الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ * وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ
1 | حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ | * | وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ |
2 | وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها | * | فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ |
3 | تُسَوِّدُ الشَمسُ مِنّا بيضَ أَوجُهِنا | * | وَلا تُسَوِّدُ بيضَ العُذْرِ وَاللِمَمِ |
4 | وَكانَ حالُهُما في الحُكمِ واحِدَةً | * | لَوِ اِحتَكَمنا مِنَ الدُنيا إِلى حَكَمِ |
5 | وَنَترُكُ الماءَ لا يَنفَكُّ مِن سَفَرٍ | * | ما سارَ في الغَيمِ مِنهُ سارَ في الأَدَمِ |
6 | لا أُبغِضُ العيسَ لَكِنّي وَقَيتُ بِها | * | قَلبي مِنَ الحُزنِ أَو جِسمي مِنَ السَقَمِ |
7 | طَرَدتُ مِن مِصرَ أَيديها بِأَرجُلِها | * | حَتّى مَرَقنَ بِنا مِن جَوشَ وَالعَلَمِ |
8 | تَبرِي لَهُنَّ نَعامُ الدَوِّ مُسرَجَةً | * | تُعارِضُ الجُدُلَ المُرخاةَ بِاللُجُمِ |
9 | في غِلمَةٍ أَخطَروا أَرواحَهُمْ وَرَضوا | * | بِما لَقينَ رِضا الأَيسارِ بِالزَلَمِ |
10 | تَبدو لَنا كُلَّما أَلقَوا عَمائِمَهُمْ | * | عَمائِمٌ خُلِقَت سودًا بِلا لُثُمِ |
11 | بيضُ العَوارِضِ طَعّانونَ مَن لَحِقوا | * | مِنَ الفَوارِسِ شَلّالونَ لِلنَعَمِ |
12 | قَد بَلَّغوا بِقَناهُمْ فَوقَ طاقَتِهِ | * | وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِمْ مِنَ الهِمَمِ |
13 | في الجاهِلِيَّةِ إِلّا أَنَّ أَنفُسَهُمْ | * | مِن طيبِهِنَّ بِهِ في الأَشهُرِ الحُرُمِ |
14 | ناشوا الرِماحَ وَكانَت غَيرَ ناطِقَةٍ | * | فَعَلَّموها صِياحَ الطَيرِ في البُهَمِ |
15 | تَخدي الرِكابُ بِنا بيضًا مَشافِرُها | * | خُضرًا فَراسِنُها في الرُغلِ وَاليَنَمِ |
16 | مَكعومَةً بِسِياطِ القَومِ نَضرِبُها | * | عَن مَنبِتِ العُشبِ نَبغي مَنبِتَ الكَرَمِ |
17 | وَأَينَ مَنبِتُهُ مِن بَعدِ مَنبِتِهِ | * | أَبي شُجاعِ قَريعِ العُرْبِ وَالعَجَمِ |
18 | لا فاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقصِدُهُ | * | وَلا لَهُ خَلَفٌ في الناسِ كُلِّهِمِ |
19 | مَن لا تُشابِهُهُ الأَحياءُ في شِيَمِ | * | أَمسى تُشابِهُهُ الأَمواتُ في الرِّمَمِ |
20 | عَدِمتُهُ وَكَأَنّي سِرتُ أَطلُبُهُ | * | فَما تَزيدُنِيَ الدُنيا عَلى العَدَمِ |
21 | ما زِلتُ أُضحِكُ إِبلي كُلَّما نَظَرَتْ | * | إِلى مَنِ اِختَضَبَتْ أَخفافُها بِدَمِ |
22 | أُسيرُها بَينَ أَصنامٍ أُشاهِدُها | * | وَلا أُشاهِدُ فيها عِفَّةَ الصَنَمِ |
23 | حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي | * | المَجدُ لِلسَيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ |
24 | اِكتُب بِنا أَبَدًا بَعدَ الكِتابِ بِهِ | * | فَإِنَّما نَحنُ لِلأَسيافِ كَالخَدَمِ |
25 | أَسمَعتِني وَدَوائي ما أَشَرتِ بِهِ | * | فَإِن غَفِلتُ فَدائي قِلَّةُ الفَهَمِ |
26 | مَنِ اِقتَضى بِسِوى الهِندِيِّ حاجَتَهُ | * | أَجابَ كُلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بِلَمِ |
27 | تَوَهَّمَ القَومُ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا | * | وَفي التَقَرُّبِ ما يَدعو إِلى التُّهَمِ |
28 | وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً | * | بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ |
29 | فَلا زِيارَةَ إِلّا أَن تَزورَهُمُ | * | أَيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصقولَةِ الخُذُمِ |
30 | مِن كُلِّ قاضِيَّةٍ بِالمَوتِ شَفرَتُهُ | * | ما بَينَ مُنتَقَمٍ مِنهُ وَمُنتَقِمِ |
31 | صُنّا قَوائِمَها عَنهُمْ فَما وَقَعَتْ | * | مَواقِعَ اللُؤمِ في الأَيدي وَلا الكَزَمِ |
32 | هَوِّن عَلى بَصَرٍ ما شَقَّ مَنظَرُهُ | * | فَإِنَّما يَقَظاتُ العَينِ كَالحُلُمِ |
33 | وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ | * | شَكوى الجَريحِ إِلى الغِربانِ وَالرَخَمِ |
34 | وَكُن عَلى حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ | * | وَلا يَغُرُّكَ مِنهُمْ ثَغرُ مُبتَسِمُ |
35 | غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ | * | وَأَعوَزَ الصِدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ |
36 | سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها | * | فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةَ الأَلَمِ |
37 | الدَهرُ يَعجَبُ مِن حَملي نَوائِبَهُ | * | وَصَبرِ جِسمي عَلى أَحداثِهِ الحُطُمِ |
38 | وَقتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدَّتَهُ | * | في غَيرِ أُمَّتِهِ مِن سالِفِ الأُمَمِ |
39 | أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ | * | فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (4/155-163) - البحر:: بسيط
- الروي:: ميم
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-8) في صفحة (156)،
3 - الأبيات (9-14) في صفحة (157)،
4 - الأبيات (15-18) في صفحة (158)،
5 - الأبيات (19-23) في صفحة (159)،
6 - الأبيات (24-26) في صفحة (160)،
7 - الأبيات (27-31) في صفحة (161)،
8 - الأبيات (22-35) في صفحة (162)،
9 - الأبيات (36-39) في صفحة (163)،