1 |
أَمِنَ ازدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ |
* |
إِذ حَيثُ كنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ |
2 |
قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها |
* |
وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ |
3 |
أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني |
* |
عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ |
4 |
وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ |
* |
قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ |
5 |
مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً |
* |
فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ |
6 |
نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما |
* |
تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ |
7 |
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت |
* |
وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ |
8 |
وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ |
* |
أَلاّ تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ |
9 |
شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي |
* |
صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ |
10 |
فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِدًا في نَيِّها |
* |
إِسآدَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ |
11 |
أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها |
* |
مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ |
12 |
يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى |
* |
فيها كَما تَتَلَوَّنُ الحِرباءُ |
13 |
بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ |
* |
شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ |
14 |
وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها |
* |
وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ |
15 |
لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي |
* |
فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ |
16 |
وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ |
* |
سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ |
17 |
جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى |
* |
بُهِتَت فَلَمْ تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ |
18 |
في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ |
* |
حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ |
19 |
وَلِكُلِّ عَينٍ قُرَّةٌ في قُربِهِ |
* |
حَتّى كَأَنَّ مَغيبَهُ الأَقذاءُ |
20 |
مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي |
* |
في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ |
21 |
في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ |
* |
في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ |
22 |
وَإِغارَةٌ فيما احتَواهُ كَأَنَّما |
* |
في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ |
23 |
مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِمْ |
* |
أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ |
24 |
وَنَذيمُهُمْ وَبِهِمْ عَرَفنا فَضلَهُ |
* |
وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ |
25 |
مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ |
* |
في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ |
26 |
فَالسِّلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ |
* |
بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ |
27 |
يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى |
* |
وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ |
28 |
مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى |
* |
فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ |
29 |
وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ |
* |
مُتَمَثِّلًا لِوُفودِهِ ما شاؤوا |
30 |
يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ |
* |
إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها استِجداءُ |
31 |
احمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِمْ |
* |
فَلَتَركُ ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ |
32 |
لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ |
* |
إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ |
33 |
وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ |
* |
حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ |
34 |
لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اقـ |
* |
ـتَرَعَت وَنازَعَتِ اسمَكَ الأَسماءُ |
35 |
فَغَدَوتَ وَاسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ |
* |
وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ |
36 |
لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ |
* |
وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ |
37 |
وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلًا |
* |
لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ |
38 |
أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ |
* |
وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ |
39 |
فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ |
* |
وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ |
40 |
فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ |
* |
وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ |
41 |
وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً |
* |
لِلشاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ |
42 |
وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ |
* |
يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ |
43 |
لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما |
* |
حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ |
44 |
لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا |
* |
إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ |
45 |
فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا |
* |
أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ |
46 |
وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ |
* |
وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ |
47 |
لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو |
* |
عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ |