الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ * هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
1 | الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ | * | هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني |
2 | فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ | * | بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ |
3 | وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ | * | بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ |
4 | لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ | * | أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ |
5 | وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَتْ | * | أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ |
6 | لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ | * | لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ |
7 | خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرِي | * | أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ |
8 | وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلا | * | أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ |
9 | تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ | * | أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ |
10 | وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في الـ | * | ـهَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ |
11 | قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد | * | إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ |
12 | كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ | * | في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ |
13 | إِن خُلِّيَتْ رُبِطَتْ بِآدابِ الوَغى | * | فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ |
14 | في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ | * | فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ |
15 | يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ | * | كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ |
16 | فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ | * | يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ |
17 | حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحًا | * | يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ |
18 | يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ | * | يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ |
19 | وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ | * | تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ |
20 | رَكَضَ الأَميرُ وَكَاللُجَينِ حَبابُهُ | * | وَثَنى الأَعِنَّةَ وَهوَ كَالعِقيانِ |
21 | فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فَوقَهُ | * | وَبَنى السَفينَ لَهُ مِنَ الصُلبانِ |
22 | وَحَشاهُ عادِيَةً بِغَيرِ قَوائِمٍ | * | عُقمَ البُطونِ حَوالِكَ الأَلوانِ |
23 | تَأتي بِما سَبَتِ الخُيولُ كَأَنَّها | * | تَحتَ الحِسانِ مَرابِضُ الغِزلانِ |
24 | بَحرٌ تَعَوَّدَ أَن يُذِمَّ لِأَهلِهِ | * | مِن دَهرِهِ وَطَوارِقِ الحَدَثانِ |
25 | فَتَرَكتَهُ وَإِذا أَذَمَّ مِنَ الوَرى | * | راعاكَ وَاِستَثنى بَني حَمدانِ |
26 | المُخفِرينَ بِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ | * | ذِمَمَ الدُروعِ عَلى ذَوي التيجانِ |
27 | مُتَصَعلِكينَ عَلى كَثافَةِ مُلكِهِم | * | مُتَواضِعينَ عَلى عَظيمِ الشانِ |
28 | يَتَقَيَّلونَ ظِلالَ كُلِّ مُطَهَّمٍ | * | أَجَلِ الظَليمِ وَرِبقَةِ السَرحانِ |
29 | خَضَعَت لِمُنصُلِكَ المَناصِلُ عَنوَةً | * | وَأَذَلَّ دينُكَ سائِرَ الأَديانِ |
30 | وَعَلى الدُروبِ وَفي الرُجوعِ غَضاضَةٌ | * | وَالسَيرُ مُمتَنِعٌ مِنَ الإِمكانِ |
31 | وَالطُرْقُ ضَيِّقَةُ المَسالِكِ بِالقَنا | * | وَالكُفرُ مُجتَمِعٌ عَلى الإيمانِ |
32 | نَظَروا إِلى زُبَرِ الحَديدِ كَأَنَّما | * | يَصعَدنَ بَينَ مَناكِبِ العِقبانِ |
33 | وَفَوارِسٍ يُحَيِ الحِمامُ نُفوسَها | * | فَكَأَنَّها لَيسَت مِنَ الحَيَوانِ |
34 | ما زِلتَ تَضرِبُهُمْ دِراكًا في الذُرى | * | ضَربًا كَأَنَّ السَيفَ فيهِ اِثنانِ |
35 | خَصَّ الجَماجِمَ وَالوُجوهَ كَأَنَّما | * | جاءَتْ إِلَيكَ جُسومُهُمْ بِأَمانِ |
36 | فَرَمَوا بِما يَرمونَ عَنهُ وَأَدبَروا | * | يَطَؤونَ كُلَّ حَنِيَّةٍ مِرنانِ |
37 | يَغشاهُمُ مَطَرُ السَحابِ مُفَصَّلاً | * | بِمُثَقَّفٍ وَمُهَنَّدٍ وَسِنانِ |
38 | حُرِموا الَّذي أَمِلوا وَأَدرَكَ مِنهُمُ | * | آمالَهُ مَن عادَ بِالحِرمانِ |
39 | وَإِذا الرِماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ | * | شَغَلَتهُ مُهجَتُهُ عَنِ الإِخوانِ |
40 | هَيهاتَ عاقَ عَنِ العِوادِ قَواضِبٌ | * | كَثُرَ القَتيلُ بِها وَقَلَّ العاني |
41 | وَمُهَذَّبٌ أَمَرَ المَنايا فيهِمُ | * | فَأَطَعنَهُ في طاعَةِ الرَحمَنِ |
42 | قَد سَوَّدَتْ شَجَرَ الجِبالِ شُعورُهُمْ | * | فَكَأَنَّ فيهِ مُسِفَّةَ الغِربانِ |
43 | وَجَرى عَلى الوَرَقِ النَجيعُ القاني | * | فَكَأَنَّهُ النارَنجُ في الأَغصانِ |
44 | إِنَّ السُيوفَ مَعَ الَّذينَ قُلوبُهُمْ | * | كَقُلوبِهِنَّ إِذا اِلتَقى الجَمعانِ |
45 | تَلقى الحُسامَ عَلى جَراءَةِ حَدِّهِ | * | مِثلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ |
46 | رَفَعَتْ بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَتْ | * | قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ |
47 | أَنسابُ فَخرِهِمُ إِلَيكَ وَإِنَّما | * | أَنسابُ أَصلِهِمُ إِلى عَدنانِ |
48 | يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ | * | أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ |
49 | فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري | * | وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (4/174-185) - البحر:: كامل
- الروي:: نون
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-9) في صفحة (175)،
3 - الأبيات (10-14) في صفحة (176)،
4 - الأبيات (15-19) في صفحة (177)،
5 - الأبيات (20-23) في صفحة (178)،
6 - الأبيات (24-28) في صفحة (179)،
7 - البيتان (29-30) في صفحة (180)،
8 - الأبيات (31-33) في صفحة (181)،
9 - الأبيات (34-38) في صفحة (182)،
10 - الأبيات (39-42) في صفحة (183)،
11- الأبيات (42-46) في صفحة (184)،
12 - الأبيات (47-49) في صفحة (185)،