيات (69-73) في صفحة (21)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث