الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 عَدُوُّكَ مَذمومٌ بِكُلِّ لِسانِ * وَلَو كانَ مِن أَعدائِكَ القَمَرانِ
2 وَلِلَّهِ سِرٌّ في عُلاكَ وَإِنَّما * كَلامُ العِدا ضَربٌ مِنَ الهَذَيانِ
3 أَتَلتَمِسُ الأَعداءُ بَعدَ الَّذي رَأَتْ * قِيامَ دَليلٍ أَو وُضوحَ بَيانِ
4 رَأَت كُلَّ مَن يَنوي لَكَ الغَدرَ يُبتَلى * بِغَدرِ حَياةٍ أَو بِغَدرِ زَمانِ
5 بِرَغمِ شَبيبٍ فارَقَ السَيفُ كَفَّهُ * وَكانا عَلى العِلّاتِ يَصطَحِبانِ
6 كَأَنَّ رِقابَ الناسِ قالَت لِسَيفِهِ * رَفيقُكَ قَيسِيٌّ وَأَنتَ يَمانِ
7 فَإِن يَكُ إِنسانًا مَضى لِسَبيلِهِ * فَإِنَّ المَنايا غايَةُ الحَيَوانِ
8 وَما كانَ إِلّا النارَ في كُلِّ مَوضِعٍ * تُثيرُ غُبارًا في مَكانِ دُخانِ
9 فَنالَ حَياةً يَشتَهيها عَدوُّهُ * وَمَوتًا يُشَهِّي المَوتَ كُلَّ جَبانِ
10 نَفى وَقعَ أَطرافِ الرِماحِ بِرُمحِهِ * وَلَم يَخشَ وَقعَ النَجمِ وَالدَّبَرانِ
11 وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ فَوقَ شَواتِهِ * مُعارُ جَناحٍ مُحسِنِ الطَيَرانِ
12 وَقَد قَتَلَ الأَقرانَ حَتّى قَتَلتَهُ * بِأَضعَفِ قِرْنٍ في أَذَلِّ مَكانِ
13 أَتَتهُ المَنايا في طَريقٍ خَفِيَّةٍ * عَلى كُلِّ سَمعٍ حَولَهُ وَعِيانِ
14 وَلَو سَلَكَتْ طُرْقَ السِلاحِ لَرَدَّها * بِطولِ يَمينٍ وَاتِّساعِ جَنانِ
15 تَقَصَّدَهُ المِقدارُ بَينَ صِحابِهِ * عَلى ثِقَةٍ مِن دَهرِهِ وَأَمانِ
16 وَهَل يَنفَعُ الجَيشُ الكَثيرُ التِفافُهُ * عَلى غَيرِ مَنصورٍ وَغَيرِ مُعانِ
17 وَدى ما جَنى قَبلَ المَبيتِ بِنَفسِهِ * وَلَم يَدِهِ بِالجامِلِ العَكَنانِ
18 أَتُمسِكُ ما أَولَيتَهُ يَدُ عاقِلٍ * وَتُمسِكُ في كُفرانِهِ بِعِنانِ
19 وَيَركَبُ ما أَركَبتَهُ مِن كَرامَةٍ * وَيَركَبُ لِلعِصيانِ ظَهرَ حِصانِ
20 ثَنى يَدَهُ الإِحسانُ حَتّى كَأَنَّها * وَقَد قُبِضَت كانَت بِغَيرِ بَنانِ
21 وَعِندَ مَنِ اليَومَ الوَفاءُ لِصاحِبٍ * شَبيبٌ وَأَوفى مَن تَرى أَخَوانِ
22 قَضى اللَهُ يا كافورُ أَنَّكَ أَوَّلٌ * وَلَيسَ بِقاضٍ أَن يُرى لَكَ ثانِ
23 فَما لَكَ تَختارُ القِسِيَّ وَإِنَّما * عَنِ السَعدِ يَرمي دونَكَ الثَقَلانِ
24 وَمالَكَ تُعنى بِالأَسِنَّةِ وَالقَنا * وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنانِ
25 وَلِم تَحمِلُ السَيفَ الطَويلَ نِجادُهُ * وَأَنتَ غَنِيٌّ عَنهُ بِالحَدَثانِ
26 أَرِد لي جَميلًا جُدتَ أَو لَم تَجُد بِهِ * فَإِنَّكَ ما أَحبَبتَ فيَّ أَتاني
27 لَوِ الفَلَكَ الدَوّارَ أَبغَضتَ سَعيَهُ * لَعَوَّقَهُ شَيءٌ عَنِ الدَوَرانِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يذكر خروج شبيب ومخالفته كافورا

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (242)،
2 - الأبيات (4-9) في صفحة (243)،
3 - الأبيات (10-13) في صفحة (244)،
4 - الأبيات (14-17) في صفحة (245)،
5 - الأبيات (18-22) في صفحة (246)،
6 - الأبيات (23-27) في صفحة (247)،

الرابط المختصر