الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ * بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ وحَوْمَلِ
2 فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا * لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
3 تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا * وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
4 كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا * لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
5 وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ * يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ
6 وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ إِنْ سَفَحْتُهَا * وَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
7 كَدَيْنِكَ مِنْ أُمِّ الحُويَرِثِ قَبْلَهَا * وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ
8 فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً * عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
9 أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ * وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
10 وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ * فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ
11 يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا * وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
12 وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ * فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
13 تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا * عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
14 فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ * وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ
15 فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا * فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ
16 إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ * بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ
17 وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ * عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
18 أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ * وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي
19 وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ * فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
20 أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي * وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ
21 وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي * بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
22 وَبَيْضَةِِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا * تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ
23 تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍ * عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
24 إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ * تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ
25 فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لنَوْمٍ ثِيَابَهَا * لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
26 فَقَالَتْ يَمُيْنَ اللهَ ما لَكَ حِيْلَةٌ * وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ العَمَايَةَ تَنْجَلِي
27 خَرَجْتُ بِهَا تَمْشِيْ تَجُرُّ وَرَاءَنَا * عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
28 فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى * بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِيْ رُكَامٍ عَقَنْقَلِ
29 إِذَا التَفَتَتْ نَحْوِيْ تَضَوَّعَ رِيْحُهَا * نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
30 إِذَا قُلْتُ هَاتِيْ نَوِّلِيْنِيْ تَمَايَلَتْ * عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشَحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
31 مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ * تَرَائِبُهَا مَصْقُوْلَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
32 كِبِكْرِ مُقَانَاةِ البَيَاضِ بِصُفْرَةٍ * غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرِ المُحَلَّلِِ
33 تَصُدُّ وَتُبْدِيْ عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتَّقِيْ * بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ
34 وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ * إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
35 وَفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْودَ فَاحِمٍ * أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
36 غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلا * تَضِلُّ المَدَارَى في مُثَنًى وَمُرْسَلِ
37 وَكَشْحٍ لَطِيْفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ * وَسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ
38 وَتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ * أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاوِيْكُ إِسْحِلِ
39 تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا * مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ
40 وَتُضْحِيْ فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا * نَؤُوْمُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
41 إِلى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً * إِذَا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ
42 تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا * وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل
43 ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه * نصيح على تعذَاله غير مؤتل
44 وليل كموج البحر أرخى سدولهُ * عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
45 فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بجوزه * وأردف أعجازا وناء بكلكل
46 ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي * بصُبْحٍ وما الإصْباحَ فيك بأمثَلِ
47 فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ * بكل مغار الفتل شدت بيذبل
48 كأنَّ الثريا علقت في مصامها * بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
49 وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها * بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ
50 مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معًا * كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
51 كميت يزل اللبد عن حال متنه * كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ
52 مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى * أثرنَ غبارًا بالكديد المركل
53 على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ * إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
54 يطيرُ الغلامُ الخفُّ عن صهواته * وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ
55 دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ * تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
56 لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة * وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تتفلِ
57 كأن على الكتفين منه إذا انتحى * مَداكَ عَروسٍ أوْ صَرية َ حنظلِ
58 وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ * وباتَ بعيني قائمًا غير مرسل
59 فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه * عَذارَى دَوارٍ في المُلاءِ المُذَيَّلِ
60 فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه * بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ
61 فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ * جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل
62 فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ * دِراكًا ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
63 فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ * صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
64 ورُحنا وراحَ الطرفُ ينفض رأسه * متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تسهل
65 كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره * عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
66 وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه * بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
67 أحار ترى برقًا كأن وميضه * كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
68 يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ * أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
69 قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر * وبين إكام بعد ما متأمل
70 وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة * يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
71 وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة * وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ
72 كأن طمية المجيمر غدوةً * من السَّيلِ والغثاء فَلكة ُ مِغزَلِ
73 كأنَّ أبانًا في أفانينِ ودقهِ * كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
74 وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ * نزول اليماني ذي العياب المخوَّل
75 كأنّ سباعًا فيهِ غَرْقَى غدية * بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ
76 على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ * وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
77 وألقى ببسيان مع الليل بركه * فانزل منه العصم من كل منزل

بيانات القصيدة

ملحوظة

هذه معلقة امرئ القيس، وهي برواية الأصمعي

الرابط المختصر